ارتباط الظاهر بالباطن • قال ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: إذا ...
ارتباط الظاهر بالباطن
• قال ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان
من مصائد الشيطان: إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق، وانصبغ بذلك صبغاً تاماً، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك: من القردة، والخنازير، وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بدواً خفياً ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهراً على الوجه، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة، كما قلب الهيئة الباطنة، ومن له فراسة تامة يرى على الناس مسخاً من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن، فقل أن ترى محتالاً مكاراً مخادعاً ختاراً إلا وعلى وجهه مسخة قرد، وقال أن ترى رافضياً إلا وعلى وجهه مسخة خنزير، وقال أن ترى شرهاً نهماً، نفسه نفس كلبية إلا وعلى وجهه مسخة كلب.
فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط، فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورة الظاهرة، ولهذا خوف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من سابق الإمام في الصلاة بأن يجعل الله صورته صورة حمار، لمشابهته الحمار في الباطن، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام، إلا فساد صلاته، وبطلان أجره، فإنه لا يسلم قبله فهو شبه الحمار في البلادة، وعدم الفطنة.
• قال ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان
من مصائد الشيطان: إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق، وانصبغ بذلك صبغاً تاماً، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك: من القردة، والخنازير، وغيرهما، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه حتى يبدو على صفحات وجهه بدواً خفياً ثم يقوى ويتزايد حتى يصير ظاهراً على الوجه، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة، كما قلب الهيئة الباطنة، ومن له فراسة تامة يرى على الناس مسخاً من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن، فقل أن ترى محتالاً مكاراً مخادعاً ختاراً إلا وعلى وجهه مسخة قرد، وقال أن ترى رافضياً إلا وعلى وجهه مسخة خنزير، وقال أن ترى شرهاً نهماً، نفسه نفس كلبية إلا وعلى وجهه مسخة كلب.
فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط، فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس قويت على قلب الصورة الظاهرة، ولهذا خوف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من سابق الإمام في الصلاة بأن يجعل الله صورته صورة حمار، لمشابهته الحمار في الباطن، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام، إلا فساد صلاته، وبطلان أجره، فإنه لا يسلم قبله فهو شبه الحمار في البلادة، وعدم الفطنة.