الشبهة الخامسة القول بأن الطواغيت وجنودهم إنما يأخذون بكلام شيوخهم، وهذه حجة باطلة فإن التقليد ...

الشبهة الخامسة

القول بأن الطواغيت وجنودهم إنما يأخذون بكلام شيوخهم، وهذه حجة باطلة فإن التقليد والأخذ بالقول الباطل الذي يخالف أصول الإسلام لا يكون عذرا في فعل الكفر والمعاصي، فإن الاحتجاج بتقليد العلماء الذين يحرفون دين الله هي عين الحجة التي احتج بها المشركون من قبل على عدم قبول الإسلام من الأنبياء كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِن نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أَمْةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}، وقال سبحانه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أنزَلَ اللهَ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعَ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}، ففتوى المنتسب للعلم لا تجعل الكفر إسلاما ولا الحرام حلالا ولا تغير أحكام الشريعـة الثابتة ولا تكون عذرا لمن أخذ بقوله.