عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً • غزوة مباركة جديدة وفق الله المجاهدين إليها، وآتت أكلها ...
منذ 2024-12-15
عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً
• غزوة مباركة جديدة وفق الله المجاهدين إليها، وآتت أكلها -بفضل الله- كما أريد منها، وأوقعت في أعداء الله من المشركين نكاية عظيمة، نسأل الله أن يتقبل إخواننا جنود الخلافة منفذي عملية بروكسل في الشهداء، ويتقبل منهم أعمالهم، إنه هو السميع العليم.
ولو نظرنا إلى هذه الغزوة بعين فاحصة لوجدنا أن آثارها غير المباشرة تفوق بكثير ما حُقّق من قتل للعشرات من رعايا الدول الصليبية، وإصابة وجرح المئات منهم، وتعطيل الحياة في مدنهم، وتكبيدهم خسائر اقتصادية هائلة.
وربما يكون أهم نتائجها على الإطلاق أنها أظهرت هشاشة النظم الأمنية للدول الأوروبية التي تزعم أنها الأقوى في العالم، وذلك من خلال نوع العملية، وزمانها، ومكانها، والظروف المحيطة بها، وطبيعة المنفذين لها، وكل هذه الأمور وإن كانت تكشف عن توفيق الله -سبحانه وتعالى- لجنود الخلافة القائمين عليها في كل مراحلها من تخطيط وإعداد وتنفيذ، فإنها تكشف بدرجة أكبر عن وهم كبير صنعه الإعلام ورسخه في أذهان الناس عن استحالة اختراق الإجراءات الأمنية للدول الصليبية، وتوجيه ضربات موجعة لها.
فمن حيث مكان الغزوة، فإنه من المفترض أن تكون بلجيكا بشكل عام مكانا غير مناسب من الناحية الأمنية لتنفيذ أي عملية، وذلك بسبب الاستنفار الكبير فيها، الذي بدأ بعد غزوة باريس المباركة مباشرة، واستمر دون انقطاع حتى يوم العملية، ومما يزيد من وضوح خطورة العمل في بروكسل بالذات أن عيون المخابرات العالمية والأوروبية كانت كلها منصبة عليها، باعتبارها مركز التخطيط لعمليات الدولة الإسلامية في أوروبا حسب ظنهم، وقد جرت فيها الكثير من عمليات المداهمة بحثا عمن يظنونهم القائمين على عمليات باريس أو المخططين المحتملين لعمليات مستقبلية، فلذلك فإن تنفيذ أي عمل في هذه المنطقة تحت الاستنفار الأمني الكبير دلالة على أن احتياطاتهم في أعلى درجاتها لن تغني عنهم -بإذن الله- شيئا، وأن المجاهدين إن عزموا على استهدافهم بما يتوفر لديهم من أسباب وتوكلوا على الله، فسييسر الله لهم اختراق تلك الإجراءات الأمنية، والنجاح في تنفيذ عملياتهم وإحداث النكاية الكبيرة في أعدائهم.
ومما يزيد من تأكيد هذه الحقيقة أن منفذي غزوة بروكسل الأخيرة لم يختاروا أهدافا سهلة، بل نفذوا ضرباتهم في مطارها الدولي الذي يفترض أن يكون شديد التحصين في الحالات العادية فضلا عن ظروف الاستنفار الأمني، وما أشيع عن تحذيرات وصلت لأجهزة المخابرات البلجيكية بخصوص عمليات محتملة، فتنفيذ الهجوم داخل المطار تم بنجاح رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت موضوعة حوله وداخله، وهذا محض توفيق الله -سبحانه وتعالى- للإخوة، وكذلك فإن محطات القطارات لا تقل تشديدا عن المطارات، خاصة إذا تذكّرنا عدد المرات التي أخليت فيها هذه المحطات في أوروبا خوفا من استهدافها خلال الشهور الماضية، بل كان الإجراء الأول عادة لأجهزة الأمن الأوروبية هو تأمينها أو إيقافها عن العمل لفترات طويلة.
ويزيد من إثبات فشل إجراءاتهم الأمنية ما صرحت به أجهزة مخابراتهم من أن الهجوم داخل المطار استُخدمت فيه بندقية هجومية تمكن أحد المجاهدين من إدخالها إلى داخل صالة المطار، واستخدمها في قتل عدد ممن استهدفهم بالهجوم قبل تفجير الحزامين، وإحداث مقتلة عظيمة فيمن تم استهدافهم من رعايا الدول الصليبية، فإدخال سلاح ناري إلى هذا المكان الخاضع لإجراءات مشددة، يوضح حقيقة الوهم عن إمكانية إحكام تأمين أي مكان بشكل تام.
فإذا أضفنا إلى هذه الحقائق ما روي عن مزاعم تركية ويونانية من توجيههم التحذيرات إلى أجهزة المخابرات البلجيكية حول بعض المشاركين في الهجوم، فإن هذا زيادة في إثبات قدرة الإخوة -حتى المطلوبين والمراقبين منهم- على التخلص من الحواجز الأمنية الهشة للدول الأوروبية، وتنفيذ عمليات ناجحة في أراضيها، ولنا في قصتي الأخوين أبي محارب المهاجر الذي أطلق عليه الغرب لقب «الجهادي جون» وأبي عمر البلجيكي مثالان مناسبان على ذلك، فالأول تمكن من الوصول إلى أرض الدولة الإسلامية، بعد أن عبر عدة دول أوروبية، رغم أنه كان ممنوعا من السفر، وموضوعا تحت المراقبة من قبل المخابرات البريطانية التي تعتبر من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، والثاني سبق له أن خرج من فرنسا للالتحاق بالجهاد في الشام، ثم العودة إلى فرنسا لتنفيذ عمليات فيها، ثم الخروج منها ثانية بعد انكشاف أمره في المحاولة الأولى، ثم العودة إليها والنجاح في المشاركة في غزوة باريس، وكل هذا باختراق الإجراءات الأمنية الفاشلة للمخابرات الأوروبية، التي كانت تبحث عنه، ووضعته على قوائم الاغتيال لتقلته الطائرات المسيرة في شوارع الموصل، أو في صحراء الأنبار، أو أي مكان تعثر عليه فيه.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً
• غزوة مباركة جديدة وفق الله المجاهدين إليها، وآتت أكلها -بفضل الله- كما أريد منها، وأوقعت في أعداء الله من المشركين نكاية عظيمة، نسأل الله أن يتقبل إخواننا جنود الخلافة منفذي عملية بروكسل في الشهداء، ويتقبل منهم أعمالهم، إنه هو السميع العليم.
ولو نظرنا إلى هذه الغزوة بعين فاحصة لوجدنا أن آثارها غير المباشرة تفوق بكثير ما حُقّق من قتل للعشرات من رعايا الدول الصليبية، وإصابة وجرح المئات منهم، وتعطيل الحياة في مدنهم، وتكبيدهم خسائر اقتصادية هائلة.
وربما يكون أهم نتائجها على الإطلاق أنها أظهرت هشاشة النظم الأمنية للدول الأوروبية التي تزعم أنها الأقوى في العالم، وذلك من خلال نوع العملية، وزمانها، ومكانها، والظروف المحيطة بها، وطبيعة المنفذين لها، وكل هذه الأمور وإن كانت تكشف عن توفيق الله -سبحانه وتعالى- لجنود الخلافة القائمين عليها في كل مراحلها من تخطيط وإعداد وتنفيذ، فإنها تكشف بدرجة أكبر عن وهم كبير صنعه الإعلام ورسخه في أذهان الناس عن استحالة اختراق الإجراءات الأمنية للدول الصليبية، وتوجيه ضربات موجعة لها.
فمن حيث مكان الغزوة، فإنه من المفترض أن تكون بلجيكا بشكل عام مكانا غير مناسب من الناحية الأمنية لتنفيذ أي عملية، وذلك بسبب الاستنفار الكبير فيها، الذي بدأ بعد غزوة باريس المباركة مباشرة، واستمر دون انقطاع حتى يوم العملية، ومما يزيد من وضوح خطورة العمل في بروكسل بالذات أن عيون المخابرات العالمية والأوروبية كانت كلها منصبة عليها، باعتبارها مركز التخطيط لعمليات الدولة الإسلامية في أوروبا حسب ظنهم، وقد جرت فيها الكثير من عمليات المداهمة بحثا عمن يظنونهم القائمين على عمليات باريس أو المخططين المحتملين لعمليات مستقبلية، فلذلك فإن تنفيذ أي عمل في هذه المنطقة تحت الاستنفار الأمني الكبير دلالة على أن احتياطاتهم في أعلى درجاتها لن تغني عنهم -بإذن الله- شيئا، وأن المجاهدين إن عزموا على استهدافهم بما يتوفر لديهم من أسباب وتوكلوا على الله، فسييسر الله لهم اختراق تلك الإجراءات الأمنية، والنجاح في تنفيذ عملياتهم وإحداث النكاية الكبيرة في أعدائهم.
ومما يزيد من تأكيد هذه الحقيقة أن منفذي غزوة بروكسل الأخيرة لم يختاروا أهدافا سهلة، بل نفذوا ضرباتهم في مطارها الدولي الذي يفترض أن يكون شديد التحصين في الحالات العادية فضلا عن ظروف الاستنفار الأمني، وما أشيع عن تحذيرات وصلت لأجهزة المخابرات البلجيكية بخصوص عمليات محتملة، فتنفيذ الهجوم داخل المطار تم بنجاح رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت موضوعة حوله وداخله، وهذا محض توفيق الله -سبحانه وتعالى- للإخوة، وكذلك فإن محطات القطارات لا تقل تشديدا عن المطارات، خاصة إذا تذكّرنا عدد المرات التي أخليت فيها هذه المحطات في أوروبا خوفا من استهدافها خلال الشهور الماضية، بل كان الإجراء الأول عادة لأجهزة الأمن الأوروبية هو تأمينها أو إيقافها عن العمل لفترات طويلة.
ويزيد من إثبات فشل إجراءاتهم الأمنية ما صرحت به أجهزة مخابراتهم من أن الهجوم داخل المطار استُخدمت فيه بندقية هجومية تمكن أحد المجاهدين من إدخالها إلى داخل صالة المطار، واستخدمها في قتل عدد ممن استهدفهم بالهجوم قبل تفجير الحزامين، وإحداث مقتلة عظيمة فيمن تم استهدافهم من رعايا الدول الصليبية، فإدخال سلاح ناري إلى هذا المكان الخاضع لإجراءات مشددة، يوضح حقيقة الوهم عن إمكانية إحكام تأمين أي مكان بشكل تام.
فإذا أضفنا إلى هذه الحقائق ما روي عن مزاعم تركية ويونانية من توجيههم التحذيرات إلى أجهزة المخابرات البلجيكية حول بعض المشاركين في الهجوم، فإن هذا زيادة في إثبات قدرة الإخوة -حتى المطلوبين والمراقبين منهم- على التخلص من الحواجز الأمنية الهشة للدول الأوروبية، وتنفيذ عمليات ناجحة في أراضيها، ولنا في قصتي الأخوين أبي محارب المهاجر الذي أطلق عليه الغرب لقب «الجهادي جون» وأبي عمر البلجيكي مثالان مناسبان على ذلك، فالأول تمكن من الوصول إلى أرض الدولة الإسلامية، بعد أن عبر عدة دول أوروبية، رغم أنه كان ممنوعا من السفر، وموضوعا تحت المراقبة من قبل المخابرات البريطانية التي تعتبر من أقوى أجهزة المخابرات في العالم، والثاني سبق له أن خرج من فرنسا للالتحاق بالجهاد في الشام، ثم العودة إلى فرنسا لتنفيذ عمليات فيها، ثم الخروج منها ثانية بعد انكشاف أمره في المحاولة الأولى، ثم العودة إليها والنجاح في المشاركة في غزوة باريس، وكل هذا باختراق الإجراءات الأمنية الفاشلة للمخابرات الأوروبية، التي كانت تبحث عنه، ووضعته على قوائم الاغتيال لتقلته الطائرات المسيرة في شوارع الموصل، أو في صحراء الأنبار، أو أي مكان تعثر عليه فيه.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً