عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً • ويزيد من إثبات فشل إجراءاتهم الأمنية ما صرحت به أجهزة ...
منذ 2024-12-15
عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً
• ويزيد من إثبات فشل إجراءاتهم الأمنية ما صرحت به أجهزة مخابراتهم من أن الهجوم داخل المطار استُخدمت فيه بندقية هجومية تمكن أحد المجاهدين من إدخالها إلى داخل صالة المطار واستخدمها في قتل عدد ممن استهدفهم بالهجوم قبل تفجير الحزامين وإحداث مقتلة عظيمة فيمن تم استهدافهم من رعايا الدول الصليبية فإدخال سلاح ناري إلى هذا المكان الخاضع لإجراءات مشددة يوضح حقيقة الوهم عن إمكانية إحكام تأمين أي مكان بشكل تام.
فإذا أضفنا إلى هذه الحقائق ما روي عن مزاعم تركية ويونانية من توجيههم التحذيرات إلى أجهزة المخابرات البلجيكية حول بعض المشاركين في الهجوم فإن هذا زيادة في إثبات قدرة الإخوة -حتى المطلوبين والمراقبين منهم- على التخلص من الحواجز الأمنية الهشة للدول الأوروبية وتنفيذ عمليات ناجحة في أراضيها ولنا في قصتي الأخوين أبي محارب المهاجر الذي أطلق عليه الغرب لقب «الجهادي جون» وأبي عمر البلجيكي مثالان مناسبان على ذلك فالأول تمكن من الوصول إلى أرض الدولة الإسلامية بعد أن عبر عدة دول أوروبية رغم أنه كان ممنوعا من السفر وموضوعا تحت المراقبة من قبل المخابرات البريطانية التي تعتبر من أقوى أجهزة المخابرات في العالم والثاني سبق له أن خرج من فرنسا للالتحاق بالجهاد في الشام ثم العودة إلى فرنسا لتنفيذ عمليات فيها ثم الخروج منها ثانية بعد انكشاف أمره في المحاولة الأولى ثم العودة إليها والنجاح في المشاركة في غزوة باريس وكل هذا باختراق الإجراءات الأمنية الفاشلة للمخابرات الأوروبية التي كانت تبحث عنه ووضعته على قوائم الاغتيال لتقلته الطائرات المسيرة في شوارع الموصل أو في صحراء الأنبار أو أي مكان تعثر عليه فيه.
الجانب الآخر في أهمية العملية كمادة للدراسة والتحليل هو إثبات أن المجاهدين الذين كانوا مقيمين في تلك البلدان هم الأقدر على تنفيذ العمليات الناجحة فيها لا بسبب معرفتهم بلغة البلاد وطبائع أهلها فحسب وإنما لمعرفتهم بحقيقة الأوهام التي يتم ترسيخها في أذهان الناس عن القدرات الأسطورية لأجهزة المخابرات عموما والأوروبية منها خصوصا.
الجهاد في سبيل الله يحطم أوهام المخابرات
إن أجهزة المخابرات على العموم تستخدم الردع الأمني كواحد من أهم الأساليب التي تطبقها لمنع الناس من التفكير في اختراق المنظومة الأمنية وذلك بإقناعهم باستحالة نجاح أي عمل لسبب بسيط هو أن المخابرات تعرف «كل شيء» -كما يُصوّرون الأمر- وقادرة على إحباط أي عمل ضدها وهو في مراحله الأولى وهذا وهم كبير تعمل الدول على ترسيخه في أذهان من تحت أيديها من الناس وأذهان أعدائها على حد سواء ولكن لغايات شتى وتستخدم في سبيل هذا وسائل الإعلام بشكل رئيس حتى تتمكن من اعتقال ذهن المتلقي وجعله بذلك حبيس تلك الأوهام قبل اعتقاله جسديا إذا قرر نقل أفكاره إلى حيز التطبيق.
والجهاد في سبيل الله واحد من أهم الوسائل التي تعين العبد على التخلص من عبودية الخوف من أجهزة المخابرات ومن الطواغيت عموما فمن يحيا في أرض الجهاد ويمارسه فعلا يدرك حقيقة ثمرات التوكل على الله ويرى بعينه ضعف المشركين رغم أعدادهم وعتادهم وأسلحتهم وطائراتهم وتشتد عزيمته وهو يرى إخوانه يقتحمون على أعدائهم بأقل السلاح فينصرهم الله عليهم لما اعتقدوا يقينا أن الخطط العسكرية والأسلحة والأعداد إنما هي محض أسباب وأن النصر يكتبه الله لمن يشاء وما على العبد إلا أن يعمل بما أمره الله به من جهاد الكفار بما يستطيع وقد وعده إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
خاتمة
إن التركيز على جانب ضعف العدو أكثر من جانب قوة الإخوة المنفذين لعملية بروكسل ليس من باب التقليل من شأن عملهم فنتائجه تغني عن الحديث عنه بفضل الله وقد شهد لهم العدو بنجاحه وحسن تخطيطه وتنفيذه ولكن من باب تنبيه المسلمين عموما أن يخلصوا التوحيد لله بأن يخرجوا من قلوبهم كل خوف من الطواغيت وزبانيتهم فإنما نحن جنود لله القوي المتين وما هم إلا جنود الشيطان وقد أمرنا الله بقتالهم وبين لنا ضعفهم فقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [سورة النساء: 76] وتذكيرهم أن يعملوا بما استطاعوا لقتال أعداء الله من المشركين والملاحدة عموما وأن ينصروا إخوانهم في الدولة الإسلامية بما استطاعوا بإلحاق الأذى بالدول الكافرة ورعاياها مهما صغرت درجة هذا الأذى والله يبارك في أعمالهم ونتائجها وهو الهادي إلى سواء السبيل.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً
• ويزيد من إثبات فشل إجراءاتهم الأمنية ما صرحت به أجهزة مخابراتهم من أن الهجوم داخل المطار استُخدمت فيه بندقية هجومية تمكن أحد المجاهدين من إدخالها إلى داخل صالة المطار واستخدمها في قتل عدد ممن استهدفهم بالهجوم قبل تفجير الحزامين وإحداث مقتلة عظيمة فيمن تم استهدافهم من رعايا الدول الصليبية فإدخال سلاح ناري إلى هذا المكان الخاضع لإجراءات مشددة يوضح حقيقة الوهم عن إمكانية إحكام تأمين أي مكان بشكل تام.
فإذا أضفنا إلى هذه الحقائق ما روي عن مزاعم تركية ويونانية من توجيههم التحذيرات إلى أجهزة المخابرات البلجيكية حول بعض المشاركين في الهجوم فإن هذا زيادة في إثبات قدرة الإخوة -حتى المطلوبين والمراقبين منهم- على التخلص من الحواجز الأمنية الهشة للدول الأوروبية وتنفيذ عمليات ناجحة في أراضيها ولنا في قصتي الأخوين أبي محارب المهاجر الذي أطلق عليه الغرب لقب «الجهادي جون» وأبي عمر البلجيكي مثالان مناسبان على ذلك فالأول تمكن من الوصول إلى أرض الدولة الإسلامية بعد أن عبر عدة دول أوروبية رغم أنه كان ممنوعا من السفر وموضوعا تحت المراقبة من قبل المخابرات البريطانية التي تعتبر من أقوى أجهزة المخابرات في العالم والثاني سبق له أن خرج من فرنسا للالتحاق بالجهاد في الشام ثم العودة إلى فرنسا لتنفيذ عمليات فيها ثم الخروج منها ثانية بعد انكشاف أمره في المحاولة الأولى ثم العودة إليها والنجاح في المشاركة في غزوة باريس وكل هذا باختراق الإجراءات الأمنية الفاشلة للمخابرات الأوروبية التي كانت تبحث عنه ووضعته على قوائم الاغتيال لتقلته الطائرات المسيرة في شوارع الموصل أو في صحراء الأنبار أو أي مكان تعثر عليه فيه.
الجانب الآخر في أهمية العملية كمادة للدراسة والتحليل هو إثبات أن المجاهدين الذين كانوا مقيمين في تلك البلدان هم الأقدر على تنفيذ العمليات الناجحة فيها لا بسبب معرفتهم بلغة البلاد وطبائع أهلها فحسب وإنما لمعرفتهم بحقيقة الأوهام التي يتم ترسيخها في أذهان الناس عن القدرات الأسطورية لأجهزة المخابرات عموما والأوروبية منها خصوصا.
الجهاد في سبيل الله يحطم أوهام المخابرات
إن أجهزة المخابرات على العموم تستخدم الردع الأمني كواحد من أهم الأساليب التي تطبقها لمنع الناس من التفكير في اختراق المنظومة الأمنية وذلك بإقناعهم باستحالة نجاح أي عمل لسبب بسيط هو أن المخابرات تعرف «كل شيء» -كما يُصوّرون الأمر- وقادرة على إحباط أي عمل ضدها وهو في مراحله الأولى وهذا وهم كبير تعمل الدول على ترسيخه في أذهان من تحت أيديها من الناس وأذهان أعدائها على حد سواء ولكن لغايات شتى وتستخدم في سبيل هذا وسائل الإعلام بشكل رئيس حتى تتمكن من اعتقال ذهن المتلقي وجعله بذلك حبيس تلك الأوهام قبل اعتقاله جسديا إذا قرر نقل أفكاره إلى حيز التطبيق.
والجهاد في سبيل الله واحد من أهم الوسائل التي تعين العبد على التخلص من عبودية الخوف من أجهزة المخابرات ومن الطواغيت عموما فمن يحيا في أرض الجهاد ويمارسه فعلا يدرك حقيقة ثمرات التوكل على الله ويرى بعينه ضعف المشركين رغم أعدادهم وعتادهم وأسلحتهم وطائراتهم وتشتد عزيمته وهو يرى إخوانه يقتحمون على أعدائهم بأقل السلاح فينصرهم الله عليهم لما اعتقدوا يقينا أن الخطط العسكرية والأسلحة والأعداد إنما هي محض أسباب وأن النصر يكتبه الله لمن يشاء وما على العبد إلا أن يعمل بما أمره الله به من جهاد الكفار بما يستطيع وقد وعده إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
خاتمة
إن التركيز على جانب ضعف العدو أكثر من جانب قوة الإخوة المنفذين لعملية بروكسل ليس من باب التقليل من شأن عملهم فنتائجه تغني عن الحديث عنه بفضل الله وقد شهد لهم العدو بنجاحه وحسن تخطيطه وتنفيذه ولكن من باب تنبيه المسلمين عموما أن يخلصوا التوحيد لله بأن يخرجوا من قلوبهم كل خوف من الطواغيت وزبانيتهم فإنما نحن جنود لله القوي المتين وما هم إلا جنود الشيطان وقد أمرنا الله بقتالهم وبين لنا ضعفهم فقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [سورة النساء: 76] وتذكيرهم أن يعملوا بما استطاعوا لقتال أعداء الله من المشركين والملاحدة عموما وأن ينصروا إخوانهم في الدولة الإسلامية بما استطاعوا بإلحاق الأذى بالدول الكافرة ورعاياها مهما صغرت درجة هذا الأذى والله يبارك في أعمالهم ونتائجها وهو الهادي إلى سواء السبيل.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
عملية بروكسل إن كيد الشيطان كان ضعيفاً