أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد • غزت أمريكا الصليبية أرض العراق، فهب ...
منذ 2024-12-17
أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد
• غزت أمريكا الصليبية أرض العراق، فهب لقتالها الآلاف من الشباب، وخاصة من بلاد الشام، وكان ممن نفروا في تلك الفترة حسّان عبد الجليل عبّود، الذي كان يُعرف في بلدته سرمين (في إدلب) بالشجاعة والجرأة والمروءة، سافر إلى العراق، وبقي يقاتل فيها، وخالط المهاجرين فيها وأحبهم وأحبوه، وكان ممن قدر الله أن يلتقي بهم، الشيخ أبو أنس الشامي تقبله الله، فقاتل إلى جانبه، وحضر معه غزوة تحرير سجن أبو غريب، التي كتب الله أن يكشف فيها الصليبيون أماكن المجاهدين فيقصفوهم، ويُقتل كثير منهم، من بينهم الشيخ أبو أنس، إلا أن الله -تعالى- كتب أن ينجي حسان من القتل، وعاد بعد ذلك بمدة إلى الشام.
تابع بعد عودته مساعدة المجاهدين ومناصرتهم، من خلال استقباله المهاجرين وإيوائهم والعمل على إدخالهم إلى العراق، واستمر على هذه الحال حينا من الزمن، حتى انقطع اتصاله بالمجاهدين.
مع خروج المظاهرات في الشام ضد النظام النصيري بدأ حسان عبود يعد نفسه ومن معه من أقاربه وأصحابه لقتال النصيريين، عن طريق جمع ما يمكن من السلاح، والتدرب على تصنيع العبوات، فكانوا من أوائل من رفع السلاح في وجه الجيش النصيري في شمال الشام، ومع اشتداد القتال في الشام مرت المجموعة التي كان يقودها في عدة مراحل ومسميات، آخرها «لواء داود».
وفي نفس الوقت استمر يبحث عن الحق وأهله حيث لم يتمكن في العراق من معرفة منهج المجاهدين كاملا بسبب شدة الوضع هناك وعودته إلى الشام ثم انقطاعه عنهم، وقدر الله أن يقرّب إليه بعض الإخوة الدعاة من المهاجرين، فنصحوه ووجّهوه إلى صحة الاعتقاد وسلامة المنهج، وتزامن ذلك مع إعلان الدولة الإسلامية تمددها إلى الشام، فكان ذلك من أكبر الحوافز التي دعته للارتباط بها والتحالف معها ضد النصيرية.
وبعد مشاركته جيش الدولة الإسلامية في بعض المعارك من بينها غزوة مستودعات الحمراء في ريف حماة، أعلن الشيخ حسان عبود ومن معه البيعة لأمير المؤمنين لينضم بجنوده إلى ولاية إدلب، ويتم تعيينه مسؤولا عسكريا لها، وكان ذلك قبل انطلاق معارك الصحوات ضد الدولة الإسلامية بثلاثة أسابيع تقريبا.
كان الإخوة في ولاية إدلب حينها بضعة مئات معظمهم من المهاجرين وسط غابة من الفصائل التي كانت تتحين الفرصة للانقضاض عليهم، فكان انضمام فصيل «لواء داود» بمقاتليه الذين يبلغ تعدادهم 700 أو أكثر إلى الدولة الإسلامية ومبايعة قائده ومؤسسه حسان عبود لأمير المؤمنين فتحا منّ الله به على المجاهدين، وقد بدأ الشيخ حسّان فور استلامه مهمّة المسؤول العسكري للولاية التخطيط لعمل عسكري كبير على مدينة خان شيخون والحواجز المحيطة بها لتطهيرها من رجس النصيرية، وكان من المقرر أن يشترك فيها جنود الدولة الإسلامية في ولايتي إدلب وحماة، ولكن هذه العملية لم تنطلق بسبب خروج الصحوات وقتالها الدولة الإسلامية في كافة مناطق الشمال، مما اضطر جنودها للانحياز والعمل على تجميع قواتهم كي لا تستفرد بهم الفصائل كما حدث معهم في ريفي حلب الشمالي والغربي، فكانت سراقب وسرمين هما الخيار الأنسب لهم، حيث أمّن الشيخ حسان عبود وإخوانه الحماية لهم وأفشلوا كل محاولات الصحوات وعلى رأسهم صقور الشام للدخول عليهم.
تفرغ الشيخ لفترة من الزمن لتحصين منطقته من الصحوات التي كانت تتربص به، فتمكن من تفكيك العديد من خلايا الصحوات الأمنية في سراقب وسرمين، وتمكن من دعوة بعض الكتائب هناك لبيعة أمير المؤمنين، وبقي في منطقته بانتظار الأوامر له بالتحرك لاستعادة ولاية إدلب من أيدي الصحوات.
بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود الدولة في مناطق الصحوات أن ينحازوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، كي يعيشوا في دار الإسلام تحت حكم الشريعة، وخوفا عليهم من غدر الصحوات، وكان على رأس هؤلاء الشيخ حسان عبود وجنوده، الذي ما إن أتاه الأمر حتى أعد العدة للهجرة إلى دار الإسلام.
في طريق الهجرة منّ الله عليهم بفتح وغنائم حيث هاجم الجيش النصيري قافلة المهاجرين وكاد أن يتمكن من أسر عوائلهم التي أخذوها معهم في حافلات، ولكن الله سلّم، فكرَّ عليهم الإخوة الذين مكنهم الله من التصدي للمرتدين، ثم الهجوم عليهم وقتل كثير من جنودهم واغتنام مدرعتين منهم، ثم اجتياز الطريق الواصل بين أثريا وسلمية الذي يسيطر عليه النظام النصيري عنوة وحربا، والوصول إلى دار الإسلام، ليلحق بهم من تبقى من إخوانهم حيث القوة الأكبر التي كانت تتجهز للهجرة في سبيل الله، بما معها من سلاح وعتاد ومدرعات، لتصل بذلك جميعا إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية وتلحق بجيش الدولة الإسلامية الذي كان يخوض حينها ملاحم ضد الجيش النصيري في عدة ولايات.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
أبو مهند الشامي
الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد
• غزت أمريكا الصليبية أرض العراق، فهب لقتالها الآلاف من الشباب، وخاصة من بلاد الشام، وكان ممن نفروا في تلك الفترة حسّان عبد الجليل عبّود، الذي كان يُعرف في بلدته سرمين (في إدلب) بالشجاعة والجرأة والمروءة، سافر إلى العراق، وبقي يقاتل فيها، وخالط المهاجرين فيها وأحبهم وأحبوه، وكان ممن قدر الله أن يلتقي بهم، الشيخ أبو أنس الشامي تقبله الله، فقاتل إلى جانبه، وحضر معه غزوة تحرير سجن أبو غريب، التي كتب الله أن يكشف فيها الصليبيون أماكن المجاهدين فيقصفوهم، ويُقتل كثير منهم، من بينهم الشيخ أبو أنس، إلا أن الله -تعالى- كتب أن ينجي حسان من القتل، وعاد بعد ذلك بمدة إلى الشام.
تابع بعد عودته مساعدة المجاهدين ومناصرتهم، من خلال استقباله المهاجرين وإيوائهم والعمل على إدخالهم إلى العراق، واستمر على هذه الحال حينا من الزمن، حتى انقطع اتصاله بالمجاهدين.
مع خروج المظاهرات في الشام ضد النظام النصيري بدأ حسان عبود يعد نفسه ومن معه من أقاربه وأصحابه لقتال النصيريين، عن طريق جمع ما يمكن من السلاح، والتدرب على تصنيع العبوات، فكانوا من أوائل من رفع السلاح في وجه الجيش النصيري في شمال الشام، ومع اشتداد القتال في الشام مرت المجموعة التي كان يقودها في عدة مراحل ومسميات، آخرها «لواء داود».
وفي نفس الوقت استمر يبحث عن الحق وأهله حيث لم يتمكن في العراق من معرفة منهج المجاهدين كاملا بسبب شدة الوضع هناك وعودته إلى الشام ثم انقطاعه عنهم، وقدر الله أن يقرّب إليه بعض الإخوة الدعاة من المهاجرين، فنصحوه ووجّهوه إلى صحة الاعتقاد وسلامة المنهج، وتزامن ذلك مع إعلان الدولة الإسلامية تمددها إلى الشام، فكان ذلك من أكبر الحوافز التي دعته للارتباط بها والتحالف معها ضد النصيرية.
وبعد مشاركته جيش الدولة الإسلامية في بعض المعارك من بينها غزوة مستودعات الحمراء في ريف حماة، أعلن الشيخ حسان عبود ومن معه البيعة لأمير المؤمنين لينضم بجنوده إلى ولاية إدلب، ويتم تعيينه مسؤولا عسكريا لها، وكان ذلك قبل انطلاق معارك الصحوات ضد الدولة الإسلامية بثلاثة أسابيع تقريبا.
كان الإخوة في ولاية إدلب حينها بضعة مئات معظمهم من المهاجرين وسط غابة من الفصائل التي كانت تتحين الفرصة للانقضاض عليهم، فكان انضمام فصيل «لواء داود» بمقاتليه الذين يبلغ تعدادهم 700 أو أكثر إلى الدولة الإسلامية ومبايعة قائده ومؤسسه حسان عبود لأمير المؤمنين فتحا منّ الله به على المجاهدين، وقد بدأ الشيخ حسّان فور استلامه مهمّة المسؤول العسكري للولاية التخطيط لعمل عسكري كبير على مدينة خان شيخون والحواجز المحيطة بها لتطهيرها من رجس النصيرية، وكان من المقرر أن يشترك فيها جنود الدولة الإسلامية في ولايتي إدلب وحماة، ولكن هذه العملية لم تنطلق بسبب خروج الصحوات وقتالها الدولة الإسلامية في كافة مناطق الشمال، مما اضطر جنودها للانحياز والعمل على تجميع قواتهم كي لا تستفرد بهم الفصائل كما حدث معهم في ريفي حلب الشمالي والغربي، فكانت سراقب وسرمين هما الخيار الأنسب لهم، حيث أمّن الشيخ حسان عبود وإخوانه الحماية لهم وأفشلوا كل محاولات الصحوات وعلى رأسهم صقور الشام للدخول عليهم.
تفرغ الشيخ لفترة من الزمن لتحصين منطقته من الصحوات التي كانت تتربص به، فتمكن من تفكيك العديد من خلايا الصحوات الأمنية في سراقب وسرمين، وتمكن من دعوة بعض الكتائب هناك لبيعة أمير المؤمنين، وبقي في منطقته بانتظار الأوامر له بالتحرك لاستعادة ولاية إدلب من أيدي الصحوات.
بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود الدولة في مناطق الصحوات أن ينحازوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، كي يعيشوا في دار الإسلام تحت حكم الشريعة، وخوفا عليهم من غدر الصحوات، وكان على رأس هؤلاء الشيخ حسان عبود وجنوده، الذي ما إن أتاه الأمر حتى أعد العدة للهجرة إلى دار الإسلام.
في طريق الهجرة منّ الله عليهم بفتح وغنائم حيث هاجم الجيش النصيري قافلة المهاجرين وكاد أن يتمكن من أسر عوائلهم التي أخذوها معهم في حافلات، ولكن الله سلّم، فكرَّ عليهم الإخوة الذين مكنهم الله من التصدي للمرتدين، ثم الهجوم عليهم وقتل كثير من جنودهم واغتنام مدرعتين منهم، ثم اجتياز الطريق الواصل بين أثريا وسلمية الذي يسيطر عليه النظام النصيري عنوة وحربا، والوصول إلى دار الإسلام، ليلحق بهم من تبقى من إخوانهم حيث القوة الأكبر التي كانت تتجهز للهجرة في سبيل الله، بما معها من سلاح وعتاد ومدرعات، لتصل بذلك جميعا إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية وتلحق بجيش الدولة الإسلامية الذي كان يخوض حينها ملاحم ضد الجيش النصيري في عدة ولايات.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
أبو مهند الشامي
الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد