أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد • بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود ...
منذ 2024-12-17
أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد
• بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود الدولة في مناطق الصحوات أن ينحازوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، كي يعيشوا في دار الإسلام تحت حكم الشريعة، وخوفا عليهم من غدر الصحوات، وكان على رأس هؤلاء الشيخ حسان عبود وجنوده، الذي ما إن أتاه الأمر حتى أعد العدة للهجرة إلى دار الإسلام.
في طريق الهجرة منّ الله عليهم بفتح وغنائم حيث هاجم الجيش النصيري قافلة المهاجرين وكاد أن يتمكن من أسر عوائلهم التي أخذوها معهم في حافلات، ولكن الله سلّم، فكرَّ عليهم الإخوة الذين مكنهم الله من التصدي للمرتدين، ثم الهجوم عليهم وقتل كثير من جنودهم واغتنام مدرعتين منهم، ثم اجتياز الطريق الواصل بين أثريا وسلمية الذي يسيطر عليه النظام النصيري عنوة وحربا، والوصول إلى دار الإسلام، ليلحق بهم من تبقى من إخوانهم حيث القوة الأكبر التي كانت تتجهز للهجرة في سبيل الله، بما معها من سلاح وعتاد ومدرعات، لتصل بذلك جميعا إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية وتلحق بجيش الدولة الإسلامية الذي كان يخوض حينها ملاحم ضد الجيش النصيري في عدة ولايات.
شارك الشيخ حسان عبود وإخوانه في معارك ولاية الرقة ضد الجيش النصيري قبل أن يوليه أمير المؤمنين على ولاية حمص، ورغم أنه كان يفضل العمل العسكري إلا أنه قبل الأمر سمعا وطاعة، ومضى أبو مهند (كما كنّاه أمير المؤمنين حفظه الله) إلى ساحة جهاده التي خلد فيها ذكراه بحسن قيادته، وطيب معشره، وبما فتح الله عليه من البلاد.
كانت ولاية حمص تضم مساحات واسعة من بادية الشام، وجبهات طويلة ممتدة مع النظام النصيري، فكان أول ما عمل عليه الشيخ أبو مهند أن بدأ بإعادة ترتيب قواطعها، وتنظيم جيشها، وتكبد في ذلك مشقة كبيرة بسبب ما استجد عليه من أساليب الإدارة والتنظيم المتّبعة في الدولة الإسلامية، وفي نفس الوقت لم يكن ليغفل عن قتال النصيرية، فقاد بفضل الله عدة غزوات ناجحة على الجيش النصيري وذلك قبل أن يقود الغزوة الكبرى في ولاية حمص وهي غزوة فتح تدمر والسخنة.
في هذه الغزوة وقع على الشيخ أبي مهند مزيد من المسؤوليات ففضلا عن قيادته لجنود ولاية حمص في الغزوة، عيّنه إخوانه في هيئة الحرب أميرا عاما للغزوة، التي شاركت فيها أيضا كتائب من ولايات حماة ودمشق بالإضافة إلى كتائب من جيش الخلافة.
وقد منّ الله عز وجل على الشيخ أبي مهند وجنوده بفتح سريع، وأنهوا وجود الجيش النصيري في الجزء الخاص بهم من الغزوة وهي كل من بلدة السخنة وحقل الهيل الغازي وشركة الأرك ومحطة ضخ النفط T3 بالإضافة إلى الحواجز المنتشرة بين تلك النقاط، كما منّ الله تعالى على إخوانهم في بقية القواطع، ليفتح الله على أيديهم مدينة تدمر ويغنموا من مستودعات السلاح القريبة منها كميات هائلة من السلاح.
بعد فتح تدمر تم نقله من ولاية حمص ليصبح المسؤول عن ولايات حمص وحماة ودمشق في هيئة الحرب، ويقود معارك الدولة الإسلامية في هذه الولايات، التي كان من أهمها فتح مدينتي القريتين ومهين، ومعارك بئر القصب والقلمون الشرقي ضد الصحوات، والمعارك على الطريق الرابط بين أثريا وسلمية، ثم قيادة معركة قطع طريق إمداد النظام في مدينة حلب، والتي كتب الله -سبحانه وتعالى- الفتح لعباده، فقطعوا طريق إمداد النظام الوحيد، وأجبروه على الدخول في معركة لم يكن مستعدا لها تكبد فيها مئات القتلى من «قوات النخبة» لديه، وفي هذه المعركة قدر الله أن يصاب الشيخ أبو مهند الشامي بجروح خطيره، أثناء تقدمه في عمق مناطق النظام.
كانت الصفة البارزة التي صبغت شخصية الشيخ أبي مهند الشامي -تقبله الله- بحثه عن الحق واجتهاده في ذلك، وتمسكه به، وجهاده في سبيله بكل ما أوتي من قوة، ومهما عظمت التكاليف وزادت المشقة.
فهو الذي منذ بدأ جهاده للنصيريين كان يبحث عمن يريد إقامة الشريعة الإسلامية فيرتبط به، ويقاتل تحت رايته، وهو ما أوصله في نهاية مطافه إلى بيعة أمير المؤمنين والانضمام إلى الدولة الإسلامية بعدما بان له كذب الأدعياء من قادة الفصائل التي تنتسب للإسلام وتسعى لإقامة الديموقراطية الشركية، وهو الذي عندما عرف الحق الذي وجده في منهج الدولة الإسلامية تمسك به غير آبه بالعروض والإغراءات التي تلقاها من مرتدي الداخل والخارج، تاركا وراءه ما لديه من قوة وعدد وعتاد وضعها كلها في خدمة الدولة الإسلامية، لا ترهبه كثرة أعدائها وتربصهم بها، ثابتا على بيعته لأمير المؤمنين مثبتا إخوانه الذين معه.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
أبو مهند الشامي
الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد
• بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود الدولة في مناطق الصحوات أن ينحازوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، كي يعيشوا في دار الإسلام تحت حكم الشريعة، وخوفا عليهم من غدر الصحوات، وكان على رأس هؤلاء الشيخ حسان عبود وجنوده، الذي ما إن أتاه الأمر حتى أعد العدة للهجرة إلى دار الإسلام.
في طريق الهجرة منّ الله عليهم بفتح وغنائم حيث هاجم الجيش النصيري قافلة المهاجرين وكاد أن يتمكن من أسر عوائلهم التي أخذوها معهم في حافلات، ولكن الله سلّم، فكرَّ عليهم الإخوة الذين مكنهم الله من التصدي للمرتدين، ثم الهجوم عليهم وقتل كثير من جنودهم واغتنام مدرعتين منهم، ثم اجتياز الطريق الواصل بين أثريا وسلمية الذي يسيطر عليه النظام النصيري عنوة وحربا، والوصول إلى دار الإسلام، ليلحق بهم من تبقى من إخوانهم حيث القوة الأكبر التي كانت تتجهز للهجرة في سبيل الله، بما معها من سلاح وعتاد ومدرعات، لتصل بذلك جميعا إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية وتلحق بجيش الدولة الإسلامية الذي كان يخوض حينها ملاحم ضد الجيش النصيري في عدة ولايات.
شارك الشيخ حسان عبود وإخوانه في معارك ولاية الرقة ضد الجيش النصيري قبل أن يوليه أمير المؤمنين على ولاية حمص، ورغم أنه كان يفضل العمل العسكري إلا أنه قبل الأمر سمعا وطاعة، ومضى أبو مهند (كما كنّاه أمير المؤمنين حفظه الله) إلى ساحة جهاده التي خلد فيها ذكراه بحسن قيادته، وطيب معشره، وبما فتح الله عليه من البلاد.
كانت ولاية حمص تضم مساحات واسعة من بادية الشام، وجبهات طويلة ممتدة مع النظام النصيري، فكان أول ما عمل عليه الشيخ أبو مهند أن بدأ بإعادة ترتيب قواطعها، وتنظيم جيشها، وتكبد في ذلك مشقة كبيرة بسبب ما استجد عليه من أساليب الإدارة والتنظيم المتّبعة في الدولة الإسلامية، وفي نفس الوقت لم يكن ليغفل عن قتال النصيرية، فقاد بفضل الله عدة غزوات ناجحة على الجيش النصيري وذلك قبل أن يقود الغزوة الكبرى في ولاية حمص وهي غزوة فتح تدمر والسخنة.
في هذه الغزوة وقع على الشيخ أبي مهند مزيد من المسؤوليات ففضلا عن قيادته لجنود ولاية حمص في الغزوة، عيّنه إخوانه في هيئة الحرب أميرا عاما للغزوة، التي شاركت فيها أيضا كتائب من ولايات حماة ودمشق بالإضافة إلى كتائب من جيش الخلافة.
وقد منّ الله عز وجل على الشيخ أبي مهند وجنوده بفتح سريع، وأنهوا وجود الجيش النصيري في الجزء الخاص بهم من الغزوة وهي كل من بلدة السخنة وحقل الهيل الغازي وشركة الأرك ومحطة ضخ النفط T3 بالإضافة إلى الحواجز المنتشرة بين تلك النقاط، كما منّ الله تعالى على إخوانهم في بقية القواطع، ليفتح الله على أيديهم مدينة تدمر ويغنموا من مستودعات السلاح القريبة منها كميات هائلة من السلاح.
بعد فتح تدمر تم نقله من ولاية حمص ليصبح المسؤول عن ولايات حمص وحماة ودمشق في هيئة الحرب، ويقود معارك الدولة الإسلامية في هذه الولايات، التي كان من أهمها فتح مدينتي القريتين ومهين، ومعارك بئر القصب والقلمون الشرقي ضد الصحوات، والمعارك على الطريق الرابط بين أثريا وسلمية، ثم قيادة معركة قطع طريق إمداد النظام في مدينة حلب، والتي كتب الله -سبحانه وتعالى- الفتح لعباده، فقطعوا طريق إمداد النظام الوحيد، وأجبروه على الدخول في معركة لم يكن مستعدا لها تكبد فيها مئات القتلى من «قوات النخبة» لديه، وفي هذه المعركة قدر الله أن يصاب الشيخ أبو مهند الشامي بجروح خطيره، أثناء تقدمه في عمق مناطق النظام.
كانت الصفة البارزة التي صبغت شخصية الشيخ أبي مهند الشامي -تقبله الله- بحثه عن الحق واجتهاده في ذلك، وتمسكه به، وجهاده في سبيله بكل ما أوتي من قوة، ومهما عظمت التكاليف وزادت المشقة.
فهو الذي منذ بدأ جهاده للنصيريين كان يبحث عمن يريد إقامة الشريعة الإسلامية فيرتبط به، ويقاتل تحت رايته، وهو ما أوصله في نهاية مطافه إلى بيعة أمير المؤمنين والانضمام إلى الدولة الإسلامية بعدما بان له كذب الأدعياء من قادة الفصائل التي تنتسب للإسلام وتسعى لإقامة الديموقراطية الشركية، وهو الذي عندما عرف الحق الذي وجده في منهج الدولة الإسلامية تمسك به غير آبه بالعروض والإغراءات التي تلقاها من مرتدي الداخل والخارج، تاركا وراءه ما لديه من قوة وعدد وعتاد وضعها كلها في خدمة الدولة الإسلامية، لا ترهبه كثرة أعدائها وتربصهم بها، ثابتا على بيعته لأمير المؤمنين مثبتا إخوانه الذين معه.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من قصة شهيد:
أبو مهند الشامي
الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد