لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله • إن قتال المشركين، وقمع أعداء الدين من أوجب الواجبات ...
لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله
• إن قتال المشركين، وقمع أعداء الدين من أوجب الواجبات على المسلمين في كل عصر، وقد أعد الله لمن يقوم بهذه العبادة الأجر الجزيل جزاء على جهدهم وجهادهم، ولكنه -تعالى- حصر الأجر والمثوبة بمن كان جهاده في سبيل الله فقط، أي بمن خرج يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ولكي يعرف المجاهد فيم يجاهد، والراغب بالشهادة ودرجتها الرفيعة فيم يبذل دمه، فمن الواجب عليه أن يعرف المقاصد الشرعية للجهاد في سبيل الله، وهذه أهمها...
1) طاعة لله واتباعا لأمره
قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [سورة البقرة: 216]، وقال سبحانه: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة التوبة: 41].
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة) [متفق عليه].
2) التأسي برسول الله، صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا * وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب: 21-22].
قال ابن كثير في تفسيرها: «هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه، عز وجل».
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله، فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) [رواه مسلم].
3) نشر التوحيد وطمس الشرك
قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة الأنفال: 39].
قال الإمام الطبري في تفسيرها: «وقاتلوا المشركين الذين يقاتلونكم حتى لا تكون فتنة، يعني: حتى لا يكون شرك بالله، وحتى لا يعبد دونه أحد، وتضمحل عبادة الأوثان والآلهة والأنداد، وتكون العبادة والطاعة لله وحده دون غيره من الأصنام والأوثان».
وقال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له) [حديث صحيح، رواه أحمد وغيره].
4) إقامة شرع الله وتطبيق حدوده
قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [سورة الحج: 41].
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا) [حديث صحيح، رواه ابن حبان]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله) [متفق عليه]، قال الإمام القرطبي: «يعني بـ (كلمة الله): دين الإسلام» [المفهم].
5) الدفاع عن الدين والنفس والعرض والمال
جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟» قال: (فلا تعطه مالك) قال: «أرأيت إن قاتلني؟» قال: (قاتله) قال: «أرأيت إن قتلني؟» قال: (فأنت شهيد) [رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله
• إن قتال المشركين، وقمع أعداء الدين من أوجب الواجبات على المسلمين في كل عصر، وقد أعد الله لمن يقوم بهذه العبادة الأجر الجزيل جزاء على جهدهم وجهادهم، ولكنه -تعالى- حصر الأجر والمثوبة بمن كان جهاده في سبيل الله فقط، أي بمن خرج يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ولكي يعرف المجاهد فيم يجاهد، والراغب بالشهادة ودرجتها الرفيعة فيم يبذل دمه، فمن الواجب عليه أن يعرف المقاصد الشرعية للجهاد في سبيل الله، وهذه أهمها...
1) طاعة لله واتباعا لأمره
قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [سورة البقرة: 216]، وقال سبحانه: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة التوبة: 41].
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة) [متفق عليه].
2) التأسي برسول الله، صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا * وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب: 21-22].
قال ابن كثير في تفسيرها: «هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه، عز وجل».
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله، فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) [رواه مسلم].
3) نشر التوحيد وطمس الشرك
قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة الأنفال: 39].
قال الإمام الطبري في تفسيرها: «وقاتلوا المشركين الذين يقاتلونكم حتى لا تكون فتنة، يعني: حتى لا يكون شرك بالله، وحتى لا يعبد دونه أحد، وتضمحل عبادة الأوثان والآلهة والأنداد، وتكون العبادة والطاعة لله وحده دون غيره من الأصنام والأوثان».
وقال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له) [حديث صحيح، رواه أحمد وغيره].
4) إقامة شرع الله وتطبيق حدوده
قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [سورة الحج: 41].
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا) [حديث صحيح، رواه ابن حبان]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله) [متفق عليه]، قال الإمام القرطبي: «يعني بـ (كلمة الله): دين الإسلام» [المفهم].
5) الدفاع عن الدين والنفس والعرض والمال
جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟» قال: (فلا تعطه مالك) قال: «أرأيت إن قاتلني؟» قال: (قاتله) قال: «أرأيت إن قتلني؟» قال: (فأنت شهيد) [رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله