*[طرائف ونوادر أهل الحديث] (المجموعة الرابعة)* *31 -* قال جرير: كنا نأتي الأعمش، وكان له كلب، ...

منذ 2025-01-15
*[طرائف ونوادر أهل الحديث] (المجموعة الرابعة)*

*31 -* قال جرير: كنا نأتي الأعمش، وكان له كلب، يؤذي أصحاب الحديث. قال: فجئناه يوماً، وقد مات، فهجمنا عليه، فلما رآنا بكى، ثم قال: هلك من كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. [يعني الكلب].
قال أبو بكر: وأخبار الأعمش في هذا المعنى كثيرة جداً. وكان مع سوء خلقه، ثقة في حديثه، عدلا في روايته، ضابطا لما سمعه، متقنا لما حفظه، فرحل الناس إليه، وتهافتوا في السماع عليه. فكان أصحاب الحديث ربما طلبوا منه أن يحدثهم، فيمتنع عليهم، ويلحون في الطلب، ويبرمونه بالمسألة، فيغضب ويستقبلهم بالذم حتى إذا سكنت فورته، وذهبت ضجرته، أعقب الغضب صلحاً، وأبدل الذم مدحا.
[شرف أصحاب الحديث: 134]

*32 -* عن حفص بن غياث، قال: بعث العباس بن موسى أمير الكوفة إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة، فقال: اكتب لي فيها من حديثك، فأخذ الألف درهم وكتب له فاتحة الكتاب فبعث بها إليه، فبعث إليه: أبلغك أنا لا نحسن القرآن؟ فبعث إليه: أبلغك أنا ‌نبيع ‌العلم.
[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 1/356]

*33 -* قال حفص بن غياث: قال لي سليمان الأعمش: إذا كان غدا فبكر عليّ حتى أحدثك بعشرة أحاديث نخب، وأطعمك عصيدة، واحذر أن تجيئني معك بثقيل.
قال: فلما كان من غد ثم أصبحت غدوت إليه فتلقاني ابن إدريس فقال: حفص؟: قلت: نعم. قال: أين تريد؟ قلت: الأعمش. قال: مكانك حتى أجيء معك. قال: فلما بصر بنا قام ودخل، وقام وراء الباب، فلما دققت الباب قال: من هذا؟ قلت: حفص. قال: يا حفص: لا تأكل العصيد إلا بجوز، ألم أقل لك: لا تجيئني معك بثقيل؟ قال: ولم يخرج، فلما كان العشي جئت فدققت الباب قلت: يا جارية، أبو محمد في الدار؟ قال: فدخل البيت وقال: قولي له: لا. قال: فلما كان من غد، جئت فدققت الباب فقلت: يا جارية، أبو محمد في البيت؟ فخرج إلى الدار، وقال: قولي له: لا. قال: فلما كان بعد شهر لقيته في الطريق فقلت: يا أبا محمد، إن إتيانك لذل، وإن تركك لحسرة، قال: كذا وحقك أشتهي، فانصرف.
[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 1/307]

*34 –* قال محمد بن عبيد: كان الأعمش لا يدع أحداً يقعد بجنبه. فإن قعد إنسان، قطع الحديث وقام. وكان معنا رجل، يستثقله. قال: فجاء، فجلس بجنبه، وظن أن الأعمش لا يعلم. وفطن الأعمش، ‌فجعل ‌يتنخم، ‌ويبزق ‌عليه، والرجل ساكت، مخافة أن يقطع الحديث.
[شرف أصحاب الحديث: 133، والمشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي: 2/184]

*35 –* قال عيسى بن يونس: خرجنا في جنازة، ورجل من أصحاب الحديث يقود الأعمش. فلما رجعنا من الجنازة، عدل به عن الطريق. فلما أصحر، قال له: يا أبا محمد أتدري أين أنت؟ أنت في جبانة كذا. لا والله لا أردك حتى تملأ ألواحي حديثا. قال: اكتب. فلما ملأ الألواح، وضعها في حجره، وأخذ بيد الأعمش، يقوده. فلما دخل الكوفة، لقيه بعض معارفه، فدفع الألواح إليه، فلما انتهى الأعمش إلى بابه، تعلق به، وقال: خذوا الألواح من الفاسق. قال: يا أبا محمد قد فاتت. فلما أيس منه، قال: كل ما حدثتك كذب. قال الفتى: أنت أعلم بالله من أن تكذب.
[شرف أصحاب الحديث: 132، والمشيخة البغدادية: 2/355]

*36 -* قال أبو أسامة: سأل حفص بن غياث الأعمش عن إسناد حديث، فأخذ بحلقه فأسنده إلى حائط، وقال: هذا إسناده.
[شرف أصحاب الحديث: 133]

*37 –* قال عبد الله بن إدريس: قلت للأعمش: يا أبا محمد! ما يمنعك من أخذ شعرك؟
قال: كثرة فضول الحجامين.
قلت: ‌فأنا ‌أجيئك ‌بحجام ‌لا ‌يكلمك حتى تفرغ.
فأتيت جنيدا الحجام، وكان محدّثاً، فأوصيته، فقال: نعم.
فلما أخذ نصف شعره، قال: يا أبا محمد! كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة؟
فصاح صيحة، وقام يعدو، وبقي نصف شعره بعد شهر غير مجزوز.
سمعها: علي بن خشرم منه.
[سير أعلام النبلاء: 6/238]

*38 –* قال عطاء بن مسلم الحلبي: كان الأعمش إذا غضب على أصحاب الحديث قال: لا أحدثكم ولا كرامة، ولا تستأهلونه، ولا يرى عليكم أثره. فلا يزالون به حتى يرضى، فيقول: نعم وكرامة، وكم أنتم في الناس والله لأنتم أعز من الذهب الأحمر.
[شرف أصحاب الحديث: 135، والمشيخة البغدادية: 2/184]

*39 –* قال الإمام الترمذي: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَهُوَ يَتَّكِئُ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَلَيْهِ ثَوْبٌ قِطْرِيٌّ قَدْ تَوَشَّحَ بِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ: سَأَلَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَوَّلَ مَا جَلَسَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ مِنْ كِتَابِكَ، فَقُمْتُ لِأُخْرِجَ كِتَابِي فَقَبَضَ عَلَى ثَوْبِي ثُمَّ قَالَ: أَمْلِهِ عَلَيَّ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَلْقَاكَ، قَالَ: ‌فَأَمْلَيْتُهُ ‌عَلَيْهِ، ‌ثُمَّ ‌أَخْرَجْتُ ‌كِتَابِي ‌فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ.
[الشمائل المحمدية للترمذي: حديث رقم (60) صفحة (69)]

*40 –* جاء شعبة إلى خالد الحذاء، فقال: يا أبا منازل عندك حديث حدثني به؟ وكان خالد عليلا، فقال له: أنا وجع. فقال: إنما هو واحد؟ فحدّثه به، فلما فرغ قال: مت إذا شئت.
[شرف أصحاب الحديث: 116]

وكتبه: محمد علي حميسان، غفر الله له ولوالديه وأهله ومشايخه وأحبابه والمسلمين.. اللهم آمين.
  • 0
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً