*[طلب العلم والاستذكار في ساعة الاحتضار]* 1 – أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري (ت: 182هـ)، ...
منذ 2025-01-18
*[طلب العلم والاستذكار في ساعة الاحتضار]*
1 – أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري (ت: 182هـ)، قاضي القضاة، الإمام المجتهد صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان، وتلميذه، وناشر مذهبه.
قال إِبْرَاهِيم بن الْجراح [وهو آخر من روى عن أبى يوسف]: دخلت على أبي يوسف - رحمه الله تعالى - في مرضه الذي مات فيه ففتح عينيه وقال: الرمي راكباً أفضل أم ماشيا؟ فقلت: ماشياً. فقال: أخطأت. فقلت: راكباً. فقال: أخطأت، ثم قال: كل رمي كان بعده وقوف فالرمي فيه ماشياً أفضل، وما ليس بعده وقوف فالرمي راكباً أفضل. فقمت من عنده فما انتهيت إلى باب الدار حتى سمعت الصراخ لموته، فتعجبت من حرصه على العلم في مثل تلك الحالة..
[مختصر اختلاف العلماء للطحاوي: 2/159، والمبسوط للسرخسي: 4/23 واللفظ منه، والجوهر المضية: 1/76]
2 – أبو زُرْعَة الرَّازِي، عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ الرازي (ت: 264هـ)، الإمام المحدّث الحافظ المُسنِد.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: مات أبو زُرْعَة مطعوناً مبطوناً يعرق جبينه في النزع، فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله؟ فقال محمد بن مسلم: يروى عن معاذ بن جبل - فمِن قبل أن يستتم رفع أبو زُرعة رأسه وهو في النزع فقال: روى عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".
فصار البيت ضجّة بِبُكاء مَن حَضر.
[الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي: 1/346]
3 – أبو حاتم الرَّازِي، محمد بن إدريس بن المُنذر الحنظّلي الغطفاني الرَّازي (ت: 277هـ)، الإمام المحدّث الثبت المصنّف.
قال ابن أبي حاتم: حضرت أبي -رحمه الله- وكان في النّزع وأنا لا أعلم، فسألته عن عقبة بن عبد الغافر يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: له صحبة؟ فقال: برأسه: لا. فلم اقنع منه، فقلت: فهمتَ عني: له صحبة؟ قال: هو تابعي.
قلت [ابن أبي حاتم]: فكان سيد عمله معرفة الحديث، وناقِلَة الأخبار، فكان في عمره يُقتَبَس منه ذلك، فأراد الله أن يُظهر عند وفاته ما كان عليه في حياته.
[الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 1/367-368]
4 –محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ)، الإمام الكبير المُفسِّر المحدّث المؤرخ، إمام المفسّرين، وصاحب المُصَنّفات.
قال القاضي [المعافى الجريري]: كنت منذ سنين كثيرة دعوت الله عز وجل وقلت: يا سابق الفوت، وقلت في وقت آخر: يا سابق كل فوت، وكان عندي أنه شيء خطر لي ولم أكن ذاكراً لهذه الرواية ولا عالماً بها في الوقت، فاستحسنت هذه الدعوة ثم وجدتها عندي فيما سمعته وكتبته ورويته. وحكى لي بعض بني الفرات عن رجل منهم، أو من غيرهم، أنه كان بحضرة أبي جعفر الطبري رحمه الله قبل موته وتوفي بعد ساعة أو أقل منها، فذكر له هذا الدعاء عن جعفر بن محمد عليهما السلام، فاستدعى محبرة وصحيفة فكتبها، فقيل له: أفي هذه الحال؟ فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى يموت.
[الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي: 527، وتاريخ دمشق: 52/199]
5 – محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود، أبو طاهر الزيادي (ت: 410هـ)، إمام المحدثين، والفقهاء بنيسابور في زمانه.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: ومن أعجب ذلك ما وجدته بخط بعض أصحاب القاضي الإمام حسين بن محمد المروروذي، عنه: أنه سمع الإمام أبا عاصم العَبَّادي يذكر أنه كان عند الأستاذ أبي طاهر وهو الإمام الزيادي شيخ خراسان حين احتضر فسُئِل عن ضَمان الدَّرَك، وكان في النَّزع، فقال: إن قَبَض الثمن فَيَصحُّ، وإن لم يقْبِضْ فلا يَصِح، قال: لأنه بعد قبض الثمن يكون ضَمان ما وَجَب. والله أعلم.
[أدب المفتي والمستفتي لابن الصلاح: 113-114]
6 - محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي، (ت: 440هـ]، الفيلسوف، الرياضي، المؤرخ، الطبيب، الفلكي، صاحب العلوم.
قال [الفقيه] أبو الحسن علي بن عيسى الوَلوَالجي: دخلتُ على أبي الرّيحان وهو يجود بنفسِه، وقد حَشْرج نفَسُه، وضاقَ به صدرُه، فقال لي في تلك الحالة: كيف قلت لي يومًا حساب الجدَّات الفاسِدَة؟ فقلت له -إشفاقًا عليه-: أفي هذه الحالةِ؟! قال لي: يا هذا! أُوَدِّعُ الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة ألا يكون خيرًا من أن أُخلِّيها وأنا جاهلٌ بها. فأعدتُ ذلك عليه، وحَفِظَ، وعلّمني مَا وعد، وخرجتُ من عِنْده، وأنا في الطريق، فسمعتُ الصُّرَاخ.
[معجم الأدباء لياقوت الحموي: 2332]
7 – محمد بن عبد الرحيم بن محمد، صفي الدين الهندي الشافعي، (ت: 715هـ)، العلامة الأصولي البارع.
قال الإمام الذهبي: وكان يحفظ ربع يس، روى لنا عند موته أحاديث، وكان ذا حَظٍّ من صلاة وتعبد، وتصوف وحسن معتقد...
أخبرنا محمد بن عبد الرحيم الأرموي، أنا علي بن أحمد، أنا عمر بن طبرزد، فذكر حديثين ليسا هما عندي، قرأتهما عليه ونَفَسُه يُحشرج في الصدر، فتوفي يومئذ، عفا الله عنه وعنا، آمين.
[معجم الشيوخ الكبير للذهبي: 2/216]
8 - شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحَجَّار المعروف بابن الشحنّة (ت: 730هـ)، المعمر الكبير، رحلة الآفاق، وأعلى أهل عصره إسناداً.
قال الإمام الذهبي: وكان أمياً لا يكتب ولا يقرأ إلا اليسير من القرآن، حدّث في صفر سنة ثلاثين وسبع مائة تحدثوا بموته، وأفاق فقرءوا عليه أجزاء ثم مات يوم الخامس والعشرين من الشهر.
[انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي: 1/119]
9 - زين الدّين عبد الرحمن بن علي الأجهوري (ت: 961هـ)، المصري المالكي، الشيخ الإمام العلامة الزاهد الخاشع، زين الدين مفتي المسلمين.
قال الشعراوي: لمّا مَرِض دخلت إليه فوجدته لا يقدر يبلع الماء من غصة الموت، فدخل عليه شخص بسؤال، فقال: أجلسوني. قال: فأجلسناه وأسندناه، فكتب على السؤال ولم يغب له ذهن مع شدة المرض، وقال: لعل ذلك آخر سؤال نكتب عليه، فمات تلك الليلة ودفن بالقرافة.
[شذرات الذهب: 10/477]
وكتبه: محمد علي حميسان غفر الله تعالى له ولوالديه وأهله ومشايخه وأحبابه والمسلمين... اللهم آمين.
1 – أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري (ت: 182هـ)، قاضي القضاة، الإمام المجتهد صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان، وتلميذه، وناشر مذهبه.
قال إِبْرَاهِيم بن الْجراح [وهو آخر من روى عن أبى يوسف]: دخلت على أبي يوسف - رحمه الله تعالى - في مرضه الذي مات فيه ففتح عينيه وقال: الرمي راكباً أفضل أم ماشيا؟ فقلت: ماشياً. فقال: أخطأت. فقلت: راكباً. فقال: أخطأت، ثم قال: كل رمي كان بعده وقوف فالرمي فيه ماشياً أفضل، وما ليس بعده وقوف فالرمي راكباً أفضل. فقمت من عنده فما انتهيت إلى باب الدار حتى سمعت الصراخ لموته، فتعجبت من حرصه على العلم في مثل تلك الحالة..
[مختصر اختلاف العلماء للطحاوي: 2/159، والمبسوط للسرخسي: 4/23 واللفظ منه، والجوهر المضية: 1/76]
2 – أبو زُرْعَة الرَّازِي، عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ الرازي (ت: 264هـ)، الإمام المحدّث الحافظ المُسنِد.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: مات أبو زُرْعَة مطعوناً مبطوناً يعرق جبينه في النزع، فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله؟ فقال محمد بن مسلم: يروى عن معاذ بن جبل - فمِن قبل أن يستتم رفع أبو زُرعة رأسه وهو في النزع فقال: روى عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".
فصار البيت ضجّة بِبُكاء مَن حَضر.
[الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي: 1/346]
3 – أبو حاتم الرَّازِي، محمد بن إدريس بن المُنذر الحنظّلي الغطفاني الرَّازي (ت: 277هـ)، الإمام المحدّث الثبت المصنّف.
قال ابن أبي حاتم: حضرت أبي -رحمه الله- وكان في النّزع وأنا لا أعلم، فسألته عن عقبة بن عبد الغافر يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: له صحبة؟ فقال: برأسه: لا. فلم اقنع منه، فقلت: فهمتَ عني: له صحبة؟ قال: هو تابعي.
قلت [ابن أبي حاتم]: فكان سيد عمله معرفة الحديث، وناقِلَة الأخبار، فكان في عمره يُقتَبَس منه ذلك، فأراد الله أن يُظهر عند وفاته ما كان عليه في حياته.
[الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 1/367-368]
4 –محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ)، الإمام الكبير المُفسِّر المحدّث المؤرخ، إمام المفسّرين، وصاحب المُصَنّفات.
قال القاضي [المعافى الجريري]: كنت منذ سنين كثيرة دعوت الله عز وجل وقلت: يا سابق الفوت، وقلت في وقت آخر: يا سابق كل فوت، وكان عندي أنه شيء خطر لي ولم أكن ذاكراً لهذه الرواية ولا عالماً بها في الوقت، فاستحسنت هذه الدعوة ثم وجدتها عندي فيما سمعته وكتبته ورويته. وحكى لي بعض بني الفرات عن رجل منهم، أو من غيرهم، أنه كان بحضرة أبي جعفر الطبري رحمه الله قبل موته وتوفي بعد ساعة أو أقل منها، فذكر له هذا الدعاء عن جعفر بن محمد عليهما السلام، فاستدعى محبرة وصحيفة فكتبها، فقيل له: أفي هذه الحال؟ فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى يموت.
[الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي: 527، وتاريخ دمشق: 52/199]
5 – محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود، أبو طاهر الزيادي (ت: 410هـ)، إمام المحدثين، والفقهاء بنيسابور في زمانه.
قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: ومن أعجب ذلك ما وجدته بخط بعض أصحاب القاضي الإمام حسين بن محمد المروروذي، عنه: أنه سمع الإمام أبا عاصم العَبَّادي يذكر أنه كان عند الأستاذ أبي طاهر وهو الإمام الزيادي شيخ خراسان حين احتضر فسُئِل عن ضَمان الدَّرَك، وكان في النَّزع، فقال: إن قَبَض الثمن فَيَصحُّ، وإن لم يقْبِضْ فلا يَصِح، قال: لأنه بعد قبض الثمن يكون ضَمان ما وَجَب. والله أعلم.
[أدب المفتي والمستفتي لابن الصلاح: 113-114]
6 - محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الخوارزمي، (ت: 440هـ]، الفيلسوف، الرياضي، المؤرخ، الطبيب، الفلكي، صاحب العلوم.
قال [الفقيه] أبو الحسن علي بن عيسى الوَلوَالجي: دخلتُ على أبي الرّيحان وهو يجود بنفسِه، وقد حَشْرج نفَسُه، وضاقَ به صدرُه، فقال لي في تلك الحالة: كيف قلت لي يومًا حساب الجدَّات الفاسِدَة؟ فقلت له -إشفاقًا عليه-: أفي هذه الحالةِ؟! قال لي: يا هذا! أُوَدِّعُ الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة ألا يكون خيرًا من أن أُخلِّيها وأنا جاهلٌ بها. فأعدتُ ذلك عليه، وحَفِظَ، وعلّمني مَا وعد، وخرجتُ من عِنْده، وأنا في الطريق، فسمعتُ الصُّرَاخ.
[معجم الأدباء لياقوت الحموي: 2332]
7 – محمد بن عبد الرحيم بن محمد، صفي الدين الهندي الشافعي، (ت: 715هـ)، العلامة الأصولي البارع.
قال الإمام الذهبي: وكان يحفظ ربع يس، روى لنا عند موته أحاديث، وكان ذا حَظٍّ من صلاة وتعبد، وتصوف وحسن معتقد...
أخبرنا محمد بن عبد الرحيم الأرموي، أنا علي بن أحمد، أنا عمر بن طبرزد، فذكر حديثين ليسا هما عندي، قرأتهما عليه ونَفَسُه يُحشرج في الصدر، فتوفي يومئذ، عفا الله عنه وعنا، آمين.
[معجم الشيوخ الكبير للذهبي: 2/216]
8 - شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحَجَّار المعروف بابن الشحنّة (ت: 730هـ)، المعمر الكبير، رحلة الآفاق، وأعلى أهل عصره إسناداً.
قال الإمام الذهبي: وكان أمياً لا يكتب ولا يقرأ إلا اليسير من القرآن، حدّث في صفر سنة ثلاثين وسبع مائة تحدثوا بموته، وأفاق فقرءوا عليه أجزاء ثم مات يوم الخامس والعشرين من الشهر.
[انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي: 1/119]
9 - زين الدّين عبد الرحمن بن علي الأجهوري (ت: 961هـ)، المصري المالكي، الشيخ الإمام العلامة الزاهد الخاشع، زين الدين مفتي المسلمين.
قال الشعراوي: لمّا مَرِض دخلت إليه فوجدته لا يقدر يبلع الماء من غصة الموت، فدخل عليه شخص بسؤال، فقال: أجلسوني. قال: فأجلسناه وأسندناه، فكتب على السؤال ولم يغب له ذهن مع شدة المرض، وقال: لعل ذلك آخر سؤال نكتب عليه، فمات تلك الليلة ودفن بالقرافة.
[شذرات الذهب: 10/477]
وكتبه: محمد علي حميسان غفر الله تعالى له ولوالديه وأهله ومشايخه وأحبابه والمسلمين... اللهم آمين.