الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين - الاستهزاء بالدين من خصائص المنافقين: والسبّ ...
منذ 15 ساعة
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين
- الاستهزاء بالدين من خصائص المنافقين:
والسبّ والاستهزاء من صفات المنافقين، الذين فضحهم الله تعالى بقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (*) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [سورة البقرة: 13-14]، وبقوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 64]، وبقوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة التوبة: 79].
قال ابن كثير: «وهذه -أيضا- من صفات المنافقين: ألّا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم، إنْ جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا: هذا مُرَاءٍ، وإن جاء بشيء يسير قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا» [تفسير القرآن العظيم].
هكذا حال الكافرين والمنافقين كما قصّه القرآن الكريم، أما في عصرنا هذا، فقد صار الاستهزاء والسبّ ظاهرة مشهورة! تفشَّتْ واستُسيغتْ بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، وانتشرتْ وراجتْ في بلاد الكافرين، حتى تنافس عباد الصليب وأحفاد القردة وبني علمان والروافض والملحدون... تنافسوا على الجهر بسبّ الربّ والدِّين والرَّسول صلى الله عليه وسلم والقرآن، وسبِّ أهل العلم والدِّين وأهل الصلاح والمجاهدين وأهل الأثر والموحدين ...
ولا غرابة أن يتجرّأ هؤلاء الحثالة على حرمات الله، يوم وجدوا لسخريتهم صدى في البلدان المسماة زورا إسلامية، فترى السبّ والاستهزاء في هذه البلاد يجري على ألسنة من ينتسب للإسلام، على ألسنة الشعراء والكتّاب والصحفيين والممثلين والمغنين ومقدمي البرامج والسياسيين، بل حتى على ألسنة كثير من عوام الناس في الشوارع والأسواق إذا تشاجروا وتعاركوا، وأحيانا يجعلون الاستهزاء فاكهة مجالسهم، فيتنادمون ويتبارون بإلقاء (النكات) التي فيها استهزاء صريح، ولا ثمة حسيب ولا رقيب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فإذا أراد من حرّكته الحمية أن ينتصر لدين الله هنالك في تلك البلاد؛ فغاية ما بيده أن ينصح السابّ والمستهزئ، ليَلقى -الناصحُ لا المنصوح!- وبالَ أمره على يد جنود الطاغوت، ولينتهي به الأمر في غياهب السجون! وربما عوقب المستهزئ والسابّ بغرامة مالية زهيدة يسدّدها على التراخي حسب استطاعته، أو بسجن في فندق «خمس نجوم»، يخرج منه في أول يوم بكفالة كفيل، كل هذا الكفر البواح يحصل يوميا في تلك البلدان التي تضحك على الناس بأنها دول «إسلامية» بل ودولة «توحيد» كدُويلة آل سلول، أزال الله ملكها وأنجى المسلمين من طغيانهم.
هذه هي ظاهرة السبّ والاستهزاء بالدّين اليوم في الأرض، كلّ الأرض، عدا دار الإسلام، أرض الخلافة المحروسة، فإنَّ تلك الظاهرة الخبيثة مقموعة ولله الحمد، ففي بقاع الدولة الإسلامية -أعزَّها الله- حيث سلطان الشريعة هو السائد وشرع الله هو الحاكم، فإن السبّ والاستهزاء بالدّين وشعائره ردة وكفر يستتاب من يتلبّس به -إن كان السبّ والاستهزاء من النوع الذي تُقبل التوبة فيه- فإن تاب عُزّر أشد التعزير، وإن لم يتب ويرجع ويرضخ، قُتل كفراً كما تُقتل الكلاب السائبة، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثُه أقاربُه...
فليحذر المسلمون من أي كلام فيه استهزاء بالله تعالى أو بصفة من صفاته أو اسم من أسمائه، أو رسله وأنبيائه، أو ملائكته، أو كتبه، أو بالقدر، أو دين الإسلام، أو شعيرة من شعائره، وليحرص كل مسلم على كلام أهله فلا يرضى لهم إلا ما صلح منه، وليحذّر كل امرئ جليسه إذا ما زلّ لسانه بشيء من المحظور، أو ليبلغ عنه الإمام أو من ينوب عنه ليعاقبوه بما يستحق.
أما في دار الكفر التي يسرح فيها المستهزئون بدين الله، ويزدادون تطاولا على حرمات الله، فما للمسلمين هناك إلا أن يثأروا لدينهم وأن يقيموا حكم الله في هؤلاء الكفار، بأن يقتلوا كلّ من ثبت عليه استهزاء بالدين وطعن فيه وانتقاص منه، كما قال تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) [سورة التوبة : 12]، ففي ذلك تخويف لأمثالهم أن يعودوا لمثل ذلك أبدا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 هـ
مقتطف من مقال:
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين
- الاستهزاء بالدين من خصائص المنافقين:
والسبّ والاستهزاء من صفات المنافقين، الذين فضحهم الله تعالى بقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (*) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [سورة البقرة: 13-14]، وبقوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 64]، وبقوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة التوبة: 79].
قال ابن كثير: «وهذه -أيضا- من صفات المنافقين: ألّا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم، إنْ جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا: هذا مُرَاءٍ، وإن جاء بشيء يسير قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا» [تفسير القرآن العظيم].
هكذا حال الكافرين والمنافقين كما قصّه القرآن الكريم، أما في عصرنا هذا، فقد صار الاستهزاء والسبّ ظاهرة مشهورة! تفشَّتْ واستُسيغتْ بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، وانتشرتْ وراجتْ في بلاد الكافرين، حتى تنافس عباد الصليب وأحفاد القردة وبني علمان والروافض والملحدون... تنافسوا على الجهر بسبّ الربّ والدِّين والرَّسول صلى الله عليه وسلم والقرآن، وسبِّ أهل العلم والدِّين وأهل الصلاح والمجاهدين وأهل الأثر والموحدين ...
ولا غرابة أن يتجرّأ هؤلاء الحثالة على حرمات الله، يوم وجدوا لسخريتهم صدى في البلدان المسماة زورا إسلامية، فترى السبّ والاستهزاء في هذه البلاد يجري على ألسنة من ينتسب للإسلام، على ألسنة الشعراء والكتّاب والصحفيين والممثلين والمغنين ومقدمي البرامج والسياسيين، بل حتى على ألسنة كثير من عوام الناس في الشوارع والأسواق إذا تشاجروا وتعاركوا، وأحيانا يجعلون الاستهزاء فاكهة مجالسهم، فيتنادمون ويتبارون بإلقاء (النكات) التي فيها استهزاء صريح، ولا ثمة حسيب ولا رقيب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فإذا أراد من حرّكته الحمية أن ينتصر لدين الله هنالك في تلك البلاد؛ فغاية ما بيده أن ينصح السابّ والمستهزئ، ليَلقى -الناصحُ لا المنصوح!- وبالَ أمره على يد جنود الطاغوت، ولينتهي به الأمر في غياهب السجون! وربما عوقب المستهزئ والسابّ بغرامة مالية زهيدة يسدّدها على التراخي حسب استطاعته، أو بسجن في فندق «خمس نجوم»، يخرج منه في أول يوم بكفالة كفيل، كل هذا الكفر البواح يحصل يوميا في تلك البلدان التي تضحك على الناس بأنها دول «إسلامية» بل ودولة «توحيد» كدُويلة آل سلول، أزال الله ملكها وأنجى المسلمين من طغيانهم.
هذه هي ظاهرة السبّ والاستهزاء بالدّين اليوم في الأرض، كلّ الأرض، عدا دار الإسلام، أرض الخلافة المحروسة، فإنَّ تلك الظاهرة الخبيثة مقموعة ولله الحمد، ففي بقاع الدولة الإسلامية -أعزَّها الله- حيث سلطان الشريعة هو السائد وشرع الله هو الحاكم، فإن السبّ والاستهزاء بالدّين وشعائره ردة وكفر يستتاب من يتلبّس به -إن كان السبّ والاستهزاء من النوع الذي تُقبل التوبة فيه- فإن تاب عُزّر أشد التعزير، وإن لم يتب ويرجع ويرضخ، قُتل كفراً كما تُقتل الكلاب السائبة، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثُه أقاربُه...
فليحذر المسلمون من أي كلام فيه استهزاء بالله تعالى أو بصفة من صفاته أو اسم من أسمائه، أو رسله وأنبيائه، أو ملائكته، أو كتبه، أو بالقدر، أو دين الإسلام، أو شعيرة من شعائره، وليحرص كل مسلم على كلام أهله فلا يرضى لهم إلا ما صلح منه، وليحذّر كل امرئ جليسه إذا ما زلّ لسانه بشيء من المحظور، أو ليبلغ عنه الإمام أو من ينوب عنه ليعاقبوه بما يستحق.
أما في دار الكفر التي يسرح فيها المستهزئون بدين الله، ويزدادون تطاولا على حرمات الله، فما للمسلمين هناك إلا أن يثأروا لدينهم وأن يقيموا حكم الله في هؤلاء الكفار، بأن يقتلوا كلّ من ثبت عليه استهزاء بالدين وطعن فيه وانتقاص منه، كما قال تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) [سورة التوبة : 12]، ففي ذلك تخويف لأمثالهم أن يعودوا لمثل ذلك أبدا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 هـ
مقتطف من مقال:
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين