صحيفة النبأ العدد 36 - والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض لم تثرْ العمليات النوعية لجنود ...

منذ 2025-01-28
صحيفة النبأ العدد 36 - والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض

لم تثرْ العمليات النوعية لجنود الخلافة في أمريكا وفرنسا غضب وذعر الصليبيين، بقدر ما أغضبهم وأفزعهم إعلان منفذيها انتماءهم للدولة الإسلامية، الأمر الذي زاد من ألمهم، وعزّز مخاوفهم من تمدّد نفوذها إلى داخل أراضيهم، في الوقت الذي يحاولون هم أن يهاجموها في أرضها.

الصليبيون باتوا يدركون هذه الحقيقة تماما، ولم يعد قادتهم يخجلون من الحديث عنها في تصريحاتهم التي باتت أقل تفاؤلا في تحديد مواعيد انتهاء الحملة الصليبية، وإعلان النصر الذي يأملون تحقيقه على الدولة الإسلامية، وذلك من خلال التصريح أن الحرب معها ستكون طويلة الأمد لأنها في الأساس حرب عقدية، تحتاج أضعاف ما تحتاجه الحرب العسكرية التي يخوضونها الآن ضد جيش الخلافة في ولايات الدولة الإسلامية كافة.

والحرب العقدية التي يقصدونها هي ما مكّن الله الدولة الإسلامية فيه من نشر التوحيد، وتوضيح أحكام العلاقة بين المسلمين وأعدائهم من الكفار الأصليين والمرتدين، وتبيين هذه الأحكام من خلال أفعالها أكثر من أقوالها، وتعليم المسلمين كيف تكون المعاملة الشرعية لكل من ينتمي إلى تلك الأصناف، فعرف الناس حقيقة الكفر بالطاغوت والولاء والبراء، ومعنى الانتماء إلى جماعة المسلمين، وباتت المعركة كلها قائمة على هذا الأساس.

فبوجود جماعة للمسلمين تجتمع على إمام واحد، بات المسلمون في كل أنحاء الأرض ملزمين بالانتماء إليها، والهجرة إلى دار الإسلام التي تحكمها بالشريعة، ونصرتها، والذب عنها، والسمع والطاعة لإمامها ولو لم يكونوا تحت سلطانه المباشر، والقتال في سبيل الله تحت رايته.

وإن من جملة ما جدّدته الدولة الإسلامية في دين الإسلام، أن وجد الإمام الذي يقاتل من ورائه المسلمون، بعد قرون من تغييب لهذه الشعيرة العظيمة وتضييع المسلمين لهذا الواجب وغفلتهم عنه، ألا وهو منصب الإمامة، فأمضوا دهوراً مشتتين لا يجمعهم جامع، ونشأ عن قتال من نفر منهم متفرقين تكوّن الفصائل والأحزاب التي زادت من فرقتهم، وسلطت سيوفهم على رقاب بعضهم بعضا، وصار كلّ حزبٍ بما لديهم فرحين.

لقد ولّى هذا الزمان إلى غير رجعة بإذن الله، وبات المجاهدون يقاتلون من وراء إمام مسلم، همّه إقامة الدين، ونصرة الإسلام، وبات لكل قطرة دم يبذلونها ثمنها الكبير الذي هو تحكيم شريعة الله في أرض جديدة يفتحها الله عليهم، أو الحفاظ على جزء من دار الإسلام استرعاهم حمايته ومنع الكفار من الاستيلاء عليه، وهذا من أكبر دوافع المسلمين ليبذلوا المزيد من الجهد والجهاد، لعلمهم أن تضحياتهم لن تذهب هدرا كما ذهبت تضحيات من سبقهم في تجارب سابقة، وأن ثمرة جهادهم لن يقطفها أعداؤهم من المرتدين، فينطلقون في جهادهم صادقين فيما عاهدوا الله عليه، حتى يقضوا نحبهم على ذلك، وهم واثقون أن من ينتظر أجله من إخوانهم لن يضيعوا جهاد من سبقهم، ولن يبدّلوا تبديلا.

إن السنّة الحسنة التي سنّها فرسان الإسلام في مختلف البلدان، بإعلانهم أنهم جزء من جماعة المسلمين من خلال التصريح ببيعتهم لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين الشيخ أبي بكر البغدادي تقبله الله، وأن قتالهم هو استجابة لاستنفاره لهم، إنما هي صورة حية وتطبيق واقعي للمفهوم الشرعي للقتال، بإظهار السمع والطاعة للإمام في ذلك، وبأن هذا القتال الذي قام به بمفرده إنما هو جزء من المعركة الشاملة التي تخوضها جماعة المسلمين وإمامها ضد أمم الشرك والإلحاد.

فكل مسلم في هذه الأرض عليه أن يعدّ نفسه جنديا من جنود جيش الخلافة، ويعمل على هذا الأساس، فإن عجز عن الهجرة إلى الدولة الإسلامية، فلن يعجزه القيام بقتال أعدائها، بمن معه من إخوانه وإن قلّ عددهم، وبما معهم من السلاح مهما كان بسيطا، واثقا أن كل أذى يلحقه بالكفار إنما هو انتصار يحققه للدولة الإسلامية عليهم، بل إن عمله ضدهم في عقر دارهم هو أنكى وأكثر تأثيرا، فقتل صليبي في أوروبا أو أمريكا ولو لم يكن جنديا أكثر ضررا عليهم من قتل عشرة من جنودهم في ساحة المعركة.

فلا يحقرنّ أحد من المعروف شيئا، ولا يزهدنّ أحد بدم صليبي أو مشرك أو مرتد مهما قلّت قيمته، ولا يوفّرن أحد شيئا من أموالهم يستطيع إتلافه أو سلبه، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

66827433edad6

  • 3
  • 0
  • 7

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً