صحيفة النبأ - العدد 42 عامان على آخر الحملات الصليبية الآن.. الآن.. جاء القتال يخدع ...

منذ 2025-02-05
صحيفة النبأ - العدد 42
عامان على آخر الحملات الصليبية
الآن.. الآن.. جاء القتال


يخدع المسؤولون في التحالف الصليبي أنفسهم وشعوبهم عندما يحكمون على سير الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية من خلال الخطوط والألوان الموزّعة على خرائط انتشار جنود الخلافة، أو الأرقام المنشورة في الجداول الإحصائية عن حجم ما أنفقوه من سلاح وعتاد وما قصفوه من أهداف خلال عامين من الغارات الجوية والحروب البرية الشرسة التي يخوضها جيش الخلافة ضد عدّة جيوش على الأرض.

ويكذبون على أنفسهم وشعوبهم عندما يفترضون مواعيد محدّدة لحسم المعركة ضد جيش الخلافة بناء على التقارير المضلّلة التي تقدّمها لهم أجهزة مخابراتهم عن واقع الدولة الإسلامية.

فالخرائط التي بأيديهم عن المناطق التي انحاز منها جنود الخلافة خرائط صمّاء بكماء، لا تنطق بحقيقةِ أن ما احتاج الصليبيون وحلفاؤهم المرتدون عامين لاسترداده وبذلوا في سبيل ذلك عشرات الألوف من القتلى والجرحى، وعشرات المليارات من الدولارات، إنما فتحها الله على الدولة الإسلامية خلال شهرين فقط من الزمان، كما أنها لا تنطق بحقيقةِ أن ما انحاز عنه جنود الخلافة من المناطق يبقى بالنسبة إليهم مناطق هشة يسهل عليهم -بإذن الله- استعادتها خلال أيام قليلة فقط.

والجداول الإحصائية التي يقدّمونها عن حجم ما قصفوه ودمّروه من المناطق، وعما يقدّرونه من الخسائر في الدولة الإسلامية تكتم حقيقة الخسائر التي يتكبّدها حلفاء الصليبيين على الأرض، التي أوصلتهم -بفضل الله- إلى حافة الانهيار التام.

والتقارير الاستخباراتية التي يعتمدون عليها في تقدير ما يحتاجونه من وقت لحسم المعركة، سبق لها أن خدعتهم من قبل مرارا، ولا زالت تخدعهم كل يوم، ولا أدلّ على ذلك من خروجهم بعد كل فتح يمنّ الله به على الدولة الإسلامية ليلقوا باللائمة على أجهزة مخابراتهم التي لم تستطع تقدير قوّة الدولة الإسلامية، وقدّمت لهم تقارير مضلّلة بنوا عليها حساباتهم الخاطئة، ولا زلنا نذكر إلى اليوم الصدمة التي أظهروها بعد فشل مشروع صحوات الشام، ونجاة جنود الخلافة من كمين الغدر الذي نُصب لهم في حلب وإدلب وغيرهما، والصدمة الأكبر بعد فتح الموصل وإعلان الخلافة وانهيار الجيش الرافضي وقوات البيشمركة المرتدين، ثم صدمتهم بالبيعات التي توالت من المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها، ثم كانت الفاجعة بالعمليات الأمنية الناجحة في عقر دارهم في مدن أمريكا وأوروبا، التي باتت تشكل قصة رعب واستنفار يومية لشعوبهم وأجهزة أمنهم.

إن كل ما حققه الصليبيون وعملاؤهم المرتدون خلال العامين الماضيين وما تحمّلوا في سبيله التكاليف الباهظة في الأرواح والأموال يثبت يقينا أن هدفهم في تلك المرحلة لم يكن يتعدّى وقف تمدد الدولة الإسلامية، ومنع سقوط بغداد ودمشق وأربيل والقامشلي في يد جنود الخلافة، بخلاف مزاعمهم التي خدعوا بها أتباعهم عن إنهاء وجود الدولة الإسلامية، لذلك ركّزوا كل جهودهم على استنقاذ الفلوجة والرمادي وبيجي وتدمر، وتحصين سامراء وكركوك وحزام بغداد وسهل نينوى، والسيطرة على ريف حلب الشمالي، وقد خيبهم الله، ففي كل يوم تعلو صيحاتهم في مشارق الأرض ومغاربها لتعبّر عن مخاوفهم من فتح جبهات جديدة عليهم تنسيهم أهوال العراق والشام.

إن أعداء الدولة الإسلامية اليوم بكل أممهم وأطيافهم إنما يتطلعون إلى اليوم الذي ينهون فيه معاركهم معها، ويريحون أبدانهم ونفوسهم من مرارة هزائمهم على أيدي جنودها، لذلك يكثرون من التقديرات التي يؤملون فيها أتباعهم بقرب انتهاء الحرب ووقف استنزاف أرواحهم وأموالهم فيها.

أما جنود الخلافة فقد أكرمهم الله بعقيدة صحيحة ومنهج نبوي قويم يمنعهم من الاستسلام لعدوهم أو الاكتفاء بما في أيديهم والركون إليه، إذ إن قتالهم ليس لطلب مغنم، إنما هو جهاد لإزالة الشرك من الأرض، وإخضاع الناس كلهم لرب العالمين، ومن كانت عقيدته هكذا فلا يمكن أن يلقي السلاح من يده سواء كان منتصرا، أو منكسرا، فإن فتح الله عليه في أرض وأقام فيها حكم الله، تذكر أن ما يحكمه المشركون بشريعة الطاغوت أكثر، وأنه لا يحلّ له القعود حتى يسعى لاستنقاذه من أيديهم، وإن انكسر تذكر أنه لم يكلَّف إلا بعبادة الله بقتال أعدائه ما استطاع، حتى يأتيه الموت أو يكتب الله له الشهادة، وفي الحالتين ما له من شعار سوى قوله عليه الصلاة والسلام: (الآن، الآن، جاء القتال).

فليشحذ المجاهدون سيوفهم، وليذخّروا أسلحتهم، وليجدّدوا النية على القتال في سبيل الله، ولتكن أعينهم على مكة والمدينة وبيت المقدس، وما دونها سيكون أسهل عليهم -بإذن الله- من فتح الموصل والرقة وسرت، والله على كل شيء قدير.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 42
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

تيليغرام:
@wmc111at

669046008d1ba

  • 17
  • 0
  • 33

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً