صحيفة النبأ - العدد 43 واقعدوا لهم كلّ مرصد لا تمر أيّام إلا ويسمع الناس أنباء عن عمليات ...

صحيفة النبأ - العدد 43
واقعدوا لهم كلّ مرصد


لا تمر أيّام إلا ويسمع الناس أنباء عن عمليات كبيرة ينفّذها جنود الخلافة في المناطق التي هي خارج سيطرتهم، سواء منها ما انحازوا عنه تحت ضغط القصف والتدمير، أو التي لم يتمكّنوا منها سابقاً.

فتتوالى التفجيرات والعمليات الاستشهادية والانغماسية في مناطق بغداد وديالى وصلاح الدين والبركة والقامشلي وعين الإسلام وسد الفاروق وغيرها، بالإضافة إلى العمليات المباركة لجنود الخلافة ضد الصليبيين في أنحاء العالم المختلفة، موقعة في صفوف المشركين والمرتدين المئات من القتلى والجرحى، ومسببة لهم المزيد من الرعب والخوف في المناطق التي يحسبونها آمنة من ضربات جنود الخلافة، وغير بعيد عنا الإعلان الأخير عن توجيه ضربة موجعة لمرتدي الصحوات على الحدود التركية المصطنعة أثناء انتقالهم لقتال الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي.

إن المرتدين بكل أنواعهم ومِن ورائهم أسيادهم الصليبيون يخطئون كثيرا عندما يظنون أن إخراج الدولة الإسلامية من منطقة ما بقصف جوي عنيف، أو حادثة غدر وخيانة، سيجعلها تيأس من العودة إليها، أو ترضى ببقاء الكفار فيها آمنين مطمئنين، وهم بهذا الظن يفضحون جهلهم بالعقيدة التي يحملها جنود الدولة الإسلامية، والمنهج الذي يسيرون عليه في جهادهم.

فمِن أُسُس التوحيد الراسخة عند جنود الخلافة -بفضل الله- أنهم لا يكفّون عن قتال المشركين حتى يخضعوهم لدين الله وأحكامه، إسلاما منهم، أو جزية وصغارا عليهم، أو عهدا من إمام المسلمين إليهم، ولا يكفّون عن قتال المرتدين حتى يتوبوا من ردّتهم ويصلحوا ما أفسدوه من دينهم ويعودوا إلى دائرة الإسلام، وأن ذلك من أعلى صور إعلانهم الولاء للتوحيد وأهله، والبراء من الشرك وأهله.

وشواهد التاريخ تثبت أن مجاهدي الدولة الإسلامية لم يتركوا يوما المرتدين ينعمون بالأمن والأمان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وشعارهم قول ربهم: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [التوبة : 14]، ولا أدلّ على ذلك من السنوات التي تلت خروج الصحوات في العراق، حيث انحاز المجاهدون إلى الصحراء، تاركين خلفهم عشرات المجاهدين الأخفياء من جنود المفارز الأمنية الذين أمعنوا في المرتدين قتلا وتنكيلا، والذين نغصوا على المرتدين عيشهم، وأقلقوا راحتهم، وخلخلوا صفوفهم، وأنهكوا جيوشهم وشرطهم وأجهزة مخابراتهم، حتى أذن الله بعودة فرسان الصحراء لينقضّوا على المرتدين داخل حصونهم وهم مرهقون من حصائد أيدي أسود الكواتم والعبوات والعمليات الاستشهادية، وهذا ما ستستمر عليه -بإذن الله- إلى أن يفصل الله بينها وبين القوم المجرمين في كل مكان.

فما لم تطأه حوافر خيل جيش الخلافة من الأرض في واضحة النهار، تسلل إليها أحفاد محمد بن مسلمة -رضي الله عنه- في ظلام الليل ليجوسوا خلال الديار ويتبّروا ما علوا تتبيرا.

وكما فرح الروافض والصحوات في العراق من قبل بانحياز جنود الدولة الإسلامية من مناطق تمكينهم، فرح مرتدو الصحوات وملاحدة الأكراد بذلك في الشام، دون أن يعتبروا بمن سبقهم، أو يتعلموا من دروسهم، أو يستمعوا لنصح دولة الخلافة لهم بالتوبة والرجوع إلى الله، ليحقنوا بذلك دماءهم، ويأمنوا على أنفسهم وأموالهم.

إن حرب المفارز الأمنية ضد المرتدين لا زالت في بدايتها، ولا يمرّ يوم إلا ويزداد المجاهدون فيه خبرة على خبرتهم بطرق خداع أعدائهم، وإفشال خططهم الأمنية، وتجاوز الحدود والعقبات التي ينصبونها في طريق المجاهدين لتقيهم من ضرباتهم، وما ضربات باريس وبروكسل عنّا ببعيد، وما من يوم يمرّ إلا ويهدي الله به أقواما إلى التوحيد، ويحبب إلى قلوبهم الهجرة والجهاد، فمن عجز منهم عن الوصول إلى دار الإسلام، قرر جهاد المشركين والمرتدين في عقر دار الكفر.

وعلى المرتدين من جنود فصائل الصحوات في الشام أن يراجعوا أنفسهم، ويرجعوا إلى دينهم، ويتوبوا مما أوقعهم به قادتهم من الردّة بمظاهرتهم للمشركين على المسلمين من جنود الدولة الإسلامية وامتناعهم بشوكة عن التزام شرائع الدين، وأن يعلموا أن قادتهم ومَن وراءهم مِن حلفائهم طواغيت العرب والعجم غير قادرين على حماية أنفسهم من ضربات المجاهدين، فلن يستطيعوا حمايتهم من باب أولى، وعليهم أن يعلموا أنهم لن يستطيعوا حماية أنفسهم إلا بإعلان التوبة إلى الله، فيأمنوا بذلك من عذابَي الدنيا والآخرة بإذن الله، قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
الثلاثاء 12 ذو القعدة 1437 ه‍ـ