واللهُ أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً عندما تشتد الحرب، ويحمى لهيبها، وتقترب نارها شيئا فشيئا من ...
منذ يوم
واللهُ أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً
عندما تشتد الحرب، ويحمى لهيبها، وتقترب نارها شيئا فشيئا من المضارب، مهددة بحرق كل شيء، هنالك يبتلى المؤمنون ويزلزلون زلزالا شديدا.
وهناك يختلط العرق المتصبّب من جباه المجاهدين وهم يقارعون المشركين، بدموعهم وهم يدعون ربّهم مخلصين له الدين، أن يكفّ عنهم بأس الذين كفروا، وينصرهم عليهم.
وهناك أيضا تتمحص القلوب، ويظهر الإيمان، فيثمر العمل الصالح ثباتا ويقينا، وينجم النفاق فتثمر المعاصي والذنوب انهزاما ونفاقا، وهناك أيضا يسأل الناس جميعا متى نصر الله.
وهناك يسمع أولياء الله من جديد كلام ربهم، {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء: 84]، ويعلم كل واحد منهم التوجيه الربّاني له إلى السبيل الوحيد لكف بأس الذي كفروا والتنكيل بهم، وهو القتال في سبيل الله، فينطلق إلى ساح الحتوف، سافر الوجه، ثابت الجنان، لا يلتفت إلى القاعدين والمخذلين، وكأن الآية ما نزلت إلا لتحرّضه وحده من دون العالمين، وإن التفت إلى إخوانه المجاهدين ألقى على أسماعهم أمر الله هذا لهم بأن يقاتل كل امرئ منهم في سبيل الله، محرضا لهم، وشادّا عزائمهم، مذكرا لهم بأن استجلاب نصر الله لا يكون إلا بطاعته فيما أمر بجهاد أعداء الله، وأما من عصاه ورضي أن يكون مع الخوالف فأنّى ينصره الله، وأنّى يُردّ عنه بأس الذين كفروا، وأنّى يرى بأس الله وتنكيله فيهم.
إن المؤمن يفرح عندما يرى أفعال جنود الخلافة في ولاياتها كافة وهم يصدّون الحملة الصليبية على الموصل، لا لأنه يرى حجم نكايتهم في المرتدين وحسب، ولكن لأنه يدرك أنهم فهموا سنّة الله في كسر صولة المشركين، وكفّ بأس الكافرين، واستجلاب النصر من الله ربّ العالمين، ألا وهو قتال جنود الطواغيت والإثخان فيهم، حتى يرتدوا على أعقابهم خائبين مدحورين، وقد طحنتهم المعارك، واستنفدت طاقاتهم وإمكانياتهم، وأهلكت جيوشهم، وأجبرتهم على التخندق خلف أسوارهم خائفين، لا يعرفون من أين سيخرج المجاهدون عليهم، أيصعدون إليهم من الأرض، أم ينزلون عليهم من السماء، وما ذلك على الله بعزيز.
فقد كانت حرب الصمود والاستنزاف التي يخوضها الثابتون على أطراف نينوى، وإغارات الانغماسيين التي قطعت قلوب مرتدي البيشمركة في كركوك، وغزوة فرسان الصحراء التي نزلت كالصاعقة على رؤوس الروافض والصحوات في الرطبة، والصولات المباركة التي أشغلت المشركين في الكسك وسنجار، وغيرها من أفعال الموحدين التي شهدناها خلال الأيام الماضية خير شاهد ودليل على أن البأس لا يردّ إلا بمثله، وأن إشغال الكفار بأنفسهم خير من تركهم لينشغلوا بنا، وأن ضربة في الظهر تساوي عشرات من مثيلاتها في الوجه أو الصدر، وأن الحرب خدعة.
هذا عدا عن التكاليف الباهضة التي تحملها الصليبيون والروافض خلال الأيام القليلة من الحملة، التي دفعتهم دفعا إلى تكذيب تصريحاتهم المتفائلة التي رافقت إعلانهم انطلاقها، إذ تبين لهم أن كل يوم من المعارك يكلفهم مائة قتيل على الأقل والملايين من الدولارات، وأن الحملة إن استمرت على هذه الحالة فلن تمضي شهورها إلا وقد أبيد جيشهم عن بكرة أبيه، وقد تكلفوا من الأموال أضعاف ما تكلفوه في كامل حملتهم ضد الدولة الإسلامية منذ بدايتها قبل عامين، فكيف إن عجزوا في النهاية عن تحقيق غايتهم، وهو ما سيكون، بإذن الله، وانقلب الأمر عليهم كرّة لجنود الخلافة لن تتوقف إلا على قمم جبال كردستان، وعلى شواطئ الخليج، بإذن الله تعالى.
فيا جنود الدولة الإسلامية، ويا أسود التوحيد، لقد رأيتم بأعينكم قبل غيركم كيف نصركم الله في أيام معدودة، فأوقفتم العالم كله على قدم واحدة وأنتم تنكلون بأعداء الله في قلب مدنهم المحصنة في كركوك والرطبة وغيرها، وحبستم أنفاس الطواغيت والمرتدين وهم يترقبون صولتكم التالية، فلا توقفوا ما بدأتموه، ولا تريحوا أعداءكم ساعة من نهار، ولا تأذنوا لهم بطرفة عين في ليل.
وليحرص كل منكم على أن يكون قتاله خالصا لوجه الله، وليحرّض المؤمنين على القتال، عسى الله أن يكفّ بقتالكم بأس الكافرين كما وعدكم، سبحانه، وعسى أن تستجلبوا بذلك نصر الله لكم وبأسه الشديد على عدوه وعدوكم، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 هـ
• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
عندما تشتد الحرب، ويحمى لهيبها، وتقترب نارها شيئا فشيئا من المضارب، مهددة بحرق كل شيء، هنالك يبتلى المؤمنون ويزلزلون زلزالا شديدا.
وهناك يختلط العرق المتصبّب من جباه المجاهدين وهم يقارعون المشركين، بدموعهم وهم يدعون ربّهم مخلصين له الدين، أن يكفّ عنهم بأس الذين كفروا، وينصرهم عليهم.
وهناك أيضا تتمحص القلوب، ويظهر الإيمان، فيثمر العمل الصالح ثباتا ويقينا، وينجم النفاق فتثمر المعاصي والذنوب انهزاما ونفاقا، وهناك أيضا يسأل الناس جميعا متى نصر الله.
وهناك يسمع أولياء الله من جديد كلام ربهم، {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء: 84]، ويعلم كل واحد منهم التوجيه الربّاني له إلى السبيل الوحيد لكف بأس الذي كفروا والتنكيل بهم، وهو القتال في سبيل الله، فينطلق إلى ساح الحتوف، سافر الوجه، ثابت الجنان، لا يلتفت إلى القاعدين والمخذلين، وكأن الآية ما نزلت إلا لتحرّضه وحده من دون العالمين، وإن التفت إلى إخوانه المجاهدين ألقى على أسماعهم أمر الله هذا لهم بأن يقاتل كل امرئ منهم في سبيل الله، محرضا لهم، وشادّا عزائمهم، مذكرا لهم بأن استجلاب نصر الله لا يكون إلا بطاعته فيما أمر بجهاد أعداء الله، وأما من عصاه ورضي أن يكون مع الخوالف فأنّى ينصره الله، وأنّى يُردّ عنه بأس الذين كفروا، وأنّى يرى بأس الله وتنكيله فيهم.
إن المؤمن يفرح عندما يرى أفعال جنود الخلافة في ولاياتها كافة وهم يصدّون الحملة الصليبية على الموصل، لا لأنه يرى حجم نكايتهم في المرتدين وحسب، ولكن لأنه يدرك أنهم فهموا سنّة الله في كسر صولة المشركين، وكفّ بأس الكافرين، واستجلاب النصر من الله ربّ العالمين، ألا وهو قتال جنود الطواغيت والإثخان فيهم، حتى يرتدوا على أعقابهم خائبين مدحورين، وقد طحنتهم المعارك، واستنفدت طاقاتهم وإمكانياتهم، وأهلكت جيوشهم، وأجبرتهم على التخندق خلف أسوارهم خائفين، لا يعرفون من أين سيخرج المجاهدون عليهم، أيصعدون إليهم من الأرض، أم ينزلون عليهم من السماء، وما ذلك على الله بعزيز.
فقد كانت حرب الصمود والاستنزاف التي يخوضها الثابتون على أطراف نينوى، وإغارات الانغماسيين التي قطعت قلوب مرتدي البيشمركة في كركوك، وغزوة فرسان الصحراء التي نزلت كالصاعقة على رؤوس الروافض والصحوات في الرطبة، والصولات المباركة التي أشغلت المشركين في الكسك وسنجار، وغيرها من أفعال الموحدين التي شهدناها خلال الأيام الماضية خير شاهد ودليل على أن البأس لا يردّ إلا بمثله، وأن إشغال الكفار بأنفسهم خير من تركهم لينشغلوا بنا، وأن ضربة في الظهر تساوي عشرات من مثيلاتها في الوجه أو الصدر، وأن الحرب خدعة.
هذا عدا عن التكاليف الباهضة التي تحملها الصليبيون والروافض خلال الأيام القليلة من الحملة، التي دفعتهم دفعا إلى تكذيب تصريحاتهم المتفائلة التي رافقت إعلانهم انطلاقها، إذ تبين لهم أن كل يوم من المعارك يكلفهم مائة قتيل على الأقل والملايين من الدولارات، وأن الحملة إن استمرت على هذه الحالة فلن تمضي شهورها إلا وقد أبيد جيشهم عن بكرة أبيه، وقد تكلفوا من الأموال أضعاف ما تكلفوه في كامل حملتهم ضد الدولة الإسلامية منذ بدايتها قبل عامين، فكيف إن عجزوا في النهاية عن تحقيق غايتهم، وهو ما سيكون، بإذن الله، وانقلب الأمر عليهم كرّة لجنود الخلافة لن تتوقف إلا على قمم جبال كردستان، وعلى شواطئ الخليج، بإذن الله تعالى.
فيا جنود الدولة الإسلامية، ويا أسود التوحيد، لقد رأيتم بأعينكم قبل غيركم كيف نصركم الله في أيام معدودة، فأوقفتم العالم كله على قدم واحدة وأنتم تنكلون بأعداء الله في قلب مدنهم المحصنة في كركوك والرطبة وغيرها، وحبستم أنفاس الطواغيت والمرتدين وهم يترقبون صولتكم التالية، فلا توقفوا ما بدأتموه، ولا تريحوا أعداءكم ساعة من نهار، ولا تأذنوا لهم بطرفة عين في ليل.
وليحرص كل منكم على أن يكون قتاله خالصا لوجه الله، وليحرّض المؤمنين على القتال، عسى الله أن يكفّ بقتالكم بأس الكافرين كما وعدكم، سبحانه، وعسى أن تستجلبوا بذلك نصر الله لكم وبأسه الشديد على عدوه وعدوكم، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 هـ
• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at