صحيفة النبأ العدد 75 قصة شهيد: أبو سليمان الشامي (تقبله الله) بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز ...
منذ 2025-04-23
صحيفة النبأ العدد 75
قصة شهيد:
أبو سليمان الشامي (تقبله الله)
بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز
2/4
• إن نفساً لن تموت حتى تستوفي أجلها ورزقها..
تحت راية الدولة الإسلامية في العراق والشام عمل الشيخ أحمد أبو سمرة (وهو اسمه الحقيقي) كعامة الجنود، لا يتعالى عليهم بعلم، ولا يترفع عليهم بلقب، بل ينتقل بين خطوط الرباط ومواقع القتال، وقد جدد الالتحاق بقوافل الاستشهاديين، وزاد من إلحاحه على الأمراء أن يأذنوا له بالتنفيذ، حتى وجدوا له هدفا مناسبا وهو تجمع كبير لأنصار الطاغوت بشار في قلب مناطق النظام النصيري في مدينة حلب، وتم التخطيط لتنفيذ الهجوم بحزام ناسف يلبسه ويتسلل به إلى وسط التجمع ليمزق به المرتدين، ولكن نفسا لن تموت حتى تقضي أجلها ورزقها، فقدر الله له أن يعثر عليه الشيخ أبو محمد الفرقان -تقبله الله- ويلتقي به ويتعرف عليه أكثر فأكثر، فأمره بعدم الذهاب للعملية المخطط لها، ليرسل الإخوة بديلا عنه إليها، وقرر ضمه إلى ديوان الإعلام في الدولة الإسلامية الذي كان الشيخ أبو محمد يسعى لتقوية أركانه، وتوسيع نشاطه، ورفده بالكوادر العلمية والفنية المؤهلة للقيام بذلك.
• الموعد دابق..
فكانت البداية الفعلية لنشاط أبي سليمان الحلبي (وهي الكنية التي كان يتحرك بها ويعرفه بها الكثير من المجاهدين في ديوان الإعلام) هي العمل مع فريق اللغات الأعجمية الذي بدأ الشيخ أبو محمد الفرقان بتجميعه وتنظيمه لإطلاق حملة دعوية هدفها تعريف المسلمين في الشرق والغرب بالدولة الإسلامية، وتحريضهم على الهجرة إليها، من خلال الإصدارات المتنوعة التي بدأ بإطلاقها (مركز الحياة للإعلام) الذي أنشئ خصيصا لهذا الغرض، فكان يجهد مع إخوانه في الترجمة من اللغة الإنجليزية وإليها، ثم بدأت فكرة إصدار مجلة موجهة للناطقين بهذه اللغة تبلورت بعد النجاح الذي حققته نشرة "تقرير الدولة الإسلامية" (IS Report)، ليقرر الشيخ أبو محمد تحويل المشروع إلى مجلة دورية حققت -بفضل الله- شهرة عالمية، ونجاحا منقطع النظير، وهي مجلة (دابق) المباركة، وفي الوقت نفسه بدأت تبرز مواهب الشيخ أبي سليمان في الكتابة والتأليف، وتظهر قدراته المعرفية، ويتجلى نور العلم الشرعي فيما يقوله ويكتبه، والشيخ أبو محمد يراقب ذلك، ويقيِّمه، ويدرس كيفية توظيفه في خدمة دين الله، وهو جنديه المطيع، الذي لا يعصيه في معروف، ولا يتقدّمه في فضل، ولا يبخل عليه بمشورة.
وهكذا خرجت (دابق) التي اختار لها الشيخ أبو محمد اسما يغيظ به الروم الصليبيين، ويبلغهم من خلاله بنهايتهم المحتومة -بإذن الله- كما أخبر بذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويذكر المجاهدين بوعد الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- للمسلمين بأن الشرارة التي انطلقت في أرض العراق لن تنطفئ -بإذن الله- حتى تحرق الصليبيين في مرج دابق، وتسلَّم الشيخ أبو سليمان الشامي إدارة تحريرها.
فكان يكتب المقالات المتعددة فيها، ويراجع ما يكتبه إخوانه المحررون الآخرون في المجلة، ويدقق ما يُترجم من مواد للنشر فيها، وينفق في ذلك الوقت الطويل، والجهد الكبير، والشيخ أبو محمد ملازم لهم في مختلف نواحي عملهم، بل كان لفرط حرصه على أن تظهر بأفضل حلة، وأن توصل رسائل الدولة الإسلامية بأبهى مظهر، كان يراجع مع أبي سليمان أكثر المواد، بل ويوجههم غالبا في قضايا التحرير والتصميم، حتى كتب الله لهذه المجلة النجاح، وبات ما ينشر فيها حديث الإعلام.
فتم توسيع المشروع لنشر مجلات بلغات أعجمية أخرى، فظهرت مجلات المنبع (بالروسية) والقسطنطينية (بالتركية) ودار الإسلام (بالفرنسية)، وفي الوقت نفسه زاد ضخ (مركز الحياة) من الإصدارات المتنوعة، ونشطت عملية الترجمة للإصدارت المنشورة باللغة العربية إلى الكثير من اللغات الرئيسة والثانوية في العالم، حتى لم يكد قوم من أقوام الأرض إلا وتصلهم إصدارات الدولة الإسلامية ومنشوراتها بلغتهم وبلسانهم، بفضل الله وحده.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 75
الخميس 9 رجب 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة، تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
قصة شهيد:
أبو سليمان الشامي (تقبله الله)
بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز
2/4
• إن نفساً لن تموت حتى تستوفي أجلها ورزقها..
تحت راية الدولة الإسلامية في العراق والشام عمل الشيخ أحمد أبو سمرة (وهو اسمه الحقيقي) كعامة الجنود، لا يتعالى عليهم بعلم، ولا يترفع عليهم بلقب، بل ينتقل بين خطوط الرباط ومواقع القتال، وقد جدد الالتحاق بقوافل الاستشهاديين، وزاد من إلحاحه على الأمراء أن يأذنوا له بالتنفيذ، حتى وجدوا له هدفا مناسبا وهو تجمع كبير لأنصار الطاغوت بشار في قلب مناطق النظام النصيري في مدينة حلب، وتم التخطيط لتنفيذ الهجوم بحزام ناسف يلبسه ويتسلل به إلى وسط التجمع ليمزق به المرتدين، ولكن نفسا لن تموت حتى تقضي أجلها ورزقها، فقدر الله له أن يعثر عليه الشيخ أبو محمد الفرقان -تقبله الله- ويلتقي به ويتعرف عليه أكثر فأكثر، فأمره بعدم الذهاب للعملية المخطط لها، ليرسل الإخوة بديلا عنه إليها، وقرر ضمه إلى ديوان الإعلام في الدولة الإسلامية الذي كان الشيخ أبو محمد يسعى لتقوية أركانه، وتوسيع نشاطه، ورفده بالكوادر العلمية والفنية المؤهلة للقيام بذلك.
• الموعد دابق..
فكانت البداية الفعلية لنشاط أبي سليمان الحلبي (وهي الكنية التي كان يتحرك بها ويعرفه بها الكثير من المجاهدين في ديوان الإعلام) هي العمل مع فريق اللغات الأعجمية الذي بدأ الشيخ أبو محمد الفرقان بتجميعه وتنظيمه لإطلاق حملة دعوية هدفها تعريف المسلمين في الشرق والغرب بالدولة الإسلامية، وتحريضهم على الهجرة إليها، من خلال الإصدارات المتنوعة التي بدأ بإطلاقها (مركز الحياة للإعلام) الذي أنشئ خصيصا لهذا الغرض، فكان يجهد مع إخوانه في الترجمة من اللغة الإنجليزية وإليها، ثم بدأت فكرة إصدار مجلة موجهة للناطقين بهذه اللغة تبلورت بعد النجاح الذي حققته نشرة "تقرير الدولة الإسلامية" (IS Report)، ليقرر الشيخ أبو محمد تحويل المشروع إلى مجلة دورية حققت -بفضل الله- شهرة عالمية، ونجاحا منقطع النظير، وهي مجلة (دابق) المباركة، وفي الوقت نفسه بدأت تبرز مواهب الشيخ أبي سليمان في الكتابة والتأليف، وتظهر قدراته المعرفية، ويتجلى نور العلم الشرعي فيما يقوله ويكتبه، والشيخ أبو محمد يراقب ذلك، ويقيِّمه، ويدرس كيفية توظيفه في خدمة دين الله، وهو جنديه المطيع، الذي لا يعصيه في معروف، ولا يتقدّمه في فضل، ولا يبخل عليه بمشورة.
وهكذا خرجت (دابق) التي اختار لها الشيخ أبو محمد اسما يغيظ به الروم الصليبيين، ويبلغهم من خلاله بنهايتهم المحتومة -بإذن الله- كما أخبر بذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويذكر المجاهدين بوعد الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- للمسلمين بأن الشرارة التي انطلقت في أرض العراق لن تنطفئ -بإذن الله- حتى تحرق الصليبيين في مرج دابق، وتسلَّم الشيخ أبو سليمان الشامي إدارة تحريرها.
فكان يكتب المقالات المتعددة فيها، ويراجع ما يكتبه إخوانه المحررون الآخرون في المجلة، ويدقق ما يُترجم من مواد للنشر فيها، وينفق في ذلك الوقت الطويل، والجهد الكبير، والشيخ أبو محمد ملازم لهم في مختلف نواحي عملهم، بل كان لفرط حرصه على أن تظهر بأفضل حلة، وأن توصل رسائل الدولة الإسلامية بأبهى مظهر، كان يراجع مع أبي سليمان أكثر المواد، بل ويوجههم غالبا في قضايا التحرير والتصميم، حتى كتب الله لهذه المجلة النجاح، وبات ما ينشر فيها حديث الإعلام.
فتم توسيع المشروع لنشر مجلات بلغات أعجمية أخرى، فظهرت مجلات المنبع (بالروسية) والقسطنطينية (بالتركية) ودار الإسلام (بالفرنسية)، وفي الوقت نفسه زاد ضخ (مركز الحياة) من الإصدارات المتنوعة، ونشطت عملية الترجمة للإصدارت المنشورة باللغة العربية إلى الكثير من اللغات الرئيسة والثانوية في العالم، حتى لم يكد قوم من أقوام الأرض إلا وتصلهم إصدارات الدولة الإسلامية ومنشوراتها بلغتهم وبلسانهم، بفضل الله وحده.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 75
الخميس 9 رجب 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة، تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar