#القُدس لعلنا نحتاج اليوم أن نحلل واقعنا بمعزل عن نظرية المؤامرة اليهودية الصليبية الخالدة التي ...
منذ 2018-05-16
#القُدس
لعلنا نحتاج اليوم أن نحلل واقعنا بمعزل عن نظرية المؤامرة اليهودية الصليبية الخالدة التي تلقي اللوم كله في كل مشاكلنا -حتى الطائفية المذهبية والتي نعرف جذورها التاريخية جيداً- على عاتق اليهود واتباعهم وتبتعد بذلك عن الاسباب الحقيقية لهذا الواقع الذي كأي واقع تاريخي لا بد أن يكون له جذوره الداخلية واسبابه الطبيعية التاريخية، لذلك فتخلفنا وفرقتنا وسقوطنا الحالي هو الناتج لنهائي لمجموعة أسباب تعود لنا، تخصنا بالدرجة الاولى، اما المؤامرة اليهودية فتعود بالدرجة الاولى إلى (استثمار) هذا التخلف واستغلاله والعمل على تكريسه لا انشائه وخلقه كما تحاول نظرية المؤامرة ان تؤكد.
وهو وضع طبيعي ومتوقع ولا يخص اليهود وحدهم بقدر ما يخص اقطاب أي صراع تاريخي..
المشكلة ليست في اليهود.
المشكلة فينا، فالشعوب المستعمرة مسؤولة عن وضعها اكثر بالتاكيد من مسؤولية مستعمريها، لو لم يكن هناك قابلية للاستعمار وتخلف وضعف وفرقة لما دخل الاستعمار اصلاً !
ولو لم نكن متخلفين لما استطاع اليهود ان ينشئوا كيانهم داخل قلب أمتنا، بل ويوسعوه ويوقعوا بنا هزائم تاريخية هي التجسد الحي لحقيقة هذه التناقضات التي نعيشها:
فمقابل تخلفنا وتفرقنا هناك كيان مصطنع وعنصري لكنه يملك في الوقت ذاته العقلية العلمية الغربية واحدث ادوات التكنولوجيا والتقنيات العلمية.
ومقابل تشدقنا بموافقة الاسلام والقرآن الكريم لاحدث المكتشفات العلمية وقصورنا العلمي في الوقت ذاته ،هناك دولة قائمة على اساس ديني عنصري متخلف وتعاليم تلمودية شديدة الجمود والسخف ولكن في الوقت نفسه هناك حركة علمية وتصنيعية وهناك عقول علمية في ذات الكيان المصطنع ..
ومقابل حديثنا عن سماحة الاسلام وسعة صدره نجد القمع والسجون والاستبداد التي هي اساساً مجموعة سمات تاريخية قبل ان تكون عصرية، هناك كيان قائم على اسس بدائية وعنصرية ومتخلفة لكن في الوقت نفسه هناك درجة من درجات الحرية والتعددية والمعارضة ضمن نفس المجتمع ..
وهذا كله يفسر مركزية القضية الفلسطينية، لا بسبب قداسة الاراضي الفلسطينية ومسرى النبي عليه الصلاه والسلام ومعراجه أو بسبب وجود اللاجئين والاضطهاد الذي يواجهه السكان العرب وإنما لأن هذه القضية تلخص وبشكل موجز ومكثف مشكلتنا الحقيقية: تخلفنا بمواجهة تقدمهم. ..
علينا أن نعترف ان ألطريق الحقيقي إلى #القُدس يمر بأنفسنا، بنخاعنا، يمر عبر تاريخنا كله وقصتنا الطويلة مع التدهور والانحطاط التي عرفنا في الفصل السابق متى وكيف بدأت.
ببساطة لن تكون المسألة ان نتفق على كلمة ونجمع السلاح ونتدرب عليه ونذهب لنحارب كما يحاولون أن يصوروا لنا المسألة.
الموضوع سيبقى أعقد بكثير ..
لن نحارب ابداً وعبء التاريخ على اكتافنا يمنعنا ان نسأل وان نتسائل ويزين لنا الرضا بقدرنا وقسمتنا ونصيبنا ..
لن نحارب مالم نعيد اكتشاف ما فقدناه من القيم القرآنية التي طمست عبر تقاطعات السياسة مع العقيدة ..
لن نحارب مالم نؤصل تلك القيم داخل العقل المسلم..
لا عقل الكتب والمناظرات والمجلدات ولكن عقل الانسان العادي الذي يمشي في الشارع والذي يمكن ان يبني ويهدم ويحارب.
من البوصلة القرآنية..
✍️ #صقرصلاح
لعلنا نحتاج اليوم أن نحلل واقعنا بمعزل عن نظرية المؤامرة اليهودية الصليبية الخالدة التي تلقي اللوم كله في كل مشاكلنا -حتى الطائفية المذهبية والتي نعرف جذورها التاريخية جيداً- على عاتق اليهود واتباعهم وتبتعد بذلك عن الاسباب الحقيقية لهذا الواقع الذي كأي واقع تاريخي لا بد أن يكون له جذوره الداخلية واسبابه الطبيعية التاريخية، لذلك فتخلفنا وفرقتنا وسقوطنا الحالي هو الناتج لنهائي لمجموعة أسباب تعود لنا، تخصنا بالدرجة الاولى، اما المؤامرة اليهودية فتعود بالدرجة الاولى إلى (استثمار) هذا التخلف واستغلاله والعمل على تكريسه لا انشائه وخلقه كما تحاول نظرية المؤامرة ان تؤكد.
وهو وضع طبيعي ومتوقع ولا يخص اليهود وحدهم بقدر ما يخص اقطاب أي صراع تاريخي..
المشكلة ليست في اليهود.
المشكلة فينا، فالشعوب المستعمرة مسؤولة عن وضعها اكثر بالتاكيد من مسؤولية مستعمريها، لو لم يكن هناك قابلية للاستعمار وتخلف وضعف وفرقة لما دخل الاستعمار اصلاً !
ولو لم نكن متخلفين لما استطاع اليهود ان ينشئوا كيانهم داخل قلب أمتنا، بل ويوسعوه ويوقعوا بنا هزائم تاريخية هي التجسد الحي لحقيقة هذه التناقضات التي نعيشها:
فمقابل تخلفنا وتفرقنا هناك كيان مصطنع وعنصري لكنه يملك في الوقت ذاته العقلية العلمية الغربية واحدث ادوات التكنولوجيا والتقنيات العلمية.
ومقابل تشدقنا بموافقة الاسلام والقرآن الكريم لاحدث المكتشفات العلمية وقصورنا العلمي في الوقت ذاته ،هناك دولة قائمة على اساس ديني عنصري متخلف وتعاليم تلمودية شديدة الجمود والسخف ولكن في الوقت نفسه هناك حركة علمية وتصنيعية وهناك عقول علمية في ذات الكيان المصطنع ..
ومقابل حديثنا عن سماحة الاسلام وسعة صدره نجد القمع والسجون والاستبداد التي هي اساساً مجموعة سمات تاريخية قبل ان تكون عصرية، هناك كيان قائم على اسس بدائية وعنصرية ومتخلفة لكن في الوقت نفسه هناك درجة من درجات الحرية والتعددية والمعارضة ضمن نفس المجتمع ..
وهذا كله يفسر مركزية القضية الفلسطينية، لا بسبب قداسة الاراضي الفلسطينية ومسرى النبي عليه الصلاه والسلام ومعراجه أو بسبب وجود اللاجئين والاضطهاد الذي يواجهه السكان العرب وإنما لأن هذه القضية تلخص وبشكل موجز ومكثف مشكلتنا الحقيقية: تخلفنا بمواجهة تقدمهم. ..
علينا أن نعترف ان ألطريق الحقيقي إلى #القُدس يمر بأنفسنا، بنخاعنا، يمر عبر تاريخنا كله وقصتنا الطويلة مع التدهور والانحطاط التي عرفنا في الفصل السابق متى وكيف بدأت.
ببساطة لن تكون المسألة ان نتفق على كلمة ونجمع السلاح ونتدرب عليه ونذهب لنحارب كما يحاولون أن يصوروا لنا المسألة.
الموضوع سيبقى أعقد بكثير ..
لن نحارب ابداً وعبء التاريخ على اكتافنا يمنعنا ان نسأل وان نتسائل ويزين لنا الرضا بقدرنا وقسمتنا ونصيبنا ..
لن نحارب مالم نعيد اكتشاف ما فقدناه من القيم القرآنية التي طمست عبر تقاطعات السياسة مع العقيدة ..
لن نحارب مالم نؤصل تلك القيم داخل العقل المسلم..
لا عقل الكتب والمناظرات والمجلدات ولكن عقل الانسان العادي الذي يمشي في الشارع والذي يمكن ان يبني ويهدم ويحارب.
من البوصلة القرآنية..
✍️ #صقرصلاح