الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين إنّ للكلمة في دين الله تعالى شأنا عظيما، فبكلمةٍ يدخل ...

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين


إنّ للكلمة في دين الله تعالى شأنا عظيما، فبكلمةٍ يدخل المرءُ للإسلام، وبكلمةٍ يخرج منه.

فبتلفظ كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) ينتقل الكافرُ الأصلي من الكفر إلى التوحيد، وكذا بتلفَّظه بكلمة كفرٍ؛ يخرجُ المسلم من ملة الإسلام، فيرتدُّ عن دين الله.

وهذا الحكم الذي يفجع بعض الأسماع ويُبلغ بعض القلوب الحناجر ليس بدعا من القول، وما هو باجتهاد عالم، ولا بقانون حاكم، لا، بل هو نصّ كلام رب العالمين جلّ جلاله، كلامه في كتابه العظيم ووحيه سبحانه لرسوله الأمين، صلوات الله وسلامه عليه، قال الحقُّ تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [سورة المائدة: 17]، وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [سورة المائدة: 73]، وقال سبحانه: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} [سورة التوبة: 74]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا، يهوي بها سبعين خريفا في النار) [صحيح، رواه الترمذي وغيره]، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوهم إلا حصائدُ ألسنتهم؟!) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصريحة التي تقرر كفر العبد بكلام يقوله، وأكثر الكلام الذي يُخرج العبدَ من الإسلام هو السبُّ والاستهزاء، ونقصد بالسبِّ والاستهزاء: أيَّ مقولة أو كتابة أو فعل - كإشارة بيد أو إخراج لسان أو غمز بعين وغير ذلك - فيه سخرية أو هزل أو تنقّص أو شتم أو طعن أو لَــمْز بالدِّين وشعائره!

- الاستهزاء بالدين من خصائص الكفار:

والاستهزاء بالدِّين وأهله من أخص صفات الكفار في الأمم الغابرة مع أنبيائهم -عليهم الصلاة والسلام- قال تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (*) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [سورة الزخرف: 6-7]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (*) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [سورة الحجر: 10-11]، وقال تعالى عن قوم نوح، عليه السلام: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [سورة هود: 38]، وقال تعالى عن استهزاء فرعون بموسى، عليه السلام: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [سورة الزخرف: 52]، وكذلك فعل كفار قريش مع نبينا -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله تعالى: {وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا} [سورة الأنبياء: 36].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: «فاستهزؤوا بالرسول صلى الله عليه وسلم لما نهاهم عن الشرك، وما زال المشركون يسُبُّون الأنبياء ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون إذا دعوهم إلى التوحيد، لِـما في أنفسهم من عظيم الشرك، وهكذا تجد مَنْ فيه شَبَهٌ منهم إذا رأى من يدعو إلى التوحيد استهزأ بذلك، لِـما عنده من الشرك» [مجموع الفتاوى].

وكما استهزأ الكفار بالأنبياء استهزؤوا بآيات الله، كما قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا} [سورة الكهف: 56]، وقال سبحانه: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} [سورة الصافات: 14].

واستهزؤوا بالموحدين المؤمنين أيضاً، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة البقرة: 212]، وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (*) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (*) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} [سورة المطففين: 29-31]، ويقولُ الله -جلّ جلاله- يوم القيامة تبكيتاً للكافرين إذا توسلوا الخروج من النار والرجوع للدنيا بقولهم: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (*) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (*) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (*) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} [سورة المؤمنون: 107-110].



◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين
...المزيد

تُهمٌ ما أنزل الله بها من سلطان فما زالت تتساقط علينا التهم كل يوم، ونُرمى بالفرى من كل صوب، ولن ...

تُهمٌ ما أنزل الله بها من سلطان

فما زالت تتساقط علينا التهم كل يوم، ونُرمى بالفرى من كل صوب، ولن تنتهي هذه الحرب ضد المجاهدين، ولن يتغير هذا الأسلوب أبدا مع الموحدين، قال الله تعالى: ﴿ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ﴾

مقتبس من كلمة (لن يضروكم إلا أذى) للشيخ أبو محمد العدناني تقبله الله
...المزيد

إذعان الفصائل الوطنية للصليبيين أما عن أسباب إذعان الحركات الجهادية إلى هذا المسار الجاهلي، ...

إذعان الفصائل الوطنية للصليبيين


أما عن أسباب إذعان الحركات الجهادية إلى هذا المسار الجاهلي، ولماذا تنكث غزلها وتنقلب على أعقابها؟! فالأسباب والتفسيرات كثيرة طويلة طول مسارات الحرب على الجهاد التي ترعاها قوى الكفر، لكن لعل أبرزها: وصول هؤلاء "الجهاديين المدجنين" إلى نتيجة حاسمة أنه لا جدوى من سلوك سبيل الجهاد في إحداث التغيير المنشود، لأنهم سيصطدمون بكل قوى الكفر العالمي وسيدفعون أثمانا كبيرة لم تطقها قلوبهم المريضة ولا نفوسهم المروّضة فيجنحون إلى مداهنة ومسايرة الجاهلية الدولية بدلا من مصادمتها ومفاصلتها، وصارت تلك عندهم حنكة ونضجا بعد أن كانت ردة وخيانة ونكوصا.

ولذلك بعد 13 عاما من "الجهاد الثوري" في الشام، أصبح الولاء والبراء "طائفية" وفُسّرت الثورة بأنها "قتال اضطراري" ضد "أسرة حاكمة" متسلطة رفضت الحوار وتقاسم السلطة! وليست حربا دينية ضد نظام نصيري كافر حتى بدون "صيدانيا" ومشتقاته، ولذلك خلت خطابات "مهووس السُّلطة واللَّقطة" من وصف النظام بــ"النصيري" خشية أن تُحسب عليه! وهو ما لا يقبله رعاة النظام الجديد ولا دستورهم الجاهلي المزمع تفصيله قريبا ليناسب مقاس "سوريا المستقبل" مع قرب أفول حدود "سايكس - بيكو" وبروز حدود "نتنياهو - ترامب".

افتتاحية النبأ "تدجين وتجنيد" 473
...المزيد

أمير ديوان الحسبة - هل من كلمة أخيرة، أو رسائل توجهها للمسلمين في هذا الشهر الكريم؟ رسالتنا ...

أمير ديوان الحسبة

- هل من كلمة أخيرة، أو رسائل توجهها للمسلمين في هذا الشهر الكريم؟

رسالتنا الأولى هي للمجاهدين في الثغور، فنقول لهم: جزاكم الله خيرا، وتقبّل منكم أعمالكم، فما من حدّ يقام في هذه الأرض، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، إلا ولهم فيه نصيب من الأجر بإذن الله، كيف لا ولولا فضل الله ثم رباطهم وجهادهم لاستولى عليها الكفار وأحالوها دار كفر وطبّقوا فيها أحكامهم الجاهلية، وأمروا فيها بالمنكر ونهوا عن المعروف!

فالله الله في رباطهم، وليلزم كل منهم ثغره، ولا يؤتينّ المسلمون من قبله، وليتذكر دائما أنه لا يحمي قطعة من الأرض، وبيوتا من إسمنت وطين وحسب، ولكنه في المقام الأول يحمي دين المسلمين ودماءهم وأعراضهم.

وإننا نرى أن المشركين إذا سيطروا على قطعة من الأرض، فأول ما يقومون به هو الإعلان عن نزع الحجاب، وإباحة ارتكاب المعاصي من دخان وموسيقى واختلاط وما شابه، ويجهرون بالكفر والعداء لشريعة ربّ العالمين، وما ذلك إلا دليل على أن حربهم علينا إنما هي من أجل ديننا، وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، الذي لا يمكن أن يتم إلا تحت حكم الإسلام.

وليعلم كل منهم أن رباطه ليوم أو ليلة، هو خير من صيام القاعد وقيامه، فكيف بالمرابط اليوم، وقد جمع بين ثوابي الصيام والقيام، والرباط والجهاد!

ورسالتنا الثانية هي للمسلمين عموما، أحذرهم من معصية القعود عن الجهاد بالنفس والمال والركون إلى الدنيا الفانية، ثم أذكرهم ونفسي بفضل هذا الشهر العظيم، فلا يفوتنهم إلا وقد حصّلوا فيه من الطاعات الخير الكثير، وخاصة في العشر الأواخر منه، والتي فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

أمير ديوان الحسبة: قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه - بعد قرار ديوان الحسبة في الدولة ...

أمير ديوان الحسبة:
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه

- بعد قرار ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية بإزالة أجهزة استقبال القنوات الفضائية اشتعلت القنوات استنكارا للأمر، وانبرى الكثير من دعاة الضلالة ليثيروا الشبهات حول الموضوع، فما ردّكم على هذه الحملة؟

بالنسبة للقنوات الفضائية لا نستغرب هجومهم على القرار ومحاولتهم إقناع الناس بالاحتفاظ بأجهزة «الستلايت»، والاستمرار في متابعتها، فالأصل فيها أنها تأمر بالمنكر، وتستنكر المعروف، وهي ما أنشئت إلا لذلك، ولذلك فإن منع المسلمين من مشاهدة هذه القنوات سيلغي الحاجة إليها، وسيحرم مدراءها والعاملين فيها من ملايين الدولارات من أموال السحت التي تغدق عليهم من أموال الطواغيت، وأجهزة المخابرات الصليبيّة، حيث سيوجّه المشركون تلك الأموال إلى مجالات أخرى يستطيعون من خلالها بث سمومهم في عقول المسلمين.

أما بالنسبة للشبهات التي يلقيها دعاة الضلالة سواء منهم من تزيّا بزي الدين، أو من لبس لباس المحلّل السياسي، أو الخبير النفسي، فقد بينّا في جوابنا على سؤال سابق الحكم الشرعي للقضية، والمصالح المتحققة من وراء القرار، ولا داعي لتكرار الأمر.

وما يطرحونه من شبهات هم يردّون عليها بأنفسهم عندما يحاربون بكل ما استطاعوا لمنع الدولة الإسلامية من إيصال دعوتها للمسلمين، وتراهم يحذرون الطواغيت والصليبيين من إعلامها، مخافة أن يطلع المسلمون على الحقيقة، ويسيروا على طريق الهدى الذي أمرهم الله باتّباعه، فإن كانوا هم يعلمون خطورة وصولنا إلى الناس عليهم وعلى عملهم التخريبي، فكيف نسمح للمشركين والمفسدين في الأرض أن يصلوا إلى المسلمين الذين استرعانا الله دينهم ودنياهم فنسمح لهم بإضلالهم، وإفساد عقيدتهم وأخلاقهم.
وما يروجونه عن منافع للقنوات الفضائية يكفي للرد عليها أن نذكر إحصائية نشرها أحد الباحثين عن القنوات الفضائية العربية، حيث تبين له أن نصف هذه القنوات تقريبا، هي قنوات للموسيقا والرقص، والأفلام والمسلسلات، والرياضة، فأي نفع يتأتى للمسلم من متابعة هذه القنوات، بل إنها ضرر محض، وتضييع للدين والأوقات.

ولو نظرنا إلى النصف الثاني لوجدناه أشد ضررا على المسلمين، فإذا كان القسم الأول يركز على إثارة الشهوات وتضييع الأوقات، فإن القسم الثاني يستهدف العقائد والعقول، وخاصة ما تسمى بالقنوات الدينية التي تشرف عليها كلها أجهزة مخابرات الطواغيت، فتقدم من ترضى عنه من علماء السوء، ودعاة الضلال، فيخربون عقائد الناس بما يقدّمونه لهم على أنه الدين الصحيح، ولا يمكن لأحد أن يتكلم على تلك القنوات بما يخالف رغبة أجهزة المخابرات التي تشرف عليها، وأي قناة تحاول تجاوز هذا الخط قليلا يكون مصيرها الحذف فورا.

ولدينا أيضا القنوات الإخبارية التي يزعم كل منها الحياديّة، في حين أنها جميعا موجهة لنشر الأفكار المحاربة للإسلام، بهذا الاتجاه أو ذاك، وتشويه الحقائق، وتسويق الأحداث بما يخدم أهداف المشرفين عليها، سواء من الصليبيين أو سائر الطواغيت، وكذلك فهي تساهم بشكل كبير في الحرب الصليبية ضد الدولة الإسلامية عن طريق نشر الأخبار الكاذبة، وتسويق الأفكار الخاطئة على أنها تحليلات سياسية أو ما شابه.

ولعلك تذكر في مواقف عديدة كيف شاركت القنوات الإخبارية في الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية، حيث أثارت الخوف والهلع لدى مرضى القلوب من المسلمين، ودفعت الكثير منهم إلى ترك مدنهم وقراهم دون سبب إلا ما سمعوه من تلك القنوات عن انتصارات وهمية للمرتدين، أو سقوط للمدن والقرى قبل أن تصلها المعارك أصلا.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

أمير ديوان الحسبة: قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه - كيف بدأت قضية منع أجهزة استقبال ...

أمير ديوان الحسبة:
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه


- كيف بدأت قضية منع أجهزة استقبال القنوات الفضائية في الدولة الإسلامية؟ وكيف تم تطبيق هذا المنع؟

أكثر الناس يظنون أن هذا الأمر وليد اليوم والليلة، وهذا ليس صحيحا، بل هو يعود إلى سنوات، فالدولة الإسلامية منذ قيامها تبنّت مسألة إزالة هذا المنكر، ولعلك تذكر أن الشيخ أبا عمر البغدادي تقبله الله خصص للموضوع جانبا من إحدى كلماته التي بين فيها عقيدة الدولة الإسلامية ومنهجها فقال فيها: «نرى تحريم كل ما يدعو إلى الفاحشة ويدعو عليها كجهاز الستالايت»، ولم تتوقف دعوة المجاهدين للمسلمين لإزالة هذا المنكر، ولكن لم تتوفر حينها الإمكانية لإلزام من امتنع من إزالته بسبب الهجمة الصليبية الرافضية وانحياز المسلمين من المدن تحت ضغط هذه الهجمة.

وبقي الأمر على هذه الحال من الاكتفاء بالدعوة حتى عودة الخلافة وتنصيب الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله إماما للمسلمين، مع ما تضمّنه الأمر من التمكين والاستطاعة فبدأ العمل على إزالة هذ المنكر على مراحل متتابعة بدأت بتكثيف الجانب الدعوي لتنبيه المسلمين إلى هذا المنكر، وتوعيتهم بحرمته ثم تم البدء بخطة الإلزام.

فبدأنا أولا بإلزام جنود الدولة الإسلامية بإخراجه من بيوتهم، وذلك بأمر صادر من اللجنة المفوضة التي تنوب عن أمير المؤمنين ثم بدأ تطبيق الأمر على سائر الرعية بإزالته من الأسواق والأماكن العامة، ثم بإبلاغ التجار ومحلات الإلكترونيات بالامتناع عن بيع هذه الأجهزة أو شرائها أو إصلاحها، وذلك لإفراغ الأسواق من هذا الجهاز الخبيث، ومنع تعويض الأجهزة التالفة أو المصادرة فيما بعد.

ثم جاءت المرحلة الأخيرة وذلك بأمر المسلمين بتسليم ما يملكون من هذه الأجهزة إلى ديوان الحسبة ليتم التخلص منها وذلك بالترافق مع حملة إعلامية ودعوية مكثّفة آتت أكلها بفضل الله، وقد وُضعت هذه المراحل حسب استطاعة الإخوة العاملين على هذا الأمر في الديوان.
- لماذا بدأتم بتطبيق المرحلة الأخيرة مع حلول شهر رمضان الكريم؟

إنكار المنكرات لا يختص بشهر دون شهر بل متى ما وجد المسلمون منكرا وجب عليهم إزالته، حسب حاله وحال القدرة على إزالته.

أما بالنسبة لتخصيصنا شهر رمضان بأمر المسلمين في الدولة الإسلامية بالتخلص من أجهزة الاستقبال الفضائي، فهذا عائد أولا للمراحل التي تم وضعها في خطة إزالة هذه المنكر والتي كان كل منها يقتضي فترة من العمل حتى وصلنا إلى هذا الشهر.

وبالإضافة لذلك فإن استجابة المسلمين للأمر بالمعروف تكون أكبر وانتهاءهم عن المنكرات يكون أولى بسبب زيادة الطاعات والعبادات من صيام وقيام وذكر لله وصدقة وغيرها.

ولا ننسى أيضا أن أهل الباطل يجعلون من هذا الشهر هدفا لهم ليفسدوا على الناس عباداتهم ويصدوهم عن سبيل الله فيه فترى أن المنكرات على القنوات الفضائية من مسلسلات مفسدة ومهرجانات الفاحشة ومحاضرات علماء السوء ودعاة الضلالة تكون أضعاف ما تكون في بقية شهور السنة، لذلك كان الواجب أن نتقصّد نحن هذا الشهر بمنعهم من نشر منكراتهم ومنع المسلمين من إتيان المعاصي في شهر الصوم الذي تضاعف فيه أوزار المعاصي كما تضاعف فيه أجور الطاعات.

- وكيف وجدتم استجابة المسلمين للأمر بتسليم ما يمتلكون من أجهزة الستلايت؟ وما الإجراءات التي ستتخذ بحق من امتنع عن تسليمها وأصرّ على حيازتها؟

الحمد لله وحده، كانت استجابة المسلمين للأمر فوق ما نتوقع، فقد استلمنا في مراكز الحسبة في مختلف الولايات وخلال الأيام الأولى من القرار، عشرات الآلاف من الأجهزة وملحقاتها وبات أمرا مألوفا أن تجد الناس في الشوارع وهم يحملون أجهزتهم ليسلموها إلى مراكز الحسبة.

بل ومما يزيد المؤمن فرحا أن تجد المسلم يتخلص من هذا الجهاز مطمئنا لصحة ما يفعل حيث يقومون بأنفسهم بتحطيم تلك الأجهزة داخل مراكز الحسبة، وينصرفون إلى بيوتهم، مأجورين بإذن الله تعالى.

أما من امتنع عن تسليمه بنفسه طائعا وبلغنا أمره، فإننا سنلزمه بتسليمه مرغما وستكون لنا معهم إجراءات ستتخذ بحقهم لاحقا، والمسلمون مقبلون بأنفسهم بفضل الله على الأمر، ولن نبدأ باتخاذ الإجراءات بحق من يمتنع إلا بعد أن نتأكد من أنه لم يبق أحد ممن يريد تسليم جهازه طوعا، وتأخر لعذر أو مانع، أو لجهل بالقرار، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.

وأريد هنا أن أنوّه إلى الثمرة المباركة للدورات الشرعية لعامة المسلمين التي قام بها الإخوة في ديوان الدعوة والمساجد، فقد كان لها أثر كبير في تعليم المسلمين أمر دينهم وبذلك سَهُلت على من هداه الله الاستجابة لأي أمر شرعي يأتيهم، فقد بتنا نرى المسارعة في استجابة الناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بترغيبهم بطاعة الله، وهذا ما لمسناه جليا في حملتنا على أجهزة الستلايت حيث تخلى عنها الكثير من المسلمين رغم اعتيادهم عليها وتعلقهم بها، ولله الحمد من قبل ومن بعد.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

أمير ديوان الحسبة: قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه - زعم بعض الناس أنه يمكن معالجة الشبهات ...

أمير ديوان الحسبة:
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه


- زعم بعض الناس أنه يمكن معالجة الشبهات والشهوات من خلال دعوة الناس إلى التوحيد وفعل الطاعات وترك المنكرات، فكيف تردون على ذلك؟

الأصل في الدين إزالة المنكرات وأسبابها الحقيقية، مع الدعوة إلى المعروف، لكن أن تدعو إلى المعروف وتترك من يدعو إلى المنكر بأضعاف ما تستطيع أن تقوم به فهذا إفساد لما تدعو إليه، وإننا نعرف هذا من فعل النبي، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، وسائر السلف الصالح.
فقد قام صلى الله عليه وسلم بهدم مسجد بناه المنافقون ليصدوا المسلمين عن مسجد رسول الله، وليتخذوه منطلقا لمؤامراتهم على الإسلام وأهله، فإذا كان مسجد الضرار وهو مسجد يُصلى ويُذكر الله فيه، يُهدم إن أقيم للإضرار والتفريق بين المؤمنين وإيواء المنافقين، فكيف بك مع القنوات الفضائية التي ما أنشأت إلا للصد عن سبيل الله!

وقد كان الصحابة والتابعون يمنعون أهل البدع في الدين من الجلوس إلى الناس والتحديث ببدعهم، ويأمرون الناس بهجرهم، فكيف بك اليوم وقد صار كلام أهل البدع والضلال داخل بيوت المسلمين، يسمعه الجاهل، والمفتون، ومن في قلبه مرض! فمنع هذا من باب أولى.

وإننا نرى من خلال عملنا ومعايشتنا للناس حجم الضرر، فالناس في المساجد تسمع الدعوة إلى التوحيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا عادت إلى بيوتها سمعت الدعوة إلى الشرك، والأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف، مع تزيين، وشبهات، وفتنة الأسماء والألقاب.

كل هذا يصدّ الناس عن قبول الحق والعمل به، ويجعلهم دائما في حال من الشك والريب، مهما سمعوا من أدلة صحيحة من كلام الله وسنّة رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وبالتالي لا يمكنك أن تبني، وتترك غيرك يهدم ما تبنيه، ولا أن تزرع، وتترك غيرك يفسد ما زرعت، ومن هذا الباب كان منع المسلمين من مشاهدة القنوات الفضائية وسيلة لإزالة بعض ما يصدّهم عن الهدى، ويجنّبهم طرق الضلال.

وكما قال عليه الصلاة والسلام في وصف أقوام من المسلمين: (عَجِبَ الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل) [رواه البخاري]، فنحن سنقوم بذلك بإذن الله، سندفع أنفسنا والمسلمين إلى الجنة دفعا، ونذودهم عن الوقوع في النار ذودا، وهذا هو الأساس في إقامة الدولة الإسلامية أن تسوس الناس في كل شؤون دينهم دنياهم بما ينفعهم، فهي كالأب والأم للمسلمين، ولا يعقل من أب صالح أن يرى أولاده يلقون بأنفسهم في النار فيتركهم وشأنهم.


- كيف بدأت قضية منع أجهزة استقبال القنوات الفضائية في الدولة الإسلامية؟ وكيف تم تطبيق هذا المنع؟

أكثر الناس يظنون أن هذا الأمر وليد اليوم والليلة، وهذا ليس صحيحا، بل هو يعود إلى سنوات، فالدولة الإسلامية منذ قيامها تبنّت مسألة إزالة هذا المنكر، ولعلك تذكر أن الشيخ أبا عمر البغدادي تقبله الله خصص للموضوع جانبا من إحدى كلماته التي بين فيها عقيدة الدولة الإسلامية ومنهجها، فقال فيها: «نرى تحريم كل ما يدعو إلى الفاحشة ويدعو عليها كجهاز الستالايت»، ولم تتوقف دعوة المجاهدين للمسلمين لإزالة هذا المنكر، ولكن لم تتوفر حينها الإمكانية لإلزام من امتنع من إزالته، بسبب الهجمة الصليبية الرافضية، وانحياز المسلمين من المدن تحت ضغط هذه الهجمة.
وبقي الأمر على هذه الحال من الاكتفاء بالدعوة حتى عودة الخلافة، وتنصيب الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله إماما للمسلمين، مع ما تضمّنه الأمر من التمكين والاستطاعة، فبدأ العمل على إزالة هذ المنكر على مراحل متتابعة، بدأت بتكثيف الجانب الدعوي لتنبيه المسلمين إلى هذا المنكر، وتوعيتهم بحرمته، ثم تم البدء بخطة الإلزام.

فبدأنا أولا بإلزام جنود الدولة الإسلامية بإخراجه من بيوتهم، وذلك بأمر صادر من اللجنة المفوضة التي تنوب عن أمير المؤمنين، ثم بدأ تطبيق الأمر على سائر الرعية بإزالته من الأسواق والأماكن العامة، ثم بإبلاغ التجار ومحلات الإلكترونيات بالامتناع عن بيع هذه الأجهزة أو شرائها أو إصلاحها، وذلك لإفراغ الأسواق من هذا الجهاز الخبيث، ومنع تعويض الأجهزة التالفة أو المصادرة فيما بعد.

ثم جاءت المرحلة الأخيرة وذلك بأمر المسلمين بتسليم ما يملكون من هذه الأجهزة إلى ديوان الحسبة ليتم التخلص منها، وذلك بالترافق مع حملة إعلامية ودعوية مكثّفة آتت أكلها بفضل الله، وقد وُضعت هذه المراحل حسب استطاعة الإخوة العاملين على هذا الأمر في الديوان.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

أمير ديوان الحسبة: قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه - صدر قرار بمنع استخدام أجهزة استقبال ...

أمير ديوان الحسبة:
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه


- صدر قرار بمنع استخدام أجهزة استقبال القنوات الفضائية في أراضي الدولة الإسلامية وأمر بإزالتها، فهل يمكن أن تبيّن لنا أهمية هذا القرار؟
الحمد لله العظيم الحليم، الذي أحلّ لعباده الطيّبات وحرّم عليهم الخبائث، والصلاة والسلام على من أنزل الله عليه القرآن، فرقانا بين الخير والشر، وبعد.

فإن الله عز وجل أوجب على المسلمين اتخاذ الإمام، وأوجب عليهم طاعته، وأوجب على الإمام أن يسوس رعيته بالشريعة، فيقيم فيهم الدين، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، فما من طاعة واجبة إلا ووجب على الإمام أن يدعو المسلمين إليها، ويأمرهم بها، ويعاقب من يتخلّف عن القيام بها، وما من معصية لله إلا ووجب عليه أن ينهى الناس عنها، ويعاقب من يصرّ على اقترافها.

ومن هذا الباب كان واجبا على الإمام أو من ينوب عنه أن ينهى المسلمين عن مشاهدة القنوات الفضائية لما فيها من ضرر كبير على دين المسلمين ودنياهم، وبما أنه لا يمكن –في العادة– مشاهدة هذه القنوات في أراضي الدولة الإسلامية إلا عن طريق جهاز الاستقبال المسمى بـ «الستلايت» أو «الدش» أو ما شابه، فإن النهي يتسع هنا ليشمل حيازة هذا الجهاز الذي تتم المعصية من خلاله، بناء على القاعدة الشرعية أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.


- حبذا لو تشرح لنا الضرر على دين المسلمين ودنياهم في متابعة القنوات الفضائية؟

ضرر القنوات على الدين لم يعد يخفى على أحد من المسلمين، فمنظومة القنوات الفضائية بكاملها واقعة تحت سيطرة أعداء الإسلام من الصليبيين وسائر الطواغيت، وهؤلاء لا يقرّ لهم قرار حتى يردّوا المسلمين عن دينهم، والقنوات الفضائية هي أهم وسائل إفسادهم للدين، من خلال تشويه عقيدة التوحيد والطعن في أهلها والاستهزاء بالدين وشعائره، ونشر عقائد أهل الباطل كالعلمانية والديموقراطية والإلحاد والنصرانية والرفض والصوفية وغيرها، وكسر عقيدة الولاء والبراء، من خلال الدعوة للولاء الوطني والقومي وما شابه، وإنك لا تجد برنامجا إلا وفيه شيء من ذلك، قلّ أو كثر، بشكل ظاهر أو خفي.

بالإضافة إلى برامج المجون والموسيقى، والدعاية للفسق والمعاصي بمختلف أنواعها، وتعويد المشاهدين على رؤية المشاهد الخليعة، والعلاقات المحرّمة.

كذلك تحطيم مفهوم القدوة الصالحة، من خلال دفع الناس إلى الاقتداء بالكفار والمشركين، والفاسقين، وتصوير حياتهم على أنها الحياة المثالية التي يجب أن يسعى إليها كل إنسان.
هذا عدا عن إلهاء الناس عمّا ينفعهم في دينهم أو دنياهم، وإنك لتجد البعض يضيع جزءا كبيرا من يومه وليلته في متابعة تلك القنوات، فلا هو في عمل ينفعه في آخرته ولا هو في عمل ينفعه في دنياه، وهذا مما يكرهه الله لعباده.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله تتصاعد الهجمة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، وتزداد ...

هذا ما وعدنا الله ورسوله
وصدق الله ورسوله


تتصاعد الهجمة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، وتزداد نار الحرب بين الفريقين حرارة وامتدادا، في صورة متكررة لسنّة الله التي لا تتبدل في الصراع بين الحق والباطل، والذي لا يشكّ المؤمنون إن العاقبة فيه ستكون للمؤمنين بإذن الله.

كيف لا ونحن نشاهدهم يبذلون أقصى طاقتهم اليوم للحصول على أي انتصار يبرّرون فيه استمرار حربهم، ويقنعون به شعوبهم وأنصارهم أنهم في الطريق الصحيح للقضاء على الدولة الإسلامية، فنجدهم يحشدون عشرات الآلاف من مشركي الرافضة في حصار للفلوجة، ويدفعون بكامل قوة عملائهم من ملاحدة الأكراد للهجوم على منبج، ويحشدون كل ما يستطيعون من مرتدي الصحوات في محاولة السيطرة على سرت، ويتحملون الخسائر الكبيرة في حملة الجيش المصري المرتد على ولاية سيناء، ويبذلون الوسع للقضاء على جنود الخلافة في خراسان، ويرسلون الكتائب تلو الكتائب إلى حتفها في غرب إفريقية والفلبين.

إنها مرحلة متطورة من مراحل المعركة بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر والنفاق، حيث يظن المشركون أنهم بجمعهم أقصى ما لديهم من قوة إنما يسرّعون من عملية القضاء على الدولة الإسلامية، في حين يرى فيها المؤمنون تكرارا لمرحلة الأحزاب التي مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام معه، والتي كان انكسار المشركين فيها حدثا مفصليا، كان ما بعده يختلف عما قبله، ولخصّها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله: (الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلاَ يَغْزُونَنَا).

وفي مرحلة الأحزاب تنكشف السرائر، وتبوح القلوب بمكنوناتها، عندما ينظر أصحابها إلى حجم هجمة المشركين وشراستها، فتجد المنافقين ومن في قلوبهم مرض يخرجون ما في ضمائرهم من شك في وعد الله، وخوف من أعداء الله، حتى يقولوا: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) [سورة الأحزاب : 12]، وتجد المؤمنين يبدون ما في نفوسهم من يقين بصدق ما جاءهم من ربّهم، وثقة في نصره، بل ويزدادون في هذه المرحلة الفاصلة إيمانا بالله، وتسليما بقضائه وقدره، ويتبرؤون من حولهم وقوتهم، كما وصفهم ربهم تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [سورة الأحزاب: 22].

وإن هذا من نعم الله الكبيرة على عباده الموحّدين، أن يبتليهم بعدوهم حتى يُخرِج المنافقين ومرضى القلوب من صفوفهم، وليمحص الله قلوبهم فيُخرِج كل ما فيها من تعلّق بأسباب الدنيا، فيتبرؤوا منها جميعا، إلا حول الله وقوته، عندها فقط ينزل الله النصر لأوليائه بما يشاء، وكما يشاء سبحانه لا معقب لحكمه.

وكما كانت أحزاب قريش قاصمة لظهورهم، خاتمة لأوليائهم من اليهود، فاضحة لإخوانهم من المنافقين، فستكون أحزاب أمريكا بإذن الله قاصمة لآخر حملاتهم الصليبية على أهل الإسلام، خاتمة لأوليائهم من الطواغيت ومرتدي الصحوات ومشركي الرافضة، فاضحة لمن دخل صف المسلمين من المنافقين ومرضى القلوب، فلن يطول بأمريكا وبقية الدول الصليبية الزمن حتى تعلن انسحابها من الحملة بعد أن تعجز عن تحمل تكاليفها المالية والبشرية الكبيرة على شعوبها، ويزيل الموحّدون شرك الصليبيين وشرك أوليائهم من الأرض، عندها يتمنى الذين أظهروا النفاق لو أنهم كانوا شركاء في الفتح، وأصحاب حق في الفيء والغنيمة، ولكن هيهات، هيهات.

إن ما نراه هذه الأيام من استجابة مباركة لتحريض الدولة الإسلامية للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للنكاية في الصليبيين إنما هو من البشائر التي يسوقها الله لعباده الموحدّين، أنه سينصرهم ويؤيّدهم بعباد تفصلهم عنهم آلاف الأميال ولم يمكنهم الله من الالتحاق بولايات الخلافة ومعسكراتها، لكنهم بايعوا إمامها وسمعوا له وأطاعوه بجهاد الصليبيين في عقر دارهم النجسة، وهذا باب واحد من أبواب التأييد الإلهي التي يظهرها لهم، فكم من باب لا زال في خزائن رحمة الله، وكم من جندي من جنوده الذين لا يعلمهم إلا هو لم يلبس لأمة الحرب بعد.

فيا جنود الدولة الإسلامية، أروا الله منكم ما يحبّ في هذا الشهر المبارك، وليكن حرص أحدكم على الموت في سبيل الله كحرصه على الفتك بأعداء الله، وليكن فرحه بتثبيت الله له تحت القصف وفي مواجهة الحشود كفرحه بأن يفتح الله عليه الدنيا بأسرها، فإنما الموت ها هنا شهادة، وإنما الثبات ها هنا خير عبادة، ولن يطول بنا الوقت حتى يرد اللهُ الكافرين بغيظهم لم ينالوا خيرا، ويكفي الله المؤمنين القتال، ويجزي الصادقين بصدقهم، {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

الافتتاحية:
هذا ما وعدنا الله ورسوله
وصدق الله ورسوله
...المزيد

مكانة أهل العلم على غيرهم • رفع الله تعالى أهل العلم درجات على غيرهم، فقال عز وجل: { يَرْفَعِ ...

مكانة أهل العلم على غيرهم

• رفع الله تعالى أهل العلم درجات على غيرهم، فقال عز وجل: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، ذلك أنهم لا يستوون مع غيرهم قدرا ولا نفعا كما قال تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }، فالعلم كان وما يزال علامة فارقة بين خلق الله تعالى؛ كونه وسيلة من وسائل الهداية إلى صراط الله المستقيم، وحامله مؤهل لأن يكون من أهل التدبر والخشية، لأنه مطلع على آيات الله، عارف بها أكثر من غيره. وفي هذا المعنى وردت آيات كثيرة، كقوله تعالى: { وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }، وقوله عزّ وجل: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..} وقوله: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أوتُوا الْعِلْمَ..}، بل قرن الله تعالى شهادة أهل العلم بشهادته سبحانه وشهادة الملائكة فقال: { شَهدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأَوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بالْقِسْطِ لا إله إلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }، وكفى بذلك فضلا وشرفا.


[ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
...المزيد

التشريعات الربانية خير للبلاد والعباد • قد يعلم المرء المصلحة أو الحكمة من بعض التشريعات ...

التشريعات الربانية خير للبلاد والعباد

• قد يعلم المرء المصلحة أو الحكمة من بعض التشريعات الربانية وقد تخفى عليه، إلا أن ما ينبغي التسليم به في كل الأحوال أن كل التشريعات فيها الخير والمصلحة للعباد، علمها من علمها وجهلها من جهلها، حتى لو كان ظاهر بعضها خلاف ذلك؛ ذلك أن مشرعها خالق البشرية، العليم بما يصلحها، الخبير بأحوالها، ولعل أكثر العبادات التي تعرضت للقيل والقال حول المصلحة المترتبة عليها هي الجهاد في سبيل الله، وذلك لما يصاحبها من مشاق وتضحيات، تجعل طلاب الدنيا يؤجلون بسببها أو يلفون العمل بهذه العبادة العظيمة وربما يحاربون ويناصبون أهلها العداء.

[ إفتتاحية النبأ - وهو خيرٌ لكم - العدد: 446 ]
...المزيد

{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} • إن الفطرة ...

{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}

• إن الفطرة السليمة خلقة قديمة في الإنسان منذ أن كان في عالم الذر، ذلك العالم الذي أخذ الله فيه الميثاق على بني آدم بتوحيده وربوبيته وأشهدهم على ذلك، كما جاء في قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} وهذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، يولدون على الحنيفية، يميلون للفضيلة ويأنسون بها ويندفعون نحوها، ويكرهون الرذيلة وتشمئز نفوسهم منها إلا أن هذه الفطرة تتعرض للتخريب والتشويه والإفساد من قبل الشياطين التي تجتال الناس عنها وتفسدها عليهم، بتزيين الشرك، وتحريم الحلال، وتحليل الحرام، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وإنّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلُّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أَنْزل به سُلطانا..) [مسلم].

افتتاحية النبأ "الحرب على الفطرة" 445
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
22 رجب 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً