خيوط النور
منذ 2015-06-05
تخيّل أنك تدخلُ واحداً من مساجدِ المسلمين ، وبعد أدائك تحية المسجد تبحث عن مصحفٍ تقرأُ فيه بعضاً من كلام الله فلا تجدُ نسخةً واحدةً فيه..! أو أنَّك تسألُ بعضَ المسلمين عن ذلك فتُفاجأ أنَّه لا يوجد لديهم نسخةٌ كاملةٌ من المصحف ، ثم يأتيك بعضهم بورقاتٍ منه، وحينما تسألهم عنها تكتشفُ أنَّها من المصحفِ الوحيدِ لديهم والذي قاموا بتقطيعه إلى أجزاءٍ ليُوَزِّعوه على أكبرِ عددٍ منهم..! لو حدثَ ذلك أمامك .. فما هي ردَّةُ فعلكَ تجاهَ تلك المشاهدِ المؤلمة..!؟
أيقظ بقايا النورِ في الكونِ الكبير .،. فالناسُ في عَطشٍ وفي يدكَ النمير
قد مرَّ في ذهني حكايةُ مسجدٍ .،. بالله من هذا التناسي يستجير
فتَّشْتُ حينَ دخلته عن مصحفٍ .،. فارتدَّ طرفُ تشوُّقي مظماً حسير
ورأيتُ فتياناً تقاسمَ حرصهم .،. أجزاءَ مصحفهم فصاحَ بيَ الضمير
حتى ما يبقى الظامئون بحاجةٍ .،. للنهلِ من نورٍ هو الوحيُ المنير
وجلستُ أرتشفُ التنهُّدَ مُطرقاً .،. والفكرُ بين أصابعِ الذكرى أسير
ماذا يُفيدُ تَحسُّري إن لم يكُن .،. عزمي بدربِ النورِ والتقوى جدير
فالمرءُ لو صَدَقَتْ نواي عزمهِ .،. أعطاه ربُّكَ من عطاياهُ الكثير
كم قد أنارَ كتابُ ربّي من قُرى .،. كانت مراكِبُها إلى جهلٍ تسير
هذي حكايةُ مُصحفٍ في مسجدٍ .،. منها تهادت قصَّةُ العُشرِ الأخير
لو يُدرِكُ الإنسانُ قيمةَ مُصحفٍ .،. يُهديه للدنيا لهانَ بها العسير
أو بعضَ أحاكمٍ تُترجَمُ للورى .،. فتَصِحَّ أفهامٌ وينتَبِهَ الغرير
وقفٌ كأنَّ الشمسَ ليس تغيب عن .،. رؤياهُ والدنيا ترى فيها البشير
فلربَّما ابتسم الهُدى لعوالمٍ .،. كانت تقاومُ جَهْدها نفسَ المصير
هذي خيوطُ النورِ هل من مُمْسِكٍ .،. فالكونُ في عَطَشٍ وفي يَدِكَ النمير