رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (18)- سلطان الكنائس المسيحية
كان سلطان الكنائس المسيحية مبسوطًا عل الشام ومصر وشمال إفريقية وأرض الأندلس منذ قرون طويلة سبقت. وفي طرفة عين، في أقل من 80 سنة، تقوض فجأة سلطان المسيحية على هذه الرقعة الواسعة المتراحبة وزال زولًا سهلًا، وتقوض أيضًا سلطانها عى نفوس الجماهير الغفيرة من رعاياها، ودخلوا دخولًا سهلًا يسيرًا في الإسلام طوعًا بلا إكراه، بل أعجب من ذلك صاروا هم جند الإسلام وحماة ثغوره وعواصمه، وقارعوا النصرانية وحصروها في الشمال الأوربي، بل أوعجب من ذلك أيضًا أن دخلوا في العربية دخولًا غريبًا وصار لسانهم لسانها. وصارت دار الإسلام كلها ديار ثقافة وعلم وخلق وحضارة تبهر الأنظار والعقول، في المشرق حيث مقر الخلافة في دمشق وبغداد وفي المغرب حيث ديار الأندلس. كيف حدث هذا؟ كان سؤالًا يتردد في ضمير المسيحية كلها!
محمود محمد شاكر
اللأديب الناقد المحقق الشهير العلم إمام العربية وحامي حماها الشيخ أبو فهر محمود محمد شاكر ابن الشيخ محمد شاكر قاضي القضاة الشرعيين في مصر وأخو الشيخ العلامة محدث الديار المصرية أحمد محمد شاكر رحمهم ال
- التصنيف:
- المصدر: