سورة الانفطار - تفسير السعدي
" إذا السماء انفطرت "
إذا السماء انشقت, واختل نظامها,
" وإذا الكواكب انتثرت "
وإذا الكواكب تساقطت,
" وإذا البحار فجرت "
وإذا البحار امتلأت, وفاضت فانفجرت, وسالت مياهها وطغت,
" وإذا القبور بعثرت "
وإذا القبور قلبت ببعث من كان فيها,
" علمت نفس ما قدمت وأخرت "
حينئذ تعلم كل نفس جميع أعمالها, ما تقدم منها, وما تأخر, وجوزيت بها.
" يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم "
يا أيها الإنسان المنكر للبعث, أفي شيء غرك بالإشراك بربك الكريم الحقيق بالشكر والطاعة,
" الذي خلقك فسواك فعدلك "
الذي خلقك فسوى خلقك فعدلك, وركبك لأداء وظائفك,
" في أي صورة ما شاء ركبك "
في أي صورة شاءها خلقك؟
" كلا بل تكذبون بالدين "
ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون, بل تكذبون بيوم الحساب والجزاء.
" وإن عليكم لحافظين "
وإن عليكم لملائكة رقباء
" كراما كاتبين "
كراما على الله كاتبين لما وكلوا بإحصائه, لا يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء,
" يعلمون ما تفعلون "
يعلمون ما تفعلون من خير أو شر.
" إن الأبرار لفي نعيم "
إن الأتقياء القائمين بحقوق الله وحقوق عباده لفي نعيم.
" وإن الفجار لفي جحيم "
وإن الفجار الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده لفي جحيم,
" يصلونها يوم الدين "
يصيبهم لهبها يوم الجزاء,
" وما هم عنها بغائبين "
وما هم عن عذاب جهنم بغائبين لا بخروج ولا بموت.
" وما أدراك ما يوم الدين "
وما أدراك ما عظمة يوم الحساب,
" ثم ما أدراك ما يوم الدين "
ثم ما أدراك ما عظمة يوم الحساب؟
" يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله "
يوم الحساب لا يقدر أحد على نفع أحد, والأمر في ذلك اليوم لله وحده الذي لا يغلبه غالب, ولا يقهره قاهر, ولا ينازعه أحد.