سورة الشمس - تفسير السعدي
" والشمس وضحاها "
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى,
" والقمر إذا تلاها "
وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول,
" والنهار إذا جلاها "
وبالنهار إذا جلى الظلمة وكشفها,
" والليل إذا يغشاها "
وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلما,
" والسماء وما بناها "
وبالسماء وبنائها المحكم,
" والأرض وما طحاها "
وبالأرض وبسطها,
" ونفس وما سواها "
وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها,
" فألهمها فجورها وتقواها "
فبين لها طريق الشر وطريق الخير,
" قد أفلح من زكاها "
قد فاز من طهرها ونماها بالخير,
" وقد خاب من دساها "
وقد خسر من أخفى نفسه في المعاصي.
" كذبت ثمود بطغواها "
كذبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان,
" إذ انبعث أشقاها "
إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة,
" فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها "
فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام: احذروا الناقة التي أرسلها الله إليكم آية أن تمسوها بسوء, وأن تعتدوا على سقيها, فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم.
" فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها "
فشق عليهم ذلك, فكذبوه فيما توعدهم به فنحروها, فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم, فجعلها عليهم على السواء فلم يفلت منهم أحد.
" ولا يخاف عقباها "
ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.