سورة الليل - تفسير السعدي
" والليل إذا يغشى "
أقسم الله سبحانه بالليل عندما يغطي بظلامه الأرض وما عليها,
" والنهار إذا تجلى "
وبالنهار إذا انكشف عن ظلام الليل بضيائه,
" وما خلق الذكر والأنثى "
وبخلق الزوجين: الذكر والأنثى.
" إن سعيكم لشتى "
إن عملكم لمختلف بين عامل للدنيا وعامل للآخرة.
" فأما من أعطى واتقى "
فأما من بذل من ماله واتقى الله في ذلك,
" وصدق بالحسنى "
وصدق بالحساب والثواب على أعماله,
" فسنيسره لليسرى "
فسنرشده إلى أسباب الخير والصلاح ونيسر له أموره.
" وأما من بخل واستغنى "
وأما من بخل بماله واستغنى عن جزاء ربه,
" وكذب بالحسنى "
وكذب بالحساب والثواب,
" فسنيسره للعسرى "
فسنبين له أسباب الشقاء,
" وما يغني عنه ماله إذا تردى "
ولا ينفعه ماله الذي بخل به إذا وقع في النار.
" إن علينا للهدى "
إن علينا بفضلنا وحكمتنا أن نبين طريق الهدى الموصل إلى الله, جنته من طريق الضلال
" وإن لنا للآخرة والأولى "
وإن لنا ملك الحياة الآخرة والحياة الدنيا.
" فأنذرتكم نارا تلظى "
فحذرتكم- أيها الناس- وخوفتكم نارا تتوهج, وهي نار جهنم.
" لا يصلاها إلا الأشقى "
لا يدخلها إلا من كان شديد الشقاء,
" الذي كذب وتولى "
الذي كذب نبي الله محمدا صلى الله عليه وسلم؟ وأعرض عن الإيمان بالله ورسوله, وطاعتهما.
" وسيجنبها الأتقى "
وسيزحزح عنها شديد التقوى,
" الذي يؤتي ماله يتزكى "
الذي يبذل ماله ابتغاء المزيد من الخير.
" وما لأحد عنده من نعمة تجزى "
وليس إنفاته ذاك مكافأة لمن أسدى إليه معروفا,
" إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى "
لكنه يبتغي بذلك وجه ربه الأعلى يرضاه,
" ولسوف يرضى "
ولسوف يعطيه الله في الجنة ما يرضى به.