ابن قيم الجوزية
ابن قيم الجوزية
الفوائد (43)- شجرة المحبة
إذا علقت شروش (أي الأصول) المعرفة في أرض القلب، نبتت فيه شجرة المحبة، فإذا تمكّنت وقويت أثمرت الطاعة، فلا تزال الشجرة: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم من الآية:25].
ابن قيم الجوزية
الفوائد (45)- تولد الطاعة ونموها وتزايدها
مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها، كمثل نواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت فأكلت ثمرها، وغرست نواها، فكلما أثمر منها شيء، جنيت ثمره، وغرست نواه. وكذلك تداعي المعاصي، فليتدبّر اللبيب هذا المثال، فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (44)- هذه الأربعة
ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك، ولا تشرد عنه من هذه الأربعة، فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها، وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها، ما موفق يسمع ويبصر ويتكلّم ويبطش بمولاه، والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (40)- معرفة قدر الله وقدر النفس
طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، والعيوب في نفسه، والتفريط في حقه، والظلم في معاملته. فإن آخذه بذنوبه رأى عدله، وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله. وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه، فإن قبلها فمنّة وصدقة ثانية، وإن ردّها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به. وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه، وخذلانه له، وإمساك عصمته عنه، وذلك عدله فيه، فيرى في ذلك فقره إلى ربّه، وظلمه في نفسه، فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه. ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه إلا محسنًا ولا يرى نفسه إلا مسيئًا أو مفرطًا أو مقصّرًا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه، وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (42)- من عظم وقار الله في القلب
من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه، وقّره الله في قلوب الخلق أن يذلّوه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (41)- معرفة قدر المحبوب
المحبّون إذا خربت منازل أحبّائهم قالوا: سقيا لسكانها، وكذلك المحب إذا أتت عليه الأعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته له في الدنيا وتودده إليه، وتجد رحمته وسقياه لمن كان ساكنًا في تلك الأجسام البالية.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (39)- نتائج المعصية
نتائج المعصية: قلّة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربّه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال. تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولّد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار، وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (37)- التقوى
التقوى ثلاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيد صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (35)- العلم والعمل والإخلاص
لو نفع العلم بلا عمل، لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص، لما ذم المنافقين.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (34)- الأُنس به
المخلوق إذا خِفْتَه استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (36)- دافع الخطرة
دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة، فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة، فإن لم تدافعها صارت فعلًا، فإن لم تتداركها بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (32)- شهوة ساعة
كيف يكون عاقلًا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة.