الاحتفال بالنبيّ "اللهم صلِّ وسلم عليه"
إن معنى الاحتفال هو الامتلاء والمبالغة والاهتمام، فشيء حافل بكذا أي ممتلئ به، فكوننا نحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلم هذا أمر واجب، بل هو مقتضى قولنا :إننا مؤمنون به صلى الله عليه وسلم، بل إن الاحتفال بالنبي الكريم أمر جاء في شريعة ربنا جل وعلا، كما قال بعض أهل العلم في قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فقد وصف الله تعالى نبيه بالرحمة، ومع قول الله تعالى في الآية الأخرى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، تجد أن الله أمرنا أن نفرح بفضل الله وكذلك نفرح ونحتفل برحمته والتي هي نبينا صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا المعنى للاحتفال لا نقول يجوز الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل يجب وجوب الإيمان به واتِّباعه. بل هو برهان المحبة وامتحان الإيمان..
فأين دلائل المحبة وبراهين الهيام في دنيا المسلمين؟ والمختصر المفيد أن محبته الحقيقية والاحتفال الحقيقي الشرعي الرباني المثمر نصرًا في الدنيا وجنة في الآخرة هو اتِّباعه صلى الله عليه وسلم، ومصداق ذلك في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]. أين هذا الاحتفال الهائم بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم مع هجر سنته ومخالفة شريعته والغفلة عن سيرته في حياة المسلمين.. مظهرا ومخبرًا-إلا مَن رحم الله تعالى- نساءٌ عاريات متبرجات يحتفلن بالمولد... رجالٌ متشبهون بهن، أو باليهود والنصارى- لا في حلق اللِّحى فحسب من غير إكراه ولا اضطرار- ويحتفلون بالمولد.. تُرَّاك صلاة آكلوا ربا مُحكِّمون لغير شريعة الله موالون لليهود والنصارى على المسلمين... لا يحتفلون بشريعته في حكمهم ويحتفلون بمولده على موائدهم! فالعاقل والصادق في حبه للنبي صلى الله عليه وسلم والعالم بمهمة النبي صلى الله عليه وسلم التي جاء يؤديها يعلم أنه لا يجوز اختصار الاحتفال بمولد النبي... وإنما بالنبي صلى الله عليه وسلم.
المقالة كاملة: الاحتفال بالنبيّ صلى الله عليه وسلم