تُْرجُمان القُرآن (عبد الله بن مسعود)

منذ 2015-02-16
تُْرجُمان القُرآن (عبد الله بن مسعود)

كانت أول دعوة دعاها النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ» وذلك يوم قابله وطلب من أن يحتلب الشاة فلما رآه بن مسعود يفعل ذلك طلب منه أن يعلمه كيفية فعل ذلك فدعا له صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات فأسلم رضي الله عنه، وكان من علماء الصحابة ونجبائهم حتى قال رضي الله عنه: "فَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِيْهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعِيْنَ سُوْرَةً، مَا نَازَعَنِي فِيْهَا بَشَرٌ" (حسنه الألباني وصححه). وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحب أنْ يقرأَ القرآنَ غضًّا كما أُنزل فليقرأْه على قراءةِ ابنِ أمِّ عبدٍ» (صححه الألباني).

شهد رضي الله عنه بدرًا وأحدًا والخندق وحنينًا وبقية المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل في غزوة بدر. وكان رضي الله عنه لطيف الجسم ضعيف اللحم، وفي يومٍ من الأيام صعد شجرة في حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك الصحابة رضي الله عنهم من نحولة جسمه ومن حموشة ساقيه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم قائلا: «أتعجبون من دِقَّةِ ساقَيْه! والَّذي نفسي بيدِه لهما في الميزانِ أثقلُ من أُحُدٍ» (صححه الألباني).

وفي يومِ طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه القرآن، فقال له: آقرأُ عليك وعليك أُنْزِلَ؟! قال النبي: «فإني أحبُّ أن أَسْمَعَه مِن غيري». قال: فقرِأْتُ عليه سورةَ النساءِ، حتى بلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} [النساء:41] قال: «أَمْسِكْ». فإذا عيناه تَذْرِفان (البخاري).

قال حذيفة رضي الله عنه: "إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْياً وَدَلاًّ وَقَضَاءً وَخُطْبَةً بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِيْنِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، لاَ أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ لَعَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ"، ولا عجب في ذلك لأنه رضي الله عنه كان ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة حتى إن أبا موسى الأشعري قال: "قدمتُ أنا وأخي من اليمنِ، فكنا حينًا وما نرى ابنَ مسعودٍ وأمَّه إلا من أهلِ بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ من كثرةِ دخولِهم ولزومِهم له" (متفق عليه). وكان بن مسعود رضي الله عنه صاحب وساد النبي عليه السلام وسواكه ونعليه وطهوره في السفر.

ومن أقواله: "من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن، فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله"، وقال أيضًا: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي". وتوفي رضي الله عنه سنة 32 هـ، ودفن بالبقيع.

روابط ذات صلة:

عبد الله بن مسعود (لأبي إسحاق الحويني)

- كتاب (عبد الله بن مسعود عميد حملة القرآن وكبير فقهاء الإسلام)

شخصيات وعبر: سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (لنبيل العوضي)

- أئمة الهُدى ومصابيح الدُجى: الإمام عبد الله بن مسعود (لمحمد حسان) 

  • 8
  • 8
  • 53,223

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً