رمضان ونفحات جديدة!!
تحت رمضاء المعارك، وبريق السيوف.
تحت سيط الفزع والألم، وزفير الضعف والندم.
تحت خط الفقر، ووجف القهر، وقد زال الداء الأكبر!
بل فوق الأمنيات، وثبات الذات، وبلوغ الزاد، وابتعاث العاملين في رؤى المخبتين.
وأفراح السماء التي لا تزال تزُف السعداء، وتلعن الأشقياء.
وكرامات الأبرياء؛ نبلاء هذه الأمة وعمادها.
بين لأواءٍ وسلوى.. يلوح أفق رمضان والأمة أنضج وعيًا حتى تُكال الفطنة بين شبابها بالذهب.
فقد كبر الغلام وصار رشيدا، واستيقظت حواسه الخفية حتى أنه يكاد لا يبصر إلا الغيب، ولا يشم سوى مسك الشهيد وريح الفقيد، ولا يسمع سوى هتافات الفاتحين في باحات النصر تُرعد المرجفين وتشفي صدور المؤمنين.
كبر الغلام وصقلت مداركه فلم يعد يختال إلا بـ"الله أكبر" ويرى نسمات النصر تحت الأنقاض نورًا مؤكدًا وحقًا مؤيدًا، وكأنه سُوّد على الدنيا ملِكًا راشدا.
يهل علينا رمضان ولا عزة إلا بالله تعالى، ولا حول إلا حوله سبحانه، ولا طمع سوى في خزائنه جل جلاله.
يهل وعِلْمُنا عن الرحمات قد اختلف، واحساسنا بالنفحات تغير.
مفاهيمنها عن الواقع، ووعينا بالمهمات والملمات صار أنضج.
يهل رمضان في تجريد عجيب لنفوس الصالحين، وقد سكنت الروح فوق الصروح بعد أن كادت تقتلنا جاهلية الصراع، ودونية الحظوظ.
وقد سكنت رياح الفتنة وانطفأ سعيرها حتى وعي العامي ما وعاه العالم.
يهل بلا غنائم ولا عزائم ولادخر ولا فخر.
ولا دنيا تفرقنا، ولا جاه يشتتنا، ولا شهوة تبددنا، ولا شبهة تزعزعنا.
تصوم أرواحنا عن الشحناء والخيلاء قبل أركاننا؛ فلم يعد في هذه الدنيا ما يستحق إلا الاعتصام.
عدنا إلى رشدنا وديننا بالضراء أو السراء ..بالفتن أوالمحن.
أغنياء بلا مادة، أقوياء بلا عدة، أشداء بلا سند؛ إلى الله سبحانه وحده نلجأ ونعتمد.
كل عام والأمة أَسَدُّ وأزكى وأرشد.
:: للمزيد ::
حال المسلم في رمضان
التنافس في رمضان بالعمل
رمضان شهر الانتصارات
لن تسرقوا منا رمضان
دروس رمضان
- التصنيف:
- المصدر: