المهر الثمين للحور العين
الحور العين من الجوائز العظيمة التي أعدها الله تعالى للمسلمين، قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة: 22-23]، وورد في القرآن الكريم أوصاف عجيبة للحور العين، وهي أوصاف تأسر العقول من جمال خلق الله سبحانه، فتبارك الله العظيم، وفي السنة النبوية وصف شريف يأسر النفوس من بلاغته وجميل أثره، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولو أن امرأةً من نساءِ أهلِ الجنةِ اطَّلعَت إلى الأرضِ لأضاءَتْ ما بينهما، ولملأَتْ ما بينهما رِيحًا، ولنَصِيفُها - يعني الخِمارَ - خيرٌ من الدنيا وما فيها»؛ (البخاري:6567).
والحور العين لها مهر ثمين، يدفع المسلم اللبيب للحرص عليه، فعن معاذ بن أنس الجهني رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن كَظم غيظًا، وهو يستطيع أن ينفذه، دعاه اللهُ يومَ القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيِّره في أيِّ الحور شاء» (الترمذي:2021) وصححه الألباني في (صحيح الترغيب:2753)، ولذا أخي الكريم فكظم الغيظ من أجل السمات التي يتصف بها المسلم، والذي يتطلب ترويض النفس على السماحة والعفو، وخصوصا مع القدرة على إنفاذ الغيظ، وأعظم دافع لكظم الغيظ هو تذكير النفس بحلم الله تعالى علينا وستره وجميل عفوه.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخلق، وأن يمن علينا من فضله العظيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
:: للمزيد ::