اسألوا الله الفردوس
إن الدعاء من أعظم العبادات التي تدل على يقين العبد وصدق إيمانه بالله تعالى، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]. وفي تفسير الآية الكريمة قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: "هذا من لطفه تعالى بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم الله سبحانه إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم، وتوعد من استكبر عنها فقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} أي: ذليلين حقيرين، يجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاء على استكبارهم" انتهى من (تفسير السعدي). وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لمْ يدعُ اللهَ يَغْضَبْ عليهِ» صححه الألباني في (السلسلة الصحيحة:2654)، ولهذا يتبين للمسلم ضرورة الحرص على الدعاء والمثابرة عليه في كل أحواله وفي جميع أوقاته.
إن أجمل أمنية يصبو لها كل مسلم هي أن يكون من قاطني الفردوس، وورد في السنة النبوية فضل الدعاء كعبادة وسبيل كريم لنيل هذا الشرف، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آمن باللهِ وبرسولِه، وأقام الصَّلاةَ، وصام رمضانَ، كان حقًّا على اللهِ أن يُدخِلَه الجنَّةَ ، جاهِدْ في سبيلِ اللهِ، أو جلس في أرضِه الَّتي وُلِد فيها . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، أفلا نُبشِّرُ النَّاسَ؟ قال: إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيلِ اللهِ، ما بين الدَّرجتَيْن كما بين السَّماءِ والأرضِ، فإذا سألتم اللهَ فاسألوه الفردوسَ، فإنَّه أوسَطُ الجنَّةِ، وأعلَى الجنَّةِ فوقه عرشُ الرَّحمنِ» (البخاري:2790). ولذا أخي الكريم فلنكثر من سؤال الله تعالى الفردوس، ولندع بظهر الغيب للمسلمين لنيل الفردوس، ولنعلم الأبناء والأصدقاء والجيران فضل سؤال الله الكريم الفردوس.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وأهلنا والمسلمين الفردوس، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
- التصنيف:
- المصدر: