أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين

منذ 2019-11-25

انتشرت الألعاب الإلكترونية كنموذج للترفيه مختلف عن كل ما سبق من الألعاب الترفيهية

أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين

برزت في بداية الثمانينات ومع التطور العلمي والتكنولوجي واستخدامات الحاسوب الألعاب الإلكترونية وصارت محط أنظار واهتمام الجميع، ومع نهاية القرن الماضي انتشرت الألعاب الإلكترونية كنموذج للترفيه مختلف عن كل ما سبق من الألعاب الترفيهية، وتميزت تلك الألعاب بعدة مميزات، منها التنوع ما بين ألعاب الإثارة والتنشيط للذكاء والتعليمي، وغيره، ومنها أنها تستهدف جميع الأعمار والفئات، والأهم من ذلك أنها تجعل اللاعب جزء من اللعبة، وهذه الميزة لها جاذبية قوية بالنسبة للأطفال والمراهقين والشباب لأنها تطلب من اللاعب التركيز والاهتمام المستمر والإصغاء والتفاعل التام مع الأحداث بالعقل والمشاعر والنفس بحيث يشعر اللاعب أنه جزء لا يتجزأ من الأحداث وأنه العنصر الأهم في اللعبة.
ومجالات هذه الألعاب عديدة، منها: الهواتف المحمولة والحاسوب وشبكة الإنترنت والأجهزة الأخرى.
ومع بداية القرن الحالي تطورت تلك الألعاب الإلكترونية بطريقة متلاحقة وسريعة، وأصبحت جزء من يوميات وأوقات الأطفال والمراهقين، وأصبحوا معها متفاعلين نشطاء، لهم مشاركة فعالة ودور حقيقي في إدارتها، ومن أمثلة الألعاب الشهيرة حاليا .(Fortnite) و (pubg)

إن تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين وانجذابهم نحوها وانغماسهم في ذلك العالم الافتراضي أثار اهتمام المختصين في مجال السلوك الإنساني والاجتماعي والنفسي، فقامت دراسات عديدة حول الآثار النفسية والجسدية على الأطفال، والاطلاع على الجوانب الإيجابية والسلبية لتلك العلاقة القوية بين الطرفين، الطفل واللعبة.

إيجابيات الألعاب الإلكترونية:
لهذه الألعاب فوائد كما لها أضرار، ومن هذه الفوائد ما يلي:
1- تعليم الطفل من خلال زيادة المفاهيم والمعلومات.
2- تطوير المهارات من خلال تنمية الذكاء وسرعة التفكير، فالألعاب الإلكترونية تحتوي على الألغاز التي تحتاج لمهارات عقلية لحلها.
3- تزيد القدرات العقلية على التخطيط والمبادرة
4- تشبع الخيال لدى الأطفال كثيرا
5- تزيد نشاط وحيوية الطفل، والقدرة على التعامل مع التقنية الحديثة
6- تشجع على الابتكار وإيجاد الحلول الإبداعية للتكيف مع ظروف اللعبة
7- تحفيز الذكاء عند الأطفال، وتحسين مستوى الفهم.
8- تطوير المهارات الإدراكية، وسرعة اتخاذ القرار.
9- تنسيق العلاقة بين حواسه.

سلبيات الألعاب الإلكترونية:
أولًا: الناحية النفسية:
1- تنمي لدى الأطفال العنف والحس الإجرامي
2- تكوين الشخصية الأنانية وحب الذات
ثانيا: الناحية الاجتماعية:
1- تعليم أساليب وطرق ارتكاب الجرائم وحيلها
2- العيش في عزلة عن الآخرين
3- تراجع وضعف في التحصيل الأكاديمي
4- ارتفاع نسبة جرائم السرقة والقتل بشكل ملحوظ
5- نشر جرائم الاعتداء والاغتصاب
6- الابتعاد عن الأسرة
7- ضعف العلاقة بالأبوين
ثالثًا: الناحية الصحية:
1- الإصابة بالتهابات المفاصل وقلة المرونة الحركية على المدى البعيد
2- الاضطرابات النفسية
3- الإصابة بالسلوك الإدماني الوسواسي
4- ضعف النظر.
كشفت صحيفة " ميرور" البريطانية عن دراسات علمية في الجامعة النرويجية عن تأثير الألعاب الإلكترونية على قدرة الأطفال في التواصل مع الناس والبيئة، والذي يختلف باختلاف جنس الطفل، حيث أوضحت الدراسات التي شملت (870) طفلا تتراوح أعمارهم بين 6-12 سنة، ولاحظ الآباء والمربون والمدرسون المشاركون في البحث مدى اختلاف تأثير الألعاب الإلكترونية على الجنسين، حيث لاحظوا أن الذكور من لاعبي تلك الألعاب لم يتأثروا على المستوى الاجتماعي، ولديهم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية والاستمرار فيها، والحفاظ عليها في صورة جيدة.
بينما الإناث اللائي في عمر 10 سنوات وقد قضين وقتا طويلا مع الألعاب الإلكترونية أصبن بضعف كبير في التواصل الاجتماعي، وقدرت الدراسة أنهن متأخرات ما يقارب السنتين مقارنة بأقرانهن الإناث اللاتي قضين وقتا أقل مع تلك الألعاب.
وأشارت الدراسة إلى أن الإناث يتأثرن بشكل أكبر من الذكور، وهذا الأمر يزيد من تعرضهن للعزلة في فترة لاحقة من الحياة.
وأوضح " بيتي وولد هيجن" الباحث في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، المشارك في الدراسة التي تسعى إلى فهم تبعات ألعاب الفيديو على تطور شخصية الطفل: أن اللعب ليس مشكلا في حد ذاته، وإنما المشكلة هي قضاء وقت طويل أمام ألعاب الفيديو.

وأخيرا: يجب علينا الوقوف في وجه هذا التيار الهادم لكثير من القيم والمبادئ الإنسانية، والذي يعمل على غرس قيم مخالفة لديننا الحنيف، فكلنا شاهد واطلع على ما يحدث من تلاعب بعقول ونفوس وأخلاقيات أطفالنا وأبنائنا من مناظر قبيحة ومشاهد غير أخلاقية ومقاطع إباحية وسلوكيات منحرفة من خلال تلك الألعاب، رغم الجوانب الإيجابية فيها، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها»، ولا يخفى على عاقل نتيجة هذا التلاعب من آثار نفسية واجتماعية تهدم شخصية هذه الكائنات الصغيرة، وتجعلها مسخا منطويا على نفسه، مليئا بالكآبة والإجرام والعنف، يألف منظر الدمار والدماء.


حماية أبنائنا وبناتنا الذين هم أساس المجتمع وقادة المستقبل مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات والمؤسسات، مسؤولية البيت والمدرسة والبيئة والدولة، مسؤولية كل فرد ومؤسسة، حمايتهم من أنفسهم ومن كل من يحاول تحويلهم إلى كائنات غير سوية، غير متوازنة، غير مفيدة، إنما مجرد أحياء صغيرة تحكمها التكنولوجيا الحديثة المادية الجامدة.
إن مسؤولية الوالدين مراقبة أبنائهم وتوجيههم وتعليمهم كيفية استثمار الجوانب المشرقة والمستفيدة من تلك الألعاب في تكوين الجوانب العقلية والنشيطة للعقل والذاكرة والشخصية، والابتعاد عن النواحي السلبية وغير الأخلاقية وخاصة العنف والإجرام، وهذه المسؤولية ليست اختيارية، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].


وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:  «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» »متفق عليه.


ولتجنب أضرار هذه الألعاب يجب اتخاذ خطوات مثل:
1- تحديد وقت معين لممارسة هذه الألعاب، ولا يترك الوقت مفتوحا طوال اليوم، أو في أية ساعة.
2- مشاركة الطفل في اختيار الألعاب التي تناسب عمره وميوله.
3- مراقبته دون أن يشعر بذلك مراعاة لمساحة حريته.
4- وضع برامج مراقبة لمعرفة نوعية مشاهدات الطفل.
5- محاولة إشراكه مع أصدقائه في اللعبة حتى لا يتعود على العزلة.
6- تشجيعه على ممارسة هواية القراءة حتى لا يقتصر وقته على الألعاب.
7- ترغيبه في ممارسة أنشطة تنمي مواهبه كالرسم، لأنه ينمي قدرته على التخيل والإبداع.
8- إلحاقه بالنوادي الرياضية ليخرج طاقاته الحركية في ممارسة الرياضة.
9- تدريبه على الإفصاح والحوار والمحادثة حتى لا يكتم وتكون الألعاب العنيفة متنفسا له.

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية

  • 26
  • 9
  • 35,364

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً