الإخلاص
العمـل إذا كان خالصـا ً ولم يكـن صوابـا ً لم يقبـل، وإن كان صوبـا ً ولم يكـن خالصـا لم يقبـل، حتـى يكـون خالصـا ً صوابـا، والخالـص أن يكـون لله، والصـواب أن يكـون عى السـنة.
الآية: قال الله تعالى: { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ} [الصافات: 40]
الحديث:عـن عمـر بـن الخطـاب رضى الله عنه قـال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: «إنـما الأعـال بالنيـات، وإنـما لـكل امـرئ مـا نـوى، فمـن كانـت هجرتـه إلى الله ورسـوله فهجرتـه إلى الله ورسـوله، ومـن كانـت هجرتـه إلى دنيـا يصيبهـا أو امـرأة يتزوجهـا فهجرتـه إلى مـا هاجـر إليـه» (1).
المعنى:
الإخلاص: هو ترك الرياء في الطاعات. قاله الجرجاني في التعريفات.
وهـو القصـد بالعبـادة لله وحـده، في جميـع الأقـوال والأعـمال والأحـوال إبتغـاء وجـه الله تعـالى، قـال: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} [الإنسان: 9].
وهــو جوهــر العبــادة ولبُهــا وسرهــا لا يعلمــه ملــك فيكتبــه، ولا شــيطان فيفســده، ولا هــوى فيميلــه، ولا يعجــب بــه صاحبــه فيبطلــه(2).
قــال ابــن المبــارك رحمه الله: «رب عمــل صغــر تكـبـره النيـــة، ورب عمــــل كبــير تصغـــره النيــة» (3).
وقـال الفضيـل بـن عيـاض رحمه الله: «تـرك العمـل لأجـل النـاس ريـاء، والعمـل مـن أجـل النـاس شرك، والإخـلاص أن يعافيـك الله منهـما» (4).
"والعمـل إذا كان خالصـا ً ولم يكـن صوابـا ً لم يقبـل، وإن كان صوبـا ً ولم يكـن خالصـا لم يقبـل، حتـى يكـون خالصـا ً صوابـا، والخالـص أن يكـون لله، والصـواب أن يكـون عى السـنة".(5)
قـال ابـن رجـب الحنبلـي رحمه الله: «وقـد صـام بعـض السـلف أربعيـن سـنة لا يعلـم بـه أحـد، كان يخـرج مـن بيتـه إلى سـوقه ومعـه رغيفـان، فيتصـدق بهـما ويصـوم، فيظـن أهلـه أنـه أكلهـما، ويظـن أهـل سـوقه أنـه أكل في بيتـه» (6).
اللهم إنا نسألك الإخاص في القول والعمل... آمين
(1) متفق عليه.
(2) قاله الجنيد وابن القيم.
(3) جامع العلوم والحكم (1\13).
(4) شعب الإيمان للبيهقي.
(5) درر الأقوال من أفواه الرجال (ص- 101\ 102).
(6) لطائف المعارف (ص: 252).
- التصنيف:
- المصدر:
Alhaji Sainna Goni Girgirimi
منذ