اتباع الهوى

منذ 2005-11-15
اتباع الهوى
إنّ مجانبةَ الضّلال والسّلامة من الغواية والنّأيَ عن فسادِ العمل منتهى أمل المسلم وغايةُ أمله وذروة مقصده، لذا ليس عجبًا أن ينبعثَ له حسّ مرهَف وشعور يقِظ وفكر حيّ، يحمِله على كمال الحذَر من كلّ ما يحول بينَه وبينَ سلوك سبيل الاستقامة، فإنّ الحوائلَ كثيرة، وإنّ العوائق عديدة، غيرَ أنّ من أظهر هذه الحوائل وأقوى هذه العوائق أثرًا وأشدِّها خطرًا اتباعَ الهوى. ولمّا كان المسلمُ مأمورًا بأن يجعلَ صلاته ونسكَه ومحياه ومماتَه لله ربِّ العالمين كما قال سبحانه مخاطبًا أشرفَ خلقه وخاتمَ أنبيائه صلوات الله وسلامه عليه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162، 163] ولما كان اتباع الهوى عاملاً خطيرًا في النّأي بحياة المسلم عن هذا الأصلِ العظيم من أصول السّعادة وأسباب النجاة، فلذا حذّر سبحانه في حشدٍ من آيات كتابه العزيز من اتّباع الهوى مقرونًا بجملةٍ من الصّفات المقبوحة والأحوالِ المرذولة التي تعَدّ مع ذلك مِن الأسباب الباعثة عليه والمفضِيَة إليه.
  • 0
  • 0
  • 663

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً