وقفات في فصل الشتاء

منذ 2005-11-23
وقفات في فصل الشتاء
إن الإنسان مجبول على طلب ما ينفعه، والبعد والتجافي عما يضره ويزعجه، وهذه فطرة بشرية، أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات:8] ومما اعتاد الناس وألفوا أن يتقوا الشتاء وبرده المؤذي، فما إن تبدأ رياح الشمال في الهبوب بنسماتها الباردة وسياطها اللاذعة، إلا ويهرع الناس إلى خزانات ملابسهم الشتوية، ويسارع الناس إلى الأسواق لاقتناء ما نقص من الملابس الواقية أو أجهزة التدفئة المتنوعة، وهذا موسم يتكرر كل عام، لا يسع المسلم إلا أن يعمل فكره ونظره فيه، فيقف متأملاً وآخذاً العبرة . وقد امتدح القرآن الكريم ذوي العقول والألباب الذين يتفكرون في مخلوقات الله ويأخذون العظة والعبرة مما حولهم في آيات كثيرة، وإن مجيء الشتاء وعودته إلينا، يعني انقضاء عام كامل بفصوله المختلفة، وهذا يشعرنا بضرورة تذكر المصير المحتوم والنهاية الأكيدة التي تصير إليها كل المخلوقات {يُقَلّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأوْلِى ٱلأبْصَـٰرِ} [النور:44]، فياسعادة من استعد بالخيرات وقدم أمامه الأعمال الصالحات، ويا خسارة من فرط في عمره وضاعت عليه لحظات حياته وقتل أوقاته فراحت هباءً منثوراً . وإليكم أيها الأحبة هذه الوقفات الوجيزة حول ما نعايشه الآن من برودة الشتاء .
  • 0
  • 0
  • 608

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً