عيد الهالوين .. رؤية شرعية
طقوس وخرافات وممارسات باطلة في عيد الهالوين: لا يصح للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار سواء في الأخلاق والتصرفات أو في العادات والتقاليد، كما لا يصح لهم تقليد الكفرة في ممارساتهم الفاضحة المخلة بالأدب والحشمة.
يوم الهالوين عيد أصله وثني يتمسك به عبدة الشيطان، وقد نبذه النصارى المتمسكون بعقيدتهم، وعلى المسلمين ألا يشاركوا في مثل هذه الخرافات، وأن ينأوا عنها؛ لأن المشاركة فيه تعد حراماً، وفيه اتباع لما يعج به الغرب من ممارسات غير أخلاقية، والأجدر بالمسلمين أن يأخذوا عن الغرب تقدمهم العلمي والثقافي لا أن يأخذوا ما سقط من أخلاقهم.
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد [بتصرف]: قبل أن نجيب نبين أصل فكرة هالوين، مشيرين إلى الأسباب التي تدعو المسلمين إلى وجوب الابتعاد عن المشاركة في مثل هذه الاحتفالات.
أصل فكرة عيد الهالوين: يعتبر الكثير من المؤرخين عيد السمهين الذي كان يحتفل به أقوام الـ الكيلتك القدامى ( من أيرلنديين واسكوتلانديين وويلزيين ) هو الأصل الذي تحول فيما بعد إلى عيد الهالوين. فقد كان يوم السمهين أول يوم من أيام السنة لدى الكيلتك الوثنيين، كما أنه كان يوم الموتى، حيث كان الناس يعتقدون أن أرواح الموتى الذين ماتوا في تلك السنة يسمح لهم بالعودة إلى أرض الأحياء.
ولا تزال الكثير من المعتقدات التقليدية والعادات التي كانت تصاحب الاحتفال بعيد سمهين لا تزال تصاحب الاحتفال الذي يقوم به الناس في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر / تشرين الأول. ولعل أهم ما بقي من تلك العادات عادة تقديم بعضا من الطعام والشراب ( في هذا الوقت تقدم الحلويات ) للمحتفلين الذين كانوا قد تقنعوا ولبسوا زيا خاصا بتلك الاحتفالات، إضافة إلى عادة إشعال الحرائق في الهواء الطلق.
وقد أدمج هذا العيد بـ (عيد القديسين) الذي يحتفل به النصارى والذي كان يعرف بـ هلوز إيف أو “هلوز إيفن ومعناه: ليلة القديسين، وهي الليلة التي تسبق يوم القديسين الذي كان يعرف باسم هلوز دي. وقد اشتق اسم هالوين من عبارة هلوز إيفن. وقد كان الناس في مناطق عدة من أوربا – وحتى وقت قريب – يعتقدون أن الموتى في تلك الليلة يمشون بينهم، وأن السحرة يحلقون فوقهم. ولهذا السبب توقد النيران في الهواء الطلق وذلك لإبعاد تلك الأرواح الشريرة. وقد تمَّ في القرن التاسع عشر استبدال مهزلة: الساحرة بالأطفال المخادعين، كما أصبح الناس ينظرون إلى أرواح سمهين – التي كان يعتقد أنها متوحشة وقوية – على أنها شريرة.
وقد ابتدأ النصارى المتمسكين بعقيدتهم منذ ذلك الوقت بنبذ مثل تلك الأعياد. حيث أصبح واضحاً لهم أن ما يسمى بالآلهة وغيرها من الأرواح التي في أصلها إنما هي معتقدات وثنية، لم تكن إلا من خدع الشيطان. كما أن القوى الروحية التي أحس بها الناس في مثل تلك الأعياد، هي قوى حقيقية لاشك، إلا أنها من عمل الشيطان الذي أضل الناس، وجعلهم يعبدون الأوثان. لذا فقد نبذ النصارى الطقوس التي تصحب الاحتفال بعيد هالوين بما فيها الرسومات التي تمثل الأرواح والأشباح المصاصة للدماء والهيكل العظمي للإنسان – الذي يرمز للموتى – والشيطان وغيرها من المخلوقات الشريرة.
ومما يجدر التنبيه إليه أن عبدة الشيطان ـ وإلى يومنا ـ هذا يعتبرون يوم الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر / تشرين الأول أكثر الأيام قداسة عندهم، وهناك الكثير من النصارى المتمسكين بدينهم ينأون بأنفسهم عن الخوض في مثل تلك الاحتفالات. الحكم الشرعي في عيد الهالوين: الإيمان هو أساس المجتمع الإسلامي، كما أن التوحيد ( الإيمان بوجود الله ووحدانيته ) هو لبُّ هذا الإيمان. كما تهدف تعاليم الإسلام وأحكامه في المرتبة الأولى إلى حماية هذا الإيمان والمحافظة على عقيدة التوحيد نقية خالصة. وحتى يمكننا المحافظة على المجتمع الإسلامي نقيا من أي شائبة من شوائب الشرك بالله تعالى، فعلينا أن نعلنها حربا لا هوادة فيها على كل التقاليد والممارسات التي نشأت في مجتمعات بعيدة عن هدي الله، وفي أجواء الشرك والوثنية.
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفرة بقوله «من تشبه بقوم فهو منهم». فعلى المسلمين أن يصغوا لحديث رسول الله وأن يكفوا عن التشبه بالكفار والاحتفال بأعيادهم. فقد حرَّم الإسلام تحريما قاطعا التشبه بغير المسلمين في عاداتهم الاجتماعية وطقوسهم الدينية وخاصة عباد الأوثان أو عباد الشيطان. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليصبن الله عليكم العذاب صبا، ولئن دعوتم فلن يستجاب لكم» (رواه الترمذي). ومن وجهة نظر إسلامية، فإن عيد الهالوين هو أحد أسوأ الأعياد بسبب أصله الوثني. فلا شك أنه يحرم المشاركة بالاحتفال بهذا العيد، حتى وإن بدت بعض الممارسات في هذا العيد برئية أو فيها بعض الخير، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «كل بدعة ضلالة». الدارمي، حتى وإن اعتبر بعض الناس ذلك أمرا طيبا.
كما أن هناك من يقول أن عيد هالوين اليوم لا علاقة له البتة بعبادة الشيطان، فهذا لا يغير من الأمر شيئا، وتبقى المشاركة بالاحتفال بذلك العيد حراما. وتعتبر مشاركة المسلمين في مثل هذه الاحتفالات مظهرا من مظاهر ضعف إيمانهم، أو نبذا للرسالة التي أتى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله سبحانه ليخرجنا من ظلمات الجاهلية. طقوس وخرافات وممارسات باطلة في عيد الهالوين: لا يصح للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار سواء في الأخلاق والتصرفات أو في العادات والتقاليد، كما لا يصح لهم تقليد الكفرة في ممارساتهم الفاضحة المخلة بالأدب والحشمة. إذ أن التشبه بالكفرة في تصرفاتهم سيؤثر في موقف المسلمين من الكفرة وقد يجعل المسلمين يميلون إلى طريقة حياة الكفار التي تعج بالممارسات الفاضحة المخلة بالأدب والحشمة.
ويسعى الإسلام إلى إبعاد المسلمين عن كل الممارسات والعادات اللا أخلاقية، وبذلك يهيئ المناخ المناسب الذي يكون فيه القرآن والسنة هما النبع الصافي الأصيل الذي تتغذى عليه العقول وتصاغ وفق تعاليمه الأخلاق والتصرفات.
ويجدر بالمسلم أن يكون مثالا يحتذى في الإيمان والأخلاق، ولا يليق به أن يتبع الآخرين اتباعا أعمى وأن يتشبه بهم، معتمدا فيما يقتبسه من خلق وعادة على ما عند الأمم الأخرى من عادات وتقاليد. حتى ولو أن امرأ رأى أن يشارك في احتفالات هالوين دون الإيمان بالخلفية التاريخية لهذه المناسبة، فإن هذا الإنسان يبقى بلا شك آثما لمشاركته في العيد الوثني.
فعلى الآباء المسلمين أن يعلموا أبناءهم وجوب الابتعاد عن الباطل وطقوسه، وألا يتشبهوا بغير المسلمين في عاداتهم وأعيادهم.
فلو زرعنا في قلوب أبنائنا مشاعر الاعتزاز بدينهم، فإنهم سينأون بأنفسهم عن حضور احتفالات هالوين وغيرها من الأعياد غير الإسلامية، مثل أعياد الميلاد، والذكرى السنوية، وعيد الحب.. وغيرها من الأعياد فقد جاء في حديث الذي رواه البخاري أن الساعة لن تقوم حتى يتبع المسلمون سنن من كان قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع. جاء في الحديث «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل محدثة ضلالة» (رواه البخاري). وجاء أيضا «إذا رأى الناس العاصي ولم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بالعذاب» (أبو داوود، النسائي الترمذي) وجاء أيضا «من تشبه بقوم فهو منهم».
ماذا نفعل في يوم الهالوين : أثبتنا بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتفال بعيد هالوين حرام في الإسلام،والمتعين فعله في هذه الليلة أنه : – لا يصح أن يرسل الآباء المسلمون أولادهم للطواف على البيوت وجمع الحلوى في ليلة هالوين.
علينا أن نشرح لأولادنا السبب الذي يجعلنا لا نحتفل بعيد هالوين. ويمكن لمعظم الأولاد أن يتفهموا السبب لو أننا عرضناه بصدق وصراحة، وخاصة عندما نظهر بهجتنا وفرحنا في الأعياد والمناسبات الإسلامية. فعلينا أن نخبر أولادنا عن العيدين.
وجدير بالذكر أنه حتى المسلمين الذين يمكثون في البيت، ويقدمون الحلويات لأولئك الذين يقرعون بابهم، فإنهم بذلك يعتبرون مشاركين بهذه الاحتفالات. ولتجنب ذلك أطفئ أنوار الباب الأمامي ولا تصغ لقرع الباب، وأعلم جيرانك بحكم الإسلام في المسألة، وأعلمهم أن المسلمين لا يشاركون في احتفالات هالوين، وبيِّن لهم السبب. ولا شكَّ أنهم سيصغون لك، ويقدرون مشاعرك، وسيحترمونك لصراحتك. فقد جاء في الحديث أن: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من استجاب له» (رواه الترمذي).
- التصنيف: