فضل الحج والحرص عليه
منذ 2005-12-30
مواسِم الخيراتِ على العباد تترَى، فما أن تنقضِيَ شعيرة إلا وتتَراءَى لهم أخرَى، ها هِيَ أفواجُ الحجيج قد أمَّت بيتَ الله العتيق ملبِّيةً دعوةَ الخليل عليه السلام: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق } [الحج: 27]. بيتٌ جعَلَه الله مثابةً للنّاس وأَمنًا، حَولَه تُرتَجى من الكريم الرحماتُ والعطايا، حرمٌ مبارَك فيه هدًى وخيرات وآياتٌ ظاهرات، وحجُّه مِن عمادِ الإسلام، قال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ } [آل عمران: 97]. جاء الشّرعُ بالأمرِ ببلوغِ رِحابِه لأداءِ فريضةِ الدِّين، قال عليه الصلاة والسلام: {يا أيها الناس، قد فرَض الله عليكم الحجَّ فحجّوا} رواه مسلم. حجُّه من أجلِّ الأعمال عندَ الله، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: سئِل النبي صلي الله عليه وسلم{: أيّ العمَل أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله ورسولِه ، قيل: ثمّ ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مبرور } متفق عليه. في أداءِ ركن الإسلامِ الخامِس غُفران الذّنوب وغَسل أدران الخطايا والعصيان، يقول المصطفَى صلي الله عليه وسلم: {مَن حجَّ فلم يرفُث ولم يفسق رجَع كيوم ولدَته أمّه }رواه البخاري , ومن لازَم التقوى في حجِّه أعدَّ الله له الجنةَ نُزُلاً قال عليه الصلاة والسلام: {والحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة}متفق عليه .