الإسلام وحقوق الإنسان
"لم تعرف البشرية على مدار مراحل تاريخها منذ هبط آدم إلى الأرض وإلى يومنا هذا ديناً مثل الإسلام، كرّمها ورفع قدرها وأعلى شأنها"
لم تعرف البشرية على مدار مراحل تاريخها منذ هبط آدم إلى الأرض وإلى يومنا هذا ديناً مثل الإسلام، كرّمها ورفع قدرها وأعلى شأنها، ووضح ذلك في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [1]، وكان هذا أعظم تكريم للإنسان، صوره الله في أجمل هيئة وأحسن صورة، ومن هنا استقى المصلحون القيم النبيلة، وما ارتضاه الناس من القواعد الاجتماعية العالية التي تحفظ للفرد كرامته، ثم وضعوا من القوانين الوضعية ما يصون خصوصية الإنسان الذي خلقه الله واستخلفه في الأرض ومنحه الحرية التي بها يصون كرامته، وله من إرادته ما يجعله يفعل ما يريد دون ضغط أو إكراه، ومن أجل ذلك بعث الله الأنبياء هداة مرشدين، وعلى لسان كل رسول جاء تكريم الإنسان، واقتضت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء الذي أعلن من أو لحظة تنبؤه أن الإنسان حرّ في حياته مكرم عن الله - خالقه وهاديه وربه - وهذا الانسان لا يستهان به، ولا يستضعف ولا يستغل ولا تمتهن شخصيته تحت أي ادعاء، وجاء ذلك صريحاً في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [2]. (عبد الكافي: 2006، 6).
وبالرغم من حفظ الله لكرامة الإنسان وحقوقه وحريته فقد جدّت قضايا عديدة شغلت عقول الناس وفكرهم ونالت حظاً وافراً من اهتمامهم وسعيهم، وينبغي أن يكون الدعاة إلى الله على علمٍ بهذه القضايا، وما يراد منها، والقائمين بها، وما فيها من خير للناس أو شر.
وأهم من ذلك، أن يضعها الدعاة إلى الله تعالى على ميزان الإسلام فتوزن به، وتقوم على أساسه، حتى يتميز الخبيث من الطيب في الأفكار والأعمال، وحتى يعرف المسلمون حقيقة ما يعرض عليهم، ويميزون بين ما ينفعهم منه فيستفيدون منه، وما يضرهم في دينهم ودنياهم فيعرضون عنه.
وحين يتعرف الدعاة على حقيقة القضايا التي تثار بين الناس باسم حقوق الإنسان، أو المساواة بين الرجل والمرأة، أو التسامح الديني، يستطيعون بما عندهم من علم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وبما يعرفونه عن حقيقة هذه الدعوات، وأحوال أهلها والقائمين بها، والأهداف التي ترمي إليها، أن يكونوا هداةً للناس إلى الحق فيما يثار، ودعاةً إلى الخير، ورواداً للإصلاح في مجتمعاتهم. وبذلك يظهر الإسلام على الدين كله.
إن المصطلح جذّاب، يغري كثيراً من الناس، والمبادئ براقة، قد ينخدع بها المسلم المعاصر. ومنذ أكثر من أربعة عشر قرناً، والمسلمون يسمعون عن كرامة الإنسان، والتسوية بين الناس، والتكافل والتراحم بينهم، بل إن المسلمين منذ ظهور الإسلام، وهم يقرؤون آيات الكتاب العزيز، وأحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ترشدهم، وتهديهم إلى هذه المعاني السامية.
ولكن الخطر كل الخطر، والضرر كل الضرر، على المجتمعات الإسلامية، يظهر حينما نوازن بين الشعارات التي تأتينا من كل حدب وصوب عن هذه المبادئ، وبين مفاهيمنا الإسلامية عنها. (التركي:2008، 4-5).
أهداف البحث:
للبحث هدفين أساسيين هما:
1- التعرف على بعض أنواع الحقوق التي كفلها الشرع الإسلامي للإنسان.
2- ترسيخ مفهوم أن الإسلام هو الراعي الأول لحقوق الإنسان في العالم.
أسئلة البحث:
1- كيف حفظ الإسلام للإنسان كرامته وحقوقه وحريته؟
2- كيف حفظ الإسلام حقوق الإنسان في حالة الحرب؟
الحق والحرية الإنسانية:
وبما أنني في هذا البحث أتحدث عن حقوق الإنسان في الإسلام فلا بد لنا أن نتعرف على معنى الحرية التي يتمتع بها الإنسان، وما هي حدودها، لذلك أسوق بعض التعريفات عن الحرية والحق كما يراها المسلمون.
لم تصبح الحرية تلك الكلمة التي تؤثّر في الأفراد والجماعات في الغرب، عقيدةً راسخة في المجتمعات الغربية، إلا بعد كفاح طويل ومرير دام عدة قرون. ولم يتخلص الناس في أوروبا من استبداد حكام الإقطاع وسلطان رجال الكنيسة، وجمودهم، ووقوفهم في وجه كل نزعة للتحرر الإنساني، والتقدم العلمي، إلا بعد جهدٍ كبير بذله كتاب وفلاسفة، دام عشرات السنين. ومع ذلك، لم يتحدد معنى الحرية تحديداً واضحاً حتى الآن.
وفي المفهوم الإسلامي، تعتبر الشريعة أساس الحق، وليس الحق أساس الشريعة. فالحق في الحرية هو وسيلةٌ كبرى لتحقيق غاياتٍ نبيلةٍ وسامية، تتفق مع كرامة الإنسان ورسالته في استخلافه في الأرض. ومن أجل ذلك، بدأ الإسلام بتحرير الإنسان من العبودية لغير الله عز وجل وتحريره من شهوات نفسه ونزوات غريزته.
فالحرية كما يرى علماء المسلمين، هي قدرة الإنسان على التصرف، إلا لمانع من أذى أو ضرر له أو لغيره. وفي الإسلام يجب على الإنسان أن يتحرّر من عبودية غير الله. وسمى الله عبادة الإنسان طاغوتاً، وأمر الناس أن يكفروا به، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [3]. (التركي:2008، 37).
والحق في اللغة: هو الشيء الثابت دون ريب، وهو النصيب الواجب سواء كان للفرد أو للجماعة. ويعرف الحق بأنه ما قيم على العدالة والإنصاف ومبادئ الأخلاق. والحق في الشريعة الإسلامية لفظ يشير إلى الله عز وجل وهو اسم من أسمائه الحسنى جل شأنه. http://ar.wikipedia.org/wiki
حقوق الإنسان في الاسلام والحرية الإنسانية - بالمعنى الفردي والجماعي والاجتماعي - في عرف الإسلام - واحدة من أهم الضرورات - وليس فقط الحقوق - اللازمة لتحقيق إنسانية الإنسان. بل إننا لا نغالي إذا قلنا: إن الإسلام يرى في الحرية الشيء الذي يحقق معنى الحياة للإنسان. فيها حياته الحقيقية، وبفقدها يموت، حتى ولو عاش يأكل ويشرب ويسعى في الأرض كما هو حال الدواب والأنعام!! (عمارة: 1985،17).
حقوق الإنسان في الإسلام:
أنواعٌ كثيرة هي الحقوق التي يتمتع بها الإنسان، ولكن في هذا البحث سأتناول خمسَ حقوقٍ كفلها الشرع الحنيف للإنسان وهي:
• الحق في حرية الرأي والفكر.
• حق المساواة.
• الحق في العدل بين الناس.
• الحق في محاكمة عادلة.
• حقوق وواجبات أثناء الحرب.
1- الحق في حرية الرأي والفكر:
دعا الإسلام إلى حرية الفكر، وخلّص العقل من سلطان الماضي وتحكم الآباء، واستعباد العرف والتقاليد. وأمر بالنظر في عجائب الكون، وضرب في ذلك أمثلة تتفتح لها الأذهان. {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ...} [4] وقال أيضاً: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا} [5]، ومن الثابت أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يفسح المجال للرأي الحر والفكر الصريح، وكان يكره الرجل الإمعة الذي يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، وكان يطلب إلى أصحابه أن يدلوا برأيهم في بعض المسائل وأن يحاولوا حل ما يعترضهم من صعاب.
ودرج المسلمون على ذلك وحكموا عقولهم فيما صادفوا من شؤون الدين والدنيا، مما لم يرد فيه نص من كتاب أو سنة، ربما فسروا النص وتأوّلوه بما يتناسب ومقتضيات الحاجة، فقاتل أبو بكر مانعي الزكاة قياسا لهم على تاركي الصلاة وسوى بين المهاجرين والأنصار في الغنائم. ولما أفضت الخلافة إلى عمر فرّق بينهم، ووزع عليهم بحسب تفاوت درجاتهم في الإسلام والجهاد. وما كانوا يستنكرون تباين الرأي ولا يعترضون عليه، وهذه هي الحرية الفكرية بعينها. من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر اجتهاده. ولم يكتفوا بالرأي الفردي، بل حاولوا أن يأخذوا رأي الجماعة، ويستشيروا رؤوس الناس وخيارهم. فكان أبو بكر وعمر، إذا حزبهما أمر يجمعان كبار الصحابة لتبادل الرأي فيه، وإذا ما اجتمعوا على شيء قضَيا به، وبذا وضعت منذ ذلك التاريخ دعائم أصلين من أصول التشريع الإسلامي: القياس والإجماع، وهما في حقيقتهما ضربان من الرأي أحدهما فردي والآخر جماعي. (مدكور والخطيب: 1992، 18-19).
وطالما أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا حزبهم أمر رجعوا إلى كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإننا لابد وأن نهتدي بهديهم فنرى في القرآن كنز عظيم من حقوق الإنسان التي وردت فيه على شكل قوانين إلهية كالآتي:
1- لكل شخص أن يفكر ويعتقد ويعبر عن فكره ومعتقده دون تدخل أو مصادرة من أحد ما دام يلتزم بالحدود العامة التي أقرتها الشريعة، ولا يجوز إذاعة الباطل ولا نشر ما فيه ترويج للفاحشة أو تخذيل للأمة: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} [6].
2- التفكير الحر - بحثاً عن الحق - ليس مجرد حق فحسب، بل هو واجب كذلك: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} [7].
3- من حق كل فرد ومن واجبه: أن يعلن رفضه للظلم، وإنكاره له، وأن يقاومه، دون تهيب من مواجهة سلطة متعسفة، أو حام جائر، أو نظام طاغ.. وهذا أفضل أنواع الجهاد: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: «كلمة حق عند سلطان جائر» (رواه الترمذي والنسائي بسند حسن) .
4- لا حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة، إلا ما يكون في نشره خطر على أمن المجتمع والدولة: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ} [8].
5- احترام مشاعر المخالفين في الدين من خلق المسلم، فلا يجوز لأحد أن يسخر من معتقدات غيره، ولا أن يستعدي المجتمع عليه: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ} [9]. (البنا: 1999: 231-232).
2- حق المساواة على عكس التمييز العنصري:
المساواة لغة المماثلة والمعادلة، (سُوا): المساواة المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل، وقد يعتبر بالكيفية نحو هذا السواد مساوٍ لذلك السواد، وإن كان تحقيقه راجعاً إلى اعتبار مكانه دون ذاته ولا اعتبار المعادلة التي فيه استعمل استعمال العدل، لأن المساواة تستعمل استعمال العدل وان العدل يستعمل استعمال المساواة.
فالإسلام دين السماحة المطلقة دون منازع، وإن كان يصعب على مراقبي الغرب تفهم ذلك، ولكن هذا هو الإسلام أحق بالحق، فإلحاح الإسلام على ضرورة السماحة والتسامح راسخ في القرآن الكريم: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ...} [الكهف: 29]. بهذا يتضح أن الإسلام يؤكد على المساواة والتسامح، بل يدل على موقف شامل للتعامل بالتسامح مع الآخرين فكرياً وعلمياً. (عبد الكافي: 2006،291-292).
تعتد دعوة الإسلام بالإنسان كل الاعتداد، وهي دعوة عالمية تخاطب البشر جميعاًن فلا تفرق بين حبشي وعربي ولا بين فارسي وتركي، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا...} [10] ودعوة ٌ هذا شأنها لا تسلّم بتمييز عنصرين ولا تبالي بتفرقة في اللون أو الجنس، ويرى الإسلام ان بني البشر سواء، يرجعون إلى اصل واحد وطبيعة مشتركة، كلهم لآدم وآدم من تراب.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [11].
ويلاحظ أن وحدة الطبيعة الإنسانية لا تتعارض مع اختلاف الافراد وتعدد الشعوب، وذلك لأن هذا الاختلاف والتعدد عرضي، يخضع لظروف مختلفة كالبيئة والمناخ ومستوى المعيشة ودرجة الثقافة، ويتبع هذا أمور عرضية أخرى كلون البشرة أو طول الجسم وقصره، أو تباين اللغات واخلاف التقاليد والعادات. ومن الخطأ أن تُبنى على أمور عرضية تفرقة ذاتية، وأن يقام على أساسها تدرج طبقي يفاضل بين الناس ويفرق بينهم. (مدكور والخطيب:1992،37-38).
وفي البيان العالمي عن حقوق الإنسان في الإسلام، اعتمد من قبل المجلس الإسلامي بتاريخ باريس 21 من ذي القعدة 1401هـ، الموافق 19 أيلول/سبتمبر 1981م أن:
أ) الناس جميعا سواسية أمام الشريعة: «لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى» من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا تمايز بين الأفراد في تطبيقها عليهم: «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي). ولا في حمايتها إياهم: «ألا إنَّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحقَّ له، وأضعفكم عندي القويُّ حتى آخذ الحقَّ منه» من خطبة لأبي بكر رضي الله عنه عقب توليته خليفة على المسلمين.
ب) الناس كلهم في القيمة الإنسانية سواء: «كلكم لآدم وآدم من تراب» من خطبة حجة الوداع. وإنما يتفاضلون بحسب عملهم: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [12]، ولا يجوز تعريض شخص لخطر أو ضرر بأكثر مما يتعرض له غيره: «المسلمون تتكافأ دماؤهم» (رواه أحمد). وكل فكر وكل تشريع، وكل وضع يسوغ التفرقة بين الأفراد على أساس الجنس، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الدين، هو مصادرة مباشرة لهذا المبدأ الإسلامي العام.
ج) لكل فرد حق في الانتفاع بالموارد المادية للمجتمع من خلال فرصة عمل مكافئة لفرصة غيره: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [13]. ولا يجوز التفرقة بين الأفراد في الأجر، ما دام الجهد المبذول واحدا، والعمل المؤدي واحدا كما وكيفا: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [14]. (http://www1.umn.edu/humanrts/arab/UIDHR.html جامعة منيسوتا: مكتبة حقوق الإنسان.
وعلى هذا نرى أن دعوة الإسلام لا تزال قائمة، وما أجدرنا أن نعززها وننشرها، وما أحوج البشرية أن تهتدي بهديها. لا سيما ونحن نعيش حتى اليوم في جو التفرقة العنصرية بين البيض والسود، بل بين البيض أنفسهم، ولست في حاجة أن نذكر بأن النازية والفاشية قامتا على أساس تفرقة عنصرية. وزنوج جنوب أفريقيا معزولون حتى اليوم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وقد آن الأوان لأن يسووا بسائر البشر وهم لا محالة واصلون. (مدكور والخطيب: 1992،40).
3- الحق في العدل بين الناس:
في الإسلام نجد قيمة العدل عالية متألقة تتصدر كل القيم الثوابت التي يدعوا إليها الدين، فهو المقصد الأول للشريعة، وكل السبل التي تكفل تحقيقه هي سبل إسلامية شرعية، حتى لو لم ينص عليها الوحي أو ترد في المأثورات. بل إننا واجدون العدل اسماً من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته سبحانه وتعالى، وكفى بذلك دليلا على المكان الأرفع للعدل في فكر الإسلام، والعدل في العرف الإسلامي ضد الجور والظلم وهو يعني جماع مزاج الإسلام وخاصية حضارية أي الوسطية والتوازن المدرك بالبصيرة والذي يحقق إنصاف بإعطاء كل إنسان ما له وأخذ ما عليه منه، ومن هنا كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عرف به الوسطية بالعدل، والعدل بالوسطية عندما قال: الوسطية: العدل، {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [15].
وإذا كان العدل هو الحق فإن مجاورة الحق هي الظلم والجور. وإذا وقع هذا الظلم في علاقة الإنسان بعقيدة الألوهية كان كفراً أو شركاً أو نفاقاً {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [16]. وإذا وقع هذا التجاوز في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان سمي ظلماً {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ} [17]. وكذلك تكون تسميته عندما يكون التجاوز للحق واقعاً من الإنسان في حق نفسه وذاته فمنهم ظالم لنفسه. وإذا كان الظلم مفسداً لشؤون الدين والدنيا فإنه ظلمات يوم القيامة كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام. (عمارة:1985،49-50).
وقد سوى النبي بين المسلمين في حديثه ومجلسه وعدل بينهم في الغرم والغنم، وأنصفهم من كل شيء حتى من نفسه، ولم يستجب لمحاباة أو محسوبية، ضرب مرة احد الصحابة بقضيب في بطنه تسوية للصف في الجهاد، فشكا إليهن ولم يتردد في أن يكشف عن بطنه وقال له استقد يا سواد، وأسر عمه العباس وابن عمه عقيل بن أبي طالب في غزوة بدر، فألزمهما بما التزم به الاسرى الآخرون من الفداء. (مدكور والخطيب: 1992،30).
هناك العديد من الحقوق التي بنى عليها الإسلام نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة، وكلها حقوق من واقع الشريعة الإسلامية التي جاءت بالدين القيم، ومن واقع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن واقع أفعال الخلفاء الراشدين والخلفاء والعلماء خلال تعايشهم وتعاملهم في الحياة الاجتماعية بصفة عامة منذ إرساء قواعد الدولة الإسلامية في المدينة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالحقوق الإسلامية لكل البشر مثل كل القيم النبيلة لابد ان تتأصل في النفوس، وهي قد يسميها البعض مبادئ أو قواعد أو أسس، فالمبادئ السياسية في الإسلام هي تلك القواعد والقيم التي بنيت عليها دولة الإسلام ويستلهم منها النهج السياسي للحكم. (عبدالكافي: 2006، 182 - 183).
وفي البيان العالمي عن حقوق الإنسان في الإسلام، اعتمد من قبل المجلس الإسلامي بتاريخ باريس 21 من ذي القعدة 1401هـ، الموافق 19 أيلول/سبتمبر 1981م فيما يتعلق بحق العدالة أن:
أ) من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة، وأن يحاكم إليها دون سواها: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [18]، {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [19].
ب) من حق الفرد أن يدفع عن نفسه ما يلحقه من ظلم: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [20]. ومن واجبه أن يدفع الظلم عن غيره بما يملك: «لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما: إن كان ظالما فلينهه وإن كان مظلوما فلينصره» (رواه الشيخان والترمذي). ومن حق الفرد أن يلجأ إلى سلطة شرعية تحميه وتنصفه، وتدفع عنه ما لحقه من ضرر أو ظلم، وعلى الحاكم المسلم أن يقيم هذه السلطة، ويوفر لها الضمانات الكفيلة بحيدتها واستقلالها: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه، ويحتمي به» (رواه الشيخان).
ج) من حق الفرد - ومن واجبه - أن يدافع عن حق أي فرد آخر، وعن حق الجماعة حسبة: «ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها» (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) - يتطوع بها حسبة دون طلب من أحد.
د) لا تجوز مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحت أي مسوغ: «إن لصاحب الحق مقالا» (رواه الخمسة)، «إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر، كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء» (رواه أبو داود والترمذي بسند حسن).
هـ) ليس لأحد أن يلزم مسلما بأن يطيع أمرا يخالف الشريعة، وعلى الفرد المسلم أن يقول: لا في وجه من يأمره بمعصية، أيا كان الأمر: «إذا أمر بمعصية لا سمع ولا طاعة» (رواه الخمسة). ومن حقه على الجماعة أن تحمي رفضه تضامنا مع الحق: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» (رواه البخاري). http://www1.umn.edu/humanrts/arab/UIDHR.html جامعة منيسوتا: مكتبة حقوق الإنسان.
4- الحق في محاكمة عادلة:
تعتبر العدالة في الإسلام من أهم مبادئه الأساسية وعلى دعائمها تقوم العلاقات بين الدولة والأفراد، كما تقوم عليها جميع الروابط فيما بين هؤلاء، لان الناس في نظر الإسلام متساوون وهم كأسنان المشط، على حد ما وصفهم به الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولأن الظلم الذي يكرهه الله سبحانه وتعالى واجب الرفع من بينهم ولو كان صادرا عمن يلي أمرهم، ومن المقرر في فقه الشريعة أن الولاة يقتص منهم مثل بقية الافراد، كما تقام عليهم الحدود، إن فعلوا ما يوجب ذلك ومن مقتضى العدالة التي يوجبها الإسلام الحكم بين الناس بالحق، وقد أمر الله سبحانه وتعالى به بقوله: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [21]. كما وجه الخطاب إلى المؤمنين قائلا: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [22] محذرا إياهم من أي انحراف عن العدل بقوله: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى...} [23]. (مدكور والخطيب: 1992،111).
أ) البراءة هي الأصل: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين» (رواه البخاري). وهو مستصحب ومستمر حتى مع إتهام الشخص ما لم تثبت إدانته أمام محكمة عادلة إدانة نهائية.
ب) لا تجريم إلا بنص شرعي: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [24]، ولا يعذر مسلم بالجهل بما هو معلوم من الدين بالضرورة، ولكن ينظر إلى جهله - متى ثبت - على أنه شبهة تدرأ بها الحدود فحسب: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [25].
ت) لا يحكم بتجريم شخص، ولا يعاقب على جرم إلا بعد ثبوت إرتكابه له بأدلة لا تقبل المراجعة، أمام محكمة ذات طبيعة قضائية كاملة: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [26]. {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [27].
ث) لا يجوز - بحال - تجاوز العقوبة التي قدرتها الشريعة للجريمة: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} [28] ومن مبادئ الشريعة مراعاة الظروف والملابسات، التي ارتكبت فيها الجريمة درءا للحدود: «ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله» (رواه البيهقي والحاكم بسند صحيح).
ج) لا يؤخذ إنسان بجريرة غيره: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [29]، وكل إنسان مستقل بمسئوليته عن أفعاله: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [30]، ولا يجوز بحال - أن تمتد المساءلة إلى ذويه من أهل وأقارب، أو أتباع وأصدقاء: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ} [31]. (البنا: 1999،124-125).
وإذا كان حق كل إنسان في مراجعة المحاكم قد أصبح في العصر الحديث مكفولاً بنصوص وردت في أغلب دساتير العالم وفي شرعة حقوق الإنسان، فليس بدعاً من القول التأكيد على أن حق طلب النصفة في النظام الإسلامي، لم يكون مكفولاً بنصوص القرآن الكريم مدعوماً بالسنة النبوية فحسب، بل إن في سيرة الخلفاء الراشدين ومن والاهم من الوقائع ما يثبت أن الحق المذكور كان محميا بالسلوك الشخصي للخلفاء أنفسهم وجهدهم في تمكين الناس من ممارسته وعزمهم على عمالهم في تسهيله للمظلومين، فالخليفة الأول أبو بكر استهل ولايته بقوله: الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، وعمر بن الخطاب يخطب الناس فيقول لهم: ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فُعل به سوى ذلك فليرفعه إليّ فو الذي نفسي بيده لأقصنه منه، وكأن ابن الخطاب لم يكتف بهذا وبمحاسبة عمروا بن العاص أحد كبار عماله على كلمة (يا منافق) قالها لرجل شكاه وهو يقول: يا أمير المؤمنين إن عَمراً نفّقني. لا والله ما نافقت منذ أسلمت فقد كان يبكي ويقول: لو مات جدْي بطفّ الفراد، لخشيت أن يحاسب الله به عمر. (مدكور والخطيب: 1992، 109-110).
5- حقوق وواجبات أثناء الحرب:
إن مبادئ الإسلام واضحة أشد الوضوح فيما يتعلق بالحرب، فقد أنشا لها الإسلام من الآداب والتقاليد ما لم يسبق للبشرية أن عرفت مثله قبل الإسلام ولا تقيدت بنظائره أمة في جميع العصور والأزمان، فقد أوجب الإسلام على القادة والجنود المتحاربين الإلتزام بما يتفق مع الشهامة والنبل والامتناع عن كل ما يشين كرامة الإسلام.
لقد أوجب الإسلام على المتحاربين عموماً أن لا يبدؤوا حرباً بالغدر وأن يجتنبوا الفتك بالأعداء غيلة، وأن لا يقتلوا امرأة ولا صبياً ولا شيخاً عاجزاً ولا مُقعداً ولا رجلاً منقطعاً للعبادة. (مدكور والخطيب: 1992،125).
وحتى أن الإسلام حفظ للمدنيين اثناء الحرب حرمتهم فإذا دارت الحرب فيراعى حرمة المدنيين والأطفال والشيوخ، لهذا فالإسلام أعطى حقوقاً كثيرةً لحماية المدنيين أثناء الحرب إذا وقعت، سواء أكانوا مدنيين من المسلمين أو من الأعداء، فلم يُجز الإسلام إلا احترامهم ومعاملتهم معاملةً حسنةً وطيبةً وحمايتهم من أهوال الحرب، وذلك ضمن آداب الحرب في الإسلام التي هذّبها الإسلام، والتي تُظهره أنه دين الرحمة والتسامح والإحسان، لأنه دين سماوي الهدف إنساني الغاية، وتتجلى في هذا الدين الدوافع الإنسانية الرحيمة التي تحكم المسلم في قتاله إذا استنفر له، واضطر إليه. ذلك أن الإسلام قصر القتال على الجيش المحارب دون النساء والأطفال والشيوخ والرهبان، فقد ورد ذلك في احاديث نبوية شريفة كثيرة منها ما رُوي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلا ولا صغيراً ولا امرأةً، ولا تغُلّوا وضُمّوا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين» . (عبد الكافي:2006،468).
وفي هذا الإطار قامت بما يُسمى بمنظمات الحماية الدولية لحقوق الإنسان في الظروف الاستثنائية في مؤتمر باريس الذي عقد في عام 1984 والذي يُشرف عليه الدكتور محمد السعيد الدقّاق حيث أقر المؤتمر قواعد الحد الأدنى لحقوق الإنسان في الظروف الاستثنائية أو حالات الطوارئ وسُميت قواعد باريس وهي 16 حق، والتي من ضمنها الحق في الحياة، وكذلك الحق في أن لا يتعرض إنسان للتعذيب أو للمعاملات أو العقوبات اللاإنسانية أو المعينة. (اقتباس من كتاب منهج الإسلام في حقوق الإنسان:1999، 79-80).
خلاصة البحث:
أرى أن الإسلام هو المحضن الأول لرعاية حقوق الإنسان منذ خلق الله الخلق وجعلهم خلفاء له في الأرض، لذا فالخالق خلق خليفته وأنزل معهم الكتاب ليقوموا بالقسط، فرعاهم ووضع قانوناً ودستوراً يحكم بينهم ويبين حدود معاملتهم مع أنفسهم ومع غيرهم ذكوراً كانوا أم إناثاً، صغاراً أم كباراً.
وما هذه الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان إلا نتاجاً للانتهاكات المستمرة للإنسان والاعتداء على حقوقه، حيث أن الغربيين كانوا يهينون الإنسان وتتحكم فيه طبقة ارستقراطية برجوازية في روما وكانوا يستعبدونه هناك في الهند واعبر الالمان في فترةٍ من الفترات أن البيض هم الجنس الذي يجب ان يسود، كما استُعبد الأفارقة السود في القارة السوداء من قبل الأوروبيين، ولكن الإيجابية الناصعة هي اتجاه بعض الأوروبيين الى المناداة بحقوق الإنسان وفقاً لفطرتهم السليمة –غير المشوشة- التي فطرهم الله عليها وفطر جميع البشرية عليها.
وإلى اليوم وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها نرى ونسمع بأم أعيننا حقوق الإنسان تنتهك وسننادي وسنظل ننادي بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي فيها الخلاص، ولكن كيف سيكون وجه المستقبل؟ المستقبل لهذا الدين ولتعاليمه.
___________________________________________________
المراجع:
أولاً: الكتب:
1- عمارة، د. محمد (1985) الإسلام وحقوق الإنسان، عالم المعرفة - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت.
2- مدكور، د. إبراهيم والخطيب، د. عدنان (1992) حقوق الإنسان في الإسلام، دار طلّاس للدراسات والترجمة والنشر- دمشق، ط1.
3- البنا، د. جمال (1999) منهج الإسلام في تقرير حقوق الإنسان، دار الفكر الإسلامي الحديث.
4- عبدالكافي، د. اسماعيل عبد الفتاح (2006) حقوق الإنسان العامة في الإسلام.
5- التركي، د. عبدالله بن عبدالمحسن حقوق الإنسان في الإسلام، بحث منشور في موقع http://IslamHouse.com/144878 بتاريخ اضافة 24/5/2008.
ثانياً: مواقع الانترنت:
1- http://www1.umn.edu/humanrts/arab/UIDHR.html مكتبة حقوق الإنسان
2- http://ar.wikipedia.org/wiki حقوق الانسان في الاسلام.
[1] (سورة التغابن: آية 3).
[2] (سورة الإسراء: آية 70).
[3] (سورة النساء: آية 60).
[4] (سورة الأعراف: آية 185).
[5] (سورة عبس: الآيات 24-30).
[6] (سورة الأحزاب: الآيات 60-61).
[7] (سورة سبأ: الآية 46).
[8] (سورة النساء: الآية 83).
[9] .(سورة الأنعام: الآية 108).
[10] (سورة الأعراف: آية 158).
[11] (سورة النساء: آية 1).
[12] (سورة الأحقاف: آية 19).
[13] (سورة الملك: آية 15).
[14] (سورة الزلزلة: الآيات 7-8).
[15] (سورة البقرة: الآية 143).
[16] (سورة لقمان: الآية 13).
[17] (سورة الشورى: الآية 42).
[18] (سورة النساء: الآية 59).
[19] (سورة المائدة: الآية 49).
[20] (سورة النساء: الآية 148).
[21] (سورة ص: الآية 26).
[22] (سورة النساء: الآية 58).
[23] (سورة المائدة: الآية 8).
[24] (سورة الإسراء: 15).
[25] (سورة الأحزاب: 5).
[26] (سورة الحجرات: 6).
[27] (سورة النجم: 28).
[28] (سورة البقرة: الآية 229).
[29] (سورة الإسراء: آية 15).
[30] (سورة الطور: آية 21).
[31] (سورة يوسف: آية 79).
_________________________________________________________
الكاتب: شعبان وليد شعبان صبَّاح
- التصنيف: