مكانة المسجد الأقصى والأرض المباركة

منذ 2024-10-16

للمسجد الأقصى ومدينة القدس منزلة رفيعة في الإسلام بعد أن تحوَّلا إلى إرث الأمة الخاتمة، فالقدس والأقصى يسكنان سويداء قلب كل من له قلب من المسلمين، ومسؤولية حفظ وتكريم المقدسات كاهل على كل من ينتسب إلى رسالة الرسول ﷺ.

مكانة المسجد الأقصى والأرض المباركة

إن مما يفتُّ الأكباد كمدًا، ويؤرق الأجفان، ويقض المضاجع، أن ترى أعداء الله ورسوله من اليهود يتسلَّطون هذا التسلُّط، ونسمع من قاداتهم التصريحات تِلْوَ التصريحات بما يخططون له وما يستعدون له من هدم المسجد الأقصى، وسعيهم لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى.

 

أيها الناس، فللمسجد الأقصى ومدينة القدس منزلة رفيعة في الإسلام بعد أن تحوَّلا إلى إرث الأمة الخاتمة، فالقدس والأقصى يسكنان سويداء قلب كل من له قلب من المسلمين؛ ولهذا يا عباد الله، فإن مسؤولية حفظ وتكريم المقدسات سيكون على كاهل كل من ينتسب إلى رسالة رسول الله عليه السلام، الرسالة الخاتمة، والكتاب المهيمن.

 

فكما أن مكة والكعبة المشرفة أماكن مقدسة في مِلَّة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فقد امتدَّ ذلك التقديس والتكريم إلى هذه الأمة المباركة المسلمة.

 

أيها الناس، المسجد الأقصى ذلكم المسجد الذي أُسْري برسول الله عليه السلام إليه، قال الله تعالى:  {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1].

 

قال ابن كثير رحمه الله: هو البيت المقدس، وهو معدن الأنبياء - أي الأصل الذي نبتوا فيه- إبراهيم الخليل.... ولهذا جمع الأنبياء له صلى الله عليه وسلم هناك، فصلَّى بهم إمامًا في محلهم ودارهم، فدَلَّ على أنه عليه السلام هو الإمام المعظم والرئيس المقدم.

 

وفي ذلك دلالة على أن آخر صبغة للمسجد الأقصى هي الصبغة الإسلامية، واستقر نسب المسجد الأقصى بالأمة التي أمَّ رسولُها عليه السلام فيه سائرَ الأنبياء.

 

أيها الناس، المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض لعبادة الله تعالى وتوحيده، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام»، قال: قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى»، قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة»؛ (متفق عليه).

 

أيها المؤمنون، المسجد الأقصى ثالث المساجد المعظَّمة في الإسلام التي تُشَدُّ الرحال إليها؛ لطاعة الله تعالى، وطلب المزيد من فضله وكرمه، قال صلى الله عليه وسلم: لا تُشَدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى؛ (متفق عليه)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

 

والصلاة فيه مضاعفة؛ فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو الصلاة في مسجد رسول الله عليه السلام؟ فقال: صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلَّى في أرض المحشر والمنشر، وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط- أو قال: قوس الرجل- حيث يرى منه بيت المقدس، خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعًا؛ رواه البيهقي في الشعب وصححه الألباني.

 

أيها الناس، فكيف بالمسلمين تركوا هذا الفضل وتلك المكانة للمسجد الأقصى، وضيَّع المسلمون المسجد الأقصى، وتآمر عليه البعض من أبناء المسلمين وباعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين الظالمين المفرطين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

أيها الناس، وكان المسجد الأقصى قِبلةً للمؤمنين من اليهود قبلنا، ثم قبلة لرسول الله عليه السلام وللمسلمين بعد هجرته عليه السلام مدة ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، كما في حديث البراء بن عازب عند البخاري.

 

وكان بيت المقدس والمسجد الأقصى بيد الروم النصارى الصليبيين حتى فتح الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلاد الشام، فعاد بيت المقدس إلى عباد الله الموحِّدين الصادقين المطيعين الذين آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين جميعًا، واتَّبعوا خير الرسل وخاتم الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه.

 

ولما ضعف المسلمون وتنكَّبوا الصراط المستقيم، وخالفوا ما كان عليه رسول رب العالمين عليه الصلاة والسلام، ولم يحفظوا وصية الخلفاء الراشدين في الحفاظ على بيت المقدس والمسجد الأقصى، فعاود عُبَّاد الصليب احتلال بيت المقدس والمسجد الأقصى، حتى جاء عهد القائد المجاهد المغوار صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وحرره بعون الله.

 

أيها الناس، إن المسجد الأقصى ميراث لأهل الإسلام من زمن الأنبياء، ميراث شريف، لا يستحقُّه غيرُهم، ولا يحل لهم التهاون فيه، ميراث وأمانة حتمية الرعاية، وواجبة الصيانة، فهو حق للمسلمين، ومسؤولية عليهم، لا يجوز التفريط في شبر منه، ولا من مدينة القدس، ولا من أرض فلسطين، ولا من غيرها من بلاد، فتلك الأرض وذلك المسجد الأقصى وبيت المقدس أرض لله تعالى والله تعالى يورثها من عباده من يشاء، ولهم صفات تؤهلهم لميراث تلك الأرض المقدسة، قال تعالى:  {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، ويقول سبحانه وتعالى:  {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105].

 

فهل نعي نحن أهل الإسلام ما أخبر الله تعالى في كتابه عن أن الأرض يرثها أهل الحق وأهل الدين وأهل الصلاح الذين بدورهم ينشرون الخير والفضيلة، وينشرون العقيدة الصحيحة، وينشرون العدل بين الناس، ويحرصون على سلامة الدين، ويحافظون على مقدسات المسلمين، ومن صفات من يرثون تلك الأرض، أنهم أهل تقوى، وأهل صلاح، ويحبون الصلاح،  {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117]، قال علماء التفسير في قوله تعالى:  {وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} صالحون في أنفسهم، مصلحون لغيرهم.

 

فالأرض كلها لله وحده وهو قد أورثها المؤمنين من عباده، فليس لكافر حق في أرض دون عباد الله المؤمنين، فكيف بمساجد الله وبيوت الله التي أقامها سبحانه وتعالى لذكره وعبادته وتعظيمه وأن يوحد سبحانه وتعالى؟!

 

أفيجعلها سبحانه لمن لعنهم الله وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت؟ أهم أولى بمسجد الأنبياء وقبلتهم من عباد الله الموحدين، وهم- أي اليهود-  {كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} [المائدة: 70]، أتكون أطهر البقاع وأحبها إلى الله في أيد نجسة مُلطَّخة بدماء المسلمين، وهم لا يعرفون إلا السحر والكفر، والغدر والخيانة، والإفساد في الأرض، وإشعال وإيقاد الفتن:  {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: 64].

 

وهم أهل قول الإثم وأكل السُّحْت، فلن يكون ذلك إلا بإذن الله، وإن العاقبة للمتقين، وإن النصر مع الصبر، وإن الله تعالى يهيئ لهذه الأمة أمرًا رشدًا.

 

أيها الناس، فالواجب على المسلمين أن يكونوا يدًا واحدةً على من عاداهم، مجتمعين على نصرة دينهم ومقدساتهم، كيف لا وقد جمع الله قلوبهم على توحيده، ووحَّد صفَّهم على اتِّباع سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فالسعي في حفظ دماء المسلمين ومقدساتهم وأوطانهم حق على كل مسلم بقدر الإمكان، يقول تعالى:  {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71]، وقال تعالى:  {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى: 38، 39].

 

أيها الناس، إن الله تعالى اختار بعض البلاد وفَضَّلها على بعضها  {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 68].

 

فجعل تعالى خير الأماكن والبلاد البلد الحرام، والمدينة المنورة، والقدس الشريف، ومن هذه البقاع التي خصَّها الله سبحانه وتعالى بهذا الفضل: القدس والمسجد الأقصى، فقد أحاط الله تعالى هذه البلدة بسياج من التكريم والتبجيل والإجلال والقدسية.

 

اشتقَّ الإله له من اسمه ليجلّه، ففوق العرش قدُّوس وهذا مقدَّس، وكأن الله تعالى جلت قدسيته يقول للمسلمين: إن اليهود نجس والمسجد والبقعة مقدسة، فنزهوا ما نزهه الله، وطهروا الأرض المباركة من نجاسة اليهود ورجسهم وخبثهم، فأين أنتم يا أهل الإسلام وأهل النخوة وأهل الحمية على المقدسات والأعراض وأهل النخوة؟! كيف تهنئون بعيش وتتلذذون بالفرش والمسجد الأقصى وبيت المقدس والأرض المباركة تدنس، ومِنْ قِبَلِ مَنْ! مِنْ قِبَلِ أراذل الشعوب ومن قِبَلِ أحفاد القردة والخنازير! من طبع الله على قلوبهم وختم عليها، فكيف بكم يا أهل القرار وأنتم متقاعسون عن نصرة المسلمين وعن تخليص المسجد الأقصى وبيت المقدس من رجس اليهود؟! لماذا بعضكم ساكت والآخر صامت والثالث لاهٍ ساهٍ في غيِّه وشهواته وفي مجونه وفي لهوه ولعبه؟! وهو يرى المسجد الأقصى يُدنَّس وبيت المقدس محتلًّا وغزة تسيل فيها الدماء، وهو لا يُحرِّك ساكنًا، إنه الخزي! إنها العمالة للمستعمر، إنه ضعف الإيمان، إنه الذل والهوان بدلًا من أن الهوان والذل والمسكنة كتبت على بني إسرائيل، أصبح ذلك شعارًا على العرب وقادتهم.

 

ألم تسمعوا أيها العرب وكذلك يا مسلمون، ألم نسمع جميعًا إلى ما جاء من فضائل المسجد الأقصى وبيت المقدس والأرض المباركة، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1]، وقال سبحانه:  {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71].

 

أيها الناس، كم نسمع عند مجيء ذكرى الإسراء والمعراج عن إقامة احتفالات وتهنئات وتعطل الدوائر الحكومية، وتسمع عن هذه المناسبة من وسائل الإعلام ومن على منابر الجمعة الحديث عن حادثة الإسراء والمعراج؛ ولكن نقول كيف يطيب الحديث عن ذلك والمسجد الأقصى محل الذكرى ومسرى الحبيب المصطفى عثا فيه يهود الفساد، وعثوا في الأرض المباركة من حوله هدمًا وتخريبًا وتقتيلًا وتشريدًا.

 

أيها الناس، لقد طغى اليهود ودنسوا مقدساتنا، واحتلوا أرضنا، وقتلوا النساء والأطفال، فأين غيرة أهل الإسلام وحماة الدين والعقيدة وحماة البقاع المقدسة؟! ارفعوا عن أنفسكم غبار الذل والهوان، واستعيدوا حقوقكم المسلوبة، فما أُخِذ بالقوة لا يُسترَدُّ إلا بالقوة.

 

أيها المسلمون، ماذا جنينا نحن أهل الإسلام من ترك التناصُر بالإسلام والأخذ بعزائم الأمور؟ وماذا كسب المسلمون من دعوات الجاهلية؛ كالعصبية والمناطقية والحزبية؟ وماذا جنى أهل الإسلام من موالاة الغرب النصراني؟ وماذا جنينا من الدعوات العلمانية والحضارة الغربية الزائفة؟ لم نجنِ نحن أمة الإسلام إلا التفرُّق والاختلاف والضعف والخور والذل والجبن، وذهاب القوة وتسلُّط السفلة من يهود ونصارى وأهل الضلال والشبهات والشهوات، وإلى الله نشكو حالنا وضعفنا وعجزنا.

 

أيها الناس، التاريخ للزمان مرآة، وهو نافذة الحاضر على الماضي، وسجِلُّ الآني للآتي، ولم يبرز التاريخ قضية تجَلَّت فيها ثوابتنا الشرعية، وحقوقنا التاريخية، وأمجادنا الحضارية مثل هذه القضية، قضية المسجد الأقصى وبيت المقدس وأرض فلسطين وبلاد الشام، فهي قضيتنا الإسلامية الأولى التي لا يجب أن تُنْسى في جديد القضايا والأحداث التي تمرُّ بالمسلمين، إنها قضية أولى القبلتين، وثالث المسجدين الشريفين، ومسرى سيد الثقلين، فلا يجوز لمسلم أن يتنازل عن هذه القضية، ولا يقبل المساومة عليها يومًا من الأيام.

 

أيها الناس، لقد نكأت الأوضاع المستجدَّة في فلسطين وغزة الجراح، فأين منا خالد وصلاح؟!

نقول لمن خان دينه وأُمَّته وباع قضية المسجد الأقصى وبيت المقدس وأرض الإسلام: ماذا سيكتب عنك التاريخ؟! هل ترضى أن يكتب عنك التاريخ أنك ممن باع مقدساته وأرضه وخان أُمَّته وتآمر مع أحفاد القردة والخنازير على المقدَّسات الإسلامية؟! هل ترضى أن يكتب عنك التاريخ أنك وفي خضَمِّ المعارك والقتال وفي جريان الدماء من أبناء فلسطين وغزة وأنت ساهٍ لاهٍ؟!

 

وآخر سيكتب التاريخ عنه أنه تمنَّى زوال أهل الإسلام والمدافعين عن المقدسات والحرمات في أرض فلسطين وغزة، وآخر وقف متفرجًا خائفًا جبانًا رعديدًا من أسياده اليهود والنصارى، وآخر ليس له الكلام بدون فعال على حد المثل نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا؛ ولكن هناك في تلك الأرض المقدسة رجال صامدون ومقاتلون وشجعان، لا يهابون الموت ولا يهابون الأعداء، إيمانهم بالله قوي، وتوكُّلُهم على الله عظيم، وثقتهم بالله كبيرة، وهم ماضون في طريق العز والرجولة والفداء، لا يضرهم من خذلهم ولا من عاداهم، هم قاهرون لعدوِّهم بإذن الله تعالى  {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ} [الروم: 4، 5]، وإن غدًا لناظره قريب بإذن الله، وإن الله منجز وعده لعباده الصالحين الذين آمنوا به وصدقوا المرسلين، وهم برسول الله مقتدون ومهتدون، وبسنته عاملون، وعلى نهج الصحابة سائرون،  {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].

 

ألا وصلُّوا وسلِّموا على خير الخلق.

________________________________________________________
الكاتب: أبو سلمان راجح الحنق

  • 4
  • 1
  • 1,013

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً