حال الدنيا ووداع العام

منذ 2006-01-15
حال الدنيا ووداع العام
نعيش هذه الأيام، بداية عام هجري جديد، ووداع عام آخر قد تصرمت أيامه، وقوضت خيامه كلمحة برقٍ أو غمضة عين، عام مضى وانقضى من أعمارنا ولن يعود إلى يوم القيامة. رحل عامٌ مخلفاً ذكرىً وموعظةً في قلوب المؤمنين أن هذه الدنيا ليست بدار قرار، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها فيها الظعن، فكم من عامرٍ عمّا قليل يخرب، وكم من مقيمٍ مغتبطٍ عمّا قليل يرحل. لا تبقى على حالةٍ، ولا تخلو من استحالةٍ، تصلح جانباً بفساد جانب، وتُسرّ صاحباً بمساءة صاحب، فالركون إليها خطر، والثقة بها غرر، كثيرة التغيير، سريعة التنكير، شديدة المكر، دائمة الغدر، أمانيها كاذبة، وآمالها باطلة، عيشها نكد، وصفوها كدر، والمرء منها على خطر، إما نعمة زائلة، أو بليةٌ نازلة، أو مصيبة موجعة، أو ميتةٌ قاضية، ما هي إلا أيام معدودة، وآجال مكتوبة، وأنفاس محدودة، وأعمال مشهودة، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرّت يوماً ساءت أشهراً وأعواماً، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً، وما حصّلت للعبد فيها سروراً إلا خبّأت له شروراً ولا ملأت بيتاً فرحاً إلا ملأته ترحاً وحزناً. {يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا مَتَـٰعٌ وَإِنَّ ٱلاْخِرَةَ هِىَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ }[غافر:39]
  • 0
  • 0
  • 515

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً