الشعور بمعاناة المسلمين

منذ 2024-12-04

إن من أوكد حقوق الأُخُوَّة بين المسلمين وأَولَاها أن يحمل بعضهم همَّ بعضٍ، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، وخاصة إذا حلَّت بمسلم نازلةٌ من نوازل الدهر، أو نائبة من نوائب الزمان.."

الشعور بمعاناة المسلمين

الحمد لله منه المبتدأُ، وإليه المنتهى، وهو في كل خير يُرتجى، ومن كل شرٍّ وضرٍّ إليه الملتجأ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

أهمية الحديث عن معاناة المسلمين:

أيها المسلمون: إن القلب لَيعتصرُ ألمًا وحسرةً لِما حلَّ بأهلنا في غزةَ من كُربة ونكبة، لقد بلغ السَّيلُ زُباه، والكَيدُ مَداه، والظلم منتهاه، واحترقت الأجساد، وجفَّتِ الأكباد، وقرقرت البطون، وظمِئتِ الأجواف، أطفالٌ يصرخون، وشيوخ يَئِنُّون، ومرضى يتوجَّعون، ورجال حائرون، إنه مشهد من مشاهد الإحصار، وأثر من آثاره، بل إنه مشهد من مشاهد يوم القيامة.

 

إن التألُّم لمصائبهم وآلامهم هو مطلبٌ لا يُعذر فيه أحد، فالمشاعر القلبية أمرٌ يملكه كل الناس، ولا يعجز عنه أضعفُهم، يملِك المسلم أن يتألم لآلام إخوانه المسلمين، وأن يتفاعل مع مصائبهم، وإن عجز عن أن يقوم بنصرتهم، بماله أو نفسه.

 

لكن من المؤلم أن يكون حالُ كثيرٍ من المسلمين أنهم لا يُحِسُّون بمعاناة إخوانهم، ولا يهتمون بقضاياهم على المستوى الفردي والجماعي، بل قد يقفون ضدهم، ويحرِّضون عليهم، ويسخرون منهم، وهذه وقعها على أهل المصائب أعظمُ من سلاح عدوهم؛ لأنها جاءت ممن يَرجُون نصرته ومعونته والوقوف معهم.

 

القرآن والسنة تدعواننا إلى الإحساس بمعاناة المسلمين:

أيها المسلمون: إن القرآن الكريم يحُثُّ على الإحسان والتعاطف، والإحساس بالآخرين، وأنه من أسمى صور العبادة؛ قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]، وتذكَّروا قول الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 8 - 11]، يرحم بعضهم بعضًا، ويُحِسُّ بعضهم بما يعاني منه الآخرون؛ كما قال الله: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17]، وفي السُّنَّة عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ يألَمُ المؤمن لأهل الإيمان، كما يألم الجسدُ لِما في الرأس»؛ (رواه الإمام أحمد).

 

عندما يشعر المسلمون بمعاناة إخوانهم:

أيها المسلمون: إن من أوكد حقوق الأُخُوَّة بين المسلمين وأَولَاها أن يحمل بعضهم همَّ بعضٍ، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، وخاصة إذا حلَّت بمسلم نازلةٌ من نوازل الدهر، أو نائبة من نوائب الزمان، إن هذه العقيدة التي جاءت وتغلغلت في النفوس، وتمكَّنت من القلوب قد أحدثت بين الناس قوةً في العلاقة، وترابطًا وتألُفًا سُمِّيَ بالوحدة الشعورية؛ حتى لَترى الرجلَ المسلم في أقصى المشرق يَحِنُّ إلى المسلم في أقصى المغرب، ويأنَس إليه، على الرغم من اختلاف اللغات والعادات، وتباعد المسافات.

 

إن هذه الوحدة الشعورية بين المسلمين جعلت العلاقةَ والرابطة بينهم مبنِيَّةً على أُسُسِ العقيدة والإيمان، فالعقيدة هي العُروة الوُثْقَى التي تلتقي فيها سائر الأوصال البشرية والعلاقات الإنسانية؛ لأن الإنسان في نظر الإسلام إنسانٌ بروحه، ومن ثَمَّ فهو يتلاقى على العقيدة التي هي أخص خصائص الروح فيه، ولا يلتقي على مثل ما تلتقي عليه البهائم من الأرض والجنس، والكلأ والمرعى، والحد والسياج.

 

إن هذه الوحدة الشعورية بين المسلمين التي جمعت بين الغرباء، وألَّفت بين الأعداء - هذه الوحدة تقتضي أن يحزن المسلم لحزن أخيه، ويفرح لفرحه، ويشارك إخوانه المسلمين شعورَهم، يتألم لآلامهم، ويأمُل مع آمالهم، كما تقتضي محبَّتَهم وموالاتهم.

 

إن الوحدة الشعورية بين المسلمين مِنْحَةٌ قُدْسِيَّة، ومنحة إلهية يقذِفها الله تعالى في قلوب المخلصين من عباده، وهي قوة إيمانية نفسية تُورِثُ الشعور العميق بالمحبة والعاطفة، والاحترام والثقة المتبادلة بينهم، وتُورِث أخلصَ المشاعر الصادقة باتخاذ مواقف إيجابية من محبة وإيثار، ورحمة وعفوٍ، وتعاون وتكافل، وإحساس وابتعاد عن كل ما يضر في أنفسهم وأموالهم، وأعراضهم وكرامتهم؛ ولذلك جاء الإسلام ليُثبِّتَ هذه المعاني؛ فعن ابن عباس قال: سمعت النبي صلى لله عليه وسلم يقول: «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع»؛ (صححه الألباني)، وفي رواية عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما آمَنَ بي من بات شبعانًا، وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به»؛ (صحيح الجامع)، ورغَّب النبي صلى لله عليه وسلم في كل ما يقوِّي هذه الرابطة؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى لله عليه وسلم قال: «أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تُدخِله على مسلم، أو تكشف عنه كُربةً، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولَأنْ أمشِيَ مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يُمضِيَه، أمضاه، ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يُثبتها له، أثْبَتَ الله تعالى قدمَه يومَ تزِلُّ الأقدام»؛ (صحيح الجامع)، ولم يكن النبي صلى لله عليه وسلم يقرر هذا المبدأ بقوله فحسب، بل امتثله في وقائعَ كثيرة؛ منها أنه كان صلى لله عليه وسلم مع أصحابه يومًا إذ دخل عليه قومٌ من مُضَرَ، قد أصابهم الجهد الشديد، (فتمعَّر وجه رسول الله صلى لله عليه وسلم - أي: تغير - لِما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالًا فأذَّن وأقام، فصلى، ثم خطب خطبة حثَّ فيها على الصدقة، فتصدَّقوا، قال الراوي: ثم تتابع الناس حتى رأيت كُومَين من طعام وثياب، حتى رأيت وجهَ رسول الله صلى لله عليه وسلم يتهلَّل كأنه مُذْهَبَةٌ))؛ أي: إن وجهه صلى الله عليه وسلم صار يبرُقُ سرورًا وفرحًا كالفضة الْمُذْهَبة؛ (رواه مسلم عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يُسلِمه، مَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كُربةً، فرَّج الله بها عنه كربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا سَتَرَهُ الله يوم القيامة»؛ (صحيح ابن حبان).

 

إذا ضاع الإحساس بمعاناة المسلمين:

أيها المسلمون: إنَّ فَقْدَ الإحساس بمعاناة المسلمين خَطْبٌ جسيم، وعلة خبيثة، تُصيب الإنسان في هذا الزمان، فحوَّلت الحياة شقاءً وكربًا، وتبلُّد الإحساس في مفاصل الأمة المسلمة لم يأتِها هكذا بين ليلة وضُحاها، بل هناك أسباب كثيرة؛ منها ضعف الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، وحب الدنيا وكراهية الموت، والانشغال بأمور الدنيا المادية، وصارت المادة تجمع الناس وتفرِّقهم، وكثرة المعاصي، حتى أصبح الإحساس بما يصيب المسلمين مفقود، إن أيَّ أُمَّةٍ تفقد الإحساس، فيُظلم عندها المظلومون ولا تُحرِّك ساكنًا، ويُقتَل القتيل ولا تُحرِّك ساكنًا، بل تُظلم الشعوب والأُمَمُ ولا يتحرك ساكنًا، وهذا مشهد من مشاهد ضياع الإحساس؛ عن جابر رضي الله عنهما قال: (لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُهاجِرَةُ البحر قال: ألَا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ قال فتية منهم: بلى يا رسول الله، بينا نحن جُلُوسٌ مرَّت بنا عجوز من عجائز رهابينِهم، تحمل على رأسها قُلَّةً من ماء، فمرَّت بفتًى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها، فخرَّت على ركبتيها، فانكسرت قُلَّتها، فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت: سوف تعلم يا غُدَرُ، إذا وضع الله الكرسيَّ، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت، صدقت، كيف يُقدِّس الله أُمَّةً لا يُؤخَذ لضعيفهم من شديدهم»؟؛ (صحيح ابن ماجه)، ترى الأمة ألوانَ الظلم والعدوان تُصَبُّ على أهل غزة وهي بلدة مؤمنة، فلا يتحرك لنصرتهم أحد، بل كيف يقدس الله أُمَّةً يشارك بعضها في ظلم المظلوم، ويسكت عن الظالم أو ينصره؟!

 

إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلِّق على حادثة فريدة، يرتكبها غلام غِرٌّ في أرض الحبشة، فلا يلوِّح بالعقوبة الإلهية على الغلام الأرعن مرتكبِ الزَّلَّة العَرَضِيَّة، وإنما يلوِّح على الأمة بأسرها التي تقع على أرضها المظلمة، ويعيش بين ظهرانيها المظلومُ المخذول الذي تُسْلِمُه أُمَّتُه لظالمه، وتخذُله في قضيته؛ ونبيُّنا صلى الله عليه وسلم يقول في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذُله، كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ عِرضُه، وماله، ودمه، التقوى ها هنا، وأشار إلى القلب، بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلم»؛ (صحيح الجامع).

ونعني بالنصرة تلك الغَيرة الإيمانية التي تدفع المسلم لرفع الظلم عن أخيه المسلم المستضعف؛ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقف أحدكم موقفًا يُقتَل فيه رجل ظلمًا؛ فإن اللعنة تنزل على من حضره ما لم يدفعوا عنه»؛ (إسناده حسن). فتأملوا حالنا؛ فكم من اللعنات تُصَبُّ فوق رؤوس المسلمين اليوم؛ مِن كثرة مَن يُقتَل ظلمًا وطغيانًا هنا وهناك! وآثار اللعنات ما نراه اليوم من تفرُّق كلمة المسلمين، وكراهية بعضهم بعضًا؛ فهذا يلعن هذا، وهذا يسخط على هذا، وهذا يتهم هذا بالعمالة والخيانة والوقوف مع الأعداء ضده، وهذا يعتَبِر هذا متهورًا.

 

إن الإسلام لا يكتفي بأن يُحِسَّ العضو بآلام العضو الآخر، بل يطلب من كل خلِيَّة أن تُحِسَّ بآلام أي خلية أخرى، مهما عَلَتِ المسافة بينهما، فالجسم كلٌّ لا يتجزأ، ويسعى لرفع الظلم عن المظلومين؛ قال الله تعالى في قصة ذي القرنين وقد هبَّ لنصرة المظلومين: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 94، 95].

 

واجبنا أمام معاناة المسلمين:

1- الاهتمام بشؤون المسلمين والشعور بهم، ومعايشة قضاياهم، ولو لم يقدر للمسلم أن يكون معهم؛ ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غَزَاةٍ فقال: «إن أقوامًا بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شِعْبًا ولا واديًا إلا وهم معنا فيه، حبسهُمُ العُذرُ».

 

2- تثبيت نفوس المسلمين وقت الفتن، واشتداد الأذى عليهم؛ فإن هذا من الأعمال العظيمة التي ينبغي الحرص على القيام بها، فذلك أولى من مجرد التحسُّر والتأثُّر، فالناس في البلاء يحتاجون للتذكير بحكمة الله، وضرورة الثبات، وما يعقُب ذلك الصبرَ من الحصول على الثواب الأبدي الذي لا يُقارَن بالبلاء المؤقَّت، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحمَ الناس بالناس، ومع ذلك كان يُثبِّتهم ويصبِّرهم مع ما يراه من البلاء الحاصل عليهم؛ عن جابر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بعمار بن ياسر وبأهله، وهم يُعذَّبون في الله عز وجل، فقال: «أبْشِروا آلَ ياسر، موعدكم الجنة»؛ (حسن لغيره).

 

3- الدعاء، فهو سلاح الخُطُوب، ودواء الكُرُوب: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، ولو لم يكن في الدعاء لإخواننا إلا الشعور بالجسد الواحد، والمواساة ورِقَّة القلب، لكفى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43]، جاء في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة يومَ بدرٍ، ثم مدَّ يديه فجعل يهتف بربه: «اللهم أنجِزْ لي ما وعدتني، اللهم آتِني ما وعدتني، الله إن تَهْلِكْ هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تُعبَدْ في الأرض»، فما زال يهتِف بربِّه، مادًّا يديه، مستقبلَ القبلة، حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبَيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبيَّ الله، كفاك مناشدتُك ربَّك؛ فإنه سيُنجز لك ما وعدك؛ فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].

_____________________________________________________
الكاتب: د. عبدالرزاق السيد

  • 3
  • 2
  • 722

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً