معالم غائبة في الولاء والبراء

منذ 2006-07-16
معالم غائبة في الولاء والبراء
ما كان لشعيرة الولاء والبراء أن تندرس وتضعف في واقع الكثير من المسلمين إلا بسبب ضعف عبوديتهم ومحبتهم لله تعالى ؛ فإن عبادة الله ومحبته هي الأصل ، ويتفرع عنها الحبّ والولاء في الله ، والبغض والبراء في الله تعالى؛ فكلما كان الشخص أكمل عبودية ومحبة لله تعالى كان أكثر تحقيقاً للولاء والبراء . ولما غلب على الكثير الولعُ بالشهوات من الأموال والنساء والمناصب وأُشربوا حبّ الهوى صاروا يوالون ويوادون على حسب أهوائهم وعقولهم المعيشية ؛ فضعفت عبوديتهم لله تعالى بسبب الانهماك في تلك المحبوبات والشهوات ، فزاحمت عبوديةَ الله تعالى ومحبته ، ومن ثم ضعف حبهم في الله تعالى ، وبغضهم في الله ؛ فالحب في الله والبغض في الله ولوازمهما متفرع عن حب الله تعالى وعبادته . يقول العلامة عبد الرحمن السعدي : « أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده ، وهي أصل التأله والتعبد له ؛ بل هي حقيقة العبادة ، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه ، وتسبق محبته جميع المحابِّ وتغلبها ، ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعاً لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه. ومن تفريعها وتكميلها الحب في الله ؛ فيحب العبد ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص ، ويبغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال ، ويوالي أولياءه ، أو يعادي أعداءه ، وبذلك يكمل إيمان العبد وتوحيده » وقد حفلت سيرته الشريفة بأمثلة رائعة في تحقيق الولاء والبراء ، وقد قال تعالى : { مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح : 29] .
  • 0
  • 1
  • 944

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً