داء الغيبة
منذ 2006-08-27
الغيبة آفة خطيرة ومرض منتشر بين جميع المسلمين ولا يكاد يسلم منه أحد إلا من رحمه الله وتداركه برحمته وعفوه وتوفيقه وهدايته، وقليل جداً من يسلم من الغيبة، وقليل من يتكلم بالحق في أعراض المسلمين ناهيك عن البهتان والظلم وقول الزور. والحقيقة أن التساهل بأمر هذه الكبيرة من الكبائر وعدم إنكارها بين الخاصة والعامة جعلتها أمراً مستساغاً لا غبار عليه حسب العرف إلا بين قلة من المسلمين رجالاً ونساءً ... وكثير من المسلمين والمسلمات يحجزون نفوسهم ويملكون زمامها عن الوقوع في كثير من الأمور المحرمة ولكنهم لا يستطيعون الابتعاد عن الغيبة التي هي كبيرة من كبائر الذنوب. إن نعمة الكلام من أجل النعم وأكبرها منة على البشر، يجب على كل مسلم أن يسخرها في الخير وفيما يقربه إلى الله تعالى وإلى جنات النعيم ويبعدها عما يسخط الله عز وجل وعما يبعده عن النار وذلك بحفظ اللسان تلك الجارحة التي قد ترفعه إلى الدرجات العلا من الجنة أو تهوي به في النار أبعد مما بين السماء والأرض. وقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حديثاً هو للأمة الإسلامية جميعها يجب عليهم العمل به عندما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال: {كف عليك هذا } قال معاذ: قلت يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: {ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم}.