الحســــــــــد
خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه؛ لأنّه إذا وصل إلى القلوب أفسدها، وبعد بياضها سودها، ويتأكد علينا اجتنابه في كل زمان ومكان، ألا وهو الحسد المذموم،إذا هو من الذنوب المهلكات، وهو أن يجد الإنسان في صدره وقلبه ضيقاً وكراهية لنعمة أنعمها الله على عبد من عباده في دينه أو دنياه، حتى إنّه ليحب زوالها عنه، بل وربّما سعى في إزالتها، وحسبك في ذمه وقبحه أنّ الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منه ومن شره، قال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:5]. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً»[متفق عليه]. وقيل في الحاسد : مــا أرى يرضيه إلاّ ذلتي * وذهاب أموالي وقطع لساني وليس للحسد علاج إلاّ أن يعرف الحاسد ضرره عليه لا على المحسود؛ لأنّ النعمة لا تزول بالحسد، وأن يتقي الله في لسانه؛ لأنّ اللسان ليس كغيره من الأعضاء، فالعين لا تصل إلى غير الصور والألوان، والأذن لا تصل إلى غير الأصوات، واليد لا تصل غلى غير المحسوسات، أمّا اللسان فيصل ويجول في كل شيء، وبه يتبين الربح من الخسران، والمؤمن من أهل الطغيان.