إصلاح ذات البين ...
الإسلام دين الإصلاح الكامل الشامل لجميع نواحي الحياة في الأسرة وفي المجتمع وفي كل ما هو ضروري.
الإسلام إصلاح مبني على عقيدة سليمة، إصلاح قائم على حب الله وحب رسوله وصدق الله العظيم: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: 48]، أمة الإسلام أمة اهتدت جوارحها إلى الخير فصار الخير والإصلاح طبعها وعرفت الحق سلوكاً واتباعاً فكان النجاح رائدها واستولى الإيمان على قلوب أبنائها فكان كل ما يصلح دنياها وأخرها طريقاً لها وسبيلاً وهنا يضمن لها الإسلام سلاماً وأمنا وعزَّاً ونصراً وحياة حرة كريمة.
إن سُبل الإصلاح كثيرة وكل مسلم يُطلب منه أن يساهم بما يستطيعه منها فالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم النافع من أعظم سبل الإصلاح ووجود من يقوم بذلك في الأمة أمان لها من العذاب أو ما سمعتم قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود من الآية 117].
إن الاختلاف بين الناس والخصومة فيما بينهم أمر واقع وله أسباب كثيرة منها الشيطان الذي يعدهم الفقر ويأمرهم بالفحشاء، والنفس الأمارة بالسوء، والهوى المضل عن سبيل الله، والشح المهلك، والنميمة المفسدة، واشتباه الأمور والشكوك والأوهام، إلى غير ذلك من الأسباب التي تجتمع حيناً وفي كثير من الأحيان تفترق فينتج عنها الخلاف وتعظم الفتنة ويُجلب الشيطان بخيله ورجله فيفرق بين المحب وحبيبه والقريب وقريبه والصاحب وصاحبه والنظير ونظيره بل وفي بعض الأحيان بين الوالد وولده والزوج وزوجته وبين الإخوة.
وهنا إما أن تغرق السفينة، وذلك بسوء التصرّف والتطاول بالكلام وفاحش القول بل والاعت?اء بالأيدي وإما أن يقيض الله للسفينة قائداً محنكا فيخوض البحر رغم الرياح العاتية ويصل بها بإذن الله إلى شاطئ السلامة بدل أن تلعب بها الرياح يمنة ويسره فيحدث الضرر العاجل ومن ثم العقاب يوم اللقاء بالحكم العدل....