جهادٌ في أوروبا! • شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ...

جهادٌ في أوروبا!

• شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ممارسة فريضة الجهاد وإرهاب الكافرين والثأر لإخوانه المسلمين، وقد رأينا كيف فعل "السكين" ومن قبله "الفأس" ومن قبله "الدهس" برعايا ألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، وما زلنا ننتظر من أبناء الإسلام أنْ يكرروا ضرباتهم ويعمّقوها ويتقصدوا اليهود وكُنسهم وأحياءهم وحاناتهم بالقتل والحرق شفاء لصدور المؤمنين.

وختامًا وتحريضًا وإلهامًا، نلفت عناية شباب المسلمين الغيارى، بأنّ أكثر عمليات القتل رعبًا وأطولها مدةً في تاريخ أوروبا وأمريكا والتي أرهقت وكالات التحقيق الصليبية، كانت أدواتها سكينا أو مطرقة وربما أقل، وقد استغرق التحقيق فيها سنوات وتعاقب عليها أجيال من المحققين والضباط، فلتكن أنت أيها المسلم هذا الفاعل ولكن في سبيل الله جهادًا وقتالًا وإرهابًا لرعايا النصارى واليهود، وإرهاقًا لدوائرهم الحكومية وأجهزتهم الأمنية خصوصًا في أوروبا وأمريكا، كن أنت أيها المجاهد "رجل المطرقة" الذي يفتك بفرائسه ويهشّم جماجمهم دون أن يترك خلفه أي أثر يدل عليه، ليس حرصا على الحياة ولكن ليتسنى له تكرار العملية مرات ومرات حتى يرتوي من د.مهم، كن أنت ذلك البطل الذي يتمتع بخفة في قطع أوردة فرائسه بسكينه وتسكين حركتهم إلى الأبد بكل هدوء، ولا يُبقي خلفه في مسرح الهجوم سوى الموت والرعب زيادة، كن أنت ذلك البطل القادم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

جهادٌ في أوروبا! • من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة ...

جهادٌ في أوروبا!

• من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة الإسلا,مية التي غلبت على رسائلهم ووصاياهم، خلافا لعبيد القومية والوطنية النتنة، فمسلم شامي يعلن من أوروبا أنّ عمليته انتقام للمسلمين في فلسطين والعراق والشام، بل وحتى البوسنة؛ في استدعاء للمجازر التاريخية بحق المسلمين، وفي تأكيد ضمني على أنّ المجاهدين لا ينسون ثأر إخوانهم، وأنه لا يسقط بالتقادم، وبضعة أسرى مسلمين أعاجم داخل سجن في روسيا أبوا المذلة وهبوا لنصرة دينهم، وصرحوا أيضا أنهم يثأرون للمسلمين في فلسطين وللحرائر في الشام.

هذه النبرة الوحدوية الصادقة من هؤلاء المجاهدين على اختلاف أعراقهم وألوانهم، هي ثمرة غرس الخلافة المبارك، وتطبيق لمنهاج النبوة الذي قامت عليه، والذي يقرر أنّ المسلمين (تتكافأُ دماؤهُم.. وهم يدٌ على من سواهم)، وأنّ الرابطة الوحيدة التي تجمعهم وتحركهم هي رابطة التوحيد فلا يعلوها رابطة، فتكون هذه الهجمات المباركة من أبناء الد,و.لة الإسلا,مية في بلاد الشرق أو الغرب قد حققت هدفين ثمينين، الأول: هو الانتقام للمسلمين على قدر الوسع، والثاني تعزيز الوحدة الإسلا,مية التي لا تتحقق إلا بإمام ومنهج واحد تحت راية واحدة.

فعليًّا، لم تعد الحاجة مُلِحة لأن تصرّح الد,و.لة الإسلا,مية بمسؤولية جنودها أو خلاياها عن هذا الهجوم أو ذلك، فالعدو قبل الصديق بات يعرف ما إذا كان الهجوم يحمل بصمة مجاهديها أم لا، ويكفي للهجوم أن يتحدث عن نفسه بنكايته وبأسه أو تفرُّده وغربته مع موافقته للشريعة، والعدو يدرك جيدا من يشكّل عليه خطرا حقيقيا ويطارد رعاياه في عقر ديارهم في أوروبا وأمريكا وروسيا وإيران وغيرها مما تبنّيناه أو كتمناه.

شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ممارسة فريضة الجهاد وإرهاب الكافرين والثأر لإخوانه المسلمين، وقد رأينا كيف فعل "السكين" ومن قبله "الفأس" ومن قبله "الدهس" برعايا ألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، وما زلنا ننتظر من أبناء الإسلام أنْ يكرروا ضرباتهم ويعمّقوها ويتقصدوا اليهود وكُنسهم وأحياءهم وحاناتهم بالقتل والحرق شفاء لصدور المؤمنين.

وختامًا وتحريضًا وإلهامًا، نلفت عناية شباب المسلمين الغيارى، بأنّ أكثر عمليات القتل رعبًا وأطولها مدةً في تاريخ أوروبا وأمريكا والتي أرهقت وكالات التحقيق الصليبية، كانت أدواتها سكينا أو مطرقة وربما أقل، وقد استغرق التحقيق فيها سنوات وتعاقب عليها أجيال من المحققين والضباط، فلتكن أنت أيها المسلم هذا الفاعل ولكن في سبيل الله جهادًا وقتالًا وإرهابًا لرعايا النصارى واليهود، وإرهاقًا لدوائرهم الحكومية وأجهزتهم الأمنية خصوصًا في أوروبا وأمريكا، كن أنت أيها المجاهد "رجل المطرقة" الذي يفتك بفرائسه ويهشّم جماجمهم دون أن يترك خلفه أي أثر يدل عليه، ليس حرصا على الحياة ولكن ليتسنى له تكرار العملية مرات ومرات حتى يرتوي من د.مهم، كن أنت ذلك البطل الذي يتمتع بخفة في قطع أوردة فرائسه بسكينه وتسكين حركتهم إلى الأبد بكل هدوء، ولا يُبقي خلفه في مسرح الهجوم سوى الموت والرعب زيادة، كن أنت ذلك البطل القادم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

جهادٌ في أوروبا! • عمليًّا، فإنّ نجاعة استهداف النصارى واليهود في شوارع أوروبا وأمريكا ...

جهادٌ في أوروبا!

• عمليًّا، فإنّ نجاعة استهداف النصارى واليهود في شوارع أوروبا وأمريكا الصليبية لا تخفى على أحد، وقد شرحت خطابات وكتابات الد,و.لة الإسلا,مية ذلك مرارا، وبيّنت أنّ من لم تُتح له الفرصة لقتال اليهود داخل فلسطين فليقاتلهم وحلفاءهم خارج فلسطين.

أمنيًّا، قبل أشهر حذّرت بعض مراكز "مكافحة الإرهاب" الأوروبية من أنْ تؤدي السياسة الأوروبية عموما والألمانية خصوصا "المنحازة جدا لليهود" إلى موجة من "الإرهاب والانتقام" في صفوف المسلمين؛ غير أنّ هذه التحذيرات والاحتياطات لم تحل دون أنْ يترجم جندي من جنود الخلافة حرقته على إخوانه المسلمين إلى عمل حقيقي تسيل فيه د.ماء الصليبيين ثأرا وغضبة لد.ماء المسلمين، إذ لا يدفع الإرهاب إلا الإرهاب.

ولأن الجهاد أجدى الحلول وأنجعها مهما قلّ عدده وعدته، تأمل كيف تحولت السكين - التي لا يخلو منها بيت - إلى مصدر رعب ونكاية دفعت الحكومة الألمانية للمطالبة ب "فرض قيود جديدة على بيع وحيازة السكاكين!" والاقتصار على طول معيّن لنصل السكين "لا يزيد عن ستة سنتيميترات!" أملا في أنْ لا تخترق السكين أحشاء رعاياهم، وكأنهم أيِسوا من منع الهجمات فاكتفوا بتقنينها! ونحن نقول لهم: لن تقتصر المشكلة على السكين، فماذا لو استطاع مسلم تفخيخ "كعكة الميلاد!" فهل أنتم على استعداد لحظرها أيضا، أم تصغير حجمها؟!

من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة الإسلا,مية التي غلبت على رسائلهم ووصاياهم، خلافا لعبيد القومية والوطنية النتنة، فمسلم شامي يعلن من أوروبا أنّ عمليته انتقام للمسلمين في فلسطين والعراق والشام، بل وحتى البوسنة؛ في استدعاء للمجازر التاريخية بحق المسلمين، وفي تأكيد ضمني على أنّ المجاهدين لا ينسون ثأر إخوانهم، وأنه لا يسقط بالتقادم، وبضعة أسرى مسلمين أعاجم داخل سجن في روسيا أبوا المذلة وهبوا لنصرة دينهم، وصرحوا أيضا أنهم يثأرون للمسلمين في فلسطين وللحرائر في الشام.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

الْحَقْ بِالقافِلة • فهذه أمريكا بين ظهرانينا، فتعالوا فاشتفوا منها، وارووا ظمأكم من دمائها، ...

الْحَقْ بِالقافِلة

• فهذه أمريكا بين ظهرانينا، فتعالوا فاشتفوا منها، وارووا ظمأكم من دمائها، تعالوا لتذودوا عن أعراض المسلمات، ولتظفروا بهذه البشارة الكريمة.

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: "لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا"، وروى ابن أبي شيبة عن سلمان بن أبي ربيعة أنه قال: (قَتَلْتُ بِسَيْفِي هَذَا مِائَةَ مُسْتَلْئِمٍ كُلُّهُمْ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ، مَا قَتَلْتُ مِنْهُمْ رَجُلًا صبرًا)، وعن ابن سيرين، اسْتَلْقَى البَراءُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى ظَهْرِهِ، مُتَرَنِّمٌ فَقَالَ لَهُ أَنَسٌ: (اذكر اللَّه يَا أَخِي) فَاسْتَوَى جَالِسًا وَقَالَ: (أَيْ أَنَسُ أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي، وَقَدْ قَتَلْتُ مِائَةً مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ مُبَارَزَةً سِوَى مَا شَارَكْتُ فِي قَتْلِهِ).

واحذر - يا أخا التوحيد - من مزالق الشيطان ومداخله؛ أن يحول بينك ويين الجهاد في سبيل الله ويضع أمامك العوائق والأسباب التي تبرر لك القعود والتخلف عن الجهاد - حتى وإن كانت هذه الأعمال طاعة لله ورسوله - فإن هذا الشيطان الطريد المريد لا يفتأ يحول بين العبد وبين ما يرضي ربه.

- [ للشيخ أبي مصعب الزرقاوي - تقبله الله - ]
...المزيد

العاقبة للمتّقين • في خضم الصراع من أجل البقاء صار هدف إسقاط (الدولة الإسلاميّة) لدى الأكثرية ...

العاقبة للمتّقين

• في خضم الصراع من أجل البقاء صار هدف إسقاط (الدولة الإسلاميّة) لدى الأكثرية الساحقة من الفصائل مقدّماً على إخراج الأمريكيّين من العراق وبذلك استطاع طواغيت العرب أن يجروهم إلى المشروع الأمريكي وفي النهاية انهارت هذه الفصائل من حيث ظنّت أنّها تحمي وجودها وتعزّز من قوّتها ومر هذا الانحراف بمراحل متعددة أهمها:

٤) دخول الأمريكيّين في مفاوضات مع الفصائل: حيث اقتنع قادة الأحزاب والفصائل بعدها أنّ الأمريكيّين قاب قوسين أو أدنى من الخروج من العراق وأنّهم إن دخلوا في المشروع الأمريكي فسيكون لهم دور كبير في المرحلة اللاحقة فأطلق قادة الفصائل شعار (أخطر الاحتلالين) للإشارة إلى الإيرانيّين باعتبار أن احتلالهم للعراق أشد خطراً من الاحتلال الأمريكي ليبرّروا بذلك تعاونهم مع الأمريكيّين ذلك التعاون الذي أعلنوه ضد إيران كان موجّهاً في الحقيقة ضد الدو←لة الإسلاميّة حيث كانت الفصائل ذاتها تهاجم من يحارب أدوات المشروع الإيراني في العراق وهم الرافضة وجيشهم وشرطتهم تحت مزاعم "حرمة الدم العراقي" و "المقاومة الشريفة".

٥) بانطلاق الحرب الشاملة ضد الدولة الإسلاميّة وجدت الفصائل أنّها وقعت في الفخ الذي نصب لها من قبل أمريكا وحلفائها من رافضة العراق وإيران وطواغيت الأردن وجزيرة العرب فالمشروع بمراحله المتعددة يهدف إلى تصفية هذه الفصائل لصالح الصحوات العشائرية في الوقت ذاته الذي تجري فيه الحرب للقضاء على الدولة الإسلاميّة ومع بدء هذه الحرب وجدت الفصائل نفسها ضحيّة استنزاف من جهتين الأولى خسائرها البشريّة والماديّة في القتال ضد الدولة الإسلاميّة التي تمكّنت من النكاية فيها رغم الجراحات الكبيرة التي أصابتها والثانية من تسرب مقاتليها إلى صفوف الصحوات حيث الدعم المالي الأكبر والوعود الأمريكية بالعفو عنهم والآمال بضمّهم إلى الجيش العراقي وغير ذلك من الأسباب.

وفي النهاية تمكّن أعداء الدولة الإسلاميّة من توجيه ضربات موجعة لها بعدما وجد جنودها وأمراؤها أنفسهم ضحية لكمائن الصحوات وإنزالات الأمريكيّين وتربّص الفصائل فاضطروا للانحياز من مناطق تمكينهم بعدما ضاقت بهم الأرض بما رحبت وخسروا الآلاف من المجاه دين ممّن نكّلوا بأمريكا والروافض وحلفائهم لسنوات.

وهكذا وجد الأمريكيّون أنفسهم للمرّة الأولى قادرين على التفكير بالانسحاب بسلام من العراق بعد أن يسلموه للروافض حيث استطاعوا بضربة واحدة إضعاف الدولة الإسلاميّة وتفكيك معظم الفصائل التي جرّت على نفسها الدمار بانحراف قادتها وغبائهم وحرصهم على الإمارة من حيث ظنّوا أنهم يزيدون من قوّتهم ونفوذهم.

فبات العراق بيد الروافض واستطاع المرتدّون من قادة الصحوات أن يجنوا لأنفسهم بعض المكاسب قبل أن ينقلب عليهم الروافض بخروج أمريكا التي كانت تحميهم ويمزّقوا صفوفهم سجناً وتقتيلاً وتشريداً.

أما قادة الفصائل فبعد ما جرّوه على الأمّة وعلى فصائلهم وعلى أنفسهم من الثبور طفقوا يتبرؤون من فعال بعضهم البعض ويتقاذفون التهم قبل أن تستقر بهم الأمور لاجئين يستوطنون الفنادق في الشام وتركيا وجزيرة العرب يتسولون الظهور في شاشات الفضائيّات ويعرضون خدماتهم في أي مشروع خياني جديد في العراق.

وأبقى الله الدولة الإسلاميّة رغم انحيازها إلى البوادي وتعرّضها للبأساء والضراء والزلزلة وصبر جنودها على الخوف والجوع والنقص في الأموال والثمرات ليستعملهم في ساحات أخرى من أرضه تطلب فيها مرضاته ويسعى فيها المجاهدون لإقامة دينه وتحكيم شرعه بعد أن عرفوا أهمية الجماعة للأمة ومصيبتها في التفرق والفصائل.

مقتطف من مقال:
معركة الجماعة والفصائل (2) - صحيفة النبأ – العدد 3
...المزيد

العاقبة للمتّقين • في خضم الصراع من أجل البقاء صار هدف إسقاط (الدولة الإسلاميّة) لدى الأكثرية ...

العاقبة للمتّقين

• في خضم الصراع من أجل البقاء صار هدف إسقاط (الدولة الإسلاميّة) لدى الأكثرية الساحقة من الفصائل مقدّماً على إخراج الأمريكيّين من العراق وبذلك استطاع طواغيت العرب أن يجروهم إلى المشروع الأمريكي وفي النهاية انهارت هذه الفصائل من حيث ظنّت أنّها تحمي وجودها وتعزّز من قوّتها ومر هذا الانحراف بمراحل متعددة أهمها:

١) تشكيل جبهات الضرار: وهو اسم أطلقه أهل التوحيد على الجبهات التي شكّلتها الفصائل لتجميع صفوفها وشابهت في أهدافها مسجد الضرار الذي بناه المنافقون ليصدّوا عن سبيل الله وكذلك الفصائل أنشأت التجمّعات التي أطلق عليها "الجبهات" كمشروع لتوحيد الصفوف بديل عن الدولة الإسلاميّة فتصدّ بذلك الأفراد والفصائل عن الانضمام إلى جماعة المسلمين في العراق وإمامهم كما كان لهذه الجبهات هدف آخر هو تجميع وحشد القوى استعداداً لأي صدام مع الدولة الإسلاميّة فاجتمعت الفصائل التي تتبع قادة التيار السروري الموجودين تحت ظل طواغيت جزيرة العرب (جبهة الجهاد والإصلاح) والفصائل التي تتبع قيادات الإخوان في (جبهة الجهاد والتغيير) كما ارتبطت الفصائل والتجمعات الأصغر سواء منها المرتبط بحزب البعث أو غيرها في جبهات وتجمعات أخرى.

٢) حملة التحريض والتشهير: التي شارك فيها قيادات الفصائل العراقية الذين فتحت لهم الفضائيات أبوابها وأجريت معهم اللقاءات وكذلك شيوخ السوء ودعاة الضلالة الذين يوجهونهم من وراء الحدود وكانت حملة التحريض والافتراء على الدولة الإسلاميّة واتّهامها بالغلو والإجرام مقدّمة للحرب التي كان يجري التحضير لها من قبل أجهزة مخابرات الطواغيت في دول الجوار بالتنسيق مع الأمريكيّين والرافضة وبمشاركة الفصائل.

٣) إطلاق مشروع الصحوات: الذي كانت له واجهات عشائرية حيث قامت مخابرات آل سلول وطاغوت الأردن بشكل خاص على ربط بعض المرتدّين من شيوخ العشائر بالأمريكيّين وتمويلهم لمحاربة الدولة الإسلاميّة على وجه الخصوص.

٤) دخول الأمريكيّين في مفاوضات مع الفصائل: حيث اقتنع قادة الأحزاب والفصائل بعدها أنّ الأمريكيّين قاب قوسين أو أدنى من الخروج من العراق وأنّهم إن دخلوا في المشروع الأمريكي فسيكون لهم دور كبير في المرحلة اللاحقة فأطلق قادة الفصائل شعار (أخطر الاحتلالين) للإشارة إلى الإيرانيّين باعتبار أن احتلالهم للعراق أشد خطراً من الاحتلال الأمريكي ليبرّروا بذلك تعاونهم مع الأمريكيّين ذلك التعاون الذي أعلنوه ضد إيران كان موجّهاً في الحقيقة ضد الدولة الإسلاميّة حيث كانت الفصائل ذاتها تهاجم من يحارب أدوات المشروع الإيراني في العراق وهم الرافضة وجيشهم وشرطتهم تحت مزاعم "حرمة الدم العراقي" و "المقاومة الشريفة".

مقتطف من مقال:
معركة الجماعة والفصائل (2) - صحيفة النبأ – العدد 3
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل (2) • التجميع والتحزّب كما في كلّ التجمّعات البشريّة، فإن التجمّعات ...

معركة الجماعة والفصائل (2)

• التجميع والتحزّب

كما في كلّ التجمّعات البشريّة، فإن التجمّعات المقاتلة في العراق التي كانت أكثر قابلية للبقاء، هي الأقوى فكراً وعقيدةً، والأفضل تنظيماً، والأكثر إمداداً بالموارد، والأقدر على اغتنام الفرص وتجنب الكوارث، ولكن في جانب الجه،اد في سبيل الله تبقى القاعدة الأساسيّة في البقاء والانتصار هي قوله تعالى (والعاقبة للمتّقين).

وعلى أساس القواعد البشريّة السابق ذكرها، بدأت عملية الاصطفاء للفصائل والأحزاب، حيث بدأت المجاميع الصغيرة تذوب في تجمّعات أكبر على أسس عشائريّة (في المناطق الريفيّة خاصّة)، أو مناطقيّة كالأحياء والمجمّعات السكنيّة (في المناطق الحضريّة عموماً)، أو على أسس دينيّة (الاجتماع حول أحد المشاهير من الدعاة والخطباء وأئمة المساجد بل وحتى أصحاب الطرق والزوايا الصوفيّة)،أو على أسس حزبيّة، ولو كان هذا الجانب ضيّقاً بحكم ضعف الوجود الحزبي في فترة حكم (صدّام)، كما نشأت في الوقت نفسه تجمّعات على أساس جهادي حقيقي قادها في الغالب شباب لهم تجارب جهاديّة سابقة سواء في العراق (ضد الطاغوت صدّام حسين، أو ضد طواغيت الأحزاب الكرديّة)، أو خارجه (في الشام وخراسان على وجه الخصوص).

وشيئاً فشيئاً بات التوجّه السائد على الفصائل والجماعات هو الارتباط بأسماء أو شعارات توحي بأنّها فصائل "إسلاميّة" رغم أن معظمها أطلق على قتاله للأمريكيين لقب "مقاومة عراقية" بدلاً من تسميته "جهاداً في سبيل الله"، وباتت هذه الفصائل تمثّل صورة مصغّرة عن الأحزاب الشائعة الانتشار في كل مناطق المسلمين الأخرى، فالإخوان بشقّيهم (الدولي والعراقي) وجدوا لأنفسهم تيّاراً من الفصائل يقاتل الأمريكيين تحت رايتهم، وينطقون باسمه، طالبين بذلك التمثيل السياسي لأهل السنّة في لعبة الديموقراطيّة الأمريكيّة وتقاسم الحكم مع الرافضة وعلمانيّي الأحزاب الكرديّة، والسروريّة (بوصفهم نسخة معدّلة من الإخوان) تمكّنوا بعد تحصيلهم للدعم من بعض الشخصيّات والجمعيات في جزيرة العرب من حشد كمٍّ كبير من المجاميع تحت جناحهم، يقاتلون باسمهم لقاء الدعم والتمويل، وإن كان تيّارهم مقسّماً بارتباط كل قسم بأحد الشخصيّات التي تحصّلت على الشهرة قبل الاحتلال أو بعده، كما استطاع الصوفيّون من تجميع أنفسهم نوعاً ما وارتبطوا بزعماء طرقهم أو بقيادات من حزب البعث.

وقد تمكن المجاهدون القدماء أيضاً من تجميع صفوفهم نوعاً ما، مرتبطين بالمجاهدين في ساحات أخرى وعلى رأسها آنذاك خراسان وجزيرة العرب، حاشدين إليهم المهاجرين على وجه الخصوص، بالإضافة إلى كمٍّ من الأنصار الذين دُعوا إلى الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا.

لقد كانت هذه الأحزاب والتجمّعات نتاج أسباب عديدة منها الاختلاف العقائدي والفكري، والنزعات الوطنيّة والعشائريّة، وحب الإمارة وتقديس الزعماء، والتدخّلات الخارجيّة التي تشرف عليها - ولا شك - أجهزة مخابرات الطواغيت في دول الجوار، بالإضافة لاختلاف الغايات والرؤى حول مستقبل الجهاد في العراق وما يراد منه.

مقتطف من مقال:
معركة الجماعة والفصائل (2) - صحيفة النبأ - العدد 3
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل (2) • التجميع والتحزّب كما في كلّ التجمّعات البشريّة، فإن التجمّعات ...

معركة الجماعة والفصائل (2)

• التجميع والتحزّب

كما في كلّ التجمّعات البشريّة، فإن التجمّعات المقاتلة في العراق التي كانت أكثر قابلية للبقاء، هي الأقوى فكراً وعقيدةً، والأفضل تنظيماً، والأكثر إمداداً بالموارد، والأقدر على اغتنام الفرص وتجنب الكوارث، ولكن في جانب الجه،اد في سبيل الله تبقى القاعدة الأساسيّة في البقاء والانتصار هي قوله تعالى (والعاقبة للمتّقين).

وعلى أساس القواعد البشريّة السابق ذكرها، بدأت عملية الاصطفاء للفصائل والأحزاب، حيث بدأت المجاميع الصغيرة تذوب في تجمّعات أكبر على أسس عشائريّة (في المناطق الريفيّة خاصّة)، أو مناطقيّة كالأحياء والمجمّعات السكنيّة (في المناطق الحضريّة عموماً)، أو على أسس دينيّة (الاجتماع حول أحد المشاهير من الدعاة والخطباء وأئمة المساجد بل وحتى أصحاب الطرق والزوايا الصوفيّة)،أو على أسس حزبيّة، ولو كان هذا الجانب ضيّقاً بحكم ضعف الوجود الحزبي في فترة حكم (صدّام)، كما نشأت في الوقت نفسه تجمّعات على أساس جهادي حقيقي قادها في الغالب شباب لهم تجارب جهاديّة سابقة سواء في العراق (ضد الطاغوت صدّام حسين، أو ضد طواغيت الأحزاب الكرديّة)، أو خارجه (في الشام وخراسان على وجه الخصوص).

وشيئاً فشيئاً بات التوجّه السائد على الفصائل والجماعات هو الارتباط بأسماء أو شعارات توحي بأنّها فصائل "إسلاميّة" رغم أن معظمها أطلق على قتاله للأمريكيين لقب "مقاومة عراقية" بدلاً من تسميته "جهاداً في سبيل الله"، وباتت هذه الفصائل تمثّل صورة مصغّرة عن الأحزاب الشائعة الانتشار في كل مناطق المسلمين الأخرى، فالإخوان بشقّيهم (الدولي والعراقي) وجدوا لأنفسهم تيّاراً من الفصائل يقاتل الأمريكيين تحت رايتهم، وينطقون باسمه، طالبين بذلك التمثيل السياسي لأهل السنّة في لعبة الديموقراطيّة الأمريكيّة وتقاسم الحكم مع الرافضة وعلمانيّي الأحزاب الكرديّة، والسروريّة (بوصفهم نسخة معدّلة من الإخوان) تمكّنوا بعد تحصيلهم للدعم من بعض الشخصيّات والجمعيات في جزيرة العرب من حشد كمٍّ كبير من المجاميع تحت جناحهم، يقاتلون باسمهم لقاء الدعم والتمويل، وإن كان تيّارهم مقسّماً بارتباط كل قسم بأحد الشخصيّات التي تحصّلت على الشهرة قبل الاحتلال أو بعده، كما استطاع الصوفيّون من تجميع أنفسهم نوعاً ما وارتبطوا بزعماء طرقهم أو بقيادات من حزب البعث.

وقد تمكن المجاهدون القدماء أيضاً من تجميع صفوفهم نوعاً ما، مرتبطين بالمجاهدين في ساحات أخرى وعلى رأسها آنذاك خراسان وجزيرة العرب، حاشدين إليهم المهاجرين على وجه الخصوص، بالإضافة إلى كمٍّ من الأنصار الذين دُعوا إلى الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا.

لقد كانت هذه الأحزاب والتجمّعات نتاج أسباب عديدة منها الاختلاف العقائدي والفكري، والنزعات الوطنيّة والعشائريّة، وحب الإمارة وتقديس الزعماء، والتدخّلات الخارجيّة التي تشرف عليها - ولا شك - أجهزة مخابرات الطواغيت في دول الجوار، بالإضافة لاختلاف الغايات والرؤى حول مستقبل الجهاد في العراق وما يراد منه.

مقتطف من مقال:
معركة الجماعة والفصائل (2) - صحيفة النبأ - العدد 3
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل (2) • انطلقت تجربة الجهاد في العراق مشابهة في كثير من الأوجه لتجربة ...

معركة الجماعة والفصائل (2)

• انطلقت تجربة الجهاد في العراق مشابهة في كثير من الأوجه لتجربة الجهاد في خراسان (أفغانستان) فدخول العدو الأجنبي كان المحرّض الرئيسي للتحرّك المضاد الفوري من قبل فئات مختلفة من أهل البلاد للتصدّي لهذا الغازي الغريب وهذا التحرّك أخذ كما في الحالة الأفغانيّة شكل تحرّك غير منظّم أو مؤطّر بأحزاب أو فصائل كبيرة وإنّما على شكل مجاميع صغيرة مبعثرة كلٌ منها بدأ القتال بما وقع بيده من سلاح هو في الغالب من بقايا جيش الطاغوت (صدّام حسين) وكانت هذه المجاميع مشتّتة من حيث العقائد والأفكار والرؤى المستقبليّة لا يجمعها جامع إلا التوحّد على هدف واحد هو قتال العدو الأمريكي وإن اختلفت نظرتهم لهذا العدو بناءً على منطلقات كل مجموعة من المقاتلين إسلاميّة تقاتل كافراً صليبيّاً أو وطنيّة تقاتل مستعمراً يحتل وطنها أو بعثيّة تقاتل لاسترجاع حُكمٍ سُلِب من طاغوتها أو عروبيّة تحملها القيم على قتال المحتل أو حتّى نفعيّة رأت في بعض القتال للعدو فرصة للبروز وتحصيل المكاسب الماليّة والسياسيّة إلى غير ذلك من المآرب والغايات.

وقد وصف الشيخ أبو مصعب الزرقاوي - رحمه الله - هذه المرحلة من العمل وحال المقاتلين للصليبيّين في الساحة العراقيّة بقوله: "أكثرهم قليلو الخبرة والتجربة وخاصّة في العمل الجماعي المنظّم ولا شكّ أن ذلك بسبب نتاج نظام قمعي عسكَرَ البلد ونشر الرعب وبثّ الخوف والوجل ونزع الثقة بين النّاس ولذلك فأكثر المجاميع تعمل منفردة من غير أفق سياسي أو بعد نظر وإعداد لوراثة الأرض نعم الفكرة بدأت تنضج وعلا الهمس الخفيف ليصبح حديثاً صاخباً عن وجوب التجمّع وتوحيد الراية لكن الأمور لا زالت في بواكيرها ونحن بحمد الله نحاول إنضاجها سريعاً" (رسالة من الشيخ أبي مصعب الزرقاوي إلى الشيخ أسامة بن لادن رحمهما الله - 1424 هـ).

مقتطف من مقال:
معركة الجماعة والفصائل (2) - صحيفة النبأ - العدد 3
...المزيد

الرّافضة يهدّدون أمّهم أمريكا • لا يخفى على كل ذي لبٍّ متصفّح للتاريخ تحالف الروافض مع كل غازٍ ...

الرّافضة يهدّدون أمّهم أمريكا

• لا يخفى على كل ذي لبٍّ متصفّح للتاريخ تحالف الروافض مع كل غازٍ لديار المسلمين ولم يشذ روافض العراق عن هذا الأصل مع دخول الغازي الصليبي الأمريكي وحلفائه أرض العراق في محرم 1424 ه بل أفتى كبيرهم السيستاني بحرمة التعرض للأمريكيين مما دعاهم إلى أن يسلموهم حكم العراق وخيراته فبدأوا بنهبها ولم ينتهوا إلى الآن وكان حكمهم كارثة لا تطاق يصدق عليهم قول العربي: أربعة لا يطاقون ذكر منهم وضيعٌ ارتفع.

ولكن أهل السنة ممن لم يرضوا الدنية في دينهم جاهدوا الأمريكيين وحلفاءهم وأذاقوهم الويلات وجعلوا الأرض تحت أقدامهم ناراً حتى أخرجوهم صاغرين وهنا رفع الروافض رأسهم مدّعين بكلِّ صلافة أنهم هم من أخرج الأمريكان بل لم يستحوا من عرض إصدارات المجاهدين التي تبيّن هزائم الصليبيّين على أنها من إنجازات ميليشياتهم المختلفة ومما يزيدك دهشةً وعجباً أنَّ (نوري المالكي) الذي وضع أكاليل الزهر على قبور الصليبيين صار يُنسب إلى حلف يدعى "حلف المقاومة والممانعة" ولا ندري عن أي "مقاومة" يتحدّثون.

ومرّت الأيام وقويت شوكة مجاهدي الدولة الإسلا٫مية حتى دحروا الروافض من نينوى وصلاح الدين وديالى والأنبار وهربوا من مدينة (الموصل) بلباس لا يكاد يغطي عوراتهم وفزع الروافض إلى أسيادهم الصليبيين الذين لم يخذلوهم فشكّلوا الحلف الصليبي لنجدتهم ونجدة خدّامهم الآخرين من مرتدّي "البيشمركة".

وانحاز المجا٫هدون من بعض الأراضي التي سيطروا عليها كمدينة (تكريت) التي لم يستطع الروافض دخولها رغم ضخامة حشودهم إلا تحت غطاء من القصف الشديد لطائرات التحالف الصليبي حيث طلب رئيس وزرائهم ووزير دفاعه رسمياً من الحلف الصليبي التدخّل لإنقاذهم فدخلوا (تكريت) ليفسدوا فيها ثم ادّعوا أن الأمريكيّين ما جاؤوا إلا ليفسدوا "نصرهم".

واستمرّ الصليبيون في دعمهم في مصفاة بيجي والرمادي وغيرها من المناطق ثم يخرج أحد قيادات "الحشد الشعبي" الرافضي المدعو (أبو مهدي المهندس) نائب هيئة الحشد الرافضي ليهدّد ويتوعّد الأمريكان بالسلاح الذي في يده والذي تلقّاه من أمريكا ومن قبل هدّد طواغيت جزيرة العرب متّهماً إيّاهم "بدعم وتأييد الد ولة الإسلا مية".

بل وخرجت قيادات ممّا يسمى "التحالف الوطني" الرافضي يطالبون بالاستغناء عن التحالف الصليبي الغربي الذي تقوده أمريكا والارتباط بالتحالف الصليبي الشرقي الذي تقوده روسيا مدّعين أن الأمريكيين لم يغنوا عنهم شيئا كما في الطلب الذي قدموه لرئيس وزرائهم (حيدر العبادي) ذاكرين فيه أنّ التحالف الدولي بقيادة أمريكا فشل في تحقيق مهامه ولا يمكن التعويل عليه.

فماذا يريد الروافض؟ أحقّاً ينتقدون أسيادهم؟ أم أنّه نوع من الاستفزاز للحلف الأمريكي كي يزيد من دعمه لهم؟ أم أنّها سياسة النفاق التي اعتادها الروافض منذ عهودهم الأولى كل هذا يصدق على الرو٫افض إضافة إلى أنّها نوع من دغدغة مشاعر أتباعهم الذين اعتادوا الصياح بالموت لأمريكا فما عساهم يقولون وهم يسيرون تحت لوائها.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 3
السنة السابعة - السبت 17 محرم 1437 هـ
...المزيد

قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض - إلّا ليعبدون (5) • هذه الاستجابة الفريدة من الصحابة ...

قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض - إلّا ليعبدون (5)

• هذه الاستجابة الفريدة من الصحابة للتحريض على الجهاد، التي بلغت حدّ أن يستبطئ أحدهم المدّة القليلة التي سيقضيها في تناول التمرات، فيعتبرها فترة طويلة تفصله عن الجنّة إن بقي على قيد الحياة حتى يقضيها، وأن يندفع سبعة من المجاهدين في إثر بعضهم، وكلٌ منهم يرى أو يعرف مصرع من استجاب لتحريض النبي عليه الصلاة والسلام قبله، فلا يثنيه ذلك عن أن يقت،ل بعده، وهكذا حتى يهلكوا جميعهم، هذه الاستجابة لم تكن - ولا شك - وليدة اللحظة، بل هي نتيجة الارتباط الدائم في الذهن بين العمل الصالح وجزائه، واليقين بأن أعظم ما يناله المسلم لقاء عمله الصالح هو الجنّة، وأن حياته كلّها ما هي إلّا وسيلة لبلوغ الجنّة، فإن بذلها في أي لحظة من اللحظات وهو يعرف أنّه سينال ما تمنّى فقد حقّق غاية مراده من جهاده.

وعلى هذا المنهج يجب أن تسير الجماعة المسلمة في كل وقت وحين، فتكون الآخرة حاضرة في الخطابين التحريضي والدعوي، فلا يتحول التحريض على الجهاد بخلوه من الترغيب بما عند الله والحرص على التوكل عليه وحصره بالترغيب بالمجد والغنيمة والنكاية بالخصوم إلى ما يشبه الخطابات العاطفية التي يلقيها القادة والزعماء من كل الأمم حتى الجاهلية منها على الأنصار والمقاتلين ليزيدوا من حماستهم للقتال والفتك بالأعداء، ولا يجب أن تخلو دروس التوحيد والفقه من الارتباط بالغاية من تحقيق التوحيد وتصحيح العبادات وهي الجنة التي سيدخل الله فيها من يحقق ذلك.

فطالما أن الجنّة حاضرة في الذهن، والرغبة في الوصول إليها، والخوف من تفويتها أو تفويت درجاتها العليا، دائمة الاتّقاد، وتوفّرت المعرفة بالطريق الصحيح لبلوغها، والعزيمة للسير على هذا الطريق الشاق، فإنّ الفلاح سيكون مرافقاً لهذا السالك، أما إذا اختلّ لديه أيٌّ مما سبق فالانحراف والفشل والتراجع ستكون في الغالب نتائج تلحق به وتعيقه عن إكمال الطريق.

إن الاست،شهادي على سبيل المثال نوع من الجنود فريد، لا يمكن تحصيله أو إنتاجه في أطول المعسكرات وأشقّها وأكثرها تعليماً، ولكن آية واحدة أو حديثاً أو أثراً مما يشوّق إلى الجنّة، ويدفع إلى طلب مرضاة الله، قد تنتج مثل هذا الجندي الفريد، الذي يمثل أسمى النماذج لحرص المجاهد على بلوغ غاية جهاده، واستعجاله ذلك، وطلبه بإلحاح وعزيمة.

إن الجنود الذين يعوَّل عليهم لإقامة دين الله كما أراد الله عزّ وجل لا يمكن إعدادهم إلا بتربية إيمانيّة حقيقيّة، يكون الترغيب بالجنّة والتخويف من النار من أهم أركانها، ويبنى على ذلك ما تبقّى من أسس الدين وأركانه، إذ حتّى توحيد الله لا يمكن بناؤه إلا على هذا الأساس، فالمسلم لا يلتزم طريق التوحيد الشاق، ويترك طرائق الشرك إن لم يكن قائده في ذلك طلب الجنة والاستعاذة من النار.

وليعلم المجاهد أن أعداء الدين قد يحقّقون بعضاً من غاية قتالهم، من استيلاءٍ على الأرض أو تقتيل للمجاهدين أو نهب للخيرات، ولكن ما لا يستطيعون بلوغه ولن يستطيعون بلوغه أبداً هو أن يقفوا حائلاً في طريق الجنّة، وهي غاية كل مجاه٫د في سبيل الله.

فمهما فقد من الأحباب، وغُلب في المعارك، وفاتته الغنائم، وتراجع عن المناطق التي كان يسيطر عليها، فسيبقى مستمسكاً بطريق الجهاد، لأنّه على يقين أنّه طريق الجنّة، التي إن لم ينلها في هذه الأرض، أو هذه المعركة، فلعلّه ينالها في أرض أخرى أو معركة أخرى، فيرفع الله مقامه فيها بما قام به من الصالحات، أو ناله من المصاعب والمشقّات في الفترة بين المعركتين، وأثناء انتقاله بين الأرضين.

مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ – العدد (3)
السنة السابعة - السبت 17 محرم 1437 هـ
...المزيد

قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض - إلّا ليعبدون (5) • إنّ من أكثر الأمور التي تدفع المجاهد ...

قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض - إلّا ليعبدون (5)

• إنّ من أكثر الأمور التي تدفع المجاهد لإخلاص نيّته في جهاده، وتصحيح غايته إلى أن تكون كلمة الله هي العليا، هو التذكير الدائم بالثمرة الوحيدة والغنيمة الكبرى التي يحرص أن لا تفوته في جهاده، ألا وهي الجنّة. وبمقدار انحراف قلب المجاهد عن هذه الغاية، يحدث الانحراف في نفسه وفي سلوكه بل وحتّى في غاية جهاده، لأنّه إن نقص في قلبه حب الجنّة والشوق إليها والحرص على تحصيلها، فلا شكّ أنّه سيملأ مكان هذا الحرص المحمود حرص من نوع آخر؛ هو حرص على الدنيا وزينتها، لذا على المجاهد أن يحرص كل الحرص أن يبقى قلبه متعلّقاً بطلب الجنة، ليبقى متعلقاً بالصراط المستقيم الذي يوصله إليها، فتراه يسأل نفسه عند كل سبيل تعرُض له: أهذه السبيل تؤدّي بي إلى الجنّة؟ فيندم على كل معصية اقترفها، وكل خير فاته بمقدار ما يظنّ أنّهما ستحددان من درجته في الجنّة لعلمه (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) [رواه البخاري]، فطالما أن المجاهد في سبيل الله قد عرض أغلى ما يملكه ليبلغ الجنّة، فإن من الخيبة ألّا يطلب عالي الدرجات ثمناً لأغلى الممتلكات، كما قال الشاعر:

إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ ※ فلا تطمع بما دون النجومِ
فطعم الموت في أمرٍ حقيرٍ ※ كطعم الموت في أمرٍ عظيمِ

وعلى هذا كانت سنّة النبي - صلّى الله عليه وسلم - في تحريض أصحابه على الجهاد والقتال، سواء كان التحريض على الهجوم واقتحام صفوف العدو وطلب النكاية فيهم، أو كان للدعوة إلى الثبات والاستبسال في الدفاع عن الحرمات والذود عن الحياض، ويمكننا أن نضرب على ذلك مثالين من سيرته صلى الله عليه وسلم: الأول في غزوة بدر حيث كانت صيحة التحريض التي أطلقها النبي - عليه الصلاة والسلام - لأصحابه ليبدؤوا هجومهم "قوموا إلى جنّة عرضها السموات والأرض"، فأشعلت في قلوبهم جمرة لم تنطفئ نارها إلّا وهم قتلى، يستبطئون الدقائق التي تفصلهم عن هذه الجنّة، (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا إلى جنّة عرضها السّموات والأرض»، قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنّة عرضها السّماوات والأرض قال «نعم»، قال بخٍ بخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ»، قال لا و الله يا رسول الله إلّا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: «إنّك من أهلها». فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهنّ، ثمّ قال: لئن أنا حييت حتّى آكل تمراتي هذه إنّها لحياة طويلة - قال - فرمى بما كان معه من التّمر، ثمّ قاتلهم حتّى قتل) [رواه مسلم].

والمثال الثاني في غزوة أُحُد، لمّا اشتد الخطب على المسلمين، وبلغت القلوب الحناجر، وكاد المشركون أن تطال أيديهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأراد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أن يحرّض المجاهدين على ردّ الم⇐شركين عنهم، فلم يزد أن ذكرهم بما لهم إن فعلوا ذلك؛ وهو الجنّة، (عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلمّا رهقوه قال: «من يردّهم عنّا وله الجنّة أو هو رفيقي في الجنّة؟»، فتقدّم رجل من الأنصار فقاتل حتّى قتل، ثمّ رهقوه أيضا فقال: «من يردّهم عنّا وله الجنّة أو هو رفيقي في الجنّة؟»، فتقدّم رجل من الأنصار فقاتل حتّى قتل فلم يزل كذلك حتّى قتل السّبعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه: «ما أنصفنا أصحابنا») [رواه مسلم].

هذه الاستجابة الفريدة من الصحابة للتحريض على الجهاد، التي بلغت حدّ أن يستبطئ أحدهم المدّة القليلة التي سيقضيها في تناول التمرات، فيعتبرها فترة طويلة تفصله عن الجنّة إن بقي على قيد الحياة حتى يقضيها، وأن يندفع سبعة من المجاهدين في إثر بعضهم، وكلٌ منهم يرى أو يعرف مصرع من استجاب لتحريض النبي عليه الصلاة والسلام قبله، فلا يثنيه ذلك عن أن يقتل بعده، وهكذا حتى يهلكوا جميعهم، هذه الاستجابة لم تكن - ولا شك - وليدة اللحظة، بل هي نتيجة الارتباط الدائم في الذهن بين العمل الصالح وجزائه، واليقين بأن أعظم ما يناله المسلم لقاء عمله الصالح هو الجنّة، وأن حياته كلّها ما هي إلّا وسيلة لبلوغ الجنّة، فإن بذلها في أي لحظة من اللحظات وهو يعرف أنّه سينال ما تمنّى فقد حقّق غاية مراده من جهاده.

مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ – العدد (3)
السنة السابعة - السبت 17 محرم 1437 هـ
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً