بئس المسار وبئس المصير • ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سُنة إلهية كما تقع بين ...

بئس المسار وبئس المصير

• ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سُنة إلهية كما تقع بين معسكري الحق والباطل؛ فإنها كذلك تقع بين مكونات معسكر الباطل نفسه، لقوله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا }، أي: "نسلط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم"، فما من ظالم إلا سيُبلى بأظلم، وهو كذلك من تدبير الله تعالى ومكره لعباده المؤمنين، ومكره سبحانه بالكافرين { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }، وهذا من بدهيات الشريعة.

ولذلك لا يختلف مسلمان عاقلان في أن اشتعال الصراع بين الرافضة واليهود يصب قطعا في مصلحة المسلمين تماما كأي صراع جاهلي بين الكافرين، ولذلك سيسعى الطرفان الكافران إلى لملمته وتقنينه وتأطيره داخل حدود معينة، لئلا يستفيد منه المسلمون، بل إن في زوال وتراجع المحور الرافضي خير ومصلحة كبيرة للمسلمين، لأن المحور الرافضي بات فتنة لكثير من الفئات المنتسبة للسنة، كالإخوان المرتدين مثلا، فهؤلاء أكثر قوم فتنوا بالثورة الخمينية ومحورها الرافضي حتى صاروا يدافعون ويدفعون عنها، بل لقد كفوا الرافضة كثيرا من فصول الحرب وصاروا بيادق وأذرعا مسلحة للرافضة في المنطقة يحترقون لأجلهم، ويتلقون "المصائد" بدلا عنهم.

- النبأ العدد 462 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

صناعة الطاغوت • الطاغوت الذي أُمرنا باجتنابه والكفر به، يتخذ في كل عصر أشكالا وصورا جديدة ...

صناعة الطاغوت

• الطاغوت الذي أُمرنا باجتنابه والكفر به، يتخذ في كل عصر أشكالا وصورا جديدة للترويج لعبادته المنافية لعبادة الله تعالى، وهذا يحتم على ورثة الأنبياء، اتباع سبيلهم وانتهاج منهجهم في تبيان الطواغيت وتحديثاتهم في كل عصر، وزجر الناس عنها، وبالأخص في عصرنا الذي غدت فيه صناعة الطاغوت الحرفة الرائجة والمهنة الشائعة، بل وصارت بضاعة المضلين من الكبراء الذين استكبروا، ومتاع الضالين من الضعفاء الذين اتبعوا، فقد توسعت هذه الصناعة الإبليسية في عصرنا حتى طغت وبغت ودخلت كل بيت، وزاحمت المسلم في توحيده وعبادته وفطرته وأخلاقه، وغدا صدقا وعدلا أن إيمان العبد لا يستقيم ولا يسلم إلا باجتناب الطاغوت والكفر به

افتتاحية النبأ العدد 457
...المزيد

بئس المسار وبئس المصير • في العمق، فإن استماتة الإخوان المرتدين في الدفاع عن موقف كتائبهم ...

بئس المسار وبئس المصير

• في العمق، فإن استماتة الإخوان المرتدين في الدفاع عن موقف كتائبهم الكربلائية وفصائلهم الإيرانية عائد لسببين، الأول: أن شرائح واسعة من الناس سرّها مقتلة الرافضة المجرمين، وهذا أمر لا تخطئه العين وليس في الشام وحدها، وهو ما جعل أنصار الإخوان المرتدين يشعرون بعزلة تاريخية لم يعيشوها من قبل، إذ انحازوا إلى صف أبتر شاذ مخالف لـ "جمهور الأمة" كما دأبوا على تسميته، والسبب الثاني أنهم ينظرون للمحور الرافضي كآخر جبهة يتسترون فيها خلف شعارات "المقاومة والثورة"، وهي في نظرهم آخر حليف لأفرعهم المتساقطة تباعا من مصر إلى تركيا، فلم يبق إلا فرعهم الغزي الذي ختم مساره بالذوبان في المعسكر الرافضي! وأعلن رسميا وحدة مساره ومصيره مع الرافضة وليس العكس، ولذلك فإيران بالنسبة إليهم هي الحصن والحضن والملاذ الأخير لهم قبل أن يخلعوا مسوك الضأن ويتحالفوا علنا مع الشيطان بصورته السافرة بغير مسوك ولا شعارات.

إن الإخوان المرتدين على مرّ التاريخ كانوا خونة أهل السنة، وفي صف عدوهم، وقد استحقوا هذا الهوان وضربت عليهم الذلة بما اقترفوه من طوام مزمنة بحق العقيدة في مسار جاهلي أوله انحراف، وأوسطه انحراف، وآخره انحراف!، فلقد نقضوا التوحيد من كل باب، وحاربوه في كل ساحة، فمُسخوا أذلاء وعبيدا لا يعز لهم جناب ولا يصح لهم مسار، وصاروا مسبّة العمر ومعرة الدهر! والجماعات بقدر قربهم من مسار الإخوان بقدر ضرب الذلة والمهانة والتيه عليهم.

أما اليهود، فما زال علوهم يتعاظم وكيدهم يتفاقم ولئن ظنوا أنهم قد سلموا وخلت لهم الساحة فقد خابت ظنونهم فإن حربنا مع حلفائهم الصليبيين وجيوش الردة، جزء من الحرب ضدهم، وتهيئة للمعارك الفاصلة بإذن الله معهم، وهم يدركون ذلك جيدا، وما زالت خيبر أخرى تنتظرهم على أيدي أتباع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأحفاد صحابته.

ولئن كنا نرى أن الساحة لم تتهيأ بعد لهذه المنازلة الفاصلة بهذه الحالة المنهجية الهجينة المخالفة لمنهاج النبوة، ولكن نحسب أنّ من حكمة الله تعالى تأخير وصول طلائع المجاهدين الربيين إلى بيت المقدس وفتح جبهة مباشرة سنية خالصة ضد اليهود؛ حتى يقطع الناس تعلقهم بهذه النماذج الجاهلية، ويكفروا بكل هذه الأحزاب والمشارب التي يتحد فيها مسار خونة السنة بمسار ومصير الرافضة الكافرين.

وإلى أن ييسر المولى تعالى أسباب الوصول والالتحام المباشر مع اليهود في حروب على طريق محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحبه لا طريق الخميني وزمرته؛ فإننا نكرر التحريض لمن تيسرت له الأسباب من المجموعات أو المنفردين أن لا يتوانوا في استهداف "الوجود اليهودي" في كل مكان، فاليهود في القرآن كلهم يهود، وقتلهم أينما حلوا خطوة على طريق القدس، كما أن قتال الرافضة ومحاورهم خطوة على طريق القدس التي فتحها عدو الرافضة اللدود عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصلاح الدين مدمر الدولة العبيدية الرافضية.

فيا أحفاد الفاروق وصلاح الدين لقد قدر الله تعالى أن لا يكتمل المسير إلى القدس إلا بقتال الرافضة ومحاورهم، وهذا من تدبير الله تعالى واختبار صدق حملة الراية في عصر الجاهلية الثانية، فهذا طريق الفاتحين الذين دخلوا القدس أول مرة، وهو الطريق ذاته لمن أراد المسير على خطاهم، والله مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.

• المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 462
الخميس 23 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

بئس المسار وبئس المصير • لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة ...

بئس المسار وبئس المصير

• لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة القتلة، بتسليط اليهود عليهم في جولة من جولات الصراع والتدافع داخل المعسكر الجاهلي الشيطاني على طريق جهنم، ولا شك أن في هذا مصلحة لعدوهما المشترك -المسلمين-، ولم يخالف في ذلك إلا مطايا الرافضة من الإخوان المرتدين الذين عطلوا الشرائع وخالفوا السنن وأماتوا الولاء والبراء فارتموا في أحضان إيران كملاذ أخير، وأكدوا قلبا وقالبا على "وحدة المسار والمصير".

ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سُنة إلهية كما تقع بين معسكري الحق والباطل؛ فإنها كذلك تقع بين مكونات معسكر الباطل نفسه، لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}، أي: "نسلّط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم"، فما من ظالم إلا سيُبلى بأظلم، وهو كذلك من تدبير الله تعالى ومكره لعباده المؤمنين، ومكره سبحانه بالكافرين {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وهذا من بدهيات الشريعة.

ولذلك لا يختلف مسلمان عاقلان في أن اشتعال الصراع بين الرافضة واليهود يصب قطعا في مصلحة المسلمين تماما كأي صراع جاهلي بين الكافرين، ولذلك سيسعى الطرفان الكافران إلى لملمته وتقنينه وتأطيره داخل حدود معينة، لئلا يستفيد منه المسلمون، بل إن في زوال وتراجع المحور الرافضي خيرا ومصلحة كبيرة للمسلمين، لأن المحور الرافضي بات فتنة لكثير من الفئات المنتسبة للسنة، كالإخوان المرتدين مثلا، فهؤلاء أكثر قوم فُتنوا بالثورة الخمينية ومحورها الرافضي حتى صاروا يدافعون ويدفعون عنها، بل لقد كفوا الرافضة كثيرا من فصول الحرب وصاروا بيادق وأذرعا مسلحة للرافضة في المنطقة يحترقون لأجلهم، ويتلقون "المصائد" بدلا عنهم.

ولقد كثر الحديث مؤخرا حول فرح أهل الشام بمقتلة الرافضة على أيدي اليهود، فانبرى أتباع الإخوان المرتدين يهمزون ويلمزون مسلمي الشام ويخوّنونهم، ويلمّحون إلى وقوعهم في ناقض موالاة اليهود! في تكفير بالجملة لعامة المسلمين!، ولسان حال هؤلاء المكفّرة بالهوى: إن أنت فرحت بمقتل الرافضة فأنت أقرب إلى صف اليهود وموالاتهم! أما أن تقف في خندق المحور الرافضي الكفري وتتولاه وتواليه وتؤكد على "وحدة مسارك ومصيرك" معه، وتحذر من "فك الارتباط" به، فأنت هكذا تمارس حنكة وحكمة سياسية تؤجر عليها مرتين!!

هذه هي وسطية الإخوان المرتدين، يخيّرون الناس بين "كافر أصلي" كفّروه سياسيا ووطنيا لا تديُّنا، وكافر آخر امتنعوا هم عن تكفيره تبريرا وترقيعا لكتائبهم وحركاتهم، إذ لو أقروا بالأولى؛ للزمهم الإقرار بالثانية؛ وهو ما يهربون منه بأسلمة الرافضة ومحورهم، إنها وسطية بين الباطل والباطل، بين الكفر والكفر، بين الرافضة واليهود، بين قتلة الأنبياء وقاذفي أعراضهم، هذا مذهب الإخوان المرتدين، أما مذهب أهل السنة فهو الكفر بالفريقين والبراءة منهما ومحاربتهما بكل وسيلة، فالرافضة واليهود كفار وكلاهما على طريق جهنم، وجهادهما واجب على المسلمين كل بحسب استطاعته؛ فمن كان أقرب للوصول إلى اليهود فليقاتلهم، ومن كان أقرب للوصول إلى الرافضة فليقاتلهم، ومن جمع الله له شرف قتال الفريقين فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

في العمق، فإن استماتة الإخوان المرتدين في الدفاع عن موقف كتائبهم الكربلائية وفصائلهم الإيرانية عائد لسببين، الأول: أن شرائح واسعة من الناس سرّها مقتلة الرافضة المجرمين، وهذا أمر لا تخطئه العين وليس في الشام وحدها، وهو ما جعل أنصار الإخوان المرتدين يشعرون بعزلة تاريخية لم يعيشوها من قبل، إذ انحازوا إلى صف أبتر شاذ مخالف لـ "جمهور الأمة" كما دأبوا على تسميته، والسبب الثاني أنهم ينظرون للمحور الرافضي كآخر جبهة يتسترون فيها خلف شعارات "المقاومة والثورة"، وهي في نظرهم آخر حليف لأفرعهم المتساقطة تباعا من مصر إلى تركيا، فلم يبق إلا فرعهم الغزي الذي ختم مساره بالذوبان في المعسكر الرافضي! وأعلن رسميا وحدة مساره ومصيره مع الرافضة وليس العكس، ولذلك فإيران بالنسبة إليهم هي الحصن والحضن والملاذ الأخير لهم قبل أن يخلعوا مسوك الضأن ويتحالفوا علنا مع الشيطان بصورته السافرة بغير مسوك ولا شعارات.

إن الإخوان المرتدين على مرّ التاريخ كانوا خونة أهل السنة، وفي صف عدوهم، وقد استحقوا هذا الهوان وضربت عليهم الذلة بما اقترفوه من طوام مزمنة بحق العقيدة في مسار جاهلي أوله انحراف، وأوسطه انحراف، وآخره انحراف!، فلقد نقضوا التوحيد من كل باب، وحاربوه في كل ساحة، فمُسخوا أذلاء وعبيدا لا يعز لهم جناب ولا يصح لهم مسار، وصاروا مسبّة العمر ومعرة الدهر! والجماعات بقدر قربهم من مسار الإخوان بقدر ضرب الذلة والمهانة والتيه عليهم.

• المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 462
الخميس 23 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

صناعة الطاغوت • الطاغوت الذي أُمرنا باجتنابه والكفر به، يتخذ في كل عصر أشكالا وصورا جديدة ...

صناعة الطاغوت

• الطاغوت الذي أُمرنا باجتنابه والكفر به، يتخذ في كل عصر أشكالا وصورا جديدة للترويج لعبادته المنافية لعبادة الله تعالى، وهذا يحتّم على ورثة الأنبياء، اتباعَ سبيلهم وانتهاجَ منهجهم في تبيان الطواغيت وتحديثاتهم في كل عصر، وزجر الناس عنها، وبالأخص في عصرنا الذي غدت فيه صناعة الطاغوت الحرفة الرائجة والمهنة الشائعة، بل وصارت بضاعة المُضلين من الكبراء الذين استكبروا، ومتاع الضالين من الضعفاء الذين اتبعوا، فقد توسعت هذه الصناعة الإبليسية في عصرنا حتى طغت وبغت ودخلت كل بيت، وزاحمت المسلم في توحيده وعبادته وفطرته وأخلاقه، وغدا - صدقا وعدلا - أنّ إيمان العبد لا يستقيم ولا يسلم إلا باجتناب الطاغوت والكفر به.

• صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

بنغلاديش وحكم الشريعة • منهجيا، يوجد فرق كبير وبون شاسع بين الأساليب "الثورية" ومشتقاتها، في ...

بنغلاديش وحكم الشريعة

• منهجيا، يوجد فرق كبير وبون شاسع بين الأساليب "الثورية" ومشتقاتها، في تغيير الواقع، وبين سبيل الجهاد؛ ذلك أن الجهاد يغيّر الواقع من جذوره، ويقتلع الباطل من أصله ويجتثه من عروقه، من أصغر جندي في منظومة الطاغوت إلى رأس الهرم فيه، ولا يداهنه أو يحاصصه أو يلتقي معه في منتصف الطريق!، فيثمر الجهاد تغييرا حقيقيا جوهريا لا صوريا، كما هو حال "الثورات" التي يخرج فيه حكم الطاغوت من الشباك ويدخل من النافذة!، وهذا من بركات وثمار التمسك بالسبيل الرباني والتزام الوحي الإلهي، فالله تعالى أعلم بما يُصلح الخلق، ولو كان غير الجهاد سبيلا لدلنا عليه سبحانه، ولسلكه نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضوان الله عليهم.

إن سبب فشل هذه "الثورات" المتلاحقة في بنغلاديش وغيرها من بلاد المسلمين، يكمن في بطلان المنطلقات التي انطلقوا منها، فالشباب الذي أطاح بزعيمة بنغلاديش وقبلها بزعماء مصر وتونس واليمن وليبيا، لم ينطلقوا من منطلقات شرعية، ولم يخرجوا ضد الحكام لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله، ولم تكن غايتهم تطبيق شريعة الله، ولم تكن وسيلتهم الجهاد في سبيل الله، ذلك أنهم نتاج ضخّ عقدي وإعلامي لنفس منظومة الطاغوت الذي ثاروا ضده، فهم حصاد مر لسنوات من الجاهلية التي روجت للسلمية سبيلا للحل، والديمقراطية غايةً في الحكم، وهي كارثة عقدية كبيرة لم تحلّ بشباب بنغلاديش وحدهم، بل ما زالت تعيث فسادا في كل بلدان المسلمين، رغم كل ما أنتجته وأفرزته من ضياع الدين والدنيا.

ومن أسباب هذه الكارثة في بنغلاديش، تضييع الولاء والبراء عند كثير من المنتسبين للإسلام، إلى الحد الذي ترى البوذيين الذين قتلوا وهجّروا مئات آلاف المسلمين من ميانمار المجاورة، والهندوس الذين بلغ إجرامهم بحق المسلمين الآفاق؛ يعيشون آمنين مطمئنين بين "الغالبية المسلمة" في بنغلاديش! دون أن تراق دماؤهم ويُثأر منهم للمسلمين، وهذا مثال واحد من أمثلة إفساد عقائد المسلمين، الذين يجمعهم -في الأصل- دين واحد، ومن ذلك أيضا، أنك تجد الناس يخرجون في بنغلاديش دعما لأهل غزة وسخطا على اليهود؛ في الوقت الذي يتركون فيه ويوادعون الهندوس الداعمين بقوة لليهود، في تناقض فجّ لا يفسره إلا فساد العقيدة وانحرافها.

هذه الاضطرابات العقدية والمنهجية الخطيرة، لا بد لشباب بنغلاديش أن يسعوا لإصلاحها ويعطوا لذلك الأولوية القصوى في حياتهم، قبل أي تحرك ميداني على الأرض، فيحرصوا على تصحيح العقيدة أولا، ويكفروا بالطاغوت أيا كان عنوانه وصفته، جاهلا كان أم من حملة "الشهادات"، عسكريا أو مدنيا، مدفوعا من الشرق أو مدعوما من الغرب، فكل حكم بغير ما أنزل الله العظيم كفر، وكل حاكم بالقوانين الوضعية أيا كان مصدرها ومرجعها ومشرّعها هو كافر بالله، ثم بعد ذلك، نوصيهم باستغلال كل ثغرة تنتج عن هذه الفوضى للإعداد وجمع السلاح والموارد اللازمة لإحياء فريضة الجهاد على منهاج النبوة، وعدم تضييع الفرصة كما ضيعها غيرهم، فإن دول النظام الجاهلي العالمي لن تدع بلاد البنغال دون طاغوت من ثوبها وعلى شاكلتها في الكفر والظلم، ولن تدع المسلمين يحكمون بشريعة ربهم إلا إن انتزعوا منهم الأرض بالحديد والنار، وذلك لا يكون بغير الجهاد في سبيل الله.

وبالجملة، فالواجب على المسلمين في بنغلاديش وكل مكان، أن يصححوا المسار في مواجهة الحكومات المرتدة، فلا يزهقوا أنفسهم في سبيل تغيير شكل الطاغوت، من عسكري إلى مدني أكاديمي، ومن سارق عديم الخبرة إلى سارق محترف، ومن مدمّر للبلاد ناهب لثرواتها إلى معمر لها وبانٍ لاقتصادها، فلا تعمر الأرض بغير شريعة الرحمن، ولو صارت مروجا وقصورا، فالشريعة هي البداية وبغيرها لا سيادة ولا سعادة، ودونها وفي سبيلها تسفك الدماء، هذا هو ديننا الذي ارتضاه لنا ربنا سبحانه، ومن استبطأ النصر واستعظمه، أو أكبر الثمن واستغلاه فلن يصل لمراده، فالغايات العظيمة لا بد لها من بذلٍ عظيم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.


• المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 461
الخميس 16 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

بنغلاديش وحكم الشريعة • عصفت ببنغلاديش مؤخرا أحداث واضطرابات أسبابها تراكمية قديمة، تجددت وتنامت ...

بنغلاديش وحكم الشريعة

• عصفت ببنغلاديش مؤخرا أحداث واضطرابات أسبابها تراكمية قديمة، تجددت وتنامت شيئا فشيئا إلى أن تمخضت في النهاية عن هروب أو "تهريب" حاكمتها إلى الهند على متن مروحية عسكرية، فيما دخلت البلاد مرحلة من "التداول السياسي" من طاغوت لآخر، في مشهد قارنه الكثيرون بما جرى قبل سنوات في بلدان عربية سقط فيها الحاكم دون الحكم، وهي مقارنة لا تبعد كثيرا عن الواقع من حيث الأسباب والوسائل والنتائج.

من ناحية تاريخية، لا تختلف بلاد البنغال كثيرا عن حال بلدان المنطقة من حيث تسلسل أحداث الحكم، فقد استولى البريطانيون الصليبيون على البلاد، ثم تركوها فريسة لصراعات طواغيت باكستان والهند، لتعيش البلاد انقساما مزمنا سيئا أعقبه "استقلال مزعوم" أسوأ، بعد معارك دامية تأتي في سياقها الطبيعي حين يُنازع الطواغيت في حكمهم، ثم استمرت انقلابات ودسائس "المستقلين" على بعضهم حتى رست مراكب الحكم لـ "رئيسة الوزراء" الأخيرة التي ولّت هاربة إلى مشغّليها في الهند، إلا أن القاسم المشترك بين هذه الحكومات المتصارعة على مدار مئات السنين هو الحكم بغير شريعة الإسلام في بلد يوصف بأن غالبيته مسلمة!

من حيث الأسباب والغايات، لم تكن غاية خروج الطلاب والناس إلى شوارع بنغلاديش هو المطالبة بتحكيم الشريعة، بل كان الخروج للمطالبة بتنفيذ "إصلاحات" في نظام الحكم لا تخرجه عن كونه نظاما كفريا، لكنها تحقق لـ "الثائرين" مكاسب دنيوية لا أكثر من قبيل "التوزيع العادل للوظائف"، وفي سبيل هذه الغاية أتلف مئات الشباب أنفسهم وصاروا وقودا لـ "معركة الديمقراطية" و "الوطنية" البائسة التي ما زالت فصولها مستمرة حتى اليوم.

وهو الأمر ذاته الذي جرى في بعض الدول العربية، حين ثار الناس على الأنظمة الطاغوتية المرتدة، في "ثورات" لم تكن على بصيرة من أمرها ولم تسلك سبيل ربها، فانتهت بإبدال طواغيت بطواغيت آخرين أشد فتكا وكفرا، فالمشهد في بنغلاديش يعيد ما جرى في تلك البلدان، حين أسقطوا الطاغوت وأبقوا حكمه وأعوانه ونظامه العميق المتغلغل في كل نواحي الحياة، فهم في الواقع لم يزيدوا على تغيير الرأس برأس آخر، يختلف شكلا لا مضمونا، لتبقى منظومة الطاغوت الكفرية مهيمنة على بلاد المسلمين.

منهجيا، يوجد فرق كبير وبون شاسع بين الأساليب "الثورية" ومشتقاتها، في تغيير الواقع، وبين سبيل الجهاد؛ ذلك أن الجهاد يغيّر الواقع من جذوره، ويقتلع الباطل من أصله ويجتثه من عروقه، من أصغر جندي في منظومة الطاغوت إلى رأس الهرم فيه، ولا يداهنه أو يحاصصه أو يلتقي معه في منتصف الطريق!، فيثمر الجهاد تغييرا حقيقيا جوهريا لا صوريا، كما هو حال "الثورات" التي يخرج فيه حكم الطاغوت من الشباك ويدخل من النافذة!، وهذا من بركات وثمار التمسك بالسبيل الرباني والتزام الوحي الإلهي، فالله تعالى أعلم بما يُصلح الخلق، ولو كان غير الجهاد سبيلا لدلنا عليه سبحانه، ولسلكه نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضوان الله عليهم.

إن سبب فشل هذه "الثورات" المتلاحقة في بنغلاديش وغيرها من بلاد المسلمين، يكمن في بطلان المنطلقات التي انطلقوا منها، فالشباب الذي أطاح بزعيمة بنغلاديش وقبلها بزعماء مصر وتونس واليمن وليبيا، لم ينطلقوا من منطلقات شرعية، ولم يخرجوا ضد الحكام لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله، ولم تكن غايتهم تطبيق شريعة الله، ولم تكن وسيلتهم الجهاد في سبيل الله، ذلك أنهم نتاج ضخّ عقدي وإعلامي لنفس منظومة الطاغوت الذي ثاروا ضده، فهم حصاد مر لسنوات من الجاهلية التي روجت للسلمية سبيلا للحل، والديمقراطية غايةً في الحكم، وهي كارثة عقدية كبيرة لم تحلّ بشباب بنغلاديش وحدهم، بل ما زالت تعيث فسادا في كل بلدان المسلمين، رغم كل ما أنتجته وأفرزته من ضياع الدين والدنيا.

ومن أسباب هذه الكارثة في بنغلاديش، تضييع الولاء والبراء عند كثير من المنتسبين للإسلام، إلى الحد الذي ترى البوذيين الذين قتلوا وهجّروا مئات آلاف المسلمين من ميانمار المجاورة، والهندوس الذين بلغ إجرامهم بحق المسلمين الآفاق؛ يعيشون آمنين مطمئنين بين "الغالبية المسلمة" في بنغلاديش! دون أن تراق دماؤهم ويُثأر منهم للمسلمين، وهذا مثال واحد من أمثلة إفساد عقائد المسلمين، الذين يجمعهم -في الأصل- دين واحد، ومن ذلك أيضا، أنك تجد الناس يخرجون في بنغلاديش دعما لأهل غزة وسخطا على اليهود؛ في الوقت الذي يتركون فيه ويوادعون الهندوس الداعمين بقوة لليهود، في تناقض فجّ لا يفسره إلا فساد العقيدة وانحرافها.

• المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 461
الخميس 16 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

الصراع اليهودي الرافضي • لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة ...

الصراع اليهودي الرافضي

• لقد كفى الله المؤمنين شرور طغمة كبيرة من قادة الرافضة الكفرة الفجرة القتلة، بتسليط اليهود عليهم في جولة من جولات الصراع والتدافع داخل المعسكر الجاهلي الشيطاني على طريق جهنم ولا شك أن في هذا مصلحة لعدوهما المشترك المسلمين، ولم يخالف في ذلك إلا مطايا الرافضة من الإخوان المرتدين الذين عطلوا الشرائع وخالفوا السنن وأماتوا الولاء والبراء فارتموا في أحضان إيران كملاذ أخير، وأكدوا قلبا وقالبا على "وحدة المسار والمصير". ولقد علمنا من شريعة ربنا سبحانه أن التدافع سنة إلهية كما تقع بين معسكري الحق والباطل؛ فإنها كذلك تقع بين مكونات معسكر الباطل نفسه، لقوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}، أي: "نسلّط بعضهم على بعض ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض جزاء على ظلمهم وبغيهم"، فما من ظالم إلا سيبلى بأظلم، كذلك من تدبير الله تعالى ومكره لعباده المؤمنين ومكره سبحانه بالكافرين {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وهذا من بدهيات الشريعة.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد (462)
...المزيد

أعلام من أئمة السنة - الحسن البصري (3) - مولده: ٢٢ هـ - وفاته: ١١٠ هـ • اسمه وكنيته: أبو ...

أعلام من أئمة السنة - الحسن البصري (3)

- مولده: ٢٢ هـ
- وفاته: ١١٠ هـ

• اسمه وكنيته:
أبو سعيد، الحسن بن أبي الحسن البصري، مولى زید بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه.

• مكانته العلمية:
شيخ أهل البصرة. رأى عثمان، وطلحة، والكبار. وروى عن عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وسمرة بن جندب، وأبي بكرة الثقفي، والنعمان بن بشير وجابر، وجندب البجلي، وابن عباس، وعمرو بن تغلب، ومعقل بن يسار، والأسود بن سريع، وأنس، وخلق من الصحابة. وقرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي، وروى عن خلق من التابعين، وروى عنه أئمة من التابعين كابن عون وأيوب السختياتي ويونس بن عبيد وغيرهم. [سير أعلام النبلاء بتصرف يسير]

• دعاء الصحابة له:
قال محمد بن سلام: حدثنا أبو عمرو الشعاب بإسناد له قال: وكانت أم سلمة تخرجه إلى أصحاب رسول الله ﷺ وهو صغير وكانت أمه منقطعة إليها، فكانوا يدعون له، فأخرجته إلى عمر فدعا له وقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس. [أخبار القضاة]

• ثناء الأئمة عليه:
عن أبي بردة، قال: ما رأيت أحدا أشبه بأصحاب محمد ﷺ منه. [سير أعلام النبلاء]
عن خالد بن صفوان، قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال: يا خالد، أخبرني عن حسن أهل البصرة؟ قلت: أصلحك الله، أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه وجليسه في مجلسه، وأعلم من قبلي به: أشبه الناس سريرة بعلانية، وأشبهه قولا بفعل، إن قعد على أمر قام به، وإن قام على أمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، رأيته مستغنياً عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، قال حسبك، كيف يضل قوم هذا فيهم. [حلية الأولياء]

• عبادته:
عن ابن شوذب عن مطر قال: كان الحسن البصري صاحبَ ليلٍ؛ أي: كان يكثر من صلاة الليل. [المعرفة والتاريخ للفسوي]

قال جعفر بن سليمان: كان الحسن من أشد الناس إذا حضر الناس، وكان أجمل الناس، وأروى الناس وأسخى الناس، وأفصح الناس، وكان المُهلّب بن أبي صفرة إذا قاتل المشركين فكان الحسن من الفرسان الذين يقدمون. [المعرفة والتاريخ للفسوي]

• من أقواله:
لا تُجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم. [الطبقات الكبرى لابن سعد]
...المزيد

من أقوال العلماء في الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله - قال الإمام الشافعي: خرجت من بغداد، فما ...

من أقوال العلماء في الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله

- قال الإمام الشافعي:
خرجت من بغداد، فما خلَّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

- قال إبراهيم الحربي:
رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف، يقول ما شاء، ويُمسك ما شاء.

- قال علي بن المديني:
أحمد أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه؛ لأن سعيداً كان له نظراء.
وقال أيضاً: أعز الله الدَّين، بالصِّدِّيق يوم الر-دة، وبأحمدَ يوم المحنة.

- قال عمرو الناقد:
إذا وافَقني أحمد بن حنبل على حديث، لا أبالي مَن خالفني.

- قال يحيى بن معين:
كان في أحمد بن حنبل خصال ما رأيتها في عالم قط، كان محدثًا، وكان حافظًا، وكان عالمًا، وكان ورعًا، وكان زاهدًا، وكَان عاقلًا.

- قال يحيى بن آدم
أحمد بن حنبل إمامنا.

إنفوغرافيك من مطوية الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله)
...المزيد

ماذا يمنع العالم بالحقِّ من اتِّباعه؟! • لماذا لم يؤمن علماء أهل الكتاب بنبيِّنا محمَّد ﷺ؟ لماذا ...

ماذا يمنع العالم بالحقِّ من اتِّباعه؟!

• لماذا لم يؤمن علماء أهل الكتاب بنبيِّنا محمَّد ﷺ؟ لماذا لم يكونوا أوَّل مؤمن به بدل أن يكونوا أوَّل كافر به؟ لماذا حار,بوه وصدَّوا النَّاس عنه، بدلا من أن يناصروه ويحاربوا أعداءه؟

الجواب الشافي عن كلّ تلك التَّساؤلات في كتاب الله عزَّ وجل، بيَّنه الله أحسن بيان، فضحهم الله، وكشف خبايا نفوسهم الخبيثة، وأعمالهم الضَّالة، كما قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: ٥٥] فأكبر أسباب ضلا.لهم

• أولا: ما انطوت عليه نفوسهم، من الكبر الذي توعد الله صاحبه؛ بأن يصرفه عن أن ينتفع ويهتدي بآيات الله، قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: ١٤٦].

• ثانيا: حسدهم لرسول الله ﷺ، لأن الله اجتباه واصطفاه لرسالته، ولم يجعل الرَّسول من بني إسرائيل، قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: ١٠٩].

• ثالثا: عدم الخوف، والرَّهبة من الله تعالى، يدلُّ على ذلك قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: ٤٠].

• رابعا: قسوة قلوبهم، كما أخبر الله عنهم في قوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: ١٦].

• خامسا: نقضهم الميثاق، والعهد الذي أخذه الله عليهم، قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: ١٣].

إذاعة البيان - مقتطف من سلسلة "الطواغيت ومشايخ السوء".
...المزيد

ماذا يمنع العالم بالحقِّ من اتِّباعه؟! • لماذا لم يؤمن علماء أهل الكتاب بنبيِّنا محمَّد ﷺ؟ لماذا ...

ماذا يمنع العالم بالحقِّ من اتِّباعه؟!

• لماذا لم يؤمن علماء أهل الكتاب بنبيِّنا محمَّد ﷺ؟ لماذا لم يكونوا أوَّل مؤمن به بدل أن يكونوا أوَّل كافر به؟ لماذا حار,بوه وصدَّوا النَّاس عنه، بدلا من أن يناصروه ويحاربوا أعداءه؟

الجواب الشافي عن كلّ تلك التَّساؤلات في كتاب الله عزَّ وجل، بيَّنه الله أحسن بيان، فضحهم الله، وكشف خبايا نفوسهم الخبيثة، وأعمالهم الضَّالة، كما قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: ٥٥] فأكبر أسباب ضلا.لهم

• أولا: ما انطوت عليه نفوسهم، من الكبر الذي توعد الله صاحبه؛ بأن يصرفه عن أن ينتفع ويهتدي بآيات الله، قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: ١٤٦].

• ثانيا: حسدهم لرسول الله ﷺ، لأن الله اجتباه واصطفاه لرسالته، ولم يجعل الرَّسول من بني إسرائيل، قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: ١٠٩].

• ثالثا: عدم الخوف، والرَّهبة من الله تعالى، يدلُّ على ذلك قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: ٤٠].

• رابعا: قسوة قلوبهم، كما أخبر الله عنهم في قوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: ١٦].

• خامسا: نقضهم الميثاق، والعهد الذي أخذه الله عليهم، قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: ١٣].

إذاعة البيان - مقتطف من سلسلة "الطواغيت ومشايخ السوء".
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً