هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة - انقسام العالم إلى فسطاطين: • إن نظام الخلافة يعني تقسيم ...

هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة

- انقسام العالم إلى فسطاطين:

• إن نظام الخلافة يعني تقسيم العالم إلى أمتين ودارين، أمة الإسلام التي هي جماعة المسلمين، وتعيش في دار الإسلام، وأمة الكفر بمللها المختلفة وتعيش في دار الكفر والحرب، ودولة الخلافة تمثل اليوم الإطار الجامع للمسلمين في العالم، كون هذا النظام موضوعًا لتوحيد المسلمين، وإدارة معركتهم مع أمم الكفر المختلفة، فيما يحاول الكفار أن يجعلوا من (الأمم المتحدة) إطارًا يجمعهم ويوحدهم لقتالها، فيما تعجز هي بطبيعتها العرجاء عن القيام بهذه المهمة، نظرا لأن تصميمها منذ الأساس لم يكن لتحقيق هذه الغاية، وإنما لإدارة التنازع والصراع للسيطرة على العالم بين أمم الكفر المختلفة، وباستمرار المعركة بين الفسطاطين، يزداد المسلمون توحدا في إطار الخلافة، وتزداد أمم الكفر والشرك تنازعا وتفرقا في إطار (الأمم المتحدة)، حتى يصلوا إلى المرحلة التي يجدون أنفسهم مضطرين إلى إلحاقها بـ (عصبة الأمم).

فإننا نشاهد اليوم وفي جزء من ساحة المعركة بين الدولة الإسلامية وأمم الكفر، في العراق والشام، أن كل مجموعة من أعضاء مجلس الأمن قد انضمت إلى تحالف ضد الدولة الإسلامية، وهو في حقيقته تابع لأحد القطبين المتصارعين؛ الولايات المتحدة وروسيا، وكلٌ من الحلفين لا علاقة له بالأمم المتحدة، وإنما نشأ بقرارات فردية اتخذتها كل من الدولتين واستجاب لها حلفاؤها، وهذان الحلفان متنازعان فيما بينهما، بل هما متحاربان، بل كل منهما يتهم الآخر بأنه يقوم بإفساد جهوده في هزيمة الدولة الإسلامية، ويتهمه بالعجز، وسوء إدارة الحرب. رغبة منها بالظهور بمظهر القائد لدول العالم في المعركة ضد الدولة الإسلامية، فيما تقف (الأمم المتحدة) منهما موقف المتفرج، وأكثر ما يمكنها تقديمه أن تطالب الدول الأعضاء بمزيد من العمل على حرب الدولة الإسلامية.

وباستمرار الحرب التي تشنها الدولة الإسلامية ضد ملل الكفر كلها سيزداد انخراط هذه الأمم في الحرب ضدها، وسيدفعها الأمر للدخول في أحد الحلفين الموجودين حاليا، وبالتالي زيادة الاستقطاب الدولي، أو تشكيل أحلاف جديدة تقودها الدول الصاعدة التي لا ترغب أن تكون تبعا لأحد القطبين، ما يعني مزيدا من التشتت والابتعاد عن التوحد، في الوقت الذي تزيد الدولة الإسلامية من تجميع المسلمين في صف واحد، لمعركة واحدة ضد الشرك وأممه ودوله وأحلافه وهيئاته.

- الدولة الإسلامية والأحلاف المتصارعة:

إن أمم الكفر المتنازعة لا يمكن لأي منها أن تتحمل تكاليف الحرب على الدولة الإسلامية بمفردها، دون أن تتوقع تراجعا في اقتصادها وقوتها، وإضعافا لها أمام أمم الكفر الأخرى، وفي نفس الوقت لا تريد الأمم المتجبرة منها التي تسمي أنفسها (عظمى) أو (كبرى) أن تكون تبعا لأمم أخرى، لأن هذا الأمر سيفقدها تلك الصفات التي تريد إسباغها على نفسها، وفي الوقت نفسه فإن (الأمم المتحدة) بشكلها الحالي عاجزة عن تشكيل قوة موحدة توزع فيها تكاليف المعركة على أعضائها، بسبب الخلاف الذي سيحصل بين الدول المتجبرة على قيادة هذه القوة، وتشكيك كل منها بنوايا أعدائه في كل ما يطرحه من مشاريع بخصوصها، هذا عدا عن الخلاف عن مدى سلطة هذه القوة على جيوش الدول الأعضاء من حيث توجيه عملياتها ضد الدولة الإسلامية، وحول تمويلها، وما يقع على كل دولة من الدول الأعضاء من أعباء بخصوصها، وبالمحصلة البقاء على حالة الأحلاف المتصارعة، وبالتالي المزيد من الضغط المطبق على الدول للانضمام إلى هذا الحلف أو ذاك، وسيبقى حال فسطاط الكفر على هذا إلى آخر الزمان، حتى تصل جموعهم لقتال المسلمين في (دابق) تحت اثنتي عشر غاية أو راية، لا تحت غاية واحدة وراية واحدة، فيما يكون جيش المسلمين تحت راية واحدة، وإمام واحد.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ

مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
...المزيد

أهم نواقض الإسلام التي وقعت فيها حركة حماس 1 - الإيمان بالديمقراطية دينًا ومنهجا قال الله ...

أهم نواقض الإسلام التي وقعت فيها حركة حماس

1 - الإيمان بالديمقراطية دينًا ومنهجا
قال الله تعالى: ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ [آل عمران: 85]

2 - التحاكم للتشريعات الطاغوتية الدولية والمحلية التي تناقض شريعة الله سبحانه
قال الله تعالى: ﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ﴾ [ النساء: 60]

3 - المشاركة في كتابة التشريعات الكفرية أو التعديل عليها في البرلمان الشركي
قال الله تعالى: ﴿ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ﴾ [ النحل: 116]

4 - موالاة الطواغيت والمرتدين ومودتهم والتعاون معهم، كحالهم مع طواغيت إيران وغيرهم
قال الله تعالى: ﴿ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ﴾ [النساء 138-139]

5 - التنسيق والاستعانه بالطواغيت وجندهم لقتال الموحدين في ولاية سيناء وغيرها
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
الناقض الثامن: مظاهرة المشركين على المسلمين، والدليل قوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ [ المائدة: 51]

6 - جحود وتعطيل الكثير من نصوص الكتاب والسنة بل والإنكار على من طبقها، كضرب الجزية وقتال الكفار
قال الله تعالى: ﴿ وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ﴾ [ العنكبوت: 47]

7 - أسلمة الرافضة وتصحيح دينهم والتقارب معهم
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفر".
...المزيد

سؤال المخلوقين في ثلاث مفاسد: • مفسدة الافتقار إلى غير الله وهي نوع من الشرك، ومفسدة إيذاء ...

سؤال المخلوقين في ثلاث مفاسد:

• مفسدة الافتقار إلى غير الله وهي نوع من الشرك، ومفسدة إيذاء المسؤول وهي نوع من ظلم الخلق، وفيه ذل لغير الله وهو ظلم للنفس، فهو مشتمل على أنواع الظلم الثلاثة.

- شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى) ...المزيد

انظر عمّن تأخذ دينك ابتُلي الناس اليوم بكثرة مصادر التلقي خلافا للقرون المفضلة التي نهلت من منهل ...

انظر عمّن تأخذ دينك

ابتُلي الناس اليوم بكثرة مصادر التلقي خلافا للقرون المفضلة التي نهلت من منهل صاف واحد أوحد هو الكتاب والسنة؛ فاتّبعوا سبيل ربهم ولم يتبعوا السبل، فصحّت عقيدتهم وصفَت رايتهم ورُصّت صفوفهم، فعزّوا وسادوا.

أما اليوم فما يحدث هو العكس تماما، فقد تعددت وتبدلت وتكدّرت مصادر التلقي، وزاحم الكتابَ والسنةَ مصادرُ أخرى جاهلية وبدعية، فنطق الرويبضة وأفتى أنصاف العلماء وأصفار الدعاة وتصدّر المشهد الهواة وأرباب الهوى وأصحاب البدع وعبدة الطواغيت، فضلوا وأضلوا فضاعت العقيدة وتفرقت الصفوف وعُطل الولاء والبراء فصار الصديق عدوا والعدو صديقا.

ومما فاقم المشكلة وزاد المنهل كدرا، فقهاء العنكبوتية العاكفون على شبكات التباعد والتفكك الاجتماعي، تلك الفتنة التي ربت مساوئها على محاسنها، وطغت مفاسدها على مصالحها، واقتحمت كل حصن ولطمت كل وجه ولم ينجُ منها إلا من عصمه الله تعالى.

وتزداد خطورة فقهاء العنكبوتية في النوازل والمحن التي تعصف بالأمة، في ظل حيازة كل فرد من أفرادها على "هاتف غبي" يمكنه من الغوص في بحار التيه التي أغرقت الناس وفتنتهم في دينهم!، فيُبحر أحدهم في عباب طوفان العنكبوتية بغير هاد ولا مركب، فلا يعود -إن عاد- إلا جثة هامدة أو في الرمق الأخير، أو على أقل حال مبتلى بما خاضه مما ليس يدركه.

ولذلك أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف وإرجاء وتمييع وترقيع، بفتاوى تقتل الولاء والبراء! وتساوي بين المسلم والمرتد! وتردم الهوة بين السنة والبدعة! فتاوى يسترونها بأقيسة عقلية حزبية لا دليل يستقيم لها؛ فدليلهم غائب، وإنْ حضر فهو في غير محله، وإنْ كان في محله أوردوه بفهم لا يستقيم يخالف فهم السلف.

وقد شدّد السلف في هذا الباب وحذّروا من أخذ الدين عن غير مصادره الأصيلة، فنقل الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قوله: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"، وقال الإمام ابن أبي حاتم: "دينك، دينك، إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا"، ولا شك أن زماننا أولى بهذه النصيحة من زمانهم، وقد فشا بيننا الفوضى المنهجية، والورود على موارد الفتن ودعاة الضلالة ومشايخ الهوى، الذين استطار شرهم وزادوا الناس تشتُّتا وتشعُّبا.

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال، ما هو السبيل لمعرفة الحق من الباطل في هذا الزمان الذي اختلط فيه الصحيح بالسقيم والغث بالسمين؟، قلنا: بداية على المسلم أن يوقن بأن الدين كمل وتم لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وأن النبي محمدا -صلى الله عليه وسلم- لم يفارق الدنيا إلا بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على البيضاء، نقية واضحة لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال، وبالتالي فإن المسلم الصادق في طلب الحق، يتضح له الحق برجوعه إلى نصوص الشريعة في الكتاب والسنة، أو برجوعه إلى العالمين العاملين بالشريعة فيوضحون له ما جهل من الحق بفهم السلف.

وإن من صفات العلماء العاملين الذين يؤخذ عنهم: تقديم شرع الله تعالى على ما سواه من الأفكار والآراء، كما قال ابن تيمية -رحمه الله-: "هم أهل الكتاب والسنة؛ لأنهم يؤثِرون كلامَ الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدِّمون هدْي محمد على هدي كلِّ أحد". [مجموع الفتاوى]

ومن أخص صفاتهم: خشية الله تعالى لقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فقد يعلم العالم العلم الصحيح لكنه يمتنع عن الصدع به أو امتثاله هوى وتقديما لمحابّ النفس أو الحزب على محاب الله.

أما دعاة العنكبوتية فمن أبرز مثالبهم: الدعوة إلى أحزابهم لا إلى الله تعالى!، والانتصار لأنفسهم لا للحق! قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فيه الإخلاصُ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس إنما يدعو إلى نفسه، ولا يدعو إلى الله عز وجل!"، وفي قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} قال الإمام الطبري: "يعني إلى الإسلام وشرائعه"، ودعاة الضلالة اليوم يدعون إلى شرائع حركاتهم وأحزابهم وحكوماتهم! وينتصرون لها ويصححون مساراتها ولو خالفت الشريعة من ألف وجه.

وقد دلت السنة النبوية على كثرة شيوع فقهاء الضلالة والبدعة في آخر الزمان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [رواه مسلم]

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

انظر عمّن تأخذ دينك وقد يتبادر إلى الذهن سؤال، ما هو السبيل لمعرفة الحق من الباطل في هذا الزمان ...

انظر عمّن تأخذ دينك

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال، ما هو السبيل لمعرفة الحق من الباطل في هذا الزمان الذي اختلط فيه الصحيح بالسقيم والغث بالسمين؟، قلنا: بداية على المسلم أن يوقن بأن الدين كمل وتم لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وأن النبي محمدا -صلى الله عليه وسلم- لم يفارق الدنيا إلا بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على البيضاء، نقية واضحة لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال، وبالتالي فإن المسلم الصادق في طلب الحق، يتضح له الحق برجوعه إلى نصوص الشريعة في الكتاب والسنة، أو برجوعه إلى العالمين العاملين بالشريعة فيوضحون له ما جهل من الحق بفهم السلف.

وإن من صفات العلماء العاملين الذين يؤخذ عنهم: تقديم شرع الله تعالى على ما سواه من الأفكار والآراء، كما قال ابن تيمية -رحمه الله-: "هم أهل الكتاب والسنة؛ لأنهم يؤثِرون كلامَ الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدِّمون هدْي محمد على هدي كلِّ أحد". [مجموع الفتاوى]

ومن أخص صفاتهم: خشية الله تعالى لقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فقد يعلم العالم العلم الصحيح لكنه يمتنع عن الصدع به أو امتثاله هوى وتقديما لمحابّ النفس أو الحزب على محاب الله.

أما دعاة العنكبوتية فمن أبرز مثالبهم: الدعوة إلى أحزابهم لا إلى الله تعالى!، والانتصار لأنفسهم لا للحق! قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فيه الإخلاصُ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس إنما يدعو إلى نفسه، ولا يدعو إلى الله عز وجل!"، وفي قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} قال الإمام الطبري: "يعني إلى الإسلام وشرائعه"، ودعاة الضلالة اليوم يدعون إلى شرائع حركاتهم وأحزابهم وحكوماتهم! وينتصرون لها ويصححون مساراتها ولو خالفت الشريعة من ألف وجه.

وقد دلت السنة النبوية على كثرة شيوع فقهاء الضلالة والبدعة في آخر الزمان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [رواه مسلم]

وقد لبّس الشيطان على كثير من شباب المسلمين في الورود على موارد الفتن والأخذ عن فقهاء البدعة، ممن تصدروا العنكبوتية، بحجة البحث عن الحكمة التي هي ضالة المؤمن، ونسوا أن الحكمة كل الحكمة في إغلاق أبواب الشيطان على النفس وهجر مجالس ومنصات أهل البدع، وقد أوتي هؤلاء من هذا الباب كثيرا، فقلّما غاص أحدهم في أوحال فقهاء الضلالة وواقع مواقعهم، وخرج سالما.

ولعل من أسباب الاختلاف والفرقة اليوم التشريق والتغريب والصعود والهبوط مع فقهاء العنكبوتية ومصادرها المكدرة المحرفة، فكلما توحدت وصفَت مصادر التلقي؛ توحدت الصفوف وصفَت، بينما يؤدي التقلب مع هؤلاء يمنة ويسرة إلى الاضطراب المنهجي الذي يطغى على المشهد اليوم خصوصا في أبواب العقيدة وفي القلب منها الولاء والبراء.

وحري بالمسلم الفطن أن لا يجعل دينه وعقيدته عرضة للتقلب والتبدّل، بكثرة خوضه في مواطن الخصومات والخلافات التي لا تنتهي، فليس من واجب المسلم أن يدلي بدلوه في كل واد، ولا أن يبدي رأيه في كل حدث، فهذا فوق الوسع والطاقة، خصوصا في زمن الإسفاف والسقوط، وأكثر ما يثار من خلافات سببه الورود على كل صاحب هوى وبدعة من فقهاء الضلالة ودعاة الفتن، وقد ورد عن أئمة السلف كلام صريح في التحذير من هذا المسلك، فنقل الشاطبي عن عمر بن عبد العزيز قوله: "من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل".

وفقهاء العنكبوتية ودعاة الفلسفة اليوم يصوّرون للناس أن نصوص الكتاب والسنة عاجزة قاصرة عن مواكبة النوازل والمحن، ما لم تكملها عقول "حكمائهم" الخارقة وأقيستهم التي تخفى عن العالمين! فيشعرون القارئ أنه لم يبلغ مبلغهم في "العلم السري" و "الفقه الباطني" الذي أحرزوه دون غيرهم، وليس أمام القارئ إلا أن يذعن لهذا الفقه الغائب عن السلف والخلف! زعموا، والحقيقة خلاف ذلك، فإن في الكتاب والسنة بفهم السلف، ما يكفي الأمة في عسرها ويسرها ويزيد.

وهذه همسة لكل مرتاب في زمن الفوضى المنهجية والريبة، أيها التائه الحائر المتهوّك المتذبذب بين الحق والباطل، دونك المنهل الأول بغير غبش ولا كدر، كتاب الله وسنة نبيك، فإن عمي عليك شيء فدونك فهم سلف الأمة في القرون المفضلة الذين كانوا أقرب إلى عهد النبي وألصق به وأصدق وأحرص الناس على امتثال أمره واجتناب نهيه، فانظر عمن تأخذ دينك، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا.


▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

مقتطفات نفيسة (45) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري حفظه الله تعالى • خلقَ اللهُ ...

مقتطفات نفيسة (45) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري حفظه الله تعالى


• خلقَ اللهُ الخلقَ وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين

من أجل غايةٍ واحدةٍ لا تضاهيها غاية، لا تقبل المداهنةَ ولا المساومة، هي عبادتُه وحدَه سبحانه، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}..

ولأجلِ تحقيقِ هذه الغايةِ شرع اللهُ الجهادَ للمؤمنين، وأمرَهم بقتال الكافرين، فقال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، وبذلك صار التوحيدُ غايةً والجهادُ سبيلاً، وتَبعًا لذلك كان الإسلامُ هو كل الحلِ وليس جزءًا من الحل.

فانقسم الناس في ذلك إلى فرق وحركاتٍ وأحزاب بعضُها أراد توحيدا بغير جهاد، وبعضها أراد قتالا بغير توحيد، وبعضها جعل الإسلامَ جزءًا من الحل وخلطَه بالديمقراطيةِ والوطنية والعلمانية، وبعضهم صار يرى الإسلامَ مُشكلةً لا حلا، يتنصلُ منه ويتهربُ من تبعاته، ويجبن حتى عن رفعِ شِعاراته، وقليلٌ من نجا فسلك مسلك التوحيدِ والجهاد كما سلكه خيرُ الأنبياء محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- وصحابتُه الفاتحون -رضوانُ الله عليهم-.


▫ المصدر: صحيفة النبأ - مقتطفات نفيسة (45)
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

مَقَامَاتُ اليَقين • سئل شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رَحمَهُ الله: عن قوله تعالى {حق ...

مَقَامَاتُ اليَقين

• سئل شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رَحمَهُ الله: عن قوله تعالى {حق اليقين} و {عين اليقين} و {علم اليقين} فما معنى كل مقام منها؟ وأي مقام أعلى؟ فأجاب:

للناس في هذه الأسماء مقالات معروفة

▪ علم اليقين
ما علمه بالسماع والخبر والقياس والنظر

▪ عين اليقين
ما شاهده وعاينه بالبصر

▪ حق اليقين
ما باشره ووجده وذاقه وعرفه بالاعتبار

والناس فيما أخبروا به من أمر الآخرة على ثلاث درجات

▪ إحداها:
العلم بذلك؛ لما أخبرتهم الرسل وما قام من الأدلة على وجود ذلك

▪ الثانية: إذا عاينوا ما وعدوا به من الثواب والعقاب والجنة والنار

▪ والثالثة: إذا باشروا ذلك؛ فدخل أهل الجنة الجنة؛ وذاقوا ما كانوا يوعدون، ودخل أهل النار النار وذاقوا ما كانوا يوعدون فَالنَّاسُ فِيمَا يُوجَدُ فِي الْقُلُوبِ وَفِيمَا يُوجَدُ خَارِجَ الْقُلُوبِ عَلَى هَذِهِ الدَّرَجَاتِ الثَّلَاث

- [مجموع الفتاوى] لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-


▫المصدر: إنفوغرافيك النبأ - مَقَامَاتُ اليَقين
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا • إن الهوان والذل الذي أصاب المسلمين سببه هجرهم مصدر عزتهم ...

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِيْنَ آمَنُوا

• إن الهوان والذل الذي أصاب المسلمين سببه هجرهم مصدر عزتهم وهدايتهم، هجرهم كتاب ربهم، ليس هجر قراءته والترنم به وحفظه وتدشين الحلقات لذلك، بل هجر العمل به وتطبيقه هجر اليقين بوعده وما جاء به، هجر نقله من السطور والصدور إلى أرض الواقع، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ﴾، فهو سبحانه لم يقل: هادنوهم! ولم يقل: سالموهم! بل قال: { قَاتِلُوهُم }، وعاتب الله المسلمين كثيرا بقوله: ﴿أَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَكَثوا أَيمانَهُم وَهَمّوا بِإِخراجِ الرَّسولِ وَهُم بَدَءوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخشَونَهُم فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، وساءلهم أكثر من مرة: { وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِینَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاۤءِ وَٱلۡوِلۡدَ ٰ⁠نِ ٱلَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَاۤ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِیࣰّا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِیرًا }

[ إفتتاحية النبأ - 461 ]
...المزيد

فقهاء العنكبوتية • أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف ...

فقهاء العنكبوتية

• أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف وإرجاء وتمييع وترقيع، بفتاوى تقتل الولاء والبراء! وتساوي بين المسلم والمرتد! وتردم الهوة بين السنة والبدعة! فتاوى يسترونها بأقيسة عقلية حزبية لا دليل يستقيم لها؛ فدليلهم غائب، وإنْ حضر فهو في غير محله، وإنْ كان في محله أوردوه بفهم لا يستقيم يخالف فهم السلف.

[ إفتتاحية النبأ - انظر عمّن تأخذ دينك - العدد: 465 ]
...المزيد

فقهاء العنكبوتية • ومما فاقم المشكلة وزاد المنهل كدرا، فقهاء العنكبوتية العاكفون على شبكات ...

فقهاء العنكبوتية

• ومما فاقم المشكلة وزاد المنهل كدرا، فقهاء العنكبوتية العاكفون على شبكات التباعد والتفكك الاجتماعي تلك الفتنة التي ربت مساوئها على محاسنها، وطغت مفاسدها على مصالحها، واقتحمت كل حصن ولطمت كل وجه ولم ينج منها إلا من عصمه الله تعالى.

وتزداد خطورة فقهاء العنكبوتية في النوازل والمحن التي تعصف بالأمة، في ظل حيازة كل فرد من أفرادها على "هاتف غبي" يمكنه من الغوص في بحار التيه التي أغرقت الناس وفتنتهم في دينهم!، فيُجر أحدهم في عباب طوفان العنكبوتية بغير هاد ولا مركب، فلا يعود - إن عاد - إلا جثة هامدة أو في الرمق الأخير، أو على أقل حال مبتلا بما خاضه مما ليس يدركه.

ولذلك أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف وإرجاء وتمييع وترقيع، بفتاوى تقتل الولاء والبراء! وتساوي بين المسلم والمرتد! وتردم الهوة بين السنة والبدعة! فتاوى يسترونها بأقيسة عقلية حزبية لا دليل يستقيم لها؛ فدليلهم غائب، وإنْ حضر فهو في غير محله، وإنْ كان في محله أوردوه بفهم لا يستقيم يخالف فهم السلف.

[ مقتبس من إفتتاحية النبأ - العدد: 465 ]
...المزيد

أهم نواقض حكومات تركيا منذ عام 1364 هـ حتى اليوم (سرد تاريخي لأبرز النواقض التي ارتكبتها ...

أهم نواقض حكومات تركيا منذ عام 1364 هـ حتى اليوم

(سرد تاريخي لأبرز النواقض التي ارتكبتها الحكومات التركية المتعاقبة)

• الانضمام إلى الأمم المتحدة منذ 1364 هـ

ما يعني التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة، بما يحتويه من مواد تكفر بدين الإسلام وتساوي بينه وبين الأديان الوضعيّة، وتحارب الشريعة الإسلامية، وكذلك تعطيل شعيرة الولاء والبراء من خلال المساواة بين أهل الكفر وأهل الإيمان، وتعطيل شريعة الجهاد بإقرار أهل الكفر على ما بيدهم من بلاد يحكمونها بشريعة الطاغوت.

• الانضمام إلى حلف (الناتو) منذ 1371 هـ

وقد شارك الجيش التركي المرتد في العديد من مهام حلف الناتو، وأهمها دوره الحالي في الحرب الصليبية على خراسان التي يقودها حلف الناتو، ويشرف على عمليات الإمداد، وتدريب المرتدين من الجيش الأفغاني العميل للصليبيين، وتولت تركيا الرئاسة الدورية للحلف في بعض الأوقات، وهذا من أوضح صور الولاء للكفار ومعاداة أهل الإسلام.

• تبنّي العلمانية والديموقراطية وشريعة الطاغوت

(دستور 1403 هـ)
في الدستور التركي الذي تخضع له حكومة أردوغان: «الجمهورية التركية دولة ديموقراطية علمانية يحكمها القانون، تأخذ بعين الاعتبار مسألة السلم العام والوحدة الوطنية والعدالة واحترام حقوق الإنسان المتوافقة مع مبادئ أتاتورك القومية».

• الترشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ 1407 هـ

تقدمت الجمهورية التركية بطلب رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما يعني الموافقة على كل معاهدات الاتحاد واتفاقياته، بما فيها من مواد كفريّة وشركيّة مضادة للإسلام والالتزام بتحويل البلاد إلى النمط الأوروبي الطاغوتي بشكل كامل، ما يجعلها مساوية للدول الأوروبية في
الحكم.

• الانضمام إلى التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية منذ 1436 هـ

وقد شاركت الحكومة والجيش التركيان بفعالية في هذه الحلف من خلال:

- فتح القواعد العسكرية لتنطلق منها الطائرات الصليبية لقصف دار الإسلام.
- تقديم المساعدات العسكرية لمرتدي الرافضة والبيشمركة والصحوات.
- قصف مواقع جيش الخلافة بالمدفعية والطيران الحربي لمؤازرة الصحوات.
- اعتقال المهاجرين وتسليمهم إلى الكفار، واعتقال أهل التوحيد في تركيا.

** تم الاقتصار على أهم النواقض التي تقرها
وتلتزم بها حكومة تركيا الحالية.

• المصدر : إنفوغرافيك النبأ - تركيا -
صحيفة النبأ - العدد 14
الثلاثاء 8 ربيع الثاني 1437 هـ
...المزيد

الإخلاص وما يخالفه • الإخلاص هو روح العبادة وهو إفراد الله بالقصد والإرادة في الأعمال والعبادات ...

الإخلاص وما يخالفه

• الإخلاص هو روح العبادة وهو إفراد الله بالقصد والإرادة في الأعمال والعبادات فلا ينظر العبد للخلق ولا يطلب المدح من المخلوقين أو يطلب جاها أو مكانة من عمله وعبادته.

-ثمرات الإخلاص:

1- التوفيق والسداد:
قال تعالى: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } [العنكبوت: 69]

2- سببٌ للنصر والتمكين:
عن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم"
رواه النسائي بسند صحيح وأصله عند البخاري.

3- دخول الجنة:
قال تعالى: { إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ * فَوَاكِهُ ۖ وَهُم مُّكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }الصافات:40-43]

4- قبول العمل:
عن أبي أمامة (رضي الله عنه) قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا شيء له» فأعادها الرجل ثلاث مرات ورسول الله يقول له: «لا شيء له» ثم قال (صلى الله عليه وسلم): «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه» رواه أبو داوود والنسائي وحسنه الحافظ العراقي

5- الحفظ من كيد الشيطان:
قال تعالى: { قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إِلا إلا عبادك منهم المخلصين }الحجر:39-40]

6- السكينة والطمأنينة:
قال تعالى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبهمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فتحاً قريباً }الفتح:18]

7- زوال الشدة:
قال تعالى: { وَإِذَا غَشِيَهُم مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَاهُمْ إِلَى الْبَرْ فَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلِّ خَتَارٍ كَفُور }لقمان:32]

- آفات الإخلاص:
(يناقض الإخلاص ويضاده الرياء والسمعة والعجب فهي مُفسدة للأعمال قاتلة لروحها لتكون جسدا فاسدا بلا روح)

- الرياء:
هو إظهار أو تحسين العبادة أو العمل لقصد رؤية الناس فيحمدوا صاحبها، فيقصد المدح أو المكانة والرغبة أو الرهبة ممن يرائيه

- السمعة:
فهي العمل لأجل سماع الناس (فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة تتعلق بحاسة السمع).

- العجب:
وهو قرين الرياء، وهو أن يعمل المرء عملاً فيعجب بنفسه وبعمله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: "الرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس".

قال ابن القيم رحمه الله؛ العمل بغير إخلاص ولا اقتداء «كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه».
وقال أيضا: "والأعمال أربعة: واحد مقبول، وثلاثة مردودة؛ فالمقبول ما كان الله خالصا وللسنة موافقا؛ والمردود ما فُقد منه الوصفان أو أحدهماً.

عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟» قلنا: بلى يا رسول الله قال: «الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل» رواه ابن ماجة وحسنه الهيثمي.

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رَئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرَ } البقرة:264

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» متفق عليه.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به» متفق عليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم، وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم القي في النار" [رواه مسلم].

• المصدر:إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً