. . . .-وروي أنّ جابر بن عبد الله استأذن على معاوية فلم يؤذن له أياما ثم دخل فمثل بين يديه ...


.
.
.
.-وروي أنّ جابر بن عبد الله استأذن على معاوية فلم يؤذن له أياما ثم دخل فمثل بين يديه فقال: يا معاوية أشهد أني سمعت المبارك صلّى الله عليه وسلم يقول: ما من أمير احتجب عن الفقراء إلّا احتجب الله عنه يوم يفتقر إليه. فغضب معاوية وقال: يا جابر، ألست ذكرت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر الأنصار، سيصيبكم بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض؟ قال: قد سمعت الطيب المبارك صلّى الله عليه وسلم يقوله. قال معاوية: فألّا صبرت؟ قال: إذن والله أصبر كما صبرت حين ضربت أنفك وأنف أبيك حتى دخلتما في الإسلام كارهين؛ ثم انصرف وهو يقول: [من الطويل]
إني لأختار البلاء على الغنى ... وأجزا بالماء القراح عن المحض
وأدّرع الإملاق صبرا وقد أرى ... مكان الغنى أن لو أهين له عرضي
فناشده معاوية أن يأخذ صلته، وبعث في أثره يزيد بن معاوية، فقال: والله لا يجمعني وإياه بلد أبدا. فلما خرج لقي عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن سابط، فقال له ابن عباس: قد بلغني ما كان من ابن آكلة الأكباد، وكهف النفاق، ورأس الأحزاب. هلمّ إليّ أشاطرك مالي كما قاسمتني مالك، ولك نصف داري كما أسكنتني دارك، فقال جابر: ثمّر الله مالك، وبارك لك في دارك، فقد أثبتّ ما أنت أهله، وقال معاوية ما كان يشبهه.
وقال بعض الحكماء: امتحن صبر العباد بالعلّة، وشكرهم بالعافية.
وقال جهم بن مسعدة الفزاري متسلّيا عن انهدامه: [من الرجز]
إني وإن أفنى الزمان نحضي ... وابتزّني بعضي وأبقى بعضي
وأسرعت أيامه في نقضي ... بمجحفات وأمور تمضي
حتى حنت طولي وضمّت عرضي ... وقصّرت رجلاي دون الأرض
وهمّ أهل ثقتي برفض ... ينفع حبّي ويضرّ بغضي
وقال الفرزدق متأسّيا بالشامت: [من الوافر]
إذا ما الدهر جرّ على أناس ... كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
...المزيد

. . . . . -وقال بعض : لست أطلب العلم طمعا في بلوغ غايته والوقوف على نهايته، ولكن التماس ما لا ...

.
.
.
.
.
-وقال بعض : لست أطلب العلم طمعا في بلوغ غايته والوقوف على نهايته، ولكن التماس ما لا يسع جهله.


- قال بعض الحكماء: ليس من جهل الناس بقدر الفضل قصّروا عنه، ولكن من استثقال فرائضه حادوا عن التمسك به، وهم على تبجيل أهله مجمعون؛ وإلى هذا المعنى نظر منصور النمري في قوله: [من البسيط]
الجود أخشن مسّا يا بني مطر ... من أن تبزّكموه كفّ مستلب
ما أعلم الناس أنّ الجود مكسبة ... للحمد لكنه يأتي على النّشب
ونظر المتنبي إلى المعنى فقال: [من البسيط]
لولا المشقة ساد الناس كلّهم ... الجود يفقر والإقدام قتّال
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه: المكر، قال الله تعالى وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
(فاطر: 43) والبغي، قال الله سبحانه يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ (يونس: 23) ومن بغي عليه لينصرنّه الله، والنكث، قال الله عزّ وجلّ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ (الفتح: 10) .
«404» - وقال صلّى الله عليه وسلّم: أعجل الأشياء عقوبة البغي.
«405» وقال صلّى الله عليه وسلّم: ما من ذنب أدنى أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخّر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم.
...المزيد

تجد من هو اولى بالدعاء وارجى للاستجابة كما في قصة الرجل سنورد له اخبارا انشاء الله من قوم موسى ...

تجد من هو اولى بالدعاء وارجى للاستجابة كما في قصة الرجل سنورد له اخبارا انشاء الله من قوم موسى استسقا لهم....
.
.
يا ايها الملك الناءي بزورته.. وجوده لمراعي جوده كثب
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا ... إن السماء ترجّى حين تحتجب
أبو الطيب:
إذا بدا حجبت عينيك هيبته ... وليس يحجبه ستر إذا احتجبا
وله أيضا:
كالشمس في كبد السماء وضوءها ... يغشى البلاد مشارقا ومغاربا
الطائيّ:
قريب الندى نائي المحلّ كأنه ... هلال قريب النور ناء منازله
وقيل:
وكل خفيف الشأن يسعى مشمّرا ... إذا فتح البوّاب بابك إصبعا
ونحن الجلوس الماكثون رزانة ... وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا
بعض الحكماء:
ألا ربّ نصح يغلق الباب دونه ... وغشّ إلى جنب السرير يقرّب
.
.
.
.
.

--قيل لأبي بكر الخوارزميّ وكان شيخا: كم بلغت من السنّ؟ قال: منزلة دقّاقة الرقاب.
قيل لأبي العيناء: كيف أنت؟ قال: في الداء الذي يتمنّاه الناس. يعني الهرم.

قيل: من متّع بكبر بلي بعبر، ومن تأخّر يومه ملّه قومه.

محمد بن عليّ الواسطىّ:
يا ربّ لا تحيني إلى زمن ... أكون فيه كلّا على أحد
خذ بيدي قبل أن أقول لمن ... ألقاه عند القيام خذ بيدي
.
قال رجل لفضل بن مروان: كم سنّك؟ قال: سبعون، ثم سأله بعد سنين فقال: سبعون، فقال: ألم تخبرني منذ عشرين سنة بهذا؟ قال: بلى ولكن أنا رجل ألوف إذا كنت في سنة أقمت فيها عشرين سنة.
.
قيل لرجل: أين شبابك؟ فقال: ذهب به خصال من طال أمده، وكثر ولده، وقلّ عدده، وذهب جلده.
قيل: باليد الفارغة والنفس المستريحة
...المزيد

السلف البطالة حرام الا مضطر .. الحرفة تملك فيها ...

السلف البطالة حرام الا مضطر .. الحرفة تملك فيها
.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

--وقيل:
أيا جيل التصوّف شرّ جيل ... لقد جئتم بأمر مستحيل!
أفي القرآن قال الله فيكم: ... كلوا أكل البهائم وارقصوا لي؟
بعض الصوفية: الرقص نقص. وأول من أحدث اللعب بالرقص: السامريّ ، أحدثه حين أخرج لهم عجلا جسدا له خوار، مع الدفّ والمزمار.
قال بعضهم إذ سئل عن التصوّف: تغيير الشكل لأجل الأكل. نقش بعض الصوفية على خاتمه: أُكُلُها دائِمٌ
. ونقش آخر: آتِنا غَداءَنا .
قيل:
عجبت من شيخ ومن زهده ... يذّكر النار وأهوالها
يكره أن يشرب في فضّة ... ويشرب الفضّة إن نالها
المأمون: أمور الدنيا أربعة: إمارة وتجارة وصناعة وزراعة، فمن لم يكن أحد أهلها كان كلّا على الناس.
بعض الأكابر: قوام الدنيا والدين العلم والكسب، فمن رفضهما فقال: أبتغي الزهد لا العلم، والتوكل لا الكسب، وقع في الجهل والطمع.
بعض الحكماء: بذل الجهد في طلب الحلال، وقلّة الحوائج إلى الناس أفضل العبادة. قيل:
ليس التصوّف أن يلاقيك الفتى ... وعليه من لبس المجوس مرقّع
بطرائق سود وبيض لفّقت ... وكأنه فيه غراب أبقع
.
.
-سهل بن سعد: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عمل الأبرار من الرّجال: الخياطة، وعمل الأبرار من النساء: الغزل» . «وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخيط ثوبه ويخصف نعله، وكان أكثر عمله في بيته الخياطة».
سعيد بن المسيّب: كان لقمان الحكيم خيّاطا.
ابن شوذب: كان إدريس خيّاطا. أنس، عنه صلّى الله عليه وسلّم: «لا تلعنوا الحاكة فإنّ أول من حاك أبي آدم عليه السّلام» . مجاهد، في قوله تعالى: وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ الحوّاكون.
عن بعض الحكماء أنه رأى شخصا يفتخر بعلم الصياغة فقال: إني لأكره علما لا يكون معي ... إذا خلوت به في جوف حمّام
عمر رضي الله عنه: إني لأرى الرجل يعجبني فأقول: هل له حرفة؟ فإن قالوا: لا. سقط من عيني.
مرّ داود عليه السّلام بإسكاف، فقال له: يا هذا، اعمل وكل، فإن الله يحبّ من يعمل ويأكل، ولا يحب من يأكل ولا يعمل. قيل: كسب الحلال والنفقة على العيال من أعمال الأبدال .
عليّ رضي الله عنه: من مات تعبا من كسب الحلال مات والله عنه راض.
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من رزق من شيء فليلزمه» .
...المزيد

مثل العتاب، مثل الدواء ينقي به عارض الصدود، ويشفي بمكانه مرض الصدور، فإذا استعمل لغير علة عارضة، ...

مثل العتاب، مثل الدواء ينقي به عارض الصدود، ويشفي بمكانه مرض الصدور، فإذا استعمل لغير علة عارضة، وتنوقل بلا حاجة ظاهرة، تحول داء المحبة دويّا وصار موتا بيد القطيعة وحيّا.
وقال آخر: كثرة العتاب داعية الاجتناب. ...المزيد

وقال أبو العلاء المعري: لو كان في الخط فضيلة لما حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وقال بعض ...

وقال أبو العلاء المعري: لو كان في الخط فضيلة لما حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
وقال بعض أولاد الأمراء: الخط صناعة، ولا تحسن الصناعة بالملوك؛
وقال كشاجم:
سل بي عن الأيام تعرف ... أني ابن دهر ليس ينصف
وبلاغتي معروفة ... سهل وأخطاها التكلف
وسطور خط مونق ... كالرّوض والبرد المفوّف
والخط ليس بنافع ... ما لم يكن في خط مصحف
وقال بعض الحكماء: ماذا لقينا من الكتاب في الدنيا والآخرة؟ أما في الدنيا فقد بلينا به وأخذنا بحفظ فرائضه وإقامة شرائطه، وأما في الآخرة فإنا نلقاه منشورا بسرائرنا وخفايا ضمائرنا؛
وذكر الجاحظ عامة الكتاب فقال: أخلاق حلوة وشمائل معسولة، وثياب مغسولة، وتظرف أهل الفهم، ووقار أهل العلم، فإذا صلوا بنا الامتحان والاختبار، وعرضوا على محك الاعتبار، كانوا كالزبد يذهب جفاء، أو كنبات الربيع في الصيف تحركه هيفاء الرياح، لا يستندون إلى وثيقة، ولا يدينون بحقيقة، أخفر الخلق لأماناتهم، وأشراهم بالثمن البخس لعهودهم ودياناتهم: فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ


قال الله تعالى: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى
وقال عز ذكره: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ*
وقال تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ
وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ* ما جدد والله معصية إلا جدد لهم نعمة ليستدرجهم بها.
وقال بعض الحكماء: الغنى يورث البطر.
ويقال: غنى النفس أفضل من غنى المال. وقال الشاعر:
غني النفس ما عمرت غنى ... وفقر النفس ما عمرت شقاء
وقال محمود بن الوراق:
لا تشعرن قلبك حبّ الغنى ... إن من العصّمة أن لا تجد
كم واجد أطلق وجدانه ... عنانه في بعض ما لم يرد
ومدمن للخمر غاد إلى ... سماع عود وغناء غرد
لو لم يجد خمرا ولا مسمعا ... برّد بالماء غليل الكبد
وكم يد للفقر عند امرىء ... طأطأ منه الفقر حتى اقتصد
...المزيد

بمناسبة العيد.. يعود علينا بلقاء الارواح والاستفادة بجمعنا والسرور والبركة .السلف ومختارات و اداب ...

بمناسبة العيد.. يعود علينا بلقاء الارواح والاستفادة بجمعنا والسرور والبركة
.السلف ومختارات و اداب ت ة..
. لا
.
.
.
.

.
.
.للللللالللللللللللللللللللللللللل
.
.
.
.
.
.
.
.
وعن ثوبان رحمه الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث معلقات بالعرش:الرَّحِم تقول: اللهم إني بك فلا أُقطع، والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أُخان، والنِّعمة تقول: اللهم إني بك فلا أُكفر».
وعن أبي الدرداء رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمسٌ من جاء بهن [يوم القيامة] مع إيمانٍ دخل الجنة: من حافظ على الصّلوات الخمس، على [وضوئهنّ و] ركوعهنّ وسجودهنّ ومواقيتهنّ، وأعطى الزّكاة من ما له طيب النفس بها- وكان يقول: وأيم الله لا يفعل ذلك إلا مؤمنٌ- وصام شهر رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، وأدّى الأمانة» .قالوا: يأبا الدرداء، ما أداء الأمانة؟ قال: الغُسل من الجنابة، فإن الله تعالى لم يأتمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها .
.
.
وقال الآخر: من عُرف بالوفاء حافظ عليه أهل مودته، وتاقت أنفس الكرام إلى نصرته .

-- وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن رجلاً جاء إليه يشكو جاره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُفَّ أذاك عنه واصبر على أذاه، وكفى بالموت فِراقاً » .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه: ليس حُسن الجوار كفَّ الأذى عن الجار، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى من الجار.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الجار ليتعلق بجاره يوم القيامة فيقول: يا رب، أوسعت على أخي هذا وقتَّرت علي، أُمسي جائعاً ويمسي هذا شبعان، فسله: لم أغلق بابه دوني وحرمني ما قد وسَّعت عليه؟ » .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس بمؤمنٍ الذي يبيت شبعان ويبيت جاره إلى جنبه جائعاً » .
96* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعوذوا بالله من ثلاث فواقر: تعوذوا بالله من مجاورة جار السوء، إن رأى خيرا دفنه،وإن رأى شراً أذاعه. وتعوذوا بالله من زوجة السوء، إن دخلت عليها لسنتك ، وإن غبت عنها خانتك. وتعوذوا بالله من إمام السوء، إن أحسنت لم يقبل منك، وإن أسأت لم يغفر لك » .
عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما تقولون في السرقة؟ قلنا: حرام حرمها الله تعالى. فقال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره. قال: فما تقولون في الزنا؟ قلنا: حرام حرمه الله تعالى ورسوله. قال: لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره » .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من ميتٍ يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأذنين فيقولان: لا نعلم إلا خيراً-: إلا قال الله تعالى لملائكته: أشهدكم أنّي قد قبلت شهادتهما وغفرت له ما لا يعلمان » .
وقال بعض الحكماء: عجباً من المسيء الجوار، المؤذي لجاره، وهو مطلع على أخباره، وعالم بأسراره، يجعله عدواً، إن علم خيراً أخفاه، وإن توهم شراً أفشاه، فهو قذاةٌ في عينه، لا يطرف عنها، وشجّى في حلقه، ما يتسوغ معه، فليته إذ لم يكرم مثواه، كفَّ عنه أذاه، فإنما دار المرء دنياه. أو لم يسمع قول الشاعر؟:
ونكرم جارنا حتى ترانا ... كأن لجارنا فضلاً علينا
عن الوليد بن هشام قال: وفد زيادٌ الأعجم على حبيب بن المهلب، وهو بخراسان، فبينا هو وحبيب ذات عشية يشربان، إذ سمع زيادٌ حمامة تغني على شجرة كانت في دار حبيب بن المهلب، فقال:
تغني أنت في ذممي وجاري ... بأن لا يذعروك ولن تضاري
إذا غنيتني وطربت يوماً ... ذكرت أحبتي وذكرت داري
فإما يقتلوك طلبت ثأراً ... بقتلهم لأنك في جواري
فأخذ حبيبٌ سهماً فرماها فأنفذها. فقال زياد: يا حبيب، قتلت جاري، بيني وبينك المهلب. فاختصما إلى المهلب، فقال المهلب: زياد لا يروع جاره، قد لزمتك الدية، ألف دينار! فقال حبيب: إنما كنت ألعب، فقال المهلب:
أبو أمامة لا يروع جاره، ادفعها إليه!! فدفع إليه ألف دينار. فقال زياد:
فلله عيناً من رأى كقضيةٍ ... قضى لي بها شيخ العراق المهلّب
قضى ألف دينارا لجارٍ أجرته ... من الطير حضَّانٍ على البيض ينعبُ
رماه حبيب بن المهلب رميةً ... فأنفذه بالسهم والشمس تغربُ
...المزيد

.مختارات من اخبار السياسة . . . --قيل: بلغ بعض الملوك حسن سياسة ملكٍ آخر، فكتب إليه: «قد بلغت ...

.مختارات من اخبار السياسة
.
.
.
--قيل: بلغ بعض الملوك حسن سياسة ملكٍ آخر، فكتب إليه: «قد بلغت من حسن السياسة ما لم يبلغه ملك، فافدني: ما الذي بلغكه؟» فكتب إليه: «لم أهزل في أمر ولا نهي ولا وعيد، واستكفيت للكفاية، وأثبت على الغناء لا على الهوى، واودعت القلوب هيبة لم يشبها مقتٌ، ووداً لم يشبه كذب، وعممت بالقوت، ومنعت الفضول» .
.
قيل: لما أراد الإسكندر الخروج إلى أقاصي الأرض قال لأرسطا طاليس:أخرج معي؛ قال: قد نحل بدني، وضعفت عن الحركة، فلا تزعجني. قال:فأوصني في عمالي خاصةً. قال: أنظر من كان منهم له عبيد فاحسن سياستهم.فوله الجند، ومن كانت له ضيعة فأحسن تدبيرها فوله الخراج.
.

عن عوانة قال: قال زياد بن أبيه: ما غلبني معاوية في شيء من أمر السياسة إلا في شيء واحدٍ، وذاك: أنني استعملت رجلاً على دست ميسان، فكسر الخراج ولحق بمعاوية، فكتبت إليه أسأله أن يبعثه إلي، فكتب إلي:
«بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فإنه ليس ينبغي لمثلي ومثلك أن نسوس الناس جميعاً بسياسةٍ واحدةٍ: أن نشتد جميعاً فنخرجهم ، أو نلين جميعاً فنمزجهم؛ ولكن تكون أنت تلي الفظاظة والغلظة، وأكون أنا ألي الرأفة والرحمة؛ فإذا هرب هارب من بابٍ، وجد باباً فدخل فيه. والسلام» .
.
قال بعض الحكماء: منازل الرأي أربعة: التقدم في الأمر قبل حلوله، فإن قصر فيه فالجد عند وقوعه، فإن قصر عن ذلك فالسعي في التخلص منه، فإن قضر فيه فليس إلا بذهاب الزمان الذي يذهب بنفع صواب الرأي.
.
روي أن بعض ملوك الفرس سأل حكيماً من حكمائهم: ما شيءٌ يعزّ به السلطان؟ قال: الطاعة. قال: فما سبب الطاعة؟ قال: التودد إلى الخاصة، والعدل على العامة. قال: فما صلاح الملك؟ قبل: الرفق بالرعية، وأخذ الحق منهم في غير مشقّة، وأداؤه إليهم عند أو انه، وسد الفروج، وأمن السبل، وإنصاف المظلوم من الظالم، وأن لا يفرط القوي على الضعيف. قال: فما صلاح الملك؟ قال: وزراؤه أصوله؛ فإن هم فسدوا فسد وإن صلحوا صلح.
قال: فأية خصلةٍ تكون في الملك أنفع؟ قال: صدق النية.
.
.
.
-وقال بعض الحكماء: لا تصغر أمر عدوٍ تحاربه؛ فإنك إن ظفرت به لم تحمد، وإن عجزت عنه لم تعذر.
.
وقال الحكيم: يجب على السلطان أن يعمل بثلاث خصال: تأخير العقوبة في سلطان الغضب، وتعجيل مكافأة المحسن، والعمل بالأناة فيما يحدث؛ فإن له في تأخير العقوبة إمكان العفو، وفي تعجيل المكافأة بالإحسان المسارعة في الطاعة من الرعبة، وفي الأناة انفساح الرأي واتّضاح الصواب.
.
وقال أنو شروان: الناس ثلاث طبقاتٍ، تسوسهم ثلاث سياساتٍ:
طبقةٌ من خاصّة الأبرار، وتسوسهم بالعطف واللين والإحسان،
وطبقةٌ من خاصة الأشرار، تسوسهم بالغلظة والشدة،
وطبقةٌ- وهم العامة- تسوسهم باللين والشدة، لئلا تحرجهم الشدة ولا يبطرهم اللين.
.
روي ان ملكاً من ملوك اليمن أوصى من يخلفه من بعده، فقال: أوصيك بتقوى الله، فإنك إن تتقه يهدك ويكفك ويرض عنك، ومتى يرضى ربّ عن عبد يرضه. وآمرك أن لا تعجل فيما تخاف فيه الفوت؛ فإن العجلة مندمةٌ.وإذا شككت في أمرٍ فشاور من ينصح لك، وإن اتهمت فاستبدل، وإذا استكفيت فاختر، واذا قلت فاصدق، وإذا وعدت فأنجز، وإذا أوءدت في حق فأنفذ. واعلم أنك إن ضبطت حاشيتك ضبط قاصيتك.
.
.
-دخل كعب الأحبار على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على فراش، وعن يمينه ويساره وسادتان، فقال له عمر [رضي الله عنه] : اجلس يأبا اسحق، وأشار بيده الى الوسادة، فثناها كعب وجلس على البساط. فقال له عمر [رضي الله عنه] : ما يمنعك من أن تجلس على الوسادة؟ قال: فيما أوصى سليمان بن داوود عليهما السلام: لا تغش السلطان حتى يملَّك، ولا تنقطع عنه حتى ينساك، وإذا دخلت عليه فاجعل بينك وبينه مجلس رجلٍ أو رجلين، فعسى أن يأتي من هو أولى منك بذلك المجلس. فاستلقى عمر رضي الله عنه وقال: وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [7: 159] .
وقال الحكيم: الأدب يحرز الحظ، ويؤنس الوحشة، وينفي الفاقة، ويعرف النكرة، ويثمر المكسبة، ويكمد العدو ويكسب الصديق.
.
.
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً