فمن اجتمعت فيه هذه الصفات والمناقب وسلم مما تقدم ذكره من المعائب والمثالب كان حقيقا من الملوك ...

فمن اجتمعت فيه هذه الصفات والمناقب وسلم مما تقدم ذكره من المعائب والمثالب كان حقيقا من الملوك بالاختصاص وخليقا منهم بأن يشرفوه بالاصطناع والاختصاص ومنهم من يكون حاذقاً في صناعته فيبلغ في أحكامه غاية استطاعته واجتمعت فيه الخلال الحميدة وعرف بالأخلاق السديدة غير أنه يرزق صوتا يستعدنه ويحسن ممن يغني له موقعه فتصطفيه الملوك لتعليم العناء ممن يؤهلونه لذلك من الطرائف والإماء وتختلف أحوال الباقين في أخلاقهم وخلقهم والمذهب من كل ذي علم وصناعة قليل وتعديد ما يوجد من أخلاق يطول.
وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي شر الغناء والشعر الوسط لأن الأعلى منهما يطرب والرذل يضحك من صاحبه ويلهي به الوسط لا يطرب ولا يضحك.
وذكر الشيخ جمال الدين بن نباتة في شرح العيون ما صورته ويقال إن أول من أتخذ العود الملك المتوشلخ على مثال فخذ ابنه الميت وهو قول ضعيف، وقيل بطليموس
* وقيل بعض حكماء الفرس وسماه البريط وتفسيره باب النجاة ومعناه أنه مأخوذ من صرير باب الجنة وقد جعلت أوتاره أربعة كما تقدم ذكره.
وذكر أن أول من غنى على العود بألحان الفرس النضر بن الحارث بن كلدة وفد على كسرى بالحيرة فتعلم ضرب العود والغناء وقدم مكة أهلها وأول من غنى في الإسلام بألحان الفرس سعيد بن مسحج وقيل طوليس وذلك أن عبد الله بن الزبير لما وهي بناء الكعبة رفعها وجد بناءها فيها صناع الفرس يغنون بألحانهم فوقع عليها ابن مسحج الغناء العربي ثم دخل إلى الشام فأخذ عن ألحان الروم ثم رحل إلى فارس فأخذ الغناء وضرب العود وابتعه من بعده وبدأ هذا العلم ببطليموس وختم بإسحاق بن إبراهيم الموصلي.
وذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتابه العجائب والظرف أنه وجد للأسعد المرتضى أحمد بن عبد الواحد لما قبض عليه المستنصر في سنة تسع وخمسين وأربعمائة ما يجوز حد الحصر لكثرته وجلالته وعلو همته وفيما وجد له عدلان كبيران أوتارا برسم عيدان الغناء وعدلا مخزوما مضارب العيدان وثلاثمائة طبل شبري وغير ذلك من سائر أصناف الملاهي ووجد له هاون فضة وزنه سبعون رطلا.
.
.
فصل: فيما ورد للفضلاء في مدحهم
عين المكان قال الشيخ برهان الدين القيراطي:
🌴عين المكان
أقول إذ حبس عود مطرب حسن ... يريك يوسف في أنغام داودو
وقال:
أطربنا العود إلى أن غدا ... مقاصنا يرقص مع صحبه
فشمعه قام على ساقه ... وكأسه دار على كعبه

🌴 العربان
الشيء بالشيء يذكر: أنشدني من لفظه لنفسه الشيخ تقي الدين بن حجة الحموي فسح الله في أجله من قصيدة حربية:
إن حبس عود الضرب مال سامعه ... والخيل يرقصها إن حرس الوترا
.
🌴.فارس.
وقتال الشيخ برهان الدين القراطي:
وشذا في أصفها ... ن بالأغاني المطربات
مسمع غنا فأغنا ... بصفات الحسن ذات
قلت إذ حرك عودا ... عارفا بالنغمات
أنت مفتاح سرو ... ري يا سعيد الحركات
🌴. أفغان
وقال المرحوم الافغاني فتح الدين بن الشهيد وقد أحضر له بدر الدين طائراً ينعى العواد بسفارة الحاجب توكل:
نهاري ليس كله بمنادم ... على عودة تعرو الحشابا لتفرك
وكنت أراه طائرا عز مطلبا ... ولكنني حصلته بتوكل

وأنشدني من لفظه لنفسه إجازة سيدنا ومولانا أقضى القضاة بدر الدين محمد المالكي المخزومي الشهير بالدماميني أسبغ الله ظلاله:
يا عزولي في مغن مطرب ... حرك الأوتار لما سفرا
لم تهز العطف منه طربا ... عندما يسمع منه وترا
.
🌴. عربان
وقال علاء الدين الوادعي في مغن يدعى الفصيح:
وليلة ما لها نظير ... في الطيب لو ساعفت بطول
كم نوبة للفصيح فيها ... أطرب من نوبة الخليل
...المزيد

وهم في نحو مائة ألف إنسان، وهم يغزون الصقالبة في السّفن. وبلكار «1» تبع للروس وموافقون لهم. وليس ...

وهم في نحو مائة ألف إنسان، وهم يغزون الصقالبة في السّفن. وبلكار «1» تبع للروس وموافقون لهم. وليس للروس مزارع ولا كسب إلّا بسيوفهم، وقيل: هم ثلاثة أصناف: صنف منهم ينزل ملكهم مدينة كويابة «2» وهي أقرب من بلقار «3» ، وهم أقرب الروس إلى بلقار، وصنف آخر يسمّون الصلاوة، وصنف ثالث «4» يسمّون الأوثانية وملكهم مقيم بأوثان، والتجار إليهم لا يتجاوزون كويابة «5» . فأمّا أوثان (فلم يخبر أحد) «6» أنّه دخلها لأنّهم يقتلون كلّ من (وصل إليهم) «7» من الغرباء. (والله أعلم) «8» .
.
.
«9» ذكر جملة من القول في الأمصار ومساحات الممالك
826 ذكر أنّ عمر لمّا استفتح «10» البلاد من العراق والشام ومصر كتب إلى بعض «11» حكماء العصر يسأله عن البلاد (وتأثير أهويتها وتربتها في سكّانها) «12» . فكتب إليه «13» : أمّا الشام فتحت ركام وثجّ غمام «14» تصفّي الألوان وترطب الأجسام وتبلد الأفهام. وأمّا أرض مصر فهواؤها راكد وحرّها «15» متزايد تطوّل الأعمار وتسوّد الأبشار وتبلّد الفطن وتذكّي الإحن.
وأمّا أرض اليمن فتضعف الأجسام وتهذب الأحلام، مغايضها خصبة وأطرافها جذبة. وأمّا الحجاز فهواؤه حرور وليله بهور «16» يشجّع القلوب
...المزيد

02 - Aug-2010, مساء 04:39]ـ جزاك الله خيرا يا شيخ مصطفى .... وأنت كنت ممن وقع في هذه الهفوة ...

02 - Aug-2010, مساء 04:39]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ مصطفى ....
وأنت كنت ممن وقع في هذه الهفوة زمانا ثم تبينت لك بعد ولم تشر إلى ذلك لا من قريب ولا من بعيد
{ابتسامة} ....

ـ[أبو جبير الديسي]•---------------------------------•[02 - Aug-2010, مساء 08:55]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك

ـ[مصطفى الراقي]•---------------------------------•[10 - Aug-2010, مساء 05:23]ـ
شيخنا وطبيبنا ابوبكر الذيب، نعم صدقت فيما قلت، وكما قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ , وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَةٌ، وَلِكُلِّ عَالِمٍ!! هَفْوَة ٌ

فجزاك الله خيراً وكذلك الأخ أبوجبير الديسي وشكراً لمروركم

ـ[مصطفى الراقي]•---------------------------------•[10 - Aug-2010, مساء 05:27]ـ
ومن خطابات البيساني البليغة هذا الجواب الذي كتبه عندما ورد إليه كتاب حيث ابتدأه بقوله عز وجل: " يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضلٍ وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ".
وصلت بشرى المجلس السامي - أعلاه الله وشيده، وأسعده وأصعده، وشكر مشهده وأنجح مقصده، وملأ بالحسنات أمسه ويومه وغده، وأهلك وعادى أعداءه وحسده، واجتب بسيفه زرع الكفار وذراه وحصده - بما من الله سبحانه من نصرة المسلمين عند لقاء عدوهم، وما وليهم الله من القوة والإظهار، وما قذف في قلوب الكفر من الخوف والحذار، وشرح القضية شرحاً شرح الصدور، واستوى فيها الغياب مع الحضور، فكانت البشارة منه وكانت المباشرة له، وما كل من بشر باشر، ولا كل من غار غاور، ولا كل من خبر عن السيوف لقيها بوجهه، ولا كل من حدث عن الرماح عانقها بصدره. فنفعه الله بالإسلام كما نفع الإسلام به، وأتم النعمة عليه كما أتمها فيه، وتقبل جهاده الذي جلا فيه الكربات، وابتغى فيه القربات. ويتوقع إن هان العدو في العيون، وظهر منه غير ما كان في الظنون، أن يكسر الله بكم مصافه، ويفتح عليكم بلاده، ويطهر بسيوفكم الشام، ويسر بنصركم الإسلام، ويشرف بيوم نصركم الأيام. والخير يغتنم إذا عنت فرصه، ويصاد إذا أمكن الصائد قنصه، والجهاد فرضٌ على المطيق تقتضيه عزائمه ولا تقتضيه رخصه. وقد حضر المولى وحضر كل خير، وحضر من رأيه ما يكفي أمر العدو ولو لم يكن إلا رأيه لا غير، فكيف وفي يده من الغضب، مثل ما في صدره من القلب، كلاهما حديدٌ لا تكل مضاربه، ولا تخونه ضرائبه، ولا تفنى إذا عددت عجائبه، فكم له من يومٍ أغر محجل الأطراف، وليلةٍ في سبيل الله دهماء الأهوال بيضاء الأوصاف، والنفوس واثقةٌ بأن الظفر على يده يجري، والمبشر من جهته يسر ويسري. والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.
.
.
وكتب عبدالرحيم البيساني أيضاً في مثل ذلك: ورد كتاب المجلس - نصر الله عزمته، وشكر همته، وأتم عليه نعمته، وصرف به وعنه صرف كل دهرٍ وملمته ومؤلمته، وأعان أولياءه علىأن يؤدوا خدمته، ويستوهبوا له فضل الله ورحمته، وأجزل قسمه من الخير الذي يحسن بين محبيه قسمته - سافراً عن مثل الصباح السافر، متحدثاً عن روض أفعاله بلسان النسيم السحري الساحر، حاملاً حديث بيضه وسمره حديث السامر. وهنأ بالفتح وهو المهنأ به، وكيف لا يهنأ بالفتح من هو فاتحه! وكيف لا يشرح خبره من هو فاتح كل صدرٍ وشارحه! ولقد دعا له لسان كل مسلمٍ وساعدت لسانه جوارحه، وعلم أنه باشر الحرب وتولى كبرها، وأخمد جمرها، ولقى أقرانها، وافترس فرسانها، وجبن شجعانها، وشجع جبانها، وأنفق الكريمين على النفس: النفس والمال، وحفظ على الإسلام الطرفين: الفاتحة والمآل. وإذا تأمل المجلس الدنيا علم أن الذي يبقى بها أحاديث، وإذا نظر إلى المال علم أن الذي في الأيدي منه مواريث، فالحازم من ورث ماله ولم يورثه لغيره، والسعيد من لم يرض لنفسه من الحديث إلا بخيره. وما يخفى عن أحدٍ ما فعله، ولا ما بذله، ولا ما هان عليه، ولا ما أهان الله كرائم المال بيديه، ولقد حلت نعمة الله في محلها لديه، وكان كفأها الكريم الذي أصدقها ما في كفيه.
هذا ثنائي وهاتيكم مناقبكم ... يا أعين الناس ما أبعدت إسهادي
" ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلماً ولا هضماً "، بل هو سبحانه يوفي عباده مثاقيل الذر، وللصابرين عنده الأجر بغير حسابٍ لجلالة قدر الصبر. والمجلس صبر نفسه على المشقات فليبشر بثوابها، وكثر أعمال البر فهو يدخل الجنة بفضل الله من جميع أبوابها. وكما يهنأ المجلس بالافتتاح فهو يهنأ بالجراح، ولا يغسل ثوب العمل إلا الدم المسفوح، وكل جرحٍ إنما هو بابٌ إلى الجنة مفتوح. والحمد لله على أن أمتع الأمة بنفسه التي بذلها، وقد باعها له وأبقاها لنا وقبلها. " وإن ربك لذو فضلٍ على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون "
منقول من كتاب: نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري (ج2 ص 75)

ـ[مصطفى الراقي]•---------------------------------•[16 - Aug-2010, مساء 04:56]ـ
قال الشيخُ عليٌّ الطنطاوي عليه رحمة الله في ذكرياته عندما تحدث عن أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية المقاصد الخيرية في لبنان: «هو الأستاذُ مصباح محرم، وهو قاض كبير نسيهُ الناسُ كما نسوا من أمثالهِ الكثير، لأن مكانهم في أذهانهم امتلأ بأسماءِ المغنين والممثلين ولاعبي الكرة في الملعبِ واللاعبين بمصالحِ الأممِ من السياسين في المجالسِ والأحزابِ» 8/ 36

.
يز- في ذكر علوم لهم كاسرة الأجنحة على أفق الجهل
السحر هو إظهار شيء للاحساس على خلاف حقيقته بوجه من وجوه التمويه، فإن نظر إليه من هذا الوجه وجد في الناس شائعا، وإن اعتقد فيه اعتقاد العوامّ أنّه إيجاد الممتنعات فقد خرج أمره عن التحقيق فإذا امتنع الشيء لم يوجد أيضا فالكذب ظاهر في حدّه فالسحر إذن غير داخل في العلم بتّة؛ ومن أنواعه «الكيمياء» وإن لم يسمّ به ألا ترى أنّ أحدا لو تناول قطنة وأراها غيره نقرة لم ينسب إلّا إلى السحر وليس بينه وبين أن يتناول فضّة ويريها ذهبا فرق إلّا من جهة العادة؛ ولم يختصّ الهند بالخوض في أمر الكيمياء فليس يخلو منه أمّة وإنّما يزيد بعضها على بعض في الولوع به، وذلك غير محمول منها على عقل أو جهل فإنّا نجد كثيرا من العقلاء مستهترين به وكثيرا من الجهلاء مستهزئين به وبهم، أمّا أولئك العقلاء فهم غير مذمومين بتعاطيه وإن أشروا «1» فيه لأنّ حاملهم عليه فرط الحرص على اجتلاب الخير واجتناب الضير، وقد سئل بعض حكماء عن سبب غشيان العلماء أبواب الأغنياء وإعراض الأغنياء عن قصد أبواب العلماء فأجاب بأنّه علم هؤلاء بمنافع المال وجهل أولئك بشرف العلم، وأمّا أولئك الجهلاء فهم غير محمودين على النفور عنه وإن أصمّوا لأنّ بواعثهم عليه أسباب هي موادّ الشرّ
...المزيد

. . . . . .5/ 21 قال عوف بن النعمان الشيباني - وكان جاهليا -: لأن أموت عطشا أحب إلي من أن ...

.
.
.
.
.
.5/ 21
قال عوف بن النعمان الشيباني - وكان جاهليا -:
لأن أموت عطشا أحب إلي من أن أكون مخلافا للوعد.
(قيمةُ كلِ امرئٍ ما يَطْلُبُ فَمَن كَانَ يَطْلُبُ الله فلا قِيمَةَ له من طَلَبَ الله فَهُو أَجَلّ مَنْ أن يُقَوَّمَ، ومن طَلَب غَيْرَهُ فهو أخَسُّ مِن أن يكونَ لهُ قِيمَة.
قال الشبلي: مَن ركن إلى الدُّنْيَا أحْرَقَتْهُ بِنَارِهَا فصارَ رمادًا تَذْرُوهُ الرياحُ، ومَن ركن إلى الآخرِة أحرقته بنورِها فصار سبيكةَ ذهبٍ ينتفعُ به، ومَن ركن إلى الله أحرقه نُورُ التوحيد فصارَ جَوْهَرًا لا قيمة لَهُ.
واللهُ أَعْلَم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
(فَصْلٌ)
في قوله تعالى: ? وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ? هذه الآية كانت تَشْتَدُ على الخائفين من العارفين فإنها تَقْتَضِي أن من العباد مَن يَبْدُو له عندَ لِقَاء الله ما لم يكن يحتسب، مثل أن يكون غافلاً عما بين يديه مُعْرِضًا غير مُلتفتٍ إليه ولا يَحْتِسِبُ له ولهذا قال عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لو أن لِي مُلْكَ الأرض لافتديتُ به مِن هَوْلِ المطلعِ.

وفي الحديث: «لا تمنوا الموتَ فإن هولَ المطلعِ شديد، وإن مِن سعادةِ المرءِ أن يطَولَ عُمره ويَرزقه الله الإنابة».
وقال بعضُ حكماء السلف: كم مَوقِفِ خِزيٍ يومَ القيامةِ لم يَخْطُر على بالك قط. ونظير هذا قوله تعالى: ? لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ?.
واشتملَ على ما هو أعم مِن ذلك وهو أن يكون له أعمالٌ يرجو بها الخيرَ فتصيرُ هباءً منثورًا وتبدلُ سيئات وقد قال تعالى: ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ?.
وقال: ? وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً ?.
وقال الفضيلُ في هذه الآية: ? وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ? قال: عملوا أعمالاً وحسبوا أنها حسنات فإذا هي سيئات. وقَرِيبٌ من هذا أن يعملَ الإنسانُ ذنبًا يَحْتَقِرُهُ وَيَسْتَهوِنُ به فيكون هو سَبَبَ هلاكِهِ. كما قال تعالى: ? وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ?.
وقال بعضُ الصحابةِ: إنكم تعملون أعمالاً هي في أعينكم أدقُ مِن الشعر، كنا نعهدها على عهد رسول الله ? من الموبقات، وأصعبُ مِن هذا من زُيّنَ له سوءُ عمله فرآه حسنًا. قال تعالى: ? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ?.
قال ابن عيينة: لَمَّا حَضَرَتْ مُحمدَ بنَ المنكدر الوفاةُ جَزِعَ فَدَعُوا له أبا حازم فجاءَ فقال له: ابن المنكدر: إن الله يقول: ? وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ? فأخاف أن يبدوَ لي من الله ما أكن أحتسب. فجعلا يبكيان جميعًا. خرجه ابن أبي حاتم، وزاد ابن أبي الدنيا. فقال له أهله: دعوناك لتخفف عليه فزدته فأخبرهم بما قال.

وقال الفضيلُ بنُ عياض: أُخبِرتُ عن سليمان التيمي أنه قِيلَ له: أنتَ أنت ومن مثلك؟ فقال: مه لا تقولوا هذا لا أدري ما يَبْدُو لي من الله. سمعتُ الله يقول: ? وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ?.
وكان سفيان الثوري يقول عند هذه الآية: ويلٌ لأَهْلِ الرياء من هذه الآية، وهذا كما في حديث الثلاثة الذين هم أولُ من تَسُعّرُ بهم النار، العالم، والمتصدق، والمجاهد. وكذلك من عَمِل أعمالاً صالحةً وكانت عليه مظالمِ فهو يظن أن أعماله تنجيه فيبدو له ما لم يكن يحتسب، فيقتسمُ الغرماءُ أعماله كلّها ثم يفضلُ لهم فضلٌ فيطرحُ من سيئَاتهم عليه ثم يطرح في النار.
وقد يناقش الحساب فيطلب منه شكرُ النعم فتقوم أصغر النعم فتستوعب أعماله كلها وتبقى بقيةٌ فيطالب بشكرها فيعذب. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «مَن نوقش الحساب عذب أو هلك». وقد يكون له سيئات تحبط بعضَ أعماله أو أعمال جوارحه سوى التوحيد فيدخل النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
ـ[جهاد حِلِّسْ]•---------------------------------•[04 - 06 - 10, 10:28 م]ـ
قال ابن عائشة:
كان الرجل إذا أراد أن يشين أخاه، طلب الحاجة من غيره.
4/ 406

قال إسماعيل بن زرارة:
شتم رجل عمر بن ذر، فقال: يا هذا! لا تغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعا؛ فإني أمت مشاتمة الرجال صغيرا، ولم أحبها كبيرا، وإني لا أكافئ من عصى الله في بأكثر من أن أطيع الله فيه.
4/ 407

قال إبراهيم بن بشار:
إن الآية التي مات منها علي بن الفضيل هي في الأنعام: {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم} [الأنعام: 30]، أو قال: {إذ وقفوا على النار} [الأنعام: 27]؛ ففي هذا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عليه رحمه الله.
4/ 434

ـ[جهاد حِلِّسْ]•---------------------------------•[04 - 06 - 10, 10:48 م]ـ
قال ابن المقفع:
إذا أكرمك الناس لمال أو سلطان؛ فلا يعجبنك ذلك؛ فإن زوال الكرامة بزوالها، ولكن ليعجبك إن أكرموك لعلم أو لأدب أو لدين.
4/ 438

قال بلال بن أبي بردة:
يا معشر الناس! لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون.
4/ 440

قال الخليل:
(اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ... ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري)
4/ 440

ـ[جهاد حِلِّسْ]•---------------------------------•[04 - 06 - 10, 10:51 م]ـ
سئل بعض الحكماء:
عن الأحزان في الدنيا، فقال: الأحزان ثلاثة: خليل فارق خليله، أو والد ثكل ولده، أو رجل افتقر بعد الغنى.
4/ 449

عن مؤرج؛ قال:
دعا أعرابي بعرفة، فسمعته يقول: اللهم! إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك؛ فأعطني الخير، واجعلني له أهلا، وجنبني الشر ولا تجعلني له مثلا.
4/ 453

قال الحسن:
كفاك من العقل ما أوضح لك غيك من رشدك.
4/ 459

ـ[جهاد حِلِّسْ]•---------------------------------•[04 - 06 - 10, 10:54 م]ـ
قال الحسن البصري:
أحسن العلماء علما من أحسن تقدير معاشه ومعاده تقديرا لا يفسد عليه واحدا منهما بصلاح الآخر، فإن أعياه ذلك رفض الأدنى، وآثر الأعظم.
4/ 459

عن الأصمعي؛ قال:
قال بعض حكماء العرب: لكل جواد كبوة , ولكل صارم نبوة، ولكل عالم هفوة.
4/ 460

أنشد ابن أبي الدنيا
(العلم زين وذخر لا نفاد له ... نعم الضجيع إذا ما عاقل صحبا)
(قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه ... عما قليل فيلقى الذل والحربا)
(وجامع العلم مغبوط به أبدا ... فلا تحاذر منه الفوت والسلبا)
4/ 463

ـ[جهاد حِلِّسْ]•---------------------------------•[04 - 06 - 10, 10:56 م]ـ
قال عمر بن عبد العزيز:
من علم أن للكلام ثوابا وعقابا قل كلامه إلا فيما يعنيه.
4/ 487

عن المدائني؛ قال:
قال بعض الحكماء: لا تقل فيما لا تعلم؛ فتتهم فيما تعلم.
4/ 510

قال مطرف المازني:
ما تلذذت لذاذة قط ولا تنعمت نعيما أكبر عندي من بكاء في حرقة.
4/ 519

ـ[جهاد حِلِّسْ]•---------------------------------•[08 - 06 - 10, 07:26 م]ـ
قال ابن المبارك:
سمعت وهيب بن الورد يقول: جربت الدنيا منذ خمسين سنة؛ فما وجدت أحدا غفر لي ذنبا فيما بيني وبينه، ولا ستر علي عورة، ولا وصلني إن قطعته، ولا أمنته إذا غضب؛ فالاشتغال بهؤلاء حمق كبير، فانقطع إلى من يغفر لك سريرتك وعلانيتك، ويستر عليك عورتك ولا يمقتك بذلك.
4/ 522

عن الحسن؛ قال:
ادع الله في الرخاء يستجب لك في البلاء، ألا ترى أنه حبس يونس محبسا لم يحبس به أحدا من العالمين، ثم قال جل وعز: (فلولآ أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) [الصافات: 143، 144].
4/ 526
قال بعض الحكماء:
من هوان الدنيا على الله عز وجل أنه لا يعصى إلا فيها، ولا ينال ما عنده إلا بتركها.
5/ 18
ـ[قيس بن سعد]•------------
جزاك الله خيرا ونفع بك
بارك الله عمرك وعلمك وعملك
ـ[جهاد حِلِّسْ]•------------
وخيراً جزيت أخي الفاضل
ـ[جهاد حِلِّسْ]•------------
عن الأصمعي؛ قال:
لما صاف قتيبة بن مسلم الترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع، فقال: انظروا ما يصنع. [قالوا
هو ذاك في أقصى الميمنة جانح على سية قوسه ينضنض بأصبعه نحو السماء. فقال قتيبة: تلك الأصبع الفاردة أحب إلي من مئة ألف سيف شهير وسنان طرير.
5/ 21
قال عوف بن النعمان الشيباني - وكان جاهليا -:
لأن أموت عطشا أحب إلي من أن أكون مخلافا للوعد.
5/ 68
أنشدنا محمد بن صالح لبعضهم:
(وما من كاتب إلا ستبقى ... كتابته وإن بليت يداه)
(فلا تنسخ بخطك غير علم ... يسرك في العواقب أن تراه)
5/ 83
ـ[جهاد حِلِّسْ]•------------
عن ابن جريج:
عن مجاهد في قول الله تبارك وتعالى: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} [الفتح: 29]؛
قال: ليس الندب، ولكن صفرة الوجه والخشوع.
5/ 95
عن الأصمعي؛ قال:
قيل لأعرابي: كيف حزنك اليوم على ولدك؟ فقال: ما ترك حب الغداء والعشاء لنا حزنا.
5/ 101
قال داود الطائي:
ما سألت الله الجنة قط، وإني لأستحي منه، ولوددت أني أنجو من النار وأصير رمادا. وكان يقول: قد مللنا الحياة؛ لكثرة ما نقترف من الذنوب.
5/ 114
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
...المزيد

كما أن الجنة فى الآخرة للمتقين؛ قال تعالى فى سورة الطلاق: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ ...

كما أن الجنة فى الآخرة للمتقين؛ قال تعالى فى سورة الطلاق: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2، 3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق: 4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق: 5]، وأمثال ذلك فى التقوى العامة والخاصة وأجرها وعاقبتها كثير.
فمعنى التقوى العام: اتقاء كل ما يضر الإنسان فى نفسه وفى جنسه الإنسانى القريب والبعيد، وما يحول بينه وبين المقاصد الشريفة والغايات الحسنة والكمال الممكن. ولذلك قال العلماء: إنها عبارة عن ترك جميع الذنوب والمعاصى وفعل ما يستطاع من الطاعات، وزدنا على ذلك: اتقاء الأسباب الدنيوية المانعة من الكمال وسعادة الدارين بحسب سنن الله تعالى فى الكون، كالنصر على الأعداء وجعل كلمة الله هى العليا فى الأرض، كما هى فى الواقع ونفس الأمر، وكلمة الذين كفروا السفل كذلك، وكمال ذلك يتوقف على العلم الواسع بالكتاب والسّنّة، وكمال هذا يتوقف على معرفة سنن الله تعالى فى الإنسان مجتمعا ومنفردا كما أرشد إليه فى آيات من كتابه، ومن ثم كانت ثمرة التقوى العامة الكاملة هنا حصول ملكة الفرقان التى يفرق صاحبها بنوره بين الأشياء التى تعرض له من علم وحكم وعمل، فيفصل فيها بين ما يجب قبوله وما يجب رفضه، وبين ما ينبغى فعله وما يجب تركه. وتنكير الفرقان للتنويع التابع لأنواع التقوى، كالفتن فى السياسة والرئاسة والحلال والحرام والعدل والظلم، فكل متق لله فى شىء يؤتيه فرقانا فيه.
وبذلك كان الخلفاء والحكام من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن تبعهم من خلفاء العرب أعدل حكام الأمم فى الأرض حتى فى عهد الفتح، قال بعض حكماء الإفرنج «1»: ما عرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب، ولكنهم لم يتقوا فتن السياسة والرئاسة لقلة خبرتهم. فعوقبوا عليها بتفرقهم وضعفهم وزوال ملكهم، وكان من بعدهم من أعاجم المسلمين دونهم لجهلهم بكل نوع من أنواع التقوى الواجبة، وحرمانهم من فرقانها، فهم يزعمون أنهم يجددون مجدهم، مع جهل هذا الفرقان المبين، وعدم الاعتصام بالتقوى المزكية للنفس، المؤهلة لها للإصلاح فى الأرض، بل مع انغماسهم فى السكر والفواحش، لظنهم أن الإفرنج قد ترقوا فى دنياهم بفسّاقهم
وفجّارهم، وإنما ترقوا بحكمائهم وأبرارهم، الذين وقفوا حياتهم على العلم والعمل النافع.
وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ هذا عطف على يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً، أى:
ويمحو بسبب هذا الفرقان وتأثيره ما كان من تدنيس سيئاتكم لأنفسكم فتزول منها داعية
__________
(1) هو الدكتور «غوستاف لوبون»؛ صاحب كتاب حضارة العرب والإسلام وغيره من المصنفات.

.
.
.
.
.
.
جاءت قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم .. قالوا اجعل لنا الجبل ذهبا نتبعك .. ثم انتهى به الراي انهم اذا لم يوفوا بوعدهم هلكوا .. فقال اتركهم والايات في السماوات والأرض .. يذنبوا مرة ويتوبوا مرة .. فرصة النجاح كبيرة
وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة: 164]، ويلى ذلك فى الكثرة آيات كتابه التشريعية، ووصاياه كقوله فى تفصيل الوصايا الجامعة من أواخر [سورة الأنعام: 151]: ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وكرر قوله: أَفَلا تَعْقِلُونَ أكثر من عشرات كأمره لرسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يحتج على قومه بكون القرآن من عند الله لا من عنده بقوله: فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [يونس: 16]، وجعل إهمال استعمال العقل سبب عذاب الآخرة بقوله فى أهل النار فى سورة [سورة الملك الآية: 10]: وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ، وفى معناها قوله تعالى من [سورة الأعراف: 179]: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ، وقوله فى [سورة الحج: 46]: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها.
كذلك آيات النظر العقليّ والتفكر كثيرة فى الكتاب العزيز، فمن تأملها علم أن أهل هذا الدين هم أهل النظر والتفكر والعقل والتدبر، وأنّ الغافلين الذين يعيشون كالأنعام لا خطّ لهم منه إلا الظواهر التقليدية التى لا تزكى الأنفس ولا يثقف العقول، ولا تصعد بها فى معارج الكمال، بعرفان ذى الجلال والجمال، ومنها قوله تعالى: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى [الروم: 8]، وقوله فى صفات العقلاء أولى الألباب: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [آل عمران: 191]، وقوله بعد نفى علم الغيب والتصرف فى خزائن الأرض عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم وحصر وظيفته فى اتباع الوحى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ [الأنعام: 50].
وقد صرّح بعض حكماء الغرب بما لا يختلف فيه عاقلان فى الأرض من أنّ التفكّر هو مبدأ ارتقاء البشر، وبقدر جودته يكون تفاضلهم فيه.
كانت التقاليد الدينية قد حجرت حريّة التفكر واستقلال العقل على البشر. حتى جاء الإسلام فأبطل بكتابه هذا الحجر، وأعتقهم من هذا الرقّ، وقد تعلم هذه الحرية أمم الغرب من المسلمين، ثم نكس هؤلاء المسلمون على رءوسهم فحرموها على أنفسهم إلا قليلا منهم حتى عاد بعضهم يقلدون فيها من أخذوها عن أجدادهم، وقد اعترف علماء الغرب لعلماء سلفنا بسبقهم وإمامتهم لهم فيها وفى ثمراتها، ونقل شيخنا الأستاذ الإمام طائفة من أقوالهم فى كتاب (الإسلام والنصرانية).
...المزيد

..🌴وقد أوصى بعض حكماء العرب بنحو ما قلناه فقال: "أعلم أنه لا يتهيأ لك نقل رجل عن طريقته بالمناقضة ...

..🌴وقد أوصى بعض حكماء العرب بنحو ما قلناه فقال: "أعلم أنه لا يتهيأ لك نقل رجل عن طريقته بالمناقضة والمكابرة، ....................... الخ ، فإن مجالس السلطان مخالفة لمجالس الرعية، ومجالس العلماء مخالفة لمجالس الجهال، ومجالس الجد مخالفة لمجالس الهزل، فحق العاقل أن يعظم مجالس السلطان والعلماء فلا يأتي فيهما مخالفة بشيء من الخنا، ولا الهزل ولا اللهو إلا أن يشاء السلطان ذلك منه، فيأتي ما يأتي ذلك عن إذنه وطاعة لأمره وتحسب ما يحتمله نشاطه من غير زيادة على ما يخرج به عن حد الخلاف عليه، والعصيان لأمره، ولا يملي لنفسه مع ذلك في الاسترسال، والجري على عادة النفس في الإهمال، وأن يكون في مجلس السلطان بين ثلاثة أحوال:
إما أن يكون منصتاً، أو معظماً لحقه عن الابتداء بالكلام في مجلسه، أو مجيباً عما يسأل عنه، من غير دخول في جواب مسألة لغيره، أو منهياً نصحه إليه فيما أصلح ملكه ورعيته من غير أن يشوب النصح بالسعاية، أو يخلط المشورة بالنميمة، والتحميل على الرعية، فالتوقير للرؤساء والأئمة مما قد أمر الله سبحانه به حيث يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ .....................الخ}.
وفي الحديث ...... - "إن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين".
والسعاية والنميمة وتحميل السلطان على الرعية مذموماً عند الحكماء
🌴وقد روي أن أفلاطون أعرض عن أرسطاطاليس لشيء بلغه عنه، فسأله عن سبب إعراضه، فقال شيء بلغنيه الثقة عنك، فقال: "الثقة لا يكون تملقاً".
وروي أن رجلاً سعى إلى الإسكندر ببعض أصحابه، فقال: إن أردت أن أقبل قولك فيه على أن أقبل قوله فيك فعلت، وإلا بدع الشر يدعك.
🌴وإن يكون في مجلس العلماء في أحد ثلاثة أحوال: إما سائل متعلم، أو منصت متفهم، أو مذاكر بالعلم للمتعلم. فقد روي: كن عالماً أو متعلماً أو منصتاً ولا تكن الرابع فتهلك وأن يوقر العلماء، ويتملقهم، فقد روي
...المزيد

🌴. عالوا به يريد: علوا به، كل مركب: صعب أو ذلول، يريد: وإن حمّلوه ما لا يستطيع، ومن الجانب الأقصى، ...

🌴. عالوا به يريد: علوا به، كل مركب: صعب أو ذلول، يريد: وإن حمّلوه ما لا يستطيع، ومن الجانب الأقصى، يريد: من الحيِّ الأبعد، وقوله: فكل ما علفت: فهذا مثل، يريد به: المسالمة ، ويروى للشاعر بعد هذا البيت:
فإنْ حَدَّثتك النفسُ أنّك قادِرٌ ... على ما حَوَتْ أَيْدِي الرجالِ فكَذِّبِ
وقديماً أكثروا من شكوى الأقارب: من جهة أنهم بحكم تجاورهم وقرابتهم أدنى إلى الحسد والعداوة، فقالوا: الأقارب عقارب وأمتُّهم بك رَحِماً أشدُّهم بك لَدْغا، وقال بعض حكماء العجم: ثلاث لا يستصلح فسادهم بشيء من الحيل: العداوة بين الأقارب، وتحاسد الأكفاء، والركاكة في الملوك. . . ولذلك شكوا من أن عداوة الأقارب أشد على النفس من عداوة الأباعد فقالوا: - والقائل طرفة بن العبد -:
وَظُلمُ ذَوِي القربى أشَدُّ مَضاضةً ... على المرءِ مِنْ وَقْعِ الحُسامِ المُهنَّدِ
وقال الشريف الرّضيّ:
ولِلذُّلِّ بين الأقربينَ مَضاضةٌ ... والذُّلُّ ما بينَ الأباعدِ أرْوَحُ
وإذا أتَتْكَ مِن الرجالِ قَوَارِصٌ ... فسِهامُ ذِي القُربى القريبةِ أجْرَحُ
.
.
.
أذيالها الشيح والرند. ويمنية تعلمت صنعاء مِنْهَا وشى برودها. وخراسانية غَار سحبان ببرودها، ومصرية ضرب على محاسنها الْفسْطَاط، وَهَاجَرت بِسَبَبِهَا الأنباط، وسكنت مَدِينَة الْإسْكَنْدَريَّة حَيْثُ الرِّبَاط. وإفريقية تفرق النُّفُوس لتوقع فراقها. وتغار الشموس عِنْد إشراقها. وغربية حطت لَهَا العصم، وطلعت آياتها من الْمغرب، فبهت الْخصم. وأندلسية لَهَا الشفوف، أولياؤها الكموت، وشهودها الصُّفُوف، وخدورها البنود، وظلالها السيوف، وبيوتها الثغور، وغروسها الْجِهَاد الْمَعْرُوف وَهُوَ على تَرْتِيب مَعْلُوم، وَوصف مَوْسُوم، من الْمَدْح وَمَا يُقَارِبه، والنسيب وَمَا يُنَاسِبه، وَالْوَصْف وَإِن تشعبت مذاهبه، وَالْملح وفيهَا محَاسِن الشَّيْء ومعايبه، وَالْحكم والزهد، وَمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ واجبه، فجَاء تَمَامه نسك، وختامه مسك، ليَكُون أجمع للفكر، وأسهل للذّكر. وَقسمت مَا تضمنه قسمَيْنِ، سحر وَشعر [وَرُبمَا عوجلت بالاستفهام عَن هَذَا الْإِبْهَام، فَنَقُول إِن الشّعْر لَيْسَ فِي أمة من الْأُمَم مَحْصُور، وَلَا على صنف من الْبشر مَقْصُور، وَهُوَ فِيهَا يُوجد الأوايل، ويلفي أَعم من أَن يَشْمَلهُ الْوَزْن المقفى، أَو يخْتَص بِهِ عرُوض يكمل وَزنه فِيهِ ويوفى. فَمن الشّعْر عِنْدهم، الصُّور الممثلة، واللعب المخيلة، وَمَا تأسس على الْمُحَاذَاة، والتخييل ببناه، ككتاب كليلة ودمنة وَمَا فِي مَعْنَاهُ. إِلَّا أَنه فِي سجية الْعَرَب أنهر، وهم بِهِ أشهر.
🌴 وَلذَلِك يَقُول بعض حكماء الْفرس، الشّعْر حلية اللِّسَان، ومدرجة الْبَيَان، ونظام للْكَلَام، مَفْهُوم غير مَحْظُور ومشترك غير مَقْصُور، إِلَّا أَنه فِي الْعَرَب جوهري، وَفِي الْعَجم صناعي.
وَمَتى يخلى الْكَلَام عَن هَذَا الْغَرَض، وَعدل عَن واجبه المفترض، وخاض فِي الْأُمُور الشايعة، والمقدمات الزاهية، وَلم يعدل عَن الْمَشْهُور، فِي مُخَاطبَة الْجُمْهُور، بعد ترك الشّعْر وتعداه، وأفضى بِهِ إِلَى بَاب الْحِكَايَة مداه، وَلكُل مِنْهَا فِي الْكتب المنطقية بَاب يضْبط أُصُوله وَيبين خواصه وفصوله. ثمَّ إِن الْعَرَب لم
.
.
.
. دخل ثابت بن عبد الله بن الزبير على عبد الملك بن مروان، فقال: ما ثابت من الأسماء؟ والله ما هو باسم رجل ولا امرأة، فقال: لا ذنب يا أمير المؤمنين للرجل فيما سمّاه أبواه، ولو كان اسمي إليّ لتسميت زينب حتى تحبني، يعرض له بزينب التي يقال: زينب وكعكتان
[موعظة حكيم]
عبد الرحمن عن عمه قال: قال بعض حكماء العرب لابنه، وهو يعظه، يا بنيّ، إنّ التواضع مع البخل ........الخ
🌴 [هجاء دعبل لإبراهيم بن المهدي]
عن ابن أبي داود [1] قال: دخلت على المعتصم، فقال لي: يا أبا عبد الله، أيظنّ دعبل [2] أنّه يجد عندي من الاحتمال، ما كان يجده عند المأمون؟
__________
[2] دعبل الخزاعي: دعبل بن علي بن رزين، أبو علي، أصله من الكوفة، وأقام ببغداد، شاعر هجّاء جيد الشعر، كان مولعا بالهجاء والحط من أقدار الناس وهجاء الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق، صنف كتابا في طبقات الشعراء، توفي سنة 246 هـ، (وفيات الأعيان 12/178، الشعر والشعراء ص 350، تاريخ بغداد 8/382) .
.
.
.
ظلمة، ويلفظ نورا؛ قد يكون قلم الكاتب، أمضى من شباة المحارب؛ القلم سهم ينفذ المقاتل، وشفرة تطيح بها المفاصل. ومن كلام العميد عمر بن عثمان الكاتب: قلم يطلق الآجال والأرزاق، وينفث السّم والدّرياق؛ قلم تدق عن الإدراك حركاته، وتحلّى بالنفائس فتكاته؛ يسرع ولا انحدار السيل إلى قراره، وانقداح الضوء من شراره، معطوفة الغايات على المبادي، مصروفة الأعجاز إلى الهوادي؛ وإذا صال أراك كيف اختلاف الرماح بين الآساد. وله خصائص أخرى يبدعها إبداعا، فإذا لم يأت بها غيره تطبّعا أتى بها هو طبعا، فطورا يرى إماما يلقي درسا، وطورا يرى ماشطة تجلو عرسا، وطورا يرى ورقاء تصدح في الأوراق، وطورا يرى جوادا مخلّقا بخلوق السّباق، وطورا أفعوانا مطرقا، والعجب أنه لا يزهو إلا عند الإطراق! ولطالما نفث سحرا، وجلب عطرا، وأدار في القرطاس خمرا؛ وتصرّف في صنوف الغناء فكان في الفتح عمر «1» ، وفي الهدي عمّارا «2» ، وفي الكيد عمرا «3» فلا تحظى به دولة إلّا فخرت على الدول، واستغنت عن الخيل والخول.
.🌴 وقال الإسكندر: لولا القلم ما قامت الدنيا، ولا استقامت المملكة. وكلّ شيء تحت العقل واللسان لأنهما الحاكمان على كل شيء، والقلم يريكهما صورتين، ويوجدكهما شكلين.
🌴. وقال بعض حكماء اليونان: أمور الدنيا تحت شيئين: السيف والقلم، والسيف تحت القلم. وقال آخر: فاقت صنعة القلم عند سائر الأمم جمع الحكم في صحون الكتب.
.
الاقصى🚐
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً