د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ...

{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف:170].

عقوبة الزنا واللواط

إن علينا كمجتمع إسلامي قوامه الدين والأخلاق، ولله الحمد، أن نجتهد بقدر ما نستطيع على التمسك بديننا والتخلق بالأخلاق الفاضلة وأن يسعى كل منا من الولاة فمن دونهم لمنع الفساد والمفسدين وإصلاح المجتمع وأن نتخذ الحيطة ونتبع مواقع الفساد لتطهيرها... ... المزيد

قالَ بَعضهم تفقد عَدوك قبل أن يَمْتَد باعه ويطول ذراعه وتكبر شَكِيمَته ويعضل دواؤه. قالَ ...

قالَ بَعضهم تفقد عَدوك قبل أن يَمْتَد باعه ويطول ذراعه وتكبر شَكِيمَته ويعضل دواؤه.
قالَ الشّاعِر
(إذا لم يكن إلّا الأسنة مركبا … فَلا رَأْي للْمُضْطَر إلّا ركُوبها)
وللْآخر
(ولا أتَمَنّى الشَّرّ والشَّر تاركي … ولَكِن مَتى أحمل على الشَّرّ أركب)

وهَذا مثل قَوْله ﷺ لا تَتَمَنَّوْا لِقاء العَدو وإذا لقيتموه فاصْبِرُوا).
...المزيد

الغَيْرَةُ: أفكار وتصرفات تحدث عندما يظن الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدد من قبل طرف آخر ...

الغَيْرَةُ:
أفكار وتصرفات تحدث عندما يظن الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدد من قبل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركًا أو غير مدرك أنه يشكل تهديدًا.
والغَيْرة: كراهة الرجل اشتراك غيره فيما هو حقه. ...المزيد

تعلم فن السرور من أعظم النعم سرور القلب، واستقراره وهدوئه، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج ...

تعلم فن السرور
من أعظم النعم سرور القلب، واستقراره وهدوئه، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس، وقالوا: إن السرور فن يدرس، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسارِّ العيش، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه. والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث، ولا ينزعج للتوافه، وبحسب قوة القلب وصفائه، تشرق النفس. إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس، رواحل للهموم والغموم والأحزان، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات، وخفت عليه الأزمات. ...المزيد

الأصول في فن السرور من الأصول في فن السرور أن تلجم تفكيرك وتعصمه، فلا يتفلّت ولا يهرب ولا يطيش، ...

الأصول في فن السرور
من الأصول في فن السرور أن تلجم تفكيرك وتعصمه، فلا يتفلّت ولا يهرب ولا يطيش، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك، فاخطمه بخطام التوجه الجادّ المركز على العمل المثمر المفيد، [وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ]. ومن الأصول أيضا أن تعطي الحياة قيمتها، وأن تنزلها منزلتها، فهي لهو، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود؛ لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع، وجالبة الكوارث، فمَن هذه صفتها كيف يهتم بها، ويحزن على ما فات منها. صفوها كدر، وبرقها خلب، ومواعيدها سراب بِقِيعَة، مولودها مفقود، وسيدها محسود، ومنعمها مهدد، وعاشقها مقتول بسيف غدرها. ...المزيد

نبكي على الدنيا وما من معشر***جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا أين الجبابرة الأكاسرة الألى***كنزوا ...

نبكي على الدنيا وما من معشر***جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى***كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه***حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا***أن الكلام لهم حلال مطلق ...المزيد

حكم المنية في البرية جاري***ما هذه الدنيا بدار قرار بينا ترى الإنسان فيها مخبرا***ألفيته خبرا من ...

حكم المنية في البرية جاري***ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبرا***ألفيته خبرا من الأخبار
طبعت على كدر، وأنت تريدها***صفوًا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها***متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما***تبني الرجاء على شفير هار
والعيش نوم والمنية يقظة***والمرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما***أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خـيل الشباب***وبادروا أن تسترد فإنهن عوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما***طبع الزمان عداوة الأحرار
...المزيد

لا تحزن! فقد حار الأطباء، وعجز الحكماء، ووقف العلماء،وتساءل الشعراء وبارت الحيل أمام نفاذ القدرة ...

لا تحزن! فقد حار الأطباء،
وعجز الحكماء، ووقف العلماء،وتساءل الشعراء
وبارت الحيل أمام نفاذ القدرة ووقوع القضاء، وحتمية المقدور:
عَسى فرجٌ يكون عَسى ***نعلِّل نفسَنا بِعَسى
فلا تقنط وإن لاقيت***هَمًّا يقضب النفَسا
فأقرب ما يكون المرء***مِنْ فَرَجٍ إذا يئسَا
...المزيد

من عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات، وخفت عليه الأزمات إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** ...

من عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات، وخفت عليه الأزمات
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول

أقوال الشعراء عن الغيرة كان أحد شعراء العرب في الجاهلية مشهور عنه بالغيرة الشديدة وكان أصحابه ...

أقوال الشعراء عن الغيرة
كان أحد شعراء العرب في الجاهلية مشهور عنه بالغيرة الشديدة وكان أصحابه يحذرونه منها فلما تزوج كان يسير هو وزوجته في الطريق فرأى رجلاً ينظر إلى زوجته فطلقها، ثم تعرض للوم من أصحابه فقال لهم
سأترك حبها من غير بغض ولكن لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأُسُود ورود ماء إذا كان الكلاب وَلَغْنَ فيه
...المزيد

ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك هل يجوز لشخص أن يعمل الأعمال كلها في الخفاء، ولا ...

ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك
هل يجوز لشخص أن يعمل الأعمال كلها في الخفاء، ولا يظهر منها شيئًا أمام الناس؟ فقد سمعت أن: (ترك العمل مخافة الرياء يعتبر رياء) فهل هذا صحيح؟ وإن كان صحيحًا فكيف يكون رياء؟ وهل يصح أن ينتظر ذهاب الناس حتى يعمل الأعمال الصالحة، فيكون أكمل في الإخلاص؟ وهل يسمى هذا رياء؟


والجواب:
يجوز أن تخفى عن الناس الأعمال التي لم يأمر الشرع بإظهارها.

فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه). رواه البخاري ومسلم.

بل إن الأفضل إخفاء العمل عند الخوف من الرياء.

قال الطيبي: جاءت آثار بفضيلة الجهر بالقرآن، وآثار بفضيلة الإسرار به، والجمع بأن يقال: الإسرار أفضل لمن يخاف الرياء، والجهر أفضل لمن لا يخافه. اهـ

وأما الرياء فهو محرم، كما قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف:110]
وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).

ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سمَّع سمع الله به، ومن راءى رَاءَى الله به) متفق عليه.

وأما ترك بعض الأعمال الصالحة من باب مخافة الرياء فهو: من تلبيس الشيطان، وقد عده أهل العلم من الرياء كما سمعت فقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله كما في شعب الأيمان: (ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما).

وعليه؛ فلا يجوز لمسلم أن يترك عملًا صالحًا كالصلاة، أو غيرها من الفروض خوفًا من الرياء، بل يجب فعل الفرائض، ومجاهدة الشيطان والنفس في عملها لله.

وإذا قال له الشيطان: (أنتَ مراءٍ)، فليعرض عن وسوسة الشيطان، وليزد في الطاعة.
وفي كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي قال الحارث بن قيس رضي الله عنه: إذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال: "إنك ترائي" فزدها طولًا.

وأما عن معنى كلام الفضيل فقد قال صاحب روح البيان: قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص: الخلاص من هذين).

ومعنى كلامه:


أن من عزم على عبادة الله تعالى ثم تركها مخافة أن يطلع الناس عليه فهو مراء؛ لأنه لو كان عمله لله تعالى لم يضره اطلاع الناس عليه، ومن عمل لأجل أن يراه الناس فقد أشرك في الطاعة.
ويستثنى من كلامه مسألة لا يكون ترك العمل فيها لأجل الناس رياء، وهي إذا كان الشخص يعلم أنه متى فعل الطاعة بحضرة الناس آذوه واغتابوه، فإن الترك من أجلهم لا يكون رياء، بل شفقة عليه ورحمة، كما في فتح القريب.
وقال في شرح الطريقة: من مكايد الشيطان أن الرجل قد يكون ذا وِرد كصلاة الضحى، والتهجد، وتلاوة القرآن والادعية المأثورة فيقع في قوم لا يفعلونه، فيتركه خوفًا من الرياء، وهذا غلط منه؛ إذ مداومته السابقة دليل الإخلاص، فوقوع خاطر الرياء في قلبه بلا اختيار ولا قبول لا يضر، ولا يخل بالإخلاص، فترك العمل لأجله موافقة للشيطان، وتحصيل لغرضه.

وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: أما قوله: (إن العمل من أجل الناس شرك)، فهو صحيح؛ لأن الأدلة من الكتاب والسنة تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وتحريم الرياء.

وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الرياء: (الشرك الأصغر)، وذكر أنه أخوف ما يخاف على أمته عليه الصلاة والسلام.

وأما قوله: إن ترك العمل من أجل الناس رياء فليس على إطلاقه، بل فيه تفصيل، والمعول في ذلك على النية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»


مع العناية بتحري موافقة الشريعة في جميع الأعمال؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»


فإذا وقع للإنسان حالة ترك فيها العمل الذي لا يجب عليه؛ لئلا يظن به ما يضره فليس هذا الرياء، بل هو من السياسة الشرعية، وهكذا لو ترك بعض النوافل عند بعض الناس خشية أن يمدحوه بما يضره أو يخشى الفتنة به، أما الواجب فليس له أن يتركه إلا لعذر شرعي.
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً