د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

- من عاش لنفسه عاش صغيراً ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومن عاش لأمته عاش عظيماً ... إن الذي يعيش لنفسه ...

- من عاش لنفسه عاش صغيراً ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومن عاش لأمته عاش عظيماً ... إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً.

الحث على أخذ القرآن وتعاهده والعمل به، والتحذير من تركه والإعراض عنه عن سمرة بن جندب عن النبي صلى ...

الحث على أخذ القرآن وتعاهده والعمل به، والتحذير من تركه والإعراض عنه
عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا، قال: (أما الذي يثلغ رأسه بالحجر، فإنه يأخذ القرآن، فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة). رواه البخاري في صحيحه برقم: 1143.
الفعل الأول:
أنه يأخذ القرآن ويرفضه، والرفض هو الترك، والمعنى: أنه رجل علمه الله القرآن وأنعم عليه به، فأعرض عنه وأهمله وتشاغل، بحيث ترك حفظ حروفه وتعاهده، وترك العمل بمعانيه، وقد قال بعض أهل العلم: رفض القرآن بعد حفظه جناية عظيمة؛ لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه، فلما رفض أشرف الأشياء وهو القرآن عوقب في أشرف أعضائه، وهو الرأس. وأما إذا ترك حفظ حروفه لضعف ذاكرته، أو كبر سنه، أو انشغاله بما لا قبل له بتركه، ولكنه عمل بمعانيه؛ فليس برافض له.
والفعل الثاني:
أنه كان ينام عن الصلاة المكتوبة، فيخرج وقتها دون أن يصليها؛ فهذان هما الفعلان اللذان استحق عليهما العقوبة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا يتعارض هذا مع ما رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إنه ليس في النوم تفريط» الذي يعني أنه ليس في النوم تقصير وإثم؛ لانعدام الاختيار من النائم؛ فالنائم مرفوع عنه القلم؛ فهذا فيمن غلبه النوم، أما من يتعمد الإهمال والتقصير، والاسترسال في النوم، ويترك الأخذ بأسباب الاستيقاظ للصلاة حتى يخرج وقتها؛ فهذا هو المهمل المقصر عمداً، المستحق للعقوبة.

وفي الحديث: الحث على أخذ القرآن وتعاهده والعمل به، والتحذير من تركه والإعراض عنه.
وفيه: الحث على أداء الصلوات المكتوبة في وقتها، والتحذير من التهاون في شأنها.
...المزيد

أسباب حصول البركة في الوقت للسلف نتعلم من تلاوة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن ...

أسباب حصول البركة في الوقت للسلف
نتعلم من تلاوة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن في ركعة واحدة على أن البركة قد نزعت من وقتنا. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض).
وروى الترمذي في سننه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار). وصححه الألباني.
وقال في تحفة الأحوذي: قال التوربشتي رحمه الله: يحمل ذلك على قلة بركة الزمان، وذهاب فائدته في كل مكان، أو على أن الناس لكثرة اهتمامهم بما دهمهم من النوازل والشدائد وشغل قلبهم بالفتن العظام، لا يدرون كيف تنقضي أيامهم ولياليهم.
وقال ابن حجر في فتح الباري: فالذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا، فإنا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا، وإن لم يكن هناك عيش مستلذ، والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب الساعة. انتهى
وقال ابن أبي جمرة: يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان: قصره، على ما وقع في حديث: (لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر). وعلى هذا فالقصر يحتمل أن يكون حسياً، ويحتمل أن يكون معنوياً، أما الحسي: فلم يظهر بعد، ولعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة.
وأما المعنوي: فله مدة منذ ظهر، يعرف ذلك أهل العلم الشرعي، ومن له فطنة من أهل السبب الدنيوي، فإنهم يجدون أنفسهم، لا يقدر أحدهم أن يبلغ من العمل قدر ما كانوا يعملونه قبل ذلك، ويشكون ذلك ولا يدرون العلة فيه، ولعل ذلك بسبب ما وقع من ضعف الإيمان، لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه. انتهى
فهذا ومثله مما قاله العلماء في شرح هذين الحديثين وأمثالهما، يبين ذهاب بركة الوقت بمرور الزمان، وأنه كان يحصل للسلف من البركة في الوقت، ما لا يحصل لمن بعدهم، وما ذلك إلا لكثرة الذنوب والمعاصي والآثام، ومع هذا فإن فضل الله تعالى واسع، ولا يخلو زمان من الأزمنة من طائفة تسير على جادة السابقين، وتحمل لواء السلف الصالحين، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
...المزيد

قال الشاطبي رحمه الله: "إنَّ المُفْتِيَ شَارِعٌ من وجه؛ لأن ما يبلِّغه من الشريعة إما منقول عن ...

قال الشاطبي رحمه الله: "إنَّ المُفْتِيَ شَارِعٌ من وجه؛ لأن ما يبلِّغه من الشريعة إما منقول عن صاحبها، وإما مستنبَط من المنقول؛ فالأول: يكون فيه مُبلِّغًا، والثاني: يكون فيه قائمًا مقامه في إنشاء الأحكام، وإنشاء الأحكام إنما هو للشارع، فإذا كان للمجتهد إنشاء الأحكام بحسَب نظره واجتهاده، فهو من هذا الوجه شارع، واجِبٌ اتباعُه، والعمل على وَفْق ما قاله، وهذه هي الخلافة على التحقيق". ...المزيد

عن سعيد بن المسيب قال: (كتب إلى بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على ...

عن سعيد بن المسيب قال: (كتب إلى بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد له في الخير محملاً).

ما هو منهج أهل السنة في نصح الحاكم؟ ليس من منهج أهل السنة التشهير بعيوب الحاكم، وذكر ذلك على ...

ما هو منهج أهل السنة في نصح الحاكم؟
ليس من منهج أهل السنة التشهير بعيوب الحاكم، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع.
ولكن الطريقة المتبعة عند أهل السنة : النصيحة فيما بينهم وبين الحاكم، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.
أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.
ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.
ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان: قال بعض الناس لأسامة بن زيد: ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.
ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقُتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب عَلنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه.

وقد روى عياض بن غنم الأشعري، أن رسول الله ﷺ قال: (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه).
أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 5/232، وخلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات، وصحح إسناده الألباني في تخريج كتاب السنة، برقم ١٠٩٦.
...المزيد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصاحب الهوى يُعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك، ولا ...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصاحب الهوى يُعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك، ولا يطلبه، ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله. بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، ويكون مع ذلك معه شبهة دين). وقد نقل عن سلفنا الصالح قولهم: (احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه). ...المزيد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصاحب الهوى يُعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك، ولا ...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصاحب الهوى يُعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك، ولا يطلبه، ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله. بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، ويكون مع ذلك معه شبهة دين). وقد نقل عن سلفنا الصالح قولهم: (احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه). ...المزيد

قال النووي في المجموع: اعْلَمْ أَنَّ التَّعْلِيمَ هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي بِهِ قِوَامُ الدِّينِ، ...

قال النووي في المجموع: اعْلَمْ أَنَّ التَّعْلِيمَ هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي بِهِ قِوَامُ الدِّينِ، وَبِهِ يُؤْمَنُ إمْحَاقُ الْعِلْمِ، فَهُوَ مِنْ أَهَمِّ أُمُورِ الدِّينِ، وَأَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ، وَآكَدِ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَإِذْ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) ـ وَقَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا) ـ الْآيَةُ: وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ طُرُقٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ). ...المزيد

علم الجرح والتعديل المراد بعلم الجرح والتعديل هو علم الجرح والتعديل علم يعنى بالرجال الناقلين ...

علم الجرح والتعديل
المراد بعلم الجرح والتعديل هو علم الجرح والتعديل علم يعنى بالرجال الناقلين لحديث النبي صلى الله عليه وسلم والآثار والأخبار، والنظر في شرائط قبولهم، وأسباب ردهم، فما استوفى من الأسانيد شروط الصحة حكم بقبوله، وما كان فيه سبب أو أكثر من أسباب الرد رد. وهو علم جليل ثمرته معرفة حديث النبي صلى الله عليه وسلم صحة وضعفاً قبولاً ورداً، وكذلك الآثار والأخبار. ...المزيد

ضوابط في الجرح والتعديل هل يجوز قول فلان مجروح فلا يؤخذ منه؟ إذا كان المقصود به جرح المجروحين من ...

ضوابط في الجرح والتعديل
هل يجوز قول فلان مجروح فلا يؤخذ منه؟
إذا كان المقصود به جرح المجروحين من الرواة والشهود، فذلك جائز بالإجماع، بل واجب صوناً للشريعة، وممن نص على ذلك الإمام ابن حجر الهيتمي والإمام النووي وغيرهما.
وأما من هو حامل لواء الجرح والتعديل في وقتنا؟
فكل من تكلم في هذا العصر في هذا العلم فلا بد أن يعتمد على أقوال علماء الجرح والتعديل المتقدمين ويستضيء بحكمهم على الرواة، وإلا لم يسلم من الخطأ والتفرد ومخالفة الأئمة، وليس أحد منهم مجتهداً إنما هو ناقل، ولذا فلا يصح أن يحكم على أحد منهم بحمل لواء الجرح والتعديل.
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً