في غمرة الأحداث

منذ 2014-01-28

لا تنظرن إلى الحياة وإن قست *** نظر اليئوس ولو شكوت بنيها! فالمسلم المغوار لا يرنو إلى *** سقط الحياة وتُرّهات ذويها!

 

 

هتفت بك الأشواق يا باغيها *** أخفيتها دهراً فهل تبديها؟


 

في كل حرف من نشيدك آهة *** يدعوك في ليل الأسى داعيها!



 

هتفت بك الأشواق إن نشيدها *** عذب فغرد واحذر التمويها


 

تفنى النفوس، وذاك أمر واقع *** فالنفس راجعة إلى باريها



 

ما الخوف أن تفنى النفوس وكل ما *** نخشاه أن تفنى الكرامة فيها!


 

نخشى على الإسلام من يأتي الهدى *** كذباً، ويقصد للهدى تشويها!



 

غبن القرون يبث في أعماقه *** أحقاده فيظل يستجديها!


 

يا غارقاً في حقده، ويريد أن *** يبني الفضائل، جل من يبنيها!



 

إن كنت تبغي أن تصيب رمية *** فاعرف سهامك قبل أن ترميها!


 

إن كنت بالتدجيل صرت مكرماً *** فأنا أسمي المستغل سفيها!



 

يا غارقاً في حقده، وبقلبه *** أوهام بغيٍ، لم يزل يخفيها!


 

ماذا دهاك؟ حملت رمز عدالة *** وأراك أول ظالم يفنيها!



 

لا تنظرن إلى الحياة وإن قست *** نظر اليئوس ولو شكوت بنيها!


 

فالمسلم المغوار لا يرنو إلى *** سقط الحياة وتُرّهات ذويها!



 

عِشنا، وفي الأيامِ أحداثٌ وكم *** يرجو لسان الدهر أن يرويها!


 

وعلى شفاه النازحين حكاية *** وُئِدت، ولم تلقَ الذي يحكيها!



 

وبأعينِ الأيتام قصة حسرةٍ *** ذابت، وإعلام العدا يمحوها!


 

يا أمة الإسلام لا تتنكري *** فأساس كل حضارةٍ ماضيها



 

لا تتركي الإسلام فهو شريعةٌ *** ما خاب طول زمانه حاميها!


 

إن ترم إسرائيل عفة أرضنا *** فلأن أمريكا التي تعطيها!



 

ودم اليتامى كالمدامة بينهم *** يشتاق شاربها إلى ساقيها


 

نسعى إلى ذل السلام وربما *** تجري القوافل لو أبى حاديها



 

أنّى تنال العز أمتنا إذا *** أعطت زمام أمورها غاويها؟!


 

قف أيها القلم الجريح فإنني *** أخشى على الأسرار أن تفشيها!



 

أخلص لخالقك الضمير ولا تخف *** فثمار غرسك في غدٍ تجنيها


 

من يجعل الرحمن مقصد قلبه *** يبقى شريفاً في الحياة نزيها!

 

عبد الرحمن بن صالح العشماوي

الشاعر المعروف أستاذ النقد الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 2
  • 0
  • 3,686

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً